ثم قال من اوفى بعهده واتقى من الجملة هذه استئنافية ويأتي في اخر الكلام على الاية من اوفى بعهده واتقى اوفى بمعنى اتم فهي فعل ماض وليست اسم تفضيل من اوفى يعني اتم في عهده اي بما عاهد عليه غيره واتقى الله في هذا في هذا الايفاء فان الله يحب المتقين طيب قوله من اوفى بعهده نحن قلنا بعهده اي بالعقد الذي عقد عليه وهل العقد عهد نعم العقد فان المتعاقدين يعهد كل يعاهد كل واحد منهما الاخر على اتمام ما تم العقد عليه وان لم يذكر العهد باللفظ لكن هذا مقتضى العقد مقتضى العقد اني اذا تعقدت معك ان اوفي لك بما تم العقد عليه فيكون كل عقد ليش؟ عهدا طيب قال بلى من اوفى بعهده اي بما عاهد عليه غيره من العقود وغيرها ومنه الامانة اذا ائتمنتك على شيء فقد عاهدتك على حفظي طيب وقوله واتقى اتقى من اتقى الله بوفائه بالعهد ومن اتقاء الله اتقاء الخيانة الا يخون والتقوى مأخوذة من الوقاية مأخوذة من الوقاية وهي اسم جامع لفعل ما امر الله به واجتناب ما نهى عنه هذي التقوى اسم جامع لكل ما لفعل ما امر الله به اتم واجتناب ما نهى عنه فان ذكرت مع البر اختصت بالمناهي واختص البر للاوامر كقول التعاون على البر والتقوى اي على فعل الاوامر واجتناب النواهي اما اذا ذكرت التقوى وحدها فهي شاملة لفعل الاوامر واجتناب النواهي. اذا التقوى اسم جامع لفعل ما امر الله به واجتناب ما نهى عنه ولفظها يدل على هذا لانها مأخوذة من الوقاية الوقاية ولا وقاية من عذاب الله الا بفعل اوامره واجتناب نواهيه هذه هي التقوى وقال بعض العلماء التقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله فجمع بين العلم والعمل والاحتساب ان تعمل بطاعة الله هذا ايش؟ العمل على نور من الله العلم فارجو ثواب الله الاحتساب وان تترك ما نهى الله على نور من الله تخشى عقاب الله ايضا جمع بين العلم والعمل والاحتساب وقال اخرون في تعريف التقوى خلي الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واعمل كماش فوق ارض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرن صغيرة ان الجبال من الحصى وهذا ايضا لا ينافي ما سبق لكن اختلاف التعبير الخلاف في التعبير طيب وقوله فان الله يحب المتقين هنا قال فان الله يحب المتقين ولم يقل فان الله يحبه ومثل هذا التعبير يسمى الاظهار في موظع الاظمار الاظهار من وظع الاظمار والاظهار في موظع الاظمار له فوائد منها تنبيه المخاطب تنبيه المخاطب ووجه ذلك ان الكلام اذا كان على نسق واحد لم يكن فيه ما يستدعي الانتباه اليس كذلك؟ ولهذا يمشي المخاطب او المتكلم ما ما يكون في كلامه ما ما يستدعي الانتباه فاذا تغير الاسلوب وجاء الاسم مظهرا في موضع الاظمار فان الانسان ينتبه ليش؟ ليش ما يحب ثانيا ان في الاظهار في موظع الاظمار التعليم للحكم الذي جاء فيه الاظهار في مواضع الاظمار وذلك ان قوله فان الله يحبه ليست في اظهار العلة كقوله فان الله يحب المتقين لانه اذا قال فان الله يحب المتقين لماذا لتقواهم فافاد العلة فافاد العلة ثالثا انها انها تفيد التعميم تفيد التعميم اي كل من يعمه هذا المظهر كل من يعمها على هذا المظهر واقرأ قول الله تعالى من كان عدو الله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو الكافيين ولم يقل فان الله عدو له لاجل ان يشمل كل كافر سواء كان كفره بهذه العداوة او بغيرها سيكون في هذا تعميم الحكم. طيب فان الله يحب المتقين ناخذ الفوائد في من هذه الايات طيب من هذه الايات بيان ان اهل الكتاب انقسموا في الامانة الى قسمين ها؟ نعم الاعراب طيب. بلى من اوفى بعهده واتقى من اوفى بعهده؟ من هذه اسم شرط جازم واوفى شتي على الشرط واتقى معطوف عليه وجملة فان الله يحب المتقين. جواب الشرط ولكن قد تقول لماذا لماذا اقترن جواب الشرط بالفاء مع ان الشرط في قوله من انت منه بدينار يؤده ولا يؤده ليس فيها فعل والجواب على ذلك ان يقول ان نقول اذا كان جواب الشرط لا يصلح ان يكون فعلا للشرط وجب اقترانه بالفعل خرفتم؟ اذا كان جواب الشرط لا يصلح ان يكون فعلا للشرط نعم وجب اقترانه بالفاء قال ابن مالك واقرن حتما جوابا لو جعل شرطا لان او غيرها لم ينجعد هذا الضابط اذا كان جواب الشرط لا يصلح ان يكون فعلا للشرط وجب اقترانه بالفاء هذا هو الضابط وتفصيل هذا الضابط مذكور في البيت المشهور تسمية طلبية وبجانب وبما وقد وبلا وبالتنفيس هذه سبعة مواظع فاذا جاء جواب الشرط احد هذه السبعة وجب اقترانه في الفاء الجملة هنا فان الله يحب المتقين طلبية ها؟ سمية. صحيح لان الله يحب المتقين المبتدأ والخبر لكنه منسوخ بان فالجملة هنا اسمية هذه الايات من فوائدها اولا بيان انقسام اهل الكتاب الى قسمين امين وخائن كما انقسموا الى قسمين مؤمن وكافر فمثلا عبد الله بن سلام رضي الله عنه كان من احبار اليهود ومن الله عليه بالاسلام فاسلم كذا وكعب بن اشرف من اشراف اليهود ولكنه بقي على كفره فلم افلم يؤمن فهم كمنقسموا الى كافر ومؤمن انقسموا ايضا الى خائن وامين طيب ولقد عامل النبي صلى الله عليه وسلم اليهود ومات ودرعه مرهونة عند يهودي وهذا يدل على ان من اليهود من هو امين والا كيف الرسول صلى الله عليه وسلم يرهن الدرع وهو من الات الحرب عند هذا الرجل اليهودي لكنه كان امينا طيب من فوائد الاية انه يجب الحذر من اهل الكساء اليهود والنصارى لان لانهم ما داموا ينقسمون الى قسمين فاننا لا ندري حين نعاملهم من اي القسمين هؤلاء فيجب علينا الحذر لا سيما اذا تبين لنا انهم خونة اهل غدر وانهم لا يسعون لمصالحنا ابدا كما هو الواقع فان الواقع في الوقت الحاضر ان اليهود والنصارى لا يسعون ابدا لصالح المسلمين بل يسعون ها؟ للاظرار بالمسلمين والافساد عليه حتى انهم اذا رأوا الدولة متجهة للاسلام من دول المسلمين فانهم يحاولون اسقاطهم والتضييق عليها من الناحية الاقتصادية والعسكرية والسياسية وهذا شيء يعرفه كل من تدبر وتأمل في الحوادث اليوم اذا يجب علينا ان نحذر غاية الحذر من اليهود والنصارى وان نعلم ان اليهود والنصارى كل واحد منهم ولي للاخر كما قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض مهما طال الامد فهم اولياء ضد عدو مشترك وهو وهم المسلمون اي نعم ومن فوائد هذه الاية جواز الاقتصار على المثال ليقاس عليه ما يشبهه لانه قال قنطار ودينار طيب ولو ائتمنته على سيارة او على لعبة صبي مثلها نعم نعم من اهل الكتاب من ينتمنه بلعبة بلعبة الصبي لا يؤديها اليك الا ما دمت عليه قائلا ومنهم من انتمنه على السيارة نعم ويردها اليك سالمة لكن ذكر الله الدينار والقنطار على سبيل التمثيل ومن فوائد هذه هذه الايات اعجاب اهل الكتاب بانفسهم واحتقارهم لغيرهم لانهم قالوا ليس علينا في الاميين سبيل وهذا يدل على العجب في النفس واحتقار الغير ومن فوائدها ان اهل الكتاب لا يقتصرون على الظلم والعدوان ويجعلون ذلك من تلقاء انفسهم بل ينسبونه الى الى شريعة الله ينسبونه الى شريعة الله ودليل ذلك قوله تعالى ويقولون على الله الكذب فهم يقولون على الكذب في هذا وفي غيره ومن فوائد هذا هذه الايات ان من افترى الكذب على الله فيما يفتي به او يحكم به بين الناس ففيه شبه بمن؟ باليهود والنصارى فيه شبه باليهود والنصارى وقد وجد في هذه الامة من يفتري الكذب على الله سواء في الحكم بين الناس او في الفتوى التي ليست بحكم ولكنها اخبار عن عن الشرع ومن فوائد الاية الكريمة اه ان من افترى على الله الكذب وهو يعلم اشد اثما وعدوانا ممن لا يعلم وان كان كل منهم على خطأ لكن ليس المتعمد كغير المتعمد ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومن فوائد ذلك الاشارة الى ان الجهل المركب اقبح من الجهل البسيط ما وجه ذلك لان الذي يكذب ويعلم ها اقبح من الذي يكسب ولا يعلم الجاهل المركب الذي يتقدم بالشيء وهو يعلم انه يعرف انه ليس عنده علم اقبح من الشخص الذي يرى ان هذا هو العلم