من اهل الكتاب اليهود والنصارى والغالب انهم اليهود لو يضلونكم لو هذه مصدرية بمعنى ان والقاعدة في لو انها اذا اتت بعد ما يفيد الود والمحبة تكون مصدرية ودوا لو تدهنوا ايود ان تدهن ود كثير من اهل الكتاب ويردونه لو يردونكم كفارا اي ودوا ان يردوكم فهي هنا مصدرية وقد علم انها تأتي شرطية حرف امتناع الامتناع مثل لو جاء زيد لاكرمتك فهنا امتنع اكرامي اياك الامتناع مجيء زيد. طيب يقول عز وجل لو يضلونكم يعني ودوا ان ان يضلوكم والاظلال بمعنى الإتاهة عن الحق يعني يود ان ان يخرجوكم من الهدى الى الضلال ومنعوا هذا الضلال الذي ارادوه بالمسلمين يمكن ان يفسر بالاية الثانية التي في البقرة ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم كفارا حسدا ها؟ ود كثير من الكتاب لو الكتاب يردون من بعدي ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم يقول عز وجل وما يضلون الا انفسهم يعني بمحاولتهم وودهم ماذا لا يظلون الا انفسهم وبماذا يذلون انفسهم المعروف عند اكثر المفسرين ان المعنى وما يهلكون الا انفسهم وذلك لانهم اذا تمنوا لكم الظلال اثموا على ذلك اثموا على ذلك فصاروا هم كالضالين وقيل بل المعنى وما يضلون انفسهم انهم اذا اشتغلوا بمحاولة اظلالكم اشتغلوا عما فيه هداهم كما هو الواقع ان الانسان اذا اراد ان يرد الحق وان يضل غيره اشتغل بمحاولته لغيره عن محاولة هداية نفسه فيكون المعنى ما يضلون الا انفسهم لانهم اشتغلوا بمحاولة اظلالهم اياكم عن ايش؟ عن طلب هدايتهم لان العادة ان الانسان اذا اشتغل في محاولة اظلال غيره تجده يطرق كل باب ويترك كل طريق يحاول به اظلال الغير وينسى نفسه ينسى نفسه وهذا واقع كثيرا حتى بين طلبة العلم احيانا يريد الانسان ان ينتصر لنفسه ولقوله ولو كان على خطأ فتجده يحاول ان يلتمس الاعذار والتحريفات والتأويلات وصرف النصوص عن ظاهرها من اجل ان توافق قوله وينسى ان يكون الواجب عليه اذا عرظ ان نطلب الحق وان يراجع نفسه لعل الصواب مع غيره كما يقع كثيرا عندما يختار الانسان قولا او يقول قولا ثم يراجع فيه يتبين له ان الصواب خلاف ما كان يعتقد اولا نعم اذا ما يضلون انفسهم فيها رأيان الرأي الاول ما يضلون الا انفسهم بالاهلاك وكثرة العقاب حيث حاولوا صد الناس عن دين الله. والثاني ما يضلون الا انفسهم بانشغالهم بمحاولة اظلالهم اظلالكم عن طلب هداية انفسهم قال بعض المفسرين وهذا اولى وذلك لان الوعيد عليهم بما يكون في الاخرة غير مجد في هذا المقام لانهم افضل لا يؤمنون بمن انذر بهذا. لا يؤمنوا بمن انذر بهذا حتى يقال انهم لا يهلكون الا انفسهم ولكن الواقع ان هذا غير وارد يعني بمعنى ان الله يتكلم عن الامر الواقع فالاية محتملة للمعنيين المعنى الاول المشهور عند اكثر المفسرين انهم يضلون انفسهم بماذا؟ بهلاكهم بما يكتسبون من الذنوب والاثام والمعنى الثاني يظلون انفسهم باضاعتها واشتغالهم بما يكون سببا لظلالها لظلالكم. وما يظلون الا انفسهم وما يشعرون يعني ما يشعرون انهم اضاعوا الوقت في محاولة اظلالكم ونسوا انفسهم لان الانسان في غمرة الغلبة او حب الغلبة وسكرة حب الظهور ينسى ولا يشعر بالوقت اذا ضاع عليه. فهؤلاء لا لا يشعرون بان الوقت ضاع عليهم انشغالهم بطلب او بمحاولة اظلالكم والشعور هو المعنى النفسي الذي يشعر به الانسان في نفسه توبيخا وتنديما احيانا او عكس ذلك تفريحا وتفاؤلا في هذه الاية الكريمة بيان عداوة اهل الكتاب للمسلمين حيث يودون لهم الاظلال والطائفة من القوم الغالب ان مشرب بقية القوم مشربها. فاذا كان هذه الطائفة تود هذا فغيرها كذلك ومن فوائد الاية التحذير من اهل الكتاب وانهم يحاولون صد المسلمين عن دينهم كالمشركين وكل من الطائفتين يودون من المشركين الضلال. قال الله تعالى ودوا نعم يعدون من المسلمين الضلال من المسلمين الظلام قال الله تعالى ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء وقال تعالى عن المشركين من قريش وودوا لو تكفرون فكل المشركين وكل الملحدين وكل من ادعى انه صاحب كتاب كلهم يودون من المسلمين ان يكفروا ويضلوا بعد هدايتهم