قال لم تلبسون الحق بالباطل؟ وتكتمون الحق تكتمون الحق تخفونه وهنا قد يقول قائل كيف قال تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق اليس في هذا تناقض؟ الجواب لا. ليس فيه تناقض لانهم يكتبون يكتمون الحق الصريح ويأتون به مخلوطا مموها بالباطل. وليس قصدهم ايضا الحق اذا جاءوا بالحق مخلوطا بالباطل قصدهم ايش الباطل وهذا الحق الذي جاءوا به كالثوب الذي يخفي العيب تحت الثياب طيب وتكون الحق وانتم تعلمون تعلمون ايش؟ تعلمون الحق بل وتعلمون حالكم انكم لابس الحق بالباطل فهم يعلمون الامرين يعلمون الحق الصريح ويعلمون انهم قد خلطوا الحق بالباطل قيم اليهود لان اليهود عصوا الله وهم يعلمون انهم عصوه عصوا الله على بصيرة في هاتين الايتين من الفوائد توبيخ اهل الكتاب على كفرهم بايات الله كفرهم بايات الله ومن فوائدها الاية الاولى ان هذا التوبيخ واقع موقعه لانهم كفروا بايات الله وهم يشهدون. ومن ايات ومن فوائد الاية الحكم الصريح الذي لا يقبل التأويل على اهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم بالكفر لما تكفرون بايات الله؟ ولا يوبخ الا على امر واقع والكفر بايات الله كفر بالله وبه نعلم انهم وان زعموا انهم مؤمنون بالله فهم كافرون به كافرون به كفرا صريحا خالصا طيب ومن فوائد الاية الكريمة ان هؤلاء الكفار كفروا عن علم وشهادة لقوله وانتم تشهدون وفي الاية الثانية من من الفوائد ان هؤلاء الكفار ان هؤلاء الكفار من اهل الكتاب كانوا يخادعون ويمكرون. بماذا؟ بلبس الحق بالباطل الحق بالباطل وما اكثر ما يموهون في القرآن الكريم. على بطلان ما ذهبوا اليه مثل قوله تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن منهم لله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون فيقول ان الذين امنوا المسلمون. والذين هادوا والنصارى اليهود والنصارى. والصابرين الصابرين من امن منهم بالله واليوم الاخر فلهم اجر عند ربه فجعلنا نحن وانتم في صف واحد المؤمن منا بالله واليوم الاخر له الاجر ولو كنا مخالفين لكم ما كان لنا اجر. ويقولون عيسى ابن مريم بشر برسول يأتي من بعده من بعده اسمه احمد ولم يأتي بعد لان الذي جاء اسمه محمد. وما محمد الا رسول قد خاف من قبل الرسل. محمد رسول الله والذين معه فنحن ننتظر احمد فهم يلبسون الحق بالباطل ويمكرون. ولكن من اعطاه الله علما وفهما تبين له انهم ملبسون وقد الف علماء المسلمين ولله الحمد في بيان باطلهم ودحظ حججهم ما هو كالشمس اضاءة ونورا يخفي ضوءه كل صابع الاية الاولى مثلا قيد الله عز وجل من له الاجر من هؤلاء الاصناف بايش؟ من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فانتم ما امنتم بالله واليوم الاخر بنص هذه الاية لم تكفرون بايات الله وانتم تشهدون؟ كفار انتم مؤمنون لما كانت رسالة النبي قائمة النبي الذي ارسل اليكم قائمة اما وقد نسخت فاذا بقيتم عليها فانتم كفار. واما قوله ومبشرا برسول يأتي من بعده سمو احمد فلا مانع من تعدد الاسماء على مسمى واحد وقد جاءكم احمد ولهذا قال الله تعالى في الاية نفسها فلما ايش؟ فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين. اذا احمد جاء ولا نعلم ان نبيا جاء بعد عيسى الا محمدا الا محمدا صلى الله عليه وسلم وعلى هذا فيكون هذا التمويه لا يخفى على الانسان الذي يعطيه الله تعالى علما وبصيرة. وقد الف شيخ الاسلام رحمه الله كتابا في جزئين سماه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح. والرد على النصارى من ائمة المسلمين كثير ومن فوائد الايات الكريمة انه يجب الحذر من اهل الباطل. اذا لبسوا الحق بالباطل والا نغتر بهم لانهم يأتون بزخرف القول غرورا. ومن هذا ما حصل للمبتدعة من من هذه الامة. فانك اذا سمعت كلامهم قلت لا اعدل بذلك شيئا هذا هو الحق. ولن اتجاوزه. ولكنه كما قيل حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكل كاسر مكسور حججهم كلها متهاتكة ليس لها ما يقومها على قدميها فظلا عن ان يجعلها مهاجمة هي لا تدافع عن نفسها فظلا ان تهاجم غيرهم لكن مع ذلك يموهون ومر علينا في في كتاب العقيدة شيء كثير من هذا من تمويههم ودجلهم وزخرفهم للقول فعلى الانسان ان يحترز من هؤلاء الذين يلبسون حق بالباطل. ومن فوائد الاية الكريمة التوبيخ او توبيخ من سلك هذا المسلك ووجه ذلك ان تخصيص التوبيخ لاهل الكتاب ليس تخصيصا للشخص والعيب. ولكنه بالجنس والنوع والوصف. فكل من كان على شاكلتهن فانه يستحق هذا التوبيخ. ومن فوائد الاية الكريمة وجوب بيان الحق لمن علمه او على من علمه وجوب بيان الحق على من علمه لقوله وتكتمون الحق وانتم تعلمون اما من لم يعلم فعذره ظاهر لكن من علم وجب عليه بيان الحق ثم اعلم ان بيان الحق يجب عند السؤال عنه اما بلسان الحال واما بلسان المقال. السؤال بلسان المقال ان يأتيك شخص ويقول ما حكم كذا وكذا السؤال بلسان حال ان يقع الناس في معصية. يحتاجون الى ان ان تبين لهم لا تقول والله الناس لما لما لم يأتوا الي فانا من الملزوم انت ملزوم. لا بد ان تبين لا تكتم. ثم قال تعالى وقال طائفة من اهل الكتاب امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار الى اخره. لما ذكر الله تعالى مكرهم بالقول مكرهم بالحيل الفعلية. القول انهم يلبسون الحق ايش؟ بالباطل الحيل الفعلية هذي الحيلة الماكرة. قالت طائفة من اهل الكتاب امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار واكفروا اخرهم امنوا بالذين انزل علينا امنوا يعني القرآن وان شئت فقل الشريعة كلها. امنوا به وجه النهار اي اوله والدليل على ان المراد بوجه النهار اوله قوله واكفروا اخره. وهذا احد الطرق والذي يعلم به معنى الكلمات في القرآن الكريم. ان يعلم معنى الكلمة بذكر مقابلها. كقوله تعالى تنفروا ثبات او انفروا جميعا. لو قال لك قائل ما معنى ثبات نشوف قسيمة او انفروا جميعا اذا انفروا ثبات يعني وحدانا متفرقين هنا وجه النهار لو قال قائل ما الذي اعلمنا ان وجه النهار اوله لماذا لا يكون وجه النهار وسطه قلنا دلنا على ذلك قوله واكفروا اخره. لعلهم قد ظمير يعود على المؤمنين. يرجعون ان يرجعون عن دينهم. لانكم انتم اهل كتاب فاذا امنتم اول النهار ثم رجعتم قال الناس لولا انهم علموا ان هذا دين باطل لم لم يرجعوا. شف كيف المكر تدخل معهم في اول النهار وصلوا كما يصلون واحذروا مجالس الذكر نعم وان وجد بكاء فابكوا كونوا معهم تماما واذا كان في اخر النهار اكفر قولوا كفرنا بهذا الدين. لان الناس اذا فعلتم هكذا قالوا لولا ان هذا الدين باطل ما كفر به هؤلاء