طيب وهنا نقول هل مشيئة الله مطلقة يعني يشاء ما تقتضيه الحكمة وما تقتضيه الحكمة عدمه او مقيدة بالحكمة الجواب مقيدة بالحكمة كلما مر بك اية فيها اثبات المشيئة فانها مقيدة بالحكمة ودليل ذلك قوله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم. قوله تعالى وما تشاؤون. الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما فقول ان الله كان عليما حكيما يدل على ان مشيئة الله عز وجل مقرونة بالعلم والحكمة وهو كذلك فلا يشاء سبحانه وتعالى شيئا الا لحكمة ولكن الحكمة قد تبين لنا وقد ايش؟ وقد تخفى علينا لان عقولنا قاصرة قد نظن مثلا ان نزول المطر في هذا الوقت ظرر وليس بظرر. قد نظن ان حبس الماء حبس المطر عنا ظرر وليس بظرر فنحن نؤمن بانه ما من شيء يجريه الله سبحانه وتعالى الا كخالد ها الا ها الا لحكمة ولكن الحكمة قد تخفى عليها وقد تظهر لنا. طيب ومن فوائد الايات الكريمة اثبات اسمين من اسماء الله وهما واسع والثاني عليم واسع باي شيء في كل صفاته كل صفاته سبحانه وتعالى واسعة رحمته وسعت كل شيء وعلمه وسعت كل شيء. وسلطانه شمل كل شيء وقدرته على كل شيء واسع بكل معناها حتى ان الله قال فاينما تولوا فثم وجه الله. ان الله واسع عليم اي مكان تولي وجهك له فالله امامك اذا كنت في الصلاة فان الله تعالى يناجيك وهو امام كما قال النبي عليه الصلاة والسلام اذا قام احدكم يصلي فان الله قبل وجهه اي انسان الذين يستقبلون المشرق كالذين يقعون غربا عن مكة والذين يستقبلون المغرب كالذين يقعون شرقا عن مكة والذين يستقبلون الجنوب كالذين يقولون عنها شمالا والذين يستقبلون الشمال كالذين يقعون عنها جنوبا كل هؤلاء اينما اينما تولوا فان ثم وجه الله لان الله واسع واسع عليم ولكن لا تظن انك ان ان الله سبحانه وتعالى في الارض قبل وجهك وان تصلي فانه قبل وجهك وهو في السماء لان الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته واذا كان المخلوق وهو مخلوق يمكن ان يكون في السماء وقبل وجهك فما بالك بالخالق؟ لو استقبلت الشمس حين شروقها لك انت ايش؟ واين هي؟ في السماء وكذلك عند الغروب تكون قبل وجهك وهي وهي في السماء فالحاصل ان ان الله تعالى واسع في جميع صفاته وبكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. ومن فوائد الاية اثبات علم الله. سبحانه وتعالى في قوله عليم. علم الله. في قوله عليم. فما هو العلم العلم ادراك الشيء على ما هو على ما هو عليه ادراك الشيء على ما هو عليه فمن لم يدرك الشيء فليس بعالم وما ادركه على خلاف ما هو عليه ها فليس بعالم والاول جاهل بسيط والثاني جاهل مركب فلو سألنا سائل متى كانت غزوة الفتح فقيل له كانت في السنة الثالثة من الهجرة فالقائل جاهل جهلا مركبا ولو سألنا سائل فقال متى كانت غزوة الفتح؟ فقيل له الله اعلم فالقائل جاهل لكن جهله فسيق ايهما اشد عما؟ الاول اشد عمل. المسلم جاهل وهو جاهل انه جاهل ولهذا قيل ان الجهل المركب اشد قبحا من الجهل البسيط فعالم لم ينتفع بعلمه اشد اثما من الجاهل لان العالم الذي لم ينتفع بعلمه علم ولكنه والعياذ بالله لم يعمل بعلم طيب ولو ولو قال ولو سألنا السائل متى كانت غزوة الفتح فقيل له في السنة الثامنة في رمضان لكان لكان عالما. طيب اذا الله تعالى عالم. مدرك للاشياء على ما هو عليه وعلمه سبحانه وتعالى تام من كل وجه ازلا وابدا فلم يزل عالما يعلم ما سيكون واذا علم وهو عالم عز وجل فلن ينسى كما قال موسى عليه الصلاة والسلام في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى هل يوصف الله بانه عارف قال اهل العلم لا يوصف الله بان الله بانه عارف. لا يوصف الله بانه عارف لماذا لان المعرفة انكشاف بعد لبس انكشاف بعد خفاء احسن او ابين لكم المعرفة انكشاف بعد خفاء ولهذا اذا علمت الصبي تقول له هل عرفت؟ فيقول ايش؟ نعم يعني بعد ان كان خافنا عليه صار الان معلوما له. فمن ان فمن فمن اجل انها انكشاف بعد خفاء لم يصح اطلاقها على الله لان الله لم يزل ولا يزال عليم ثانيا ان المعرفة تطلق على العلم والظن تطلق على العلم والظن ولهذا اذا قلنا العلم معرفة الحق بدليله شمل قولنا معرفة الحق معرفة الحق بدليله شمل العلم والظن. لان المعلومات اما علمية واما ظنية لهذا لا يصح ان يطلق على الله كأنه عالم فان قال قائل كيف تقولون هذا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة يعرفك وهذا فعل فالجواب عن ذلك ان هذه معرفة خاصة تستلزم العناية العناية بالذي تعرف الى الله من قبل والدليل على انها ليست معرفة العلم بل هي معرفة العناية الدليل انه قال تعرف الى الله مع ان الله يعرفك. سواء قمت بعبادة ام لم تقم. يعلمه عز وجل. يعلمك سواء قمت بعبادته ام لم لكن اذا قمت بعبادته فقد تعرفت اليه. فاذا تعرفت اليه في الرخاء عرفك في الشدة ثم قال الله عز وجل يختص برحمته من يشاء. والله ذو فضل عظيم. من فوائد هذه الاية الكريمة ان الله عز وجل قد يرحم بعض العباد رحمة خاصة في قوله يختص برحمته من يشاء وقد بين الله في اية اخرى ان الله تعالى يرحم من يستحق ان يرحم وهو الذي تعرض لاسباب الرحمة مثل قوله تعالى يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام وان من كان على العكس لم يأتي بما يقتضي الرحمة فانه ليس اهلا له قال الله تعالى ورحمته وسعت كل شيء فسأكتبها لمن؟ للذين يتقون طيب وقال عز وجل فلما زاؤوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي قوم الفاسقين ومن فوائد الاية الكريمة انه لا اعتراض على الله في كونه يختص برحمته زيدا ويمنع رحمته عن عمر لان الامر اليه وهو فظل ان شاء منعه وان شاء اعطاه ويتفرعا على هذه القاعدة او على هذه الفائدة ان من منعوا فضل الله لم يكونوا قد ظلموا شيئا من منعوا فضل الله لم يكونوا قد ظلموا شيئا لان فضل الله يؤتيه من يشاء ويختص برحمته من يشاء. ارأيت لو كان امامك عشرة رجال فاعطيت واحدا عشرة وواحدا تسعة وواحد ثمانية واحد سبعة واحد ستة واحد خمسة وواحد اربعة وواحد ثلاثة واحد اثنين وواحد واحدا هل ظلمت من لم تعطه الا درهما واحدا ها؟ لا ما ظلمته لان هذا فضل منك فلا يقال انك ظننت من اعطيته درهما واحدا لانك اعطيت الاول عشرة دراهم ولو استأجرت عشرة اجرة على عشرة دراهم كل يوم فقاموا بالعمل فاعطيته واحدا عشرة دراهم لانه عمل يوم يوما كاملا والثاني كلهم عملوا على يوم كامل. اعطيته واحدا عشرة والثاني تسعة والثالثة ثمانية وهكذا تنقص لعددت ظالم لعددت ظالما. لان هذا ليس من العدل. ان يقوم الجميع بما استأجرتهم عليه ثم تعطي بعضهم وتحرم بعضا. والفرق بين هذه والتي قبلها ان الاولى فظل واحسان مجرد فظل واحسان وهذه الثانية عدل والعدل يجب ان يعطى فيه كل ذي حق حقه طيب يختص برحمته من يشاء والله والله ذو الفضل العظيم. ومن فوائد الاية الكريمة جواز وصف غير الله بالعظم لقوله ذو الفضل العظيم لان الفضل هنا يحتمل ان يراد بها الفضل الذي هو فضل الله اي عطاؤه او ان المراد بها المتفظل به وهو ايش؟ المعطى وهو المعطى فعلى الساني لا اشكال في استنباط الفائدة التي ذكرناها ان ان العظم يوصف فيهما غير الله وعلى الاول اذا قلنا ان الفضل هو نفس فعل الله فوصفه بالعظم لا اشكال فيه لماذا ها؟ لانه من صفة الله