وايمانهم واذا كان كذلك فيجب علينا الحذر منه واعتقاد انهم اعداء الداء يودون ان يقضوا علينا وعلى ديننا بين عشية وضحاها ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان المعتدي يجازى بمثل عدوانه ويبتلى بمثل ما ابتلى غيره به لقوله وما يذلون الا انفسهم ومن فوائد الاية الكريمة تعزية المسلمين بما يريد بهم هؤلاء من الاضلال فكأن الله قال لا تخافوا منهم فان الاظلال انما يعود عليهم ولكن هذا في حق المؤمنين حقا الذين يؤمنون بدينهم تماما ويفخرون به ويعتزون به دون الذين يجعلون دينهم اقوالا باللسان او حروفا على الاوراق او وهم في الحقيقة يتبعون غيرهم ويعظمون غيرهم في نفوسهم فان هؤلاء ربما يصابون يجزي هؤلاء الكفار الذين يريدون اظلالهم ومن فوائد الاية الكريمة ان الانسان قد يعمى عن الباطل مع ممارسته له لقولهم وما لقوله تعالى وما يضلون الا انفسهم وما يشعرون وما يضلون الا انفسهم وما يشعرون. ومن فوائد الاية الكريمة احاطة علم الله عز وجل بما في قلوب الخلق لقوله ودت طائفة فان الود محله القلب. ولا يعلم ما في القلوب الا الله عز وجل ومن فوائد هذه الايات الكريمة اننا نرد على كل شخص يدعي او يتوهم ان الكفار يريدون الخير بالمسلمين لان نقول له انك لا تعلم ما في ما في قلوبهم واسمع الى علام الغيوب عز وجل يقول ود الطائفة من اهل الكتاب ليضلونكم فانت لا تعرف ولا تغتر بمصالحتهم ومخادعتهم ومكرهم ثم قال الله عز وجل يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله وانتم تشهدون؟ يا اهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل حقا وانتم تعلمون خطاب من الله لاهل الكتاب على سبيل التوبيخ يا اهل الكتاب اليهود والنصارى وبالاخص اليهود لم تكفرون ما اسم استفهام حذفت حذفت الفها لدخول حرف الجر عليها والاستفهام هنا للتوبيخ لم تكفرون بايات الله ايات الله جمع اية وهي العلامة الدالة على الله عز وجل وكل اية من ايات الله تدل على صفة من صفاته فالانتقام اية يدل على الغضب تدل على الغضب وبسط الرزق اذا لم يكن الانسان على معصية الله اية تدل على الرضا والرحمة في الايات تتنوع بحسب متعلقها هؤلاء كفروا بايات الله طيب الايات الشرعية ما جاءت به الرسل فما الايات التي كفر بها هؤلاء الايات اللذيذة التي كفر بها هؤلاء الايات التي نزلت على رسلهم وعلى محمد صلى الله عليه وسلم فاليهود كفروا بايات الله وهي التوراة والنصارى كفروا بايات الله وهي الانجيل كفروا بذلك كيف كفروا بهما؟ لان الله سبحانه وتعالى يقول الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اسرهم والاغلال التي كانت عليه موجود بهذا الوصف وقال تعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم ما قال اولادهم او بناتهم لان معرفة الانسان لابنه اقوى من معرفته لابنته لشدة تعلقه به فهو لا يزن شيئا منه فهم يعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابناءه لان نعته موجود عندهم في التوراة والانجيل ولكنهم كفروا بايات الله فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به. اذا بايات الله تشمل التوراة والانجيل والقرآن كفروا بهذه الثلاثة كلها وانتم تشهدون لم يقل وانتم تعلمون لان الشهادة اقوى الشهادة اقوى لان الشهادة تقتضي ان يكون العالم كالمشاهد للشيء بحسه والمشاهدة بالحس اقوى من المشاهدة بالذهن او من من العلم بالذهن فهم يشهدون الايات ويعلمون ومع ذلك يكفرون بهذه الايات يا اهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وهم في كفرهم مخادعون يلبسون الحق بالباطل ومعنى لبس الحق بالباطل خلط الحق بالباطل فهم يأتون بالباطل ويموهونه بحق ووجه ذلك انهم لو جاءوا بالباطل صراخا ما قبل اليس كذلك؟ لكنهم يأتون به مخلوطا بحق من اجل ان يكون في ذلك تمويه على من لا على من لا يعرف الحقائق وهذا من المكر والخداع لكل مبطل يموه الحق بالباطل ومن ذلك ان يأتي بعبارات مجملة تحتمل حقا وباطلا لكن هو يريد بها الباطل ومن سمعها قد يحملها على ارادة الحق. هذا ايضا من لبس الحق بالباطل وسيأتي ان شاء الله في الفوائد