وقوله لا تعقلوه المراد بالعقل هنا عقل الرشد وليس عقل الادراك لان هؤلاء عندهم عقل ادراك والفارق بينهما ان عقل ادراك مناط التكليف في عقله الرشد مناطق التصرف يعني بمعنى ان العقل ان عقل الرشد يكون به حسن التصرف من العاقل وعقل الادراك يكون به توجيه التكليف الى العقل ولهذا يقال للرجل العاقل الذكي اذا اساء في تصرفه يقال هذا مجنون هذا غير عاقل مع انه من حيث عقل الادراك عاقل ولا غير عاقل؟ عاقل طيب اما فيه هنا في حق هؤلاء اي العقلين عقل الرشد يعني افلا يكون لكم عقل ترشدون به ثم قال تعالى ها انتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم كلمة حاجون فيما ليس لكم به علم اولا الاعراب في هذه الاية لان فيها شيء من الاشكال. ها انتم هؤلاء هاء للتنبيه وان ضمير منفصل مبتدأ وهؤلاء هل التنبيه واولاء منادى والتقدير ها انتم يا هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلما تحاجون فيما ليسكم بهن؟ نقول في قوله فلم يتحاجون ما قلنا في قوله لم تحاجون من حيث العراق ها انتم هؤلاء اولا التنبيه هنا حصن وذلك لانه يخاطب قوما لمزهم بعدم العقل والذي ليس عنده عقل ينبغي ان يصدر الخطاب له بما يدل بما يقتضي تنبيهه لانه غافل تصرف تصرف مجنون فاحتيج الى ان ينبه فلذلك اتى بهاء التنبيه ثمان قوله هؤلاء اشارة بعد ولا قرب هؤلاء لا اله الا الله يحتاج الى اشتباه له يا جماعة اذا كان البعد يقام بالكاء جغرم بالكاد وهنا لم يقرن بالكاف لو قال هؤلاء خرجتم يا جماعة اذا كانت اذا كان نرجع لاسم الاشارة الان بالنحي. اذا كان اسم الاشارة للبعيد اوتي بالكاف ولهذا قال ابن مالك وبهنا لا ها؟ بالكاف حرف دون لم او معه نعم. واللام ان قدمتها ممتنعة بذا وتلاوة اشر الى جاني المكان وبه الكاف صلة في البعد هذا الشاهد وبه الكاف صلة في البعد معناه في القرب لا تسلب به الكهف فاذا كان اسم الاشارة للبعيد فلابد من الكاء واذا واذا كان ابعد يؤتى باللام ايضا اذا الاشارة المشار اليه قريب ها انتم ها انتم هؤلاء ومع قربهم اتى بها بها التنبيه للدلالة على بلادتهم وانهم مع قربهم وقل بالاشارة اليهم على بلادة عظيمة يحتاجون الى ايش؟ الى التنبيه طيب ها انتم هؤلاء حاججتم فيما فيما لكم به علم يعني خاصمتم غيركم فيما لكم به علم وهو الترات بالنسبة لليهود والانجيل بالنسبة للنصارى. يعني انكم اذا حاججتم في التوراة والانجيل وكانت المحاجية في التوراة من اليهود وفي الانجيل من النصارى فهذه محاجة فيما ليس فيما فيه علم لكم نعم لكن لما تحاجون فيما ليس لكم به لما تحاجون فيما ليس لكم به علم وهو ابراهيم وما هو عليه من الدين وقيل المراد بقوله حاججتم فيما لكم به علم اي في الاسلام في دين الاسلام يعني حاجتهم فيه وخاصمتم تقولون ليس على دين ابراهيم دين ابراهيم دين اليهود والنصارى وانتم تعلمون ان الاسلام دين الله الحق لان اليهود والنصارى يعلمون ان دين محمد صلى الله عليه وسلم هو دين الحق. قال الله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم لا يكتمون الحق وهم يعلمون. فصار المحاجة الان في ايش اما في الكتابين واما في الاسلام في دين الاسلام وما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ثمة حاجون فيما ليس لكم به علم والمحاجة التي يراد بها اثبات الباطل وابطال الحق مذمومة حتى وان كانت اهل العلم بل هي عن علم اشد ذما فكيف تحاجون فيما ليس لكم به علم وهو إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهذا نعم والله يعلم وانتم لا تعلمون والله يعلم الامر على ما هو عليه في شأن إبراهيم وفي شأن محمد صلى الله عليه وسلم وفي شأن موسى وعيسى وانتم لا تعلمون ما يعلمه الله تعالى من هذا وغيره ونفي العلم عنهم هنا ليس رفعا للاثم عنهم ولكنه ايذام بجهلهم وجهالتهم وان تصرفهم كتصرف الجاهل فهو فلان وقال لا تعطني وفي الثاني قال لا تعلمون فجمعوا بين السفه فان السفه في الرأي والتدبير وبين الجهل في العلم والتصور ولهذا قول الله يعلم وانتم لا تعلمون ثم ذكر الله عز وجل حال