اما فيما بينك وبين نفسك فاقرأ بها اقرأ بالقراءة الثانية. اذا كنت متقنا لها وعارفا بها. وكذلك اذا كنت بين طلبة علم حتى يعرفوا القراءات وينتفعوا بها اما بالنسبة للفرق بين تنزل وتنزل فلا فرق لان التوراة نزلت جملة واحدة فسواء قيل تنزل او تنزل اما القرآن فانه نزل مفرقا مفرط فاذا جاء نزلنا عليك فالمراد نزوله شيئا فشيئا واذا قيل انزلنا اليك الذكر مثلا انا انزلناه في ليلة القدر فالمراد في قوله انا انزلناه في ليلة القدر يعني ابتدأنا انزاله ابتداء انزاله وانزلنا الذكر باعتبار انه سيكون تاما وبتمام يكون قد نزل كله طيب من قبل ان تنزل التوراة التراة هي الكتاب الذي انزله الله تعالى على موسى وقد نزلت التوراة مكتوبة كتب الله تعالى التراث في الالواح فاخذها موسى وتلاها عن الناس وعلمهم اياها ولكن هل بقيت التوراة الى ان جاء محمد صلى الله عليه وسلم نعم نعم بقيت لكن صار فيها تحريث كما قال الله تعالى تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا قال الله تعالى قل فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين هذا من باب التحدي الامر هنا قل فاتوا فاتوا بالتحدي واقامة الحجة على ما ادعوه جئت بالتوراة يعني هاتوها فاتلوها وانظر ان ما قلته فهو حق اي ان الطعام كان حلا لبني اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه ثم نسخ ايضا ما بقي الحل حلوا اشياء كثيرة تحل اشياء كثيرة نسخة كما قال عيسى ولاحل لكم بعض الذي حرم عليه بعض الذي حرم اذا هناك اشياء كثيرة حرمت فاحل لهم انسب بعد ما حضر والفاة بالتراث فاتلوها انتم ايضا لا نحن حتى لا تتهمونا لاننا حذفنا شيئا او اضفنا شيئا اتلوها انتم لانفسكم حتى يتبين لكم ان ما جئت به فهو حق ان كنتم صادقين يعني فيما فيما تدعونه من كذب ما جئت به فاتوا بالتوراة فاتلوه وان كنتم هذه الشرطية لتمام التحدي كما اقول لك الكلام العابر ان كانك صادق فافعل كذا فهذا من كمال التحدي وتمامه. وكان سبب هذا ان اليهود كانوا ينكرون ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. من فروعه ويقول انك احللت شيئا وحرمت شيئا والشرائع لا تتبدل ولا تتغير لانها من عند الله لانها من عند الله ولهذا كانوا ينفرون النسخ ويقولون ان النسخ في احكام الله مستحيل لان النسخ اما ان يكون لحكمة او عبثا فان كان عبثا فاللهم نزهنا عنه وان كان لحكمة لزم منه ان الله تعالى تظهر له الحكمة بعد ان كانت خافية عليه وهذا يلزم منه الظهور بعد الجهل وهو ايضا مستحيل على الله شف كيف اذا النصر مستحيل ولهذا كذبوا عيسى وكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم. ليش؟ قال لان هذي نصب والنص على الله مستحيل لا يمكن ان تنسخ الشراء فقيل له تعال هات التوراة هاد التراث التوراة تثبت وتقرر ان الطعام كان حلا لبني اسرائيل كل ما يطعم ثم حرم يسير على نفسه اشياء وبقي هذا التحريم في ذريته حراما عليه اذا هذا نسخ ولا لا؟ نسخ لكنه في الحقيقة ليس النسخ الكامل الذي يرفع الحكم كله ولكنه نسخ لبعض افراده وهو ما يسمى عند الاصوليين بالتخصيص ويسمى عند السلف في النسخ التخصيص يسمى في لغة الصحابة والتابعين يسمى نصرا طيب اذا في هذا اقامة الحجة عليهم بما ادعوا من انه لا يمكن ان تنسخ الشرائق وانك يا محمد كاذب وان عيسى كاذب عرفتم يا جماعة طيب فاراد الله ان يبين كذبه من كتبهم طيب قال تعالى فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فمن من اه عامة يعني اي انسان يفتري على الله الكذب والافتراء معناه التقول بغير حق يعني ان تنسب الى الشخص ما لم يقله هذا هذا افتراء وقولها الكذب اي الاخبار بخلاف الواقع لان الاخبار بالواقع يسمى صدقا وبما يخالف الواقع يسمى كذبة فمن قال بعد هذا البيان انه لا يمكن ان تنسخ الشرائع بعضها ببعض يقول عز وجل فاولئك هم الظالمون اولئك المشار اليه من من افترى انهم الظالمون الجملة اسمية كما رأيتم وهم ظمير فصل ضمير فصلي وليس له محل من الاعراب ليس لهم محل من الاعراب وانما جيء به للفصل بين الخبر والصفة وقد ذكرنا انه يفيد ثلاثة امور التوكيد والحصر والفصل بين الخبر والصفة فاذا قلت محمد هو الفاضل محمد هو الفاضل فانت ترى ان هو اكدت الجملة اكد وترى ايضا انها حصلت الفضل فيه معلوم محمد عليه الصلاة والسلام افضل الخلق وثالثا ها؟ انها فرقت بين الخبر والصفة لانه لو قيل محمد الفاضل لاحتمل او نعم تحتمل ان يكون الفاضل صفة لمحمد وان الخبر لم يأتي بعد. فاذا قيل هو الفاضل تعين ان تكون الفاضل خبرا نعم طيب فاولئك هم الظالمون الظالمون يعني المتصفون يعني المتصفين بالظلم والظلم في الاصل النقص الظلم في الاصل هو النقص كما قال تعالى كلتا الجنتين اتت اكلها ولم تظلم منه شيئا اي لم تنقص منه شيئا وهو في في الحقيقة اما تفريط في واجب واما انتهاك لمحرم اظن يدل على تفريط في واجب وانتهاك لمحرم وكلاهما نقص لان المنتهك للمحرم او المفرطة في الواجب قد نقص الامانة والرعاية لانه امين على نفسه وراع عليها فاذا اقدم على فعل محرم فقد اخل بما يجب عليه من الرعاية وخان الامانة واذا فرط في الواجب فكذلك ولهذا نقول ان الظلم يدور على امرين اما تفريط بواجب او انتهاك بمحرم نرجع الان الى اعراب الايتين قبل استنباط الفوائد قوله كل الطعام كل مبتدأ وكان حلا الجملة من كان واسمها وخبرها في محل خبر مبتدع. طيب وقوله الا ما حرم للصعيد يستسلم من كلام تام ها؟ موجب اذا يتعين فيه النصب النصب. طيب وقوله تتلوها ان كنتم صادقين جملة ان كنتم صادقين شرطية واختلف المعلمون في مثل هذا التركيب هل تحتاج هل يحتاج الشرط الى جواب قول فمنهم من قال لا يحتاج الى الجواب لان المعلومة عقلا او حسا كالمذكور ومنهم من قال ان الجواب محذوف يدل عليه ما سبق وتقديره على هذا القول تتلوها ان كنتم صادقين فاتلوها سيكون الخبر محذوفا دل عليه ما قبله ويحتمل المقال ان الجواب ما سبق وسقطت الفاء من جواب من جواب الشرط وان كان طلبيا لتقدمه على الاداة على كل حال؟ الجواب سواء قلنا انه مستغن عنه او انه مذكور مقدم او انه محذوف جل عليه ما تقدم كالمعنى واضح طيب واما قوله فمن افترى على الله الكذب فهذه الجملة الشرطية الجملة الشرقية جواب الشرط فاولئك هم الظالمون واقترن بالفاء لان ايش؟ لانه جملة اسمية وفي ان من روعي فيها اللفظ والمعنى رؤيا فيها اللفظ والمعنى بالشرط اللفظ وفي الجواب روعي المعنى الكلام مالكم؟ ها؟ كيف قال فمن افترى على الله افترى مصوغ للواحد ولا الجماعة؟ للواحد. اذا مراعا فيه ايش؟ اللفظ فاولئك هم الظالمون مصوغ للواحد ولا للجماعة؟ للجماعة. رعي فيه ايش؟ رعي فيه المعنى. طيب من فوائد هاتين الايتين اولا ان لله تعالى ان يحل ما يشاء ويحرم ما يشاء كقولك كل الطعام كان حلا لبني اسير لبني اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه ومعلوم ان الله اقره على ذلك وهذا تشريع من الله ومن فوائد فوائد الايتين الرد على اليهود الذين زعموا انه لا نسخ في الشرائع واضح؟ فان قال قائل هم يقولون لا نفخ في الشرائع ويعللون بعلة تبدو وكأنها صحيحة فما هو الجواب عن هذه العدة افهمتم العلة السابقة؟ يقولون ان كان لحكمة لغير حكمة فهو عبث وسفه ينزه الله عنه وان كان لحكمة لزم ان تكون هذه الحكمة مجهولة لله اما في الاول او في الثاني يعني اما في الناسخ او في المنسوب وهذا يستلزم ان يكون الله تعالى جاهلا ظهر له العلم من بعد ان كان خفيا عليه جوابنا عن ذلك ان نقول ان النفخ لا يستلزم لا هذا ولا هذا بل ان النسخ لحكمة حكمة لا شك لكن هذه الحكمة تتبع مصالح العباد والعباد مصالحهم تختلف قد يكون من المصلحة ان يشرع لهم الحل في هذا الزمن والتحريم في زمن اخر قد تكون هذه الامة من المصلحة ان يشرع لها الحل والامة الاخرى من المصلحة ان يشرع لها التحريم فهنا الحكمة لا تتعلق بفعل الله ولكن تتعلق بالمخلوق الذي شرع له هذا الحكم وهذا امر يختلف بلا شك