اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واما الذين امنوا وعملوا الصالحات ليؤتيهم قبورهم. والله لا يحب الظالم ذلك نتوب عليك من الايات والذكر الحكيم. ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقهم تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكونن فلا تكن من الممترين فمن حاج ففيهم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اظنه فاقضي علينا فوائد نعم ها من اين قال الله عز وجل ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين تستفاد من هذه الاية الكريمة ان اعداء الرسل يكيدون لهم ويمكرون لهم بقوله ومكروا وننتقل من هذا الى ان اعداء الرسل ايضا يمكرون لاتباع الرسل باتباع الرسل لان اداء الرسل ليسوا يمكرون للرسل او يمكرون بالرسل من اجل انه فلان وفلان لكن من اجل دعوتهم ودعوتهم اذا ورثها العلماء من بعدهم فان الذين يمكرون للرسل سيمكرون ها باتباع الرسل وورثة الرسل وينبني على هذه الفائدة انه يجب على اهل العلم ان يتحفظوا تحفظا كاملا من اعداء الرسل الذين يتربصون بهم الدوائر وان يتقوا شرهم فيما بما استطاعوا لئلا يمكر بهم والمكر ووسائله وطرقه كثيرة لكن العاقل الذكي ينتبه ولهذا قال الله عز وجل للرسول عليه الصلاة والسلام في المنافقين قال هم العدو فاحذرهم هم العدو فاحذروه فبين انهم انهم هم العدو حقيقة وامر بالحذر منه ومن فوائد هذه الاية وصف الله عز وجل بالمكر لكنه لا يوصف به على سبيل الاطلاق بل يقال ان الله ماكر بمن يمكر به ليعود المكر صفاته كما لان المكر اذا ذكر مطلقا صار محتملا للنقص فاذا ذكر مقيدا لان قيل ان الله تعالى ماكر بما يمكر به وباولياءه صار صفة كما يدل على قوة الله عز وجل واحاطة علمه وان علمه ادق من علم هؤلاء الماكرين الذين يأتون بالاسباب الخفية والطرق الملتوية ليوقعوا عباد الله في الشر فيقول الله سبحانه وتعالى اقوى منهم في ذلك اقوى منه في هذا اذا مكروا مكر الله عز وجل طيب ولا يجوز ان نسمى الله بالماكر مطلقا طيب يسمى بالماكر لا ينصب بالماكر على سبيل الاطلاق؟ لا. ينصب بالماكر المقيدا وسبق لنا انه يجوز اه انه ان الله وصف نفسه بالمكر والكيد والسخرية والخداع والاستهزاء ولم يصف نفسه بالخيانة ابدا لان الخيانة صفة ذنب بكل حال وان يريد خيانتك فقد خانوا الله من قبل فامكن منهم ولم يقل فخانهم لان الخيانة خديعة في مقام الائتمان والخديعة في مقام الائتمان صفة ذو صفة ذم ونقص طيب ومن فوائد الاية الكريمة جواز المفاضلة بين الخالق والمخلوق في الوصف كما قال والله خير الماكرين وخير اسم تفضيل فيجوز ان يفاضل بين الخالق والمخلوق لان هذا مطابق للواقع تماما فالله تعالى اكمل من كل ذي كمال عرفت وبه تتفاءل او منه تتفرع قاعدة وهي خطأ بعض اهل العلم رحمهم الله حيث يفسرون اسم التفظيل المنسوب الى الله باسم الفاعل فيكون مثلا في قوله تعالى الله اعلم حيث يجعل رسالته يقولون الله عالم حيث يجعل رسالته ولم يتفطن انهم اذا قالوا الله عالم لم يمنع مشاركة غيره في في العلم مع المساواة لكن اذا قالوا الله اعلم ايش امتنع مشاركة غيره له بالعلم الذي هو الذي هو اعلم به من غيرك نعم ومن فوق نعم والله خير الماكرين. ثم قال تعالى اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك الى اخره في هذه الاية الكريمة التنبيه على انه ينبغي ان نذكر الناس باحوال الانبياء السابقين وجه ذلك اننا قدرنا اذ قال الله ايش اذكر اذ قال الله فينبغي ان يذكر الانسان الناس باحوال الانبياء السابقين لما في ذلك من محبتهم والثناء عليهم ومعرفة احوالهم وابقاء ذكراهم وغير ذلك من المصالح العظيمة ومن فوائد هذه الايات الكريمة اثبات القول لله وانه بحروف وباصوات مسموعة لقوله يا عيسى اني متوفيك وهذا خطاب من يسمع ثم هو كلمات من حروف ولا من غير حروف من حروف ولهذا كان مذهب اهل السنة والجماعة ان الله يتكلم كلاما مسموعا بحرف وصوته ومن فوائد الاية الكريمة الرد على من قال ان كلام الله هو المعنى النفسي المعنى القائم بنفسه فان هذا لا يسمى قوم وان اطلق عليه القول فلابد ان يقيد كما في قوله ويقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله ما نقول فلما اراد القول النفسي ايش؟ قيدها تقولون في انفسهم اما اذا جاء القول غير مقيد فالمراد به ما يسمع ففيه الرد على الاشاعر الذين يقولون ان كلام الله هو الكلام النفسي القائم بنفسه وانه ازلي لا يحدث ولا يصدق بعضه بعضا لانه معنا معنى قائم بالنفس والحقيقة ان هذا القوم مضمونه انكار كلام الله انكار كلام الله ولهذا قال بعض منصفيهم ليس بيننا وبين المعتزلة فرق لاننا نقول جميعا ان هذا القرآن الذي في في المصحف مخلوق لان الاشاعرة يقولون ان الله تعالى لا لا يتكلم بما يسمع لكن يخلق كلاما يعبر به عما في نفسه وعلى هذا فالمسموع والمقروء والمكتوب مخلوق فيتفق المعتزلة والاشعة بل ان المعتزلة خير منهم من جهة النسبة لانهم يقولون هذا كلام الله واولئك يقولون هذا عبارة عن كلام الله عبارة عن كلام الله وليس كلام الله المهم ان هذه الاية وامثالها فيها الرد على من انا الاشياء طيب ومن فوائد الاية الكريمة فضيلة عيسى ومنقبته بخطاب الله اياه فان من خاطبه الله فذلك فخر له بلا شك خصوصا وانه قال له اني متوفيك ورفيعك الي الى اخره ومن فوائدها ان الله سبحانه وتعالى رفع عيسى في جسمه لقوله ورافعك والخطاب لعيسى المكون من بدن وروح فيكون رفعه ايش؟ بجسمه ببدنه ومن فوائدها اثبات منقبة لرسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم ذات منقبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم اسري به الى السموات السبع حتى اخترقها كلها وهو يقضان وعيسى لم يرفع الا وهو نائم لان قولهم اني متوفيك اي منيمك على احد الاقوال وهو اقربها ومعلوم ان ثبات قلب من نباشر الشيء وهو يقطان اقوى من ثبات من يباشره وهو نائم واضح؟ ولهذا تجد بعض الناس اذا سمع اذا سمع الرعد الشديد والبرقص الخاطف يغمض ويضع اصبعيه في اذنيه حتى لا يصبر ويقول ليتني نمت قبل هذا نعم والانسان الثابت الذي يقول لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا تجد ما هم المهم ان الرسول صلى الله عليه وسلم اسري به يقظة بروحه وبدنه وعيسى عندما اراد الله ان يرفعهم نعم؟ انام. طيب ومن فوائد الاية الكريمة منقبة لعيسى اخرى حيث قال رافعك الي اليه فاظاف رفعه الى نفسه عز وجل وهذا لا شك انه منقبة ان الله ظمه اليه ورفعه اليه ليكون اقرب اليه مما لو كان في الارض ومن فوائد الاية الكريمة ان الله عز وجل منع الاذى عن عيسى الذي يمكن ان يلحقه بالكفار حيث قال نطهرك من الذين كفروا وذلك بالدفاع عنه فان الذين كفروا قالوا انه ولد زنا قاتلهم الله تطهره الله طهره الله كما قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا يا اخت هارون ما كان ابوك امرأ سوء وما كانت امك بغية منين جائزة من اين جاءك الزنا؟ لان هذا تعريض هذا تعريض يقول ابو بكر ما كان امرأة سوى بل هو نزيه وامك كذلك فمن اين جاءك الزنا اعوذ بالله ما لم تجاوبه اشارت اليه اسألوا اسألوا الطفل قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا؟ فاجابهم قبل ان يسألوه وش قال؟ قال اني عبد الله الى اخره اتى من كتاب الى اخره هذا تطهير عظيم له ولامه رضي الله عنه ومن فوائد الايات الكريمة ان كل من رمى عيسى بهذا السوء فهو كافر لانه لم يغل مطهرك من الذين قدحوا فيك قال من الذين كفروا فيستفاد من هذا اولا كفر هؤلاء وثانيا ان كل من رماه بذلك فهو كافر