ثم قال الله تعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله كذبه حكمه النبوة الى اخره فمن فوائد هذه الاية الرد على النصارى الذين زعموا ان عيسى عليه الصلاة والسلام له الحق في ان يعبد من دون الله ولهذا يقول الله له يوم القيامة اانتقلت للناس اتخذوني وامي الى حين من دون الله فيقول سبحانك يعني لا يمكن ان اقول هذا والنصارى يدعون ان من دينهم التثليث اي ان الله ثالث ثلاثة ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان من من الله عليه بالعلم النافع فانه لا يمكن ان يدعو الناس الى عبادة نفسه فيقول كونوا عبادا لي من دون الله ومن فوائدها ان من الزم الناس او اراد منه ان يتبعوا قوله مهما كان فان فانه قد امرهم ان يتخذوه بل قد جعلهم عبادا له لان طاعة الشخص من العبادة كما قال الله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله فقال له عدي بن حاتم يا رسول الله انا لسنا نعبده قال اليس يحلون ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما احل الله فتحرمونه؟ قال نعم قال فتلك عبادتهم فقد لا يقول الانسان للناس اعبدوني اركعوا لي واسجدوا لكن قد يقول التزموا بما اقول وهذا نوع من من العبادة طيب ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان من من الله عليك بالكتاب والحكمة والحكم نبوة فانه لا يأمر الا بالخير لقوله ولكن كونوا ربانيين ومن فوائد الاية الكريمة ايضا الاشارة الى انه ينبغي للانسان ان يكون معلما ربانيا معلما ربانيا لقوله ولكن كونوا رباني اما ما يحصل من بعض الناس وهو ان يكون معلما لا ربانيا فان علمه قاصر قاصر جدا لان لان فائدة العلم هو ثمرته هو العمل والتعدد باداب العلم فاذا كان هذا الرجل يملأ ادمغة الطلاب علما ولكن ليس هناك سلوك واخلاق واعمال وعبادة فان تعليمه ناقص جدا ولهذا قال ولكن كونوا ربني ومن فوائد الاية الكريمة الرد على منكر الاسباب لقوله ها بما كنتم تعلمون الكتاب والباء للسببية ولا شك ان ان الاسباب ثابتة ولكنها ليست مستقلة بالايجاد او الاعدام بل هي مؤثرة بما اودع الله فيها من قوة التأثير وبهذا ندفع شبهة من قالوا بنفي الاسباب محتجين بان اثبات الاسباب يستلزم اثبات خالق مع الله ونحن نقول لهم اننا نثبت الاسباب لكنها ليش لا تؤثر بنفسه بل بما اودع الله فيها من القوة والدليل على هذا ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما القي في النار قال الله للنار كوني بردا وسلاما على ابراهيم اذا كانت بردا وسلاما عليه ما تأثر بها مع انها محرقة قال اهل العلم ولو قال الله تعالى كوني بردا ولم يقل وسلاما لاهلكته من البرد لانها تمتد لامر الله عز وجل ومن فوائد الاية الكريمة ان المعلم للناس يصح ان نسميه ربانيا لانه قال ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب ولهذا نجد في تراجم العلماء رحمهم الله نجد كثيرا ما يصفون العالم بانه العالم الربان طيب ومن فوائد الاية الكريمة في قوله ولا يأمركم ان تدخلوا الملائكة والنبيين اثبات الملائكة والايمان بهم احد اركان الايمان الستة فلا يتم ايمان العبد حتى يؤمن الملائكة طيب ومن الفائدة ايضا ان هذا الذي من الله عليه بالكتاب والحكم نبوة لا يمكن ان يأمر غيره باتخاذ الملائكة والنبيين اربابا كما انه لا يدعو الناس الى عبادة نفسه ومن فوائد الايات الكريمة ان من امر غيرهم ان يكون عبد الله لقد امر بالكفر ومن امر ان تتخذ الملائكة والنبيون اربابا فقد امر الكفر لقوله تعالى ايأمركم للكفر بعد اذ انتم مسلمون ومن فوائدها ان هذا الكفر مخرج عن الملة لقوله بعد اذ انتم مسلمون ثم قال الله تعالى واذ اخذ الله ميثاق النبيين اذ مفعول لفعل محذوف تقديره اذكره واذا اخذ الله ميثاق النبيين يعني اذكر يا محمد لمن ارسلناك اليهم اذكر هذا العهد والميثاق اخذ الله ميثاق النبيين والميثاق هو العهد وسمي الميثاق عهدا لان كلا من المتعاهدين يتوثق به مع الاخر كالوثاق الحبل الذي يشد به الانسان وقول ميثاق النبيين يشمل الرسل لان