ان اول قرأنا هذا ارانا قل يا اهل الكتاب والله شهيد على ما تعملون قل يا اهل الكتاب لم تخزون يا ايها الذين امنوا من الذين اوتوا الكتاب يعدوكم بعد ايمانكم كافرين وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدينا صراط مستقيم. بس اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اظن اننا لم نأخذ فوائد ها قال ليهم قال الله تعالى ومن كفر فان الله غني عن العالمين يعني ان من حج البيت عند الاستطاعة فقد ادى فريضته ومن كفر يعني فلم يحج فكفر هذه الفريضة ولم يقم بها فان الله غني عن العالمين عن كل احد لان المراد بالعالمين هنا من سوى الله فهي كقوله تعالى الحمد لله رب العالمين وقد يطلق العالم على بعض الافراد بعض افراده مثل مثل قوله تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا فان المراد بالعالمين هنا الانس والجن لان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرسل الى البشر الى البهائم والى الملائكة وانما ارسل الى الانس والجن فقط فالعالمون تارة يراد بها ما سوى الله وتارة يراد بها بعض منهم حسب ما يقضيه السياق والمعنى وقوله فان ومن كفر الجملة هنا يحتمل ان تكون أسماء موصولا وان تكون يعني اعني من؟ يحتمل ان تكون يا بخاري اسما موصولا ويحتمل ان تكون شرطية اما على كونها شرطية فالفاء في قوله فان الله غني عن العالمين رابطة وانما احتيج اليها لان جواب الشرط جملة اسمية واما على كون من اسما موصولا فانما وقعت الفاء في خبر في خبرها لان الاسم الموصول مشبه للشرط في العموم فيعطى حكمه يعني والذي كفر فان الله غني عن العالمين وفي قوله غني عن العالمين اظهار في موظع الاغمار لان مقتضى السياق ان يقول ومن كفر فان الله غني عنه كما في قوله تعالى في اية اخرى ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر فهنا قراني عن العالمين والاظهار في موظع الانظار ذكرنا انه يفيد عدة فوائد منها ارادة العموم منها ارادة العموم لانه لو قال فان الله غني عنه لم تفد في العموم ما افاده قوله غني عن العالمين ومنها الاشارة الى ان هذا هذا الذي وضع فيه الظاهر موضع مثمر من هؤلاء العالمين من هؤلاء العالمين يعني ان الله غني عنه كما انه غني عن جميع العالمين ومنها لكن لا لا يستقيم هنا القياس عليه في العلة والمعنى الذي افاده هذا المظمر او هذا الظاهر الذي افاده هذا الظاهر في هذه الايات واظن من قوله ان اول بيت الى من فوائدها هاتين الايتين اولا ان اول بيت وضع للناس للعبادة والكعبة الذي في مكة والاية في ذلك صريحة وبعده بيت المقدس والثالث المسجد النبوي ومن فوائد هاتين الايتين فضيلة هذا البيت بكونه اول بيت وضع للناس ومن فوائدها ان الكعبة معظمة عند جميع المسلمين عند جميع الناس عند جميع الخلق لانه اذا كان اول بيت وظع للناس فسوف يعظمه