بعد لان الانسان اذا امن بدينه وكان الدين حقا ثبت عليه لم يرجع. والدليل على هذا انه هرقل سأل سفيان حينما لاقاه في الشام سأله عن اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام قال هل يرجع احد منهم عن دينه بعد ان يدخل فيه قال لا ما ارجى احد. قال هكذا الايمان اذا خالط بشاشة القلوب لم يرجع او كلمة نحو المهم ان هؤلاء يموهون على الناس بفعلهم. فان الناس يقولون لولا انهم علموا بطلانه ما رجعوا عنه لان الانسان بطبيعته لا يرجع عنه ايش؟ عندي اللحوم لعلهم يرجون. ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم. هذا من هذا من قول الطائفة يعني امنوا ولا تؤمنوا ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم اي لا تظهر ما انتم عليه الا لمن تبع دينكم. لانكم لو اظهرتم للمسلمين انكم امنتم ثم رجعتم من اجل افساد دينهم ما ما قبلوا منكم هذا ولا رجعوا. لكن اذا اخبرتم بهذا المكر والخديعة من تبع دينكم سلم لكم امر سلم لكم الامر. يعني كانهم يقولون اخفوا هذه الطريقة الا على ها الا على من تبع دينكم فمن تبع دينكم اخبروا لا مانع اما غيرهم فلا تخبروهم. قال الله سبحانه وتعالى قل ان الهدى هدى الله. وهذه جملة معترضة لكنها في محل موافق تماما. لانه لما كان الغرض من هذا العمل الماكر ان نضلوا الناس عن دينهم صار من المناسب تماما ان يفسد هذا المكر في بيان ان الهدى والتوفيق بيد من؟ بيد الله. يعني يقول لن ينفعكم هذا المكر والخداع فان الهدى هدى الله. فان الهدى هدى الله. حتى لو عملتم هذه الطريقة الماكرة الخادعة فان ذلك لن المسلمين شيئا لان الهدى ها هدى الله ولهذا عرفنا ان هذه الجملة المعترضة لها فائدة كبيرة في هذا المقام ليش؟ لان هذا المكر مكر عظيم. يخدع ولكن من علم ان الهداية بيد الله سبحانه وتعالى لم يهتم بهذا المكر وهذه الخديعة. ثم قال ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم. قوله ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم. هذه اشكلت على المفسرين والمعربين كثيرا. لكن لننظر في سياق الاية الكريمة ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم اظهروا ما نقول فيها انها متعلقة بقوله ولا تؤمنوا يعني ولا تؤمنوا الا لمن لمن تبع دينكم بان يؤتى احد مثل ما اوتيتم. يعني لا تخبروا احدا ان يؤتى احد مثلما اوتيتم. لانكم لو قوتم للناس ان ستؤتون مثل ما اوتينا من الكتاب والفظائل وغيرها لان الله اتى بني اسرائيل كتبا بل اتاهم التوراة التي بها الهدى والنور واتاهم فضائل دلل عليهم الغمام وانزل عليهم المن والثلوى وقتل عدوهم اللجوذ حتى جاهدوه الى اخره. يقول لا تؤمنوا ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم الا لمن؟ ها؟ تبعتينكم لانكم لو قلتم للناس ان هذه الامة الاسلامية ستؤتى مثل ما اوتينا من الفضائل والشرائع لكان في ذلك حث على تمسكهم بدينه وقيل المعنى لا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم اي لا تخبروا بهذا المكر والخداع انكم تؤمنون اول النهار وتكفرون اخره من اجل ان يرجع المسلمون عن دينهم لا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم يعني لا تخبروا احدا الا لمن تبع دينكم بان يؤتى مثل ما اوتيتم من هذا المكر وهذا الخداع