اني قد جئتكم باية من ربكم اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير الى اخره في هذا في هذه الايات من الفوائد ان عيسى ابن مريم قد جاء بالبينة من الله لان كل رسول يرسله الله الى البشر لابد ان يأتي باية يؤخذ من قوله قد جئتكم باية من ربكم ومن فوائدها الاشارة الى وجوب قبول رسالته بقوله من ربكم يعني فاذا كان ربكم وجب ان تكونوا له عبيدا فتقبلوا ما جاءت به رسله ومن فوائد الايات الكريمة ايضا قدرة الله عز وجل قدرة الله حيث حيث يخلق عيسى ابن مريم من الطين كاية الطير فينفخ فيه فيكون طيرا باذن الله في الحال بينما الامور العادية لا يكون طيرا الا بعد مدة بعد ان يفقس من البيضة ويترعرع شياطين ومن فوائد الاية الكريمة ان ما فعل بامر الله فهو حلال مباح وان كان نظيره بدون امر حراما كقوله اخلق لكم من الطير من الطين كاهية الطير فلو ان احدا اراد ان يصنع تمثالا من الطين على هيئة الطير. لكان ذلك حراما لكن لما كان بامر الله صار هذا حلالا ولهذا نظائر السجود لغير الله شرك والسجود لغير الله بامر الله طاعة ولهذا سجد الملائكة لادم فكانوا طائعين واستكبر عن ذلك ابليس فكان من الكافرين قتل النفس المحرمة ولا سيما ذوي الرحم من كبائر الذنوب واذا كان بامر الله كان مما يقرب الى الله فابراهيم عليه الصلاة والسلام امر بذبح ابنه اسماعيل فامتثل وكان امره وكان امتثاله لذلك طاعة لله عز وجل هكذا خلق آآ عيسى كهذه الطير لينفخ فيها فيكون طيرا بيد الله هذا ايضا من الامور التي ابيحت بامر الله عز وجل ومن فوائد الاية الكريمة اطلاق وصف الخلق على المخلوق اي ان المخلوق يكون خالقه لقوله اخلق لكم وهذا له نظائف قال الله تعالى فتبارك الله احسن الخالقين وقال النبي عليه الصلاة والسلام في المصورين يقال لهم احيوا ما خلقتم لكن خلق غير الخالق جل وعلا ليس خلقا حقيقة ولكنه تغيير او تحويل فالانسان مثلا يخلق من الطين صورة لكن من الذي خلق الطين الله عز وجل لا يمكن ان يخلق جميع الخلق شيئا على وجه الاستقلال وانما خلقهم للاشياء تغيير صور الاشياء او تحويلها من شيء الى شيء او ما اشبه ذلك طيب ومن فوائد هذه الاية الكريمة هذه المعجزة العظيمة لعيسى ابن مريم وهو انه ينفخ في هذا التمثال حتى يكون طيرا وفي قراءة طائرا والفرق بل ليس هناك فرق في الواقع وذلك لان الطير قد يطير وقد لا يطير ولكنه يصير طيرا يطير باذن الله في الحال ومن فوائد الاية الكريمة ان من ايات عيسى عليه الصلاة والسلام انه يبرئ الاكمه والابرص لكن لا استقلالا بل باذن الله بل باذن الله والا لا احد يشفي من المرض اي مرض كان الا باذن الله عز وجل حتى الاشياء التي جعلها الله تعالى بطبيعتها شفاء للامراض لا تشفي الا باذن الله وكم من دواء كان مفيدا ونافعا لهذا المرض المعين ثم يستعمله المريض فلا ينتفع به ومن فوائد الايات الكريمة الاية العظيمة وهي احياء الموتى احياء الموتى وهذا من ايات الله وفي الاية الثانية واذ تخرج الموتى باذن الله ففيها ففي الايتين احياء الموتى وان كانوا على ظهر الارض واحياء الموتى في القبور واخراجهم من القبور احياء احياء يعني اذا ضمنت هذه الى هذه استفدت فائدتين انه يحيي الموتى وهم على ظهر الارض ويحييهم وهم في بطن الارض فيخرجون واذ تخرج الموتى باذن الله وفي هذه الاية الكريمة اثبات الحكمة لله عز وجل وجهه ان الله جعل لعيسى من الايات ما يكون مناسبا لزمنه وعصره حيث اوتي من من الايات ما يعجز