ثم قال عز وجل فمن تولى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون. من تولى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون يعني من امم هؤلاء الانبياء ولا ترد هذه الشرطية على الانبياء لان الانبياء عليهم الصلاة والسلام شهدوا على انفسهم وشهدوا الله معهم لكن انما ثلج هذه الشرطية على من على اتباعه يعني فمن تولى من اتباع الانبياء بعد ما ذكر من هذا الميثاق العظيم فهو فاسد ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان الفسق يطلق على الكفر ومن شواهد ذلك ما ذكرناه في الدرس افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستموت اما الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات مأوى ونزلا بما كانوا يعملون واما الذين فسقوا فمأواهم النار ومن فوائد ذلك من فوائد الاية ان من تولى قبل قيام الحجة عليه لم يحكم عليه بفسق بقوله فمن تولى بعد ذلك ويتفرغ على هذا فائدة مهمة وهي ان الشرائع لا تلزم قبل العلم الشرائع لا تلزم قبل العلم وهذه مسألة عظيمة مسألة عظيمة جدا اختلف فيها العلماء اختلافا طويلا عريضا لكن من تأمل نصوص الكتاب والسنة وتأمل ايضا ما لله من صفات عظيمة تبين له ان الشرائع لا تلزم قبل العلم لان الله كتب على نفسه ان رحمته سبقت غضبه ولو قلنا بوجوب الشرائع قبل العلم لكان الغضب سابقا على الرحمة لاننا نلزم الانسان بشيء لم يعلم لكن ربما يكون من الانسان تفريط في السؤال ما يسأل يعني لا يسأل فحين اذ قد نلزمه قبل ان يعلم من اجل ايش؟ من اجل تفريطه اما لو لم يكن مفرطا كانسان نشأ في بادية ولا يعلم شيئا عن الدين وليس عنده عالم ولا طرا على باله فكان يصلي على جنابة بدون اغتسال وبقي على هذا عشر سنوات او اكثر فجاء يسأل ماذا نقول له يا حسن نقول ليس عليك شيء لانك لم تعلم بوجوب الغسل من الجنابة لكن لو كان في البلد ويسمع ويستطيع ان يسأل فربما نلزمه بقضاء ما مضى ومن ذلك ما يحدث لكثير من النساء التي تبلغ وهي صغيرة تبلغ بالحيض وهي صغيرة ولكنها لا تصوم بناء على انها صغيرة وان الصوم لا يلزم الا من تام لها خمس عشرة سنة ثم تأتي تسأل فاذا علمنا من حالها انها معذورة بالجهل فاننا لا نلزمها بقضاء ما حصل ما فات من من الصيام لانها معذورة وهذا في الذي ينتسب للاسلام نعذره ونحكم باسلامه ونصلي عليه اذا مات اما من من لا ينتسب للاسلام فهذا كافر كافر في الدنيا واما في الاخرة فعلمه عند الله فالقوم الذين لا لم تبلغهم الدعوة وهم كفار هؤلاء كفار في الدنيا لو ماتوا ما نصلي عليهم ولا ندعوا لهم لكن في الاخرة الصحيح ان امرهم الى الله وان الله تعالى يمتحنهم بما يشاء من تكليف فمن اطاع منهم دخل الجنة ومن عصى دخل النار ارجو الانتباه لهذه المسألة اما من ينتسب للاسلام ولكنه على حال تكفره من ترك واجب او فعل محرم وهو لم يبلغه الشرع فان القول الراجح انه لا يحكم بكفره لانه معذور ولهذا تجد نصوص الكتاب والسنة كلها او غالبة مقيدا ببلاغ الرسالة بالعلم للتبين وما اشبه ذلك وهذا كما قلت لكم هو مقتضى صفة الله عز وجل وهي ان رحمته سبقت غضبه والحمد لله رب العالمين. ولهذا يقول فمن تولى بعد ذلك واما من قال ان بعد ذلك ان هذا القيد من اجل عظم الشناعة عليهم وان من تولى وان لم يتبين له الامر فهو فاسق لكن قيده بالبعدية من اجل عظم الشناعة عليهم فهذا خلاف الاصل هذا خلاف الاصل لان الاصل ان ما قيد بوصف فالوصف عائد له نفسه لا الى شيء اخر وهنا الذي قيد بالبعدية ما هو؟ التولي. فاذا تولى بعد ان بلغه العلم فهو فاسق ثم قال عز وجل افغير دين الله يكون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون. في هذه الاية الانكار الشديد على من ابتغى غير دين الله ومن فوائدها ان من ابتغى غير دين الله ولو في التنظيم وما وما يسمى بالقانون فانه مستحق لهذا التوبيخ العظيم ويدل لذلك قوله تعالى في سورة المائدة وهي اخر ما نزل او من اخر ما نزل افحكم الجاهلية يبون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون وحكم الجاهلية ما هو كل ما خالف حكم الشرع فهو حكم جاهلية لان حكم الشر مبني على علم فما سواه مبني على على جهل وهذا في غاية ما يكون من التوبيخ والتقرير ان ان تبتغي حكما جاهليا وتدع حكم من؟ حكم العليم الخبير. ومن احسن من الله حكم لقومه وبه نعرف ان من ابتغى حكما بغير حكم الله فهو من اضل عباد الله واصفه عباد الله واخسر عباد الله وانه لن تصلح له امور دينه ولا دنياه والعياذ بالله. نعم. ومن فوائد الاية الكريمة ان من شرط صحة العمل وقبوله ان يكون موافقا لشرع الله وجهه ان الله انكر على من بغى دينا غير دين الله ولهذا كان من شرط العبادة الاخلاص لله وموافقة شريعة الله ومن فوائد الاية الكريمة تشريف هذا الدين الذي شرعه الله لان الله اضافه الى الى نفسه فقال افغير دين الله يقول ومن فوائد الايات الكريمة اقامة الحجة على انه لا يليق بالانسان ان يبغي دين غير دين الله وهو وهو مربوب مملوك لله في قوله ولهم السماء من في السماوات والارض طوع مكرم وقد مر علينا في التفسير ان هذه الجملة يحتمل ان تكون حالية ويحتمل ان تكون استئنافية ومن فوائد الاية الكريمة عموم ملك الله وسلطانه من اين تؤخذ وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرما وهذا تمام تمام السلطان والملك ان كل من في السماوات والارض فهو مستسلم لله طائعا كان ام مكرها ولذلك لا احد يمكنه ان يشد او يقاوم قدر الله لو جاء اعتى اعتى خلق الله يريد ان يقاوم ما اراد الله تعالى وقدرا هل يمكنه ذلك؟ ابدا فرعون جبار عنيد اغرق بما كان يفتخر به قال يا قومي اليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي افلا تعقلون افلا تبصرون؟ افلا تبصرون باي شيء نهلك بالماء بالماء الذي كان يفتخر به وعاد استكبروا في الارض وقالوا من اشد منا قوة فاهلكوا بماذا؟ بالريح هوى هوى سخره الله عليهم حتى دمرهم اصبحوا لا يرى الا من ساكنهم هذا تمام القوة والقدرة وضعفاء الايمان اليوم اذا قيل لهم ارجعوا الى دينكم تنصروا على اعدائكم قالوا ايه وش تنصر اعدائنا وش نزين حنا ما نعرف ان زين الابرة كيف نقاوم هذه الصواريخ واهل المدافع واهل القنابل الموجهة لم يعلموا ان الامر بيد الله عز وجل وانه سبحانه وتعالى اذا شاء طبق عليهم الارض تطبيقا خسف بهم الى السابقة في كلمة واحدة لو صدقنا الله لصدقنا الله لكن لكننا في الحقيقة ضيعنا امر الله فلما نسينا الله نسينا الله عز وجل تركنا سمعت انا قبل سنوات ان الله ارسل على واشنطن عاصمة امريكا او هي العاصمة ولا شبه العاصمة العاصمة ارسل عليها سواعد صواع من هذا الغماء اللي مثل القطن صواعق يعني دمرتها تقريبا حتى قطعت سلك الكهرب وسكتت المكاين وصارت هذي العاصمة اللي هي من اكبر عواصم الدنيا صارت دامسة وحصل سطو عظيم على الفنادق وعلى محل التجارية التجارة وصار شيء نهب وغيره وهذا الصواعق من يعني من ادنى شيء الزلزال يظرب الارظ وفي لحظة واحدة يدمر مئات المدن والقرى مئات المدن والقرى وبماذا حصل هذا الزلزال بكلمة واحدة وهي كن كن انقلب اعلى الارظ اسفلها وتغيرت المعالم الارض كلها فنحن اذا صدقنا الله صدقنا الله. يذكر ان سعد ابن ابي وقاص وهو يطارد الفرس من مدينة الى مدينة حتى وصل الى ذكره الى ما وصل لدجلة انتقل الفرس الى المدائن من وراء دجلة من الشرق وكسروا السفن اغلقوا السفن وكسروا الجسور من اجل ان لا يعبر اليهم المسلمون وقف سعد ليس معهم الا ابن وخيول وراجلة وقف ما يقدر يروح فنادى سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال له يا سلمان اعطنا من يعني من اه تصميمك في الحرب لانه هو الذي اشار على الرسول صلى الله عليه وسلم بالخندق قال والله يا سعد ما فيه مادة الان ما في حيلة الا ما كان من تقوى الله ولكن دعني انظر في القوم الجند ان كانوا على تقوى من الله فان الذي فلق البحر لموسى سيمسل لنا العبور على هذا البحر لان هذه الامة خير من امة موسى الله اكبر شف الايمان