طيب اه اما التدبير فكذلك الذي هو المعنى الثالث للربوبية التدبير فالتدبير ايضا يكون لغير الله لكنه تدبير ناقص من حيث الشمول ومن حيث التصرف ايضا فالانسان لا يدبر كل شيء لا يدبر الا ما يملك تدبيره ومع ذلك كفى تدبيره له تدبير ناقص على حسب ما يقضيه بالشر لو اراد ان يدبر بعيره على وجه يشق عليه يمشيها مع الوحل يمشيها على النار وما اشبه ذلك هل يجوز ها؟ لا يجوز فهو ناقص لو اراد ان يرسل عليها شواظا من نار يملك ها ما يملك لكن الله عز وجل يملك يملك هذا كله اليس كذلك؟ ولا معارض له المهم ان الربوبية هي انفراد الله بالملك بالخلق ايش والملك والتدبير ولا يعني ذلك الا احد يشاركه في في خلق او او ملك او تدبير لكن على وجه لا يماثل ما يثبت للخالق من ذلك فالانسان قد يخلق يقال انه خلق ويقال انه ملك ويقال دبر لكنه كما سمعتم ناقص طيب قوله ربي وربكم بدأ بنفسه ليكون اول مذعن لهذا الرب عز وجل لان الرب خالق مالك المدبر فبدأ بنفسه ليكون هو اول من يذعن وينقاد لهذا الرب قال فاعبدوه الفا هنا عاطفة وتفيد السببية ايضا انت بسبب كونه ربا اعبدوه ولهذا نقول ان الاقرار بتوحيد الربوبية يستلزم الاقرار بتوحيد الالوهية وان من اقر بتوحيد الربوبية وانكر توحيد الالوهية فقد تناقض ولذلك سفه الله المشركين الذين كانوا يقرون بتوحيد الربوبية ثم ينكرون توحيد الالهية فيقول انى يصرفون انا تصرفون انا يؤفكون وما اشبه ذلك مما يدل على انه من السفه ان يقر الانسان بان الله وحده هو الخالق المالك المدبر ثم يعبد غيره فنقول مثلا للمشرك الست تؤمن بالله سيقول بلى انه الخالق بلى انه المالك بلى انه مدبر؟ بلى انه لا خالق معه ولا مالك ولا مدبر له. قم بهذا كله اذا كيف تجعل معه الها تعبده والذي ومن كان ومن كان غير الله فهو معبور او عابد ها عابد مربوه وعبد مرفوض لله عز وجل فكيف تجعله معبودا مع الله ولهذا قال فاعبدوا فالفاء اذا عاطفة تفيد السببية اي فبسبب كونه ربي وربكم اعبدوه وحده ما هي العبادة العبادة مأخوذة من الذل عبد بمعنى ذل ومنه قولهم طريق معبد اي مذلل لسالكيه فاصلها الذل لكنها بالنسبة لله عز وجل ذل مقرون بمحبة وتعظيم ذل مقرون بمحبة وتعظيم فكل من تعبد لله فانه فان تعبده هذا مقرون بهذا بهذين الامرين. المحبة والتعظيم فبالمحبة يكون الطلب وبالتعظيم يكون الهرب الانسان اذا احب شيئا طلبه واذا عظم شيئا هابه وهرب منه وخاف منه ولهذا كانت العبادة مبنية على الرجاء والخوف طيب والعبادة تطلق احيانا على هذا المعنى العبادة تطلق على هذا المعنى الذي ذكرنا باعتبارها مصدرا ما هو الماء الذي ذكرناه التذلل لله مع المحبة والتعظيم وتطلق احيانا على اسم المفعول او على الشيء المتعبد به وحينئذ نقول انها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة الصلاة مثلا ها عبادة والزكاة عبادة والصوم عبادة والحج عبادة وبر الوالدين عبادة وصلة الارحام عبادة وهكذا فاحيانا تطلق على الفعل واحيانا تطلق على المفعول على الفعل فنفسرها بماذا بانها التذلل لله عز وجل حبا وتعظيما وباعتبار المعمول او المفعول اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه مما امر به ورسوله قال فاعبدوه هذا صراط مستقيم هذا المشار اليه اما اقرب مذكور او كل ما ثبت من قوله فاتقوا الله واطيعون ان الله ربي وربكم اعبدوه هذا ايتقوا الله وطاعة رسوله وتحقيق العبادة له صراط مستقيم اي طريق ولا يسمى الطريق صراطا الا اذا اجتمع فيه السعة والاعتداء السعة والاعتدال لانه مأخوذ من السرط وهو الابتلاء بسرعة وان شئت فقل من الزرق وهو