ثم قال تعالى ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا هذه الاية لها صلة فيما قبلها وهي ان هذا العمل من جنس العمل السابق الذين يأكلون اموال الناس للباطل فهذا نوع من فهذه الاية فيها ايضا نوع من اكل اموال الناس بالباطل قوله يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا يقال يشترون ويقال يشرون فما الفرق بينهما يا بخاري نعم الفرق بين ما يشترون ويشرون بالمعنى ما بين الفرق الى بينهما فرق بندر يشرون يعني يبيعون ويشترون نعم يعني فالبائع معطي والمشتري الشاهد لهذا من القرآن قوله تعالى فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا في الاخرة يعني يبيعون الحياة الدنيا بالاخرة وقوله تعالى ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله اي يبيع نفسه واما الاشتراك بمعنى اخر ففي مثل هذه الاية ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا يعني يأخذونه ثمنا قليلا بعهد الله فيمكثون عهد الله من بعد ميثاقه ويحلفون على الكذب في الايمان من اجل الدنيا فقوله بعهد الله يحتمل ان يكون المراد بما عاهدوا الله عليه ويحتمل ان يكون المراد بما عاهدوا الخلق عليه فاما عن الاول اي بما عاهدوا الله عليه فهو ظاهر من الاية لان الله اضاف العهد اليه ومثاله ان يكتم العالم علمه من اجل عرض من الدنيا فان الله عهد الى العلماء ان يبين العلم واذا اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فان قال قائل كيف اخذ الله العهد على العلماء ونحن لم نعلم ان احدا من العلماء اجرى صفقة عهد مع الله هل علمتم ان عالم من العلماء اجرى صفقة عهد مع الله لا لكن لما اعطى الله العلماء كان اعطاؤه لما اعطى الله العلماء العلم كان اعطاؤه اياه كان اعطاؤهم اياه عهدا عهدا بان ليش؟ يقوموا بنشره واعلانه بين الخلق فاذا لم يقوموا بذلك فانهم لم يفوا بعهد الله القول الثاني يشترون بعهد الله اي بعهدهم مع الناس واضافه الله الى نفسه في عهد الله لانه امر بالوفاء به لانه امر بالوفاء به قال الله تعالى واوفوا في عهد الله اذا عاهدتم ولا تنقض الايمان بعد توكيلها فسمى الله معاهدة الناس المؤمنين لغيرهم سماها ماشي عهدا له واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم مع انهم ما عاهدوا الله وانما عهدوا الخلق لكنه اضافه لنفسه لانه امر بالوفاء به صح ان يقال او في عهد الله. اذا ان الذين يشترون بعهد الله يشمل المعنيين جميعا اي بما عاهدوا الله عليه او بما عاهدوا الخلق عليه فعلى الوجه الاول المعنى ظاهر وواضح ما في اشكال وعلى الثاني فيه شيء من الاشكال حيث سمي عهدا سمى عهد المخلوقين عهدا لله ولكن الجواب عنه ان يقال اضافه الله لنفسه لانه امر لوفائي لانه امر بوفائه. طيب وقوله ايماني يعني ويشترون ايضا بايمانهم ثمنا قليلا والايمان جمع يمين وهي الحلف بالله عز وجل فيشترون باليمين ثمنا قليلا مثل ان يحلف على جحد حق واجب عليه او يحلف على دعوى حق ليس له فهنا ادم يحلف على جحد حق واجب عليه او يحلف على دعوى حق ليس له وهو كاذب وهذه هي اليمين الغموس التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين وفيها فاجر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان اعوذ بالله لقي الله وهو عليه غضبان وقولها فيها فاجر يعني كاذب فهذا اشترى باليمين ثمنا قليلا مثال اليمين في دعوة ما لا ما ليس له ان يدعي على شخص ان في ذمته له مئة ريال فيقول الشخص ليس عندي شيء فيقول القاضي للمدعي هل عليك بينة فيكون مندعي لا فيقول القاضي للمنكر يحلف فيقول لا احلف حلفه هو واذا حلف انا اعطيه فيحلف مدعي بان في ذمة فلان له مئة ريال وهو يكذب هذا حلف على ايش على اي شيء؟ على دعوى ما ليس لهم حلف بان في ذمة فلان مئة ريال لي وحكم له هذا اشترى باليمين ليش ثمنا قليلا ثمنا قليلا طيب الحلف على انكار ما يجب عليه مثل احمد ان يدعي على شخص بان في ذمته له مئة درهم فينكر المدعى عليه وهو يعلم ان في ذمته مئة درهم لفلان ويحلف على انه ليس في ذمته له شيء هذا حلف على ايش على انكار ما يجب عليه القاضي في مثل هذا الحال يفرأ المدعى عليه نعم يفرأ ويخلي سبيله لانه حلف فكلا الرجل الرجلين اشترى بيمينه ثمنا قليلا ما هو الثمن القليل في المثال يا اخي هذا اسمك عبد الله ها يلا يا عيسى ها كيف ايه المثال اللي ذكرناه ما هو ثمن قليل اين وصلت وين رحت ها؟ كيف؟ والموجود مرة والقلب في الصدر طيب يا احمد انت جاره ها نعم في مثالين الذين ذكرن الاول مئة ريال والثاني عسى الله يسهل لنا واحد يكمل واحد لا شيء عنده وواحد عنده النصف من عنده الكل نعم احسنت تمام المثال الاول مئة ريال والثاني مئة درهم. واضح؟ كل منهم اشترى في هذا بيمينه ثمنا قليلا طيب ارأيتم لو قال قائل ارأيتم لو اشتريت بهذا اليمين ثمنا كثيرا؟ حلف على مليون نعم اما ان نقول انه قليل لان الله تعالى قال قل متاع الدنيا قليل كل متاع الدنيا كلها قليل نعم واما ان نقول من اشترى بالقليل ثمنا قليلا فكذلك من اشترى بالكثير المهم انه انتهك حرمة اليمين بشيء من الدنيا بشيء من الدنيا. طيب قال اولئك لا خلاق لهم في الاخرة اولئك المشار اليهم من الذي المشار اليهم؟ الذين اشتروا في عهد الله وايمانهم ثمنا قليلا وقوله لا خلاق لهم في الاخرة اي لا نصيب له في الاخرة كما قال تعالى وماله في من خلاق فمنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا فمنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا وماله في الاخرة من خلق اي من نصيب ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اولئك لهم نصيب قال اولئك لهم نصيب في مقابل قوله لا خلق بدل هذا على ان الخلاق هو النصيب لا خلاق لهم في الاخرة يعني في الدار الاخرة وذلك يوم يوم القيامة وسميت يوم وسمي يوم القيامة دارا اخرة لانه هو اخر مراحل البشر بل الخلق الانسان له مراحل في هذه الدنيا في بطن الام وفي الدنيا وفي البرزخ وفي الاخرة كم دارا؟ اربعة دور وفي الدار الاولى له حالان حال حياة وحال موت فهو قبل ان تنفخ فيه الروح ميت وبعد ان تنفخ فيه الروح حي اخر مرحلة هي ايش؟ الاخرة اما الى الجنة واما الى النار طيب ولهذا قال لا خلاق لهم في الاخرة وفي الدنيا يمكن ان يكون لهم خلاق يمكن ان يكون لهم نصيب من هذا الذي اشتروه هذا الثمن القليل اللي نشروه يكون لهم نصيب ارأيت لو حلف على دعوة مليون ريال لجاءهم ايش؟ مليون ريال هذا نصيب في الدنيا لكنه والله بئس النصيب لو ساوت الدنيا جناح باظ بعوضة لم يسق منها الرب ذا الكفران لكنها والله احقر عنده من ذا الجناح القاصر الطيران كل الدنيا ليست بشيء طيب ولا يكلمهم الله يعني واولئك ايضا لا يكلمهم الله تكليم رضا ولكن قد يكلمهم تكريم اهانة فان الله سبحانه وتعالى يقول لاهل النار اخسئوا فيها ولا تكلموه وهذا الكلام من الله لكنه كلام تقرير وتوضيح واهانة والمنفي هو تكليم الرضا لا يكرمه الله ولا ينظر اليهم يعني ولا ينظر اليهم نظرا رحمة وعطف ورأفة وذلك لانهم ليسوا اهلا للرحمة قال الله تعالى ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها لمن؟ للذين يتقون ويؤتون الزكاة واما غيرهم فليس لهم من رحمة الله نصيب في الاخرة ولا ينظر اليه يوم القيامة يوم القيامة هو يوم البعث وسمي يوم القيامة لامور ثلاثة الاول ايام الناس لقيام الناس من قبورهم والثاني يوم يقوم الاشهاد والثالث يقام فيه العدل ونضع موازين القسط ليوم القيامة فلا تظلموا نفس شيئا ولا يزكيهم يعني لا يطهرهم من اثار رجسهم التي تلوثوا بها في الدنيا فاثامهم باقية لا تغفر والعياذ بالله فلا زكاء لهم عند الله لانهم ليسوا اهلا للتزكية