ومن فوائد الاية الكريمة انه يجوز تعليق الاحكام بالاوصاف تعليق الاحكام بالاوصاف بقوله لاية لكم ان كنتم مؤمنين وهذا شيء كثير قد يعني تعلق الاحكام بالاوصاف اما بادوات الشرط المعروفة واما بغير ذلك. المهم ان تعليق الاحكام بالاوصاف سواء عن طريق الشرط او عن طريق الصفة المعروفة في النحو او البدل او غير ذلك جار في القرآن والسنة ومن فوائد نعم ثم قال ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم باية من ربكم فاتقوا الله واطيعوه من فوائد الايات الكريمة ان عيسى ابن مريم قد جاء بما يصدق به التوراة يقول هو مصدقا لما بين يديه وقد سبق لنا ان معنى مصدقا او ان كلمة مصدقا ذات وجهين حدثنا عنهم ما تذكر ان مصدقا نعم كلمة ذات وجهين نعم انه مصدق كيف؟ لما بين يديه من التراث؟ ذكرته. يعني شاهد لها بالصدق نعم هذا واحد ها هذي واحد وانها اخبرت اخبرت عيسى يعني وقع مطابقا لما اخبرت به اذا مصدقا لما بين يديه كلمة ذات وجهين الوجه الاول انه شاهد بصدق التوراة وانا حق والثاني انه مطابق لما اخبرت به واذا جاء الشيء مطابقا لما اخبر به فهذا التصديق شهادة بصدق نعم ومن فوائد الاية الكريمة انه جواز النفس في الشرائط جواز النسخ الشرائع لقوله ولاحل لكم بعض الذي حرم عليه وهذا نسخ طيب والنسخ في الشرائع ثابت منذ نوح الى يومنا الى محمد عليه الصلاة والسلام وانكرت اليهود بوجود النصر وقالت لا يمكن ان ينسخ الله الحكم لان هذا يستلزم نقصا في حق الله فيقال لهم متى وصفتم متى وصفتم الله بالكمال انقصكم الله واذلكم الم تقولوا ان يد الله مغلولة الم تقولوا ان الله فقير الم تقولوا ان الله استراح حين خلق السماوات والارض وتعب كيف تقولون الناس يستلزم النقص على الله يقولون لانه يستلزم العلم بعد الجهل كان الله اذا نسخ الحكم الاول تبين له ان الصواب في الحكم الثاني وهذا نقص فنقول لهم نحن نرد عليكم بشريعته قال الله تعالى كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل ها الا ما حرم اسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة وقال فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وانتم تعتقدون ان التوراة ناسخة للكتب السابقة المنزلة على بني اسرائيل وانه يجب على كل واحد من بني اسرائيل ان ان يؤمن بها ويتبعها وهل هذا الا نصر ثمان النسخ في الحقيقة من مقتضى الحكمة لا مناف لحكمة لان الله عز وجل يشرع الاحكام مناسبة للواقع او ملائمة لمن استشرعت له فقد يكون هذا الحكم ملائما في زمن خير ملائم في زمن اخر او ملائما لقوم غير غير ملائم لاخرين وكون الاحكام تتبع الحكم هذا هو الكمال وليس النقص وهنا عيسى ابن مريم قال ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم طيب ومن فوائد الاية الكريمة جواز نسبة الحكم الى من بلغه انه قال احل لكم واصل التحرير والتحريم من عند الله عز وجل لكن اضافته الى من ابانه واظهره لا بأس به لا بأس بها ولهذا اظاف الله القرآن الى نفسه والى جبريل والى محمد اما الى نفسه فقال وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله واما الى جبريل فقال وانه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين واما الى محمد فقال انه لقول رسول كريم وما هو في قول شاعر لكن الكلام يضاف حقيقة الى من قاله مبتدأ واما من قاله مبلغا مؤديا فانما يضاف اليه لكونه اظهره وابانه ومن فوائد الاية الكريمة اه تكرار الامور الهامة لقولهما في المرة الثالثة وجئتكم باية من ربه ومن فوائدها ان الطاعة امر مشترك بين الرسل وبين الله عز وجل واما التقوى فهي خاصة بالله لقوله فاتقوا الله واطيعوه وطاعة الله هي الاصل لكن طاعة الرسول طاعة للمرسل للذي ارسله ومن فوائد الاية الكريمة ان التقوى واجبة في كل شريعة كقوله هنا فاتقوا الله ولكن المتقى قد يختلف باختلاف الشرائع لقوله لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا يعني الذي يتقوا الله به قد يختلف باختلاف الشرائع ثم قال ان الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم في هذه الاية الكريمة اثبات الربوبية لله عز وجل لكل لكل بشر ايش اللي هي ان الطاعة لله ورسوله والتقوى لله فقط هذي لانه قال فاتقوا الله ولم يقل اتقوني وقال في الطاعة واطيعوه وطاعة الله معلومة وجوبها معلوم في اية اخرى طيب ان الله ربي وربكم فاعبدوه من فوائدها عموم ربوبية الله للبشر كقوله ها؟ ربي وربكم وربوبية الله ثابتة لكل السماوات والارض ومن فيهن قلم الارض ومن فيها قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم فالربوبية ربوية الله سبحانه وتعالى لكل شيء لكن عيسى قال ربي وربكم ليقيم عليهم الحجة لانه اذا كان ربهم سبحانه وتعالى فانه يشرع فيهم وعليهم ما يشاء ولا احد يعقب حكمه ومن فوائدها ان عيسى مربوب وليس ربا بقوله ربي وربكم ربي ومن فوائدها الرد على النصارى في دعواهم ان الله ثالث ثلاثة وقد كفرهم الله بذلك فقال لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة كفرهم بها وهم بلا شك كافرون مخلدون في نار جهنم ابد الابدين ومن فوائد الاية الكريمة وجوب العبادة لقوله فاعبدوه ومن فوائدها ايضا ان الاقرار بالربوبية مستلزم للاقرار بالعبودية يعني ان من اقر بربوبية الله لزمه ان يقر بعبوديته ولهذا قال فاعبدوا فاتى بالفاء الدالة على السببية اي فبسبب اختصاصي بربوبية يجب ان تخصوه بالعبادة ومن ثم نجد الله سبحانه وتعالى في كتابه يقيم الحجة على المشركين الذين يقرون بربوبيته لا بالوهيته يقولون انه منفرد بالربوبية لكن في الالوهية لا لا يفردون يتخذن معه يا عبد الله ها الهة مو الى واحد الالهة كل قوم لهم رب يعبدون وهذا لا شك من السفه اذا كنت تعلم وتعتقد بان الله وحده هو الرب لزمك ان تعتقد بانه وحدهم الاله المعبود وانه لا اله غيره ومن فوائد الاية الكريمة ان الصراط المستقيم عبادة الله بقوله هذا صراط مستقيم ولا شك ان عهد السبل واقومها عبادة الله وعبادة الله كما نعلم هي اتباع شرعه الموصل اليه سبحانه وتعالى ثم قال الله تعالى فلما احس عيسى منهم الكفر كان منذ درس اليوم الكفر؟ قال من انصاري الى الله وفي قراءة من انصاري الى الله لان يا المتكلم يجوز فيها ثلاث لغات الفتح بناء والسكون بناء والحذف تخفيفا حتى خفيفا فتقول هذا غلامي هذا غلامي هذا غلام لكن تبين انه مضاف يقول هنا فلما احس عيسى منهم الكفر احس بمعنى ادرك بحاسته وتيقن انهم كفروا مع هذه الايات العظيمة التي يشاهدونها لم يؤمنوا والعياذ بالله لان الله لان الله اذا ختم على القلب لا يؤمن صاحبه ابدا ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم كان في الاية التي قبلها صوموا بكم عمي فهم لا يرجون وقال عز وجل ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جائتهم كل اية فهم ما هذه الايات لم يؤمنوا لما احس منهم الكفر وادركه وتبين له لجأ الى الاختيار الاختيار وانتخاب الاكفاء فقال من انصاري الى الله من انصاره؟ يعني اذا كان الايمان تعذر منكم جميعا فمن الذي يكون ناصري وقول من انصاري الى الله الى هنا للغاية ولم يقل من انصاري في الله ليكون النصر مبنيا على الاخلاص لان الى للغاية فيريد ان يكون نصرا موصلا الى من الى الله عز وجل قال من انصاري الى الله؟ ومن هذه مبتدأ وانصاري خبر والى الله متعلق بانصار قال قال الحواريون نحن انصار الله الحواريون جمع حواري بتشديد الياء وهو من الحور وهو البياض وسموا حواريين لسلامة قلوبهم من اثر المعاصي لان المعاصي نسأل الله العافية نكت سوداء تكون في القلب كلما عصى الانسان نكث في قلبه نكتة سوداء فان تاب صقل وعاد الى الاستنارة وان لم يتب واحدث معصية اخرى زادت نقطة اخرى وهكذا حتى يطبع على القلب الحواريون اذا هم الذين اخلصوا دينهم ولم يتلطخوا بالمعاصي قال الحواريون نحن انصار الله نحن انصار الله يعني لا غيره ووجه قول لا غيرنا ان الجملة هنا مكونة من مبتدأ وخبر فهي جملة اسمية طرفاها ها معرفة والجملة الاسمية التي يكون طرفاها معرفة تفيد الحصر لكن لا شك ان افادة الحصر ظعيف ليس كالفادة انما او النفي والاثبات