كل رسول فهو نبي وقوله لما اتيتكم من كتاب وحكمة فيها ثلاث قراءات لما اتيتكم لما اتيتكم لما اتيناكم نعم وعلى كل كل القراءات ففيها التفات اتنين من الغيبة الى الحضور الى الحضور وقولنا ما اتيتكم في اللام قراءتان الكسر والثانية الفتح وقول اتيتكم يعني اعطيتك والايتاء هنا يراد به ما اتاه الله النبيين من امور الشريعة ولهذا قال من كتاب وحكمة الكتاب معروف كالثراث والانجيل والحكمة الحكم بين الناس واصابة الصواب لان الحكم بين الناس واصابة الصواب من تنزيل الاشياء منازلها وهذا هو الحكمة ثم جاءه رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه يعني ما اتيتكم من الكتاب والحكمة اذا جاءكم رسول مصدق لما معكم فانكم تؤمنون به وتنصرونه وقول مصدقا لما معكم له معنيان المعنى الاول انه يصدق ما سبقه من الكتب يصدق ما كتب ما سبق من الكتب فيقول مثلا ان التوراة حق والانجيل حق وما اشبه ذلك المعنى الثاني انه يقع مصداقا لما سبقه من الكتب لان الكتب اخبرت به فاذا جاء مطابقا لما اخبرت به صار ايش طار مصدقا لها كان مصدقا لها فيكون على هذا الوجه يكون شهادة لهذا الكتاب بانه حق ويكون على الوجه الاول شهادة لان الكتب السابقة الفرق اذا بين معنيه واضح مصدق مصدق لما معكم قلنا لهم معنيان احدهما ان النبي صلى الله عليه وسلم شهد بصدق ما سبقه من الكتب والثاني انه ان رسالته كانت ايش مصداقا لما اخبرت به الكتب السابقة لان الله تعالى يقول في النبي صلى الله عليه وسلم الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر فاذا جاء على الوصف الذي جاءت بالتراث والانجيل وقع مصداقا لها. لانها اخبرت بشيء فجاء هذا الشيء فيكون مصدقا ارأيت لو ان احدا من الناس قال ان فلانا سيقدم اليوم بعد الظهر فقد صار هذا الذي قدم مصدقا لما اخبر اخبر به اذا لما قالت الرسل ان محمدا رسول الله يبعث على الوجه الذي ذكر الله يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فجاء مطابقا لما اخبرت به صار مصدقا مصدقا لها طيب مصدق لما معهم اي للذي معكم من ايش ها من الكتب السابقة التي جاءوا بها لتؤمنن به هذا محل الميثاق يعني اذا جاءكم هذا الرسول المصدق لما معكم فان ميثاقي عليكم لتؤمنن به ولتنصرنه تؤمنون به اي تؤمنن بانه حق وتنصرنه اي تعين تعينونه على نشر رسالته وعلى قتال اعدائه لان النصر هنا يشمل النصر بالعلم وبالسلاح طيب قال اعطرتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقرنا لما اخبر انه اخذ والميثاق قررهم في هذا قال اأقررتم واخذتم على ذلكم اصلي قالوا اقرن وقوله ااقررتم اي اعترفتم والتزمتم بذلك وقوله اخذتم على ذلكم اصلي اي اخذتم العهد الثقيل لان الاصل الذي جمعه اثار بمعنى الاشياء الثقيلة فيسني اي عات الثقيل قالوا اقررنا فيها قراءة عندنا اه قال اقررتم فيها آآ اقررت ااقررتم بمد الالف الاولى. قال قالوا اقرن قال فاشهدوا قالوا اقررنا يعني اعترفنا والتزمنا بان نؤمن به وننصره قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين اشهدوا يعني ليشهد بعضكم على بعض ولتشهدوا كلكم على الميثاق الذي بيني وبينكم وانا معكم من الشاهدين واكتفى بالا شهيد فاستشهدهم على انفسهم وشهد عليهم عز وجل بما بما حصل طيب نرجع الان الى الاعراب قلنا اذ اخذ الله مفعول لفعل محذوف تقديره واذكر اذ اخذ الله وقوله لما اتيتكم فيها قراءتان لما ولما على قراءة لما تكون اللام للتعليم وما اسم موصوف اي للذي اتيتكم من كتاب وحكمة للذي اتيتكم من كتاب وحكمة لتؤمنن به فيكون التعليل سابقا على المعلم والتقدير على هذا واذا اخذ الله ميثاق النبيين لتؤمنن بهذا الرسول لما اتيتكم من كتاب له حكمة طيب اللام اذا كالتعليم واما على قراءة الفتح فتح اللام اللام هذه قيل انها لام الابتلاء واذا اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب للذي اتيتكم يعني اياه من الكتاب والحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به اي بهذا الرسول فتكون ما اثما موصولا كالاول