نعم فانتم شهداء وما الله بغافل عن ما تعملون يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا فريقا ان تطيعوا فريقا من الذين هم اوتوا الكتاب يرجوكم بعد ايمانكم كافرين. وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله وفيكم رسوله. ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم. بس بس ايه؟ قال الله تعالى قل يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله والله شهيد على ما تعملون سبق الكلام على اول هذه الاية وان الله تعالى يوبخ اهل الكتاب فليأمر النبي صلى الله عليه وسلم بان يوفقهم لما يكفرون بايات الله وقوله والله شهيد على ما تعملون شهيد اي شاهد واتى بصيغة مبالغة او بالصفة المشبهة لان الله سبحانه وتعالى شهيد على اعمالهم واعمالهم كثيرة واذا كثر المشهود عليه كثرت الشهادة وقوله والله شهيد على ما تعملون يحتمل انه داح في ظل التوبيخ في قوله لما تكفرون فيكون المعنى لم تكفرون بايات الله مع علمكم بان الله شهيد على ما تعملون ويحتمل ان تكون الواو للاستئناف وان يكون التوبيخ انتهى عند قوله لما تكفرون بايات الله ثم استأنف فقال والله شهيد على ما تعملون فيكون في ذلك تهديد لهؤلاء الذين يكفرون بايات الله تهديد بماذا؟ بكون الله شهيدا على ما يعملون واذا كان شهيدا على ما يعملون فسوف يجازيهم عليه في الدنيا وفي الاخرة بما يستحقون في هذه في هذه الاية من الفوائد امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يوبخ اهل الكتاب على كفرهم بايات الله ويتعدى هذا الحكم الى غيرهم فيتفرأ من هذه الفائدة ان كل من كفر بايات الله فهو مستحق للتوبيخ وقد سبق لنا ان الكفر بايات الله يشمل الكونية والشرعية وبينا انواع الكفر فيهما ومن فوائد هذه الاية الكريمة اثبات شهادة الله سبحانه وتعالى على كل ما يعمل بنو ادم لقوله والله شهيد على ما تعملون وما اسم موصول تفيد العموم ومن فوائدها تهديد من يكفر بايات الله لان مثل هذه الصيغة والله شهيد على ما تعملون يراد بها توفيق من فعل ما لا يرضي الله عز وجل بان الله شهيد عليه وسوف تحصي عمله ثم يجازيه على ذلك وفيهم من فوائد الاية احاطة الله تعالى بكل شيء وانه وسع كل شيء لقوله على ما تعملون فمن يحصي بني ادم من اهل الكتاب وغيرهم ومن يحصي اعمالهم لكن الله عز وجل واسع عليم يحصي كل شيء ولا يخفى عليه شيء من اعمال بني ادم. وربما يستفاد من هذه الاية من قول شهيد على ما تعملون انه لا يحاسب العبد على ما حدث به نفسه كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تعمل او تتكلم فحديث النفس عن الوساوس التي تكون في الصدر لا يؤاخذ عليه الانسان الا اذا عمل وركن اليها واعتقدها وجعلها من اعمال القلب فحينئذ يحاسب عليها او نطق بها بلسانه او عمل بمقتضاها بجوارحه فحينئذ يحاسب عليه ثم قال تعالى قل يا اهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله هذا امر اخر للنبي صلى الله عليه وسلم من ربه ان نوبخ اهل الكتاب على عدوانهم على غيرهم لان التوفيق الاول لما تكفرون بايات الله توبيخ على عملهم القاصر عليهم الثاني لم تصدون عن سبيل الله توبيخ على عدوانهم على الغير. حيث يصدون عن سبيل الله. قال لم لم تصدون عن سبيل الله يعني لاي شيء وباي وباي حجة تصدون اي تصرفون عن سبيل الله اي عن دينه وشريعته وسمي الدين سبيلا لله لانه موصل اليه واضيف الى الله لوجهين الوجه الاول ان الله هو الذي وضعه سبيلا للخلق يمشون عليه والوجه الثاني انه ايش موصل الى الله. فمن سلك السبيل الذي وضعه الله للعباد فسيصل الى الله عز وجل اذا سبيل الله من المراد به المراد به دينه لانه الطريق الموصل اليه وقوله من امن؟ من هذه مفعول تصدون يعني تصرفون الذين الذي امن عن سبيل الله وهذا شأن بني اسرائيل من اليهود والنصارى يصدون عن سبيل الله عن سبيل الله من امن وانما ذكر من امن مع انهم يصدون من امن حتى يرتد عن ايمانه ويصدون من لم يؤمن حتى لا يدخل في الايمان لان صد من امن اشد عدوانا من صد من لم يؤمن لان من امن يصدونه ليكون مرتدا ومن لم يؤمن يصدونه عن سبيل الله من اجل ان يبقى على كفره والبقاء على الكفر اهون من الردة كما هو ظاهر وقوله من امن يشمل الرجال والنساء ولكن خطابات القرآن غالبها للرجال لان الرجل هو الاصل وهو الامير على المرأة الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض تبغونها عوجا تبغونها الجملة حال من الواو في قوله تصدون يعني حال كونكم تبغون سبيل الله اي تطلبونه عوجا اي لاجل العوج او انها يعني طيب تبونها عيوجا اي لاجل العوج فتكون مفعولا من اجله ويجوز ان تكون مفعولا به اي تطلبونها عوجا اي تصيرونها عوجا والعوج ضد المستقيم ويقال عوج في المعاني وعوج بالاعيان فتقول مثلا هذا العصا عوج لانه عين وتقول هذا القول عوج لانه معنى ففي المعاني بكسر العين وفي المحسوسات بفتحها واصل العوج الميل وضده الاستقامة والعوج عن شريعة الله يشمل معنيين المعنى الاول في الاوامر او او موضوعه امران الاول في الاوامر والثاني في النواهي اما في الاوامر اعوجاجها اما بالتهاون بها والتفريط واما بالافراط فيها والغلو الناس بالنسبة لاوامر الله ثلاثة اقسام قسم وسط وقسم مفرط وقسم ايش نفرط يعني غالي متجاوز للحد فالوسط هو المستقيم الوسط هو المستقيم والمفرط عوج والزائد عوج ايضا هذا في الاوامر في النواهي فالعوج في النواهي هو انتهاكها وارتكابها انتهاكها او وارتكابها هذا عوج لان الصراط المستقيم في النواهي ان تدعها وان تتجاوزه فاذا انت فعلتها وانتهكتها فهذا هو العوج فيها فهؤلاء اليهود والنصارى اهل الكتاب يريدون من الناس العوج في الاوامر وفي النواهي في الاوامر بايش بالتفريط والتهاوي او في الغلو والافراط وفي النواهي في انتهاكها والتهاون بها وانتم شهداء الواو هذه للحاء يعني والحال انكم شهداء على ما تفعلون فانتم تعلمون انكم بفعلكم هذا تصدون عن سبيل الله تعلمون هذا وتشهدون به ووجه ذلك انه يوجد في كتبهم ان محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم سوف يبعث وانه رسول الله وانه الذي بشر به عيسى لكنهم يحرفون الكلمة عن مواضعه من اجل صد الناس عن الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فصاروا يصدون عن سبيل الله وهم شهداء يشهدون في الحق لكن والعياذ بالله استكبروا عنه وانتم شهداء شهداء على ايش على انكم تصدون عن سبيل الله لانكم تعلمون ان ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو سبيل الله وما الله بغافل عما تعملون يعني نفى الله ان يكون غافلا عن عملهم القليل والكثير وهنا نجد ان هذه الصفة من الصفات السلبية لان صفات الله كما مر علينا قسمان ثبوتية وسلبية يعني شيء ثابت لله وشيء من فيه عنه فهنا الصفة سلبية ما الذي نفي عن الله الغفلة والقاعدة عند اهل السنة ان الصفات السلبية تتضمن شيئين الاول انتفاء هذه الصفة التي نهبها الله عن نفسه والثاني ثبوت الكمال في ضدها تموت الكمال في ظج لانها ما نفيت عنه الا لانه كامل فيكون قوله وما الله بغافل عما تعملون فيه متظمن يكون يكون قوله وما الله بغافل عما تعملون متضمنا لنفي الغفلة عن عن الله والثاني ثبوت كمال المراقبة كمال المراقبة لان من كان كامل المراقبة فانه ليس عنده غفلة فيكون هذه الاية مثبتة لله تعالى كمال المراقبة كما قال تعالى وكان الله على كل شيء رقيبا وانتفاء الغفلة عنه والجملة تفيد التهديد لهؤلاء فالذين يصدون عن سبيل الله من امن ويبغونها عوجا