عنه من كانوا محل تعظيم للناس في ذلك الوقت وهم الاطباء في عهد عيسى ترقى الطب ترقيا عظيما ولكن مهما تلقى الطب لم يصلوا الى ما وصل اليه عيسى لا يبرئون الاكمة ولا الابرص ولا يحيين الموت ولا يخرجونه من القبور لكن عيسى يأتي بهذه الايات باذن الله عز وجل قال اهل العلم وفي عهد موسى ترقى السحر ترقيا عظيما فكانت اياته معجزة تقهر السحرة وذلك في العصا واليد ومحمد صلى الله عليه وسلم اتى بعث في قوم يفخرون بالبلاغة والفصاحة ويرونها هي محل التقدير والاحترام فكانت اياته ان جاء بكلام يعجز عن مثله البشر ببلاغته وفي معانيه واحكامه لا الى اخر وجوه الاعجاز في القرآن ومن فوائد الايات الكريمة اثبات الاذن لله الاذن لا الاذن الاذن هي الجارحة او العضو الذي يكون في الانسان لتلقي الاصوات واما الاذن الاذن فهو الاباحة والترخيص وما اشبه ذلك اما الاذن فلا يجوز ان نثبتها لله ولا ان ننفيها عنه لان الصفات توقيفية والله عز وجل لم يثبت لنفسه اذنا ولم ينفي عنه الاذن اثبت لنفسه السمع والسمع ليس بشرط ان يكون من ذي اذن فها هي الارض تسمع وتحدث اخبارها وليس لها اذان المهم ان الاذن هنا غير الاذن واذن الله عز وجل ينقسم الى قسمين اذن شرعي واذن كوني فما تعلق بالخلق فهو اذن كوني وما تعلق بالشرع فهو اذن شرعي هذا الظابط الاذن الكوني ما تعلق بالخلق والشرع ما تعلق بالشرع ففي قوله تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله الاذن هنا؟ شرعي وليس كونيا لانه كونيا قد اذن الله له فيه قد اذن الله به الشرع لكن لم يأذن به شرعا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه كوني كوني وكذلك هنا فيكون طيرا باذن الله ومن فوائد الاية الكريمة ان الرسل عليهم الصلاة والسلام لا يملكون شيئا من الربوبية من اين يؤخذ من تقييد فعل عيسى باذن الله ومن فوائد الاية الاية الكريمة الرد على النصارى في زعمهم ان عيسى عليه الصلاة والسلام له حق في الربوبية وكذبوا في ذلك كذبوا في هذا فعيسى عبد عبد الله ورسوله قال لقومه وان الله ربي وربكم فاعبدوه وقال الله تعالى عنه ان هو الا عبد انعم عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل فهو عبد لا يملك من الربوبية شيئا ابدا لان الربوبية من حق الله الخاص الذي لا شك فيه احد ومن فوائد الاية الكريمة ان الله تعالى اطلع نبيه عيسى ابن مريم على ما يأكل قومه وما يدخرون مما يخفى على غيره لقوله وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم ومن فوائدها ايضا اثبات الحكمة لله سبحانه وتعالى في ان الله اطلع نبيه عيسى على ذلك حتى يخافوا ان يخفوا شيئا لا يرضاه الله ورسوله لانه اذا كان ينبئهم بما يكونون وما يدخرون بيوتهم معناه انه يطلع على اسرارهم البيتية وهذا يلزمهم ان لا يبيتوا شيئا لا يرضاه ومن فوائد الاية الكريمة انه ينبغي التكرار بالمقام الهام في قوله ها ان في ذلك لاية لكم مع انه قال في الاول قد جئتكم باية من ربه وذلك لان الامور الهامة ينبغي تكراره اولا من اجل ان يتبين للمخاطب اهميتها عند من لا ان يتبين للمخاطب اهميتها عند المتكلم وانه ذو عناية بها والثاني من اجل ان ترسخ في الذهن لانه كلما تكرر الشيء ازداد رسوخا ومن فوائد الاية الكريمة ان الايمان يحمل صاحبه على قبول الايات التي جاءت بها الرسل لقوله ان كنتم مؤمنين وكلما كان الانسان اقوى ايمانا كان اقوى قبولا لما جاءت به الرسل من الايات الكونية والايات الشرعية