الابتلاء بسرعة والطريق الواسع المستقيم يبتلع سالكيه بسرعة لان الظيق لا يمشي الناس فيه الا ايش رويدا رويدا ببطء وغير المستقيم لا يوصل الى الغاية الا ببطء سواء كان مستقيم سواء كان انحرافه عن يمينه الشمال او من حيث الصعود والنزول فانه اذا كان صاعدا نازلا اتعب السالك ولا لا فاذا قدرنا مثلا ان جبلا طوله خمسون مترا وعرضه خمسون مسرا كم يكون ما بين عرظه وعرضه الاخر لا صعد الانسان صعد لا مئة وخمسين مئة وخمسين عرضه خمسون وطوله خمس في السماء ارتفاعه ها اذا صار مئة وخمسين السعود خمسون والنزول خمس والمسطح خمس فاذا كان الصراط مستقيما بانحرافات يمينا وشمالا وكذلك في الصعود والنزول اختصر الطريق وهكذا ايظا الصراط اذا قدرنا ان الغاية تصل اليها بالطريق المستقيم في ثلاثين متر وهذا فيه تعاريج كل تعريجة عشرة امتار وفيه عشرة تعاريج كم تصل الى غاية من متر ها بمئة بمئة فالحاصل ان ان الصراط قال العلماء لا يكون صراطا الا اذا كان واسعا مستقيمة وهو مأخوذ من السرط او الزرط والزر تعرفون معناه عندهم في الاكل نعم اعطيته لقمة وحطها بفمه على طول بلعه ابلعه وش يقول؟ يقول زرطه. نعم؟ نعم طيب مستقيم يعني لا اعوجاج فيه ووصفه بالاستقامة بعد ان قلنا ان الطريق هو الواسع المستقيم الذين سيبيع وجاد من باب التوكيد من باب التوكيد كما تقول هو رجل الرجل رجل الرجل كيف رجل الرجل ايش معنى رجل رجب يعني جامع لمعاني الرجولة كذلك طريق مستقيم جامع لكل معنى الطريق هذا صراط مستقيم قال الله تعالى فلما احس خلاص الفوائد ايه طيب احسن ناخذ فوائد لازم ما نطول من طيب قال الله تعالى واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك في هذه الاية من الفوائد تعظيم شأن مريم عليه الصلاة والسلام حيث امر الله نبيه ان يذكر قصتها لهذه الامة لان قلنا اذ قالت مفعول لفعل محذوف تقديره اذكر اذ قام ومن فوائدها فضيلة مريم حيث خاطبتها الملائكة لقولها ان الله اصطفاك الى اخره ومن فوائدها على ما ذهب اليه بعض اهل العلم ان مريم نبيه لان الملائكة اوحت اليها وقالت ان الله اصطفاك بلا اخي ولكن في هذا الاستدلال النظر لانه ليس بصريح لانها نبأت ومجرد خطاب الملائكة لها لا يثبت نبوتها لان النبوة انما هي لمن اوحي اليه بشرع لام لمن اوحي اليه بثناء او لتهيئته لما سيكون بل من اوحي اليه بشر وهي لم يوحى اليها بشرع فالامر ليس بصريح ولدينا اية تدل على انه لا يبعث من النساء نبي قال الله تعالى وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم من اهل القرآن الا رجالا والا تفيد الحصر فتدل على انه لا يمكن ان تكون امرأة من من النساء نبية وكذلك ايضا قال النبي عليه الصلاة والسلام حين بلغه ان الفرس امروا عليهم بنت كسرى قال لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة واذا كان القوم لا يفلحون مع مع الانتخاب فان هم الذين انتخبوها وولوها فكيف يمكن ان يرسل الله تعالى امرأة ليفلح الناس على يدها صحيح ان المرأة تكون عالمة تكون داعية كما هو الواقع اما ان تكون نبية يوحى اليها لتتولى السلطة كما يقولون التشريعية والتنفيذية فهذا بعيد فالصواب ان مريم من الصالحات القانتات وليست من الانبياء والرسل ومن فوائد الاية الكريمة ان الله تعالى يصطفي من الناس من يشاء بقول ان الله اصطفاك ان يختارك اختيارا لم يشاركها فيها احد. لم يشاركها فيه احد لانها صارت خادمة لبيت المقدس مع انه لا يختمه عندهم الا الرجال فهذا نوع من الاصطفاف ومن فوائد الايات الكريمة براءة مريم مما مما ادعاه اليهود من كونها بغيا لقوله ها وطهرك