ابراهيم ذكرا صادرا عن علم لا عن جهل فقال ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا يعني ينسى على ملتكم ايها اليهود ولا على ملتكم ايها النصارى عرفتم هذا على وجه على القول على قول من يقول ان محاجتهم في ابراهيم ان اليهود يقولون هو منا والنصارى يقولون هو منا فنفى الله ذلك ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا وعلى القول الثاني يعني ما كان ابراهيم على ما انتم عليه من التعصب والتمسك بدينكم وان كان منسوخا بطل بدين الاسلام ولكن كان حنيفا مسلما فلو ان ابراهيم كان حيا لاتبع نعم محمدا صلى الله عليه وسلم ولم يكن كحالكم يبقى على ما هو عليه من دينه كما بقيتم انتم. في الاية الان تحتمل الوجهين بناء على القولين السابقين اي ما كان ابراهيم يسير سير اليهود فيتعصب ولا يسير سير النصارى فيتعصب وليس المعنى على القول الثاني انه ما كان يهوديا اي على دين اليهود او على دين النصارى بل ما كان على طريقتهم في ايش؟ في التعصب لما هم عليه. وان تبين ان الحق في خلافه ولكن كان حنيفا مسلما عليه الصلاة والسلام كان حنيفا اي مائلا عن الشرك لان الحنف في الاصل الميل فهو مائل عن الشرك نسبت للتوحيد ولهذا قال مسلما فهو جامع عليه الصلاة والسلام بين البراءة من الشرك براءة كاملة وبين تحقيق الاسلام تحقيقا كاملا ولهذا قال مسلما وهنا اشكال في في العراق في قول حنيفة مسلمة كيف نعربها الحق سبحانه هو حنيفا مسلم سم يجوز لهذا الخبر عبد الرحمن حق قلبه كان حميدا وكان مسلما نعم حال طيب صفر ايش الظاهر لو نبتدي كل واحد يرفع ايده يبي يجينا اقوام. نعم؟ لا حنيفا مسلما خبثان خبر ثاني وتعدد الخبر جائز وكان الله غفورا رحيما. كثير في القرآن. طيب وقوله مسلما يعني مسلما لله ظاهرا وباطنا فيشمل الاسلام الذي هو عمل الجوارح والايمان الذي هو اعتقاد القلوب واعمال القلوب وهذه قاعدة مهمة وهي انه اذا اطلق الاسلام وافرد شمل الايمان واذا اطلق الايمان وافرد شمل الاسلام واذا سرق واذا اقترن صار الاسلام في الظاهر والايمان في الباطن وهذه هي قاعدة اهل السنة والجماعة وعليها يدل الكتاب والسنة فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الايمان لوفد عبد قيس في الاسلام بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة ووصف الله الصلاة بالايمان في قوله وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم الى بيت المقدس وقال تعالى ان الدين عند الله الاسلام وهو يشمل كل الدين بالايمان وافعال الجوار كمسلما هنا مسلما لله ظاهرا وباطنا فيشمل الايمان والاسلام وما كان من المشركين. هذا تأكيد لقوله حنيفا يعني هذه الجملة وان كانت معطوفة بالواو لكنها في المعنى مؤكدة لما سبق يعني ما كان من الذين يشركون بالله لا شركا خفيا ولا شركا ظاهرا بل كان يحارب الشرك وصبر على الدعوة الى التوحيد الى ان القي في النار. عليه الصلاة والسلام ولكن كان جزاؤه على ذلك ان قيل للنار كوني بردا وسلاما على ابراهيم وما كان من المشركين. ان اولى الناس هذا الحكم بين هؤلاء الخصوم الخصوم ثلاثة اليهود والنصارى والمسلمين شف الحكم من الحكم العدل ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه قدم هنا ما كان ينبغي ان يكون خبرا وجعله هو المبتدع الذي هو ركن الجملة التي يسند اليه الذي يسند اليه الخبر فقال ان اولى الناس بابراهيم للذين تبعوا ولم يقل ان الذين اتبعوه اولى به لاجل ان يحكم بالاولوية نعم لاجل ان يحكم لان الاولوية لهؤلاء لا لغيره اولى الناس من اليهود والنصارى والمشركين واصحاب الاوثان وغيرهم من للذين اتبعوه. وهنا نسأل ادم عن اللام في قوله للذين يشاربها حفشة لا يكسر في مثل هذا بالتوحيد اي نعم بالتوكيد واما ايضا للتوكيد فتكون جملة مؤكدة دينا ولا قال للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا للذين اتبعوهم من بني اسرائيل ممن سبقوا النبي صلى الله عليه وسلم. ولا شك انه تبعه كثير من المؤمنين الذين امنوا به في حياته والذين اتبعوا طريقته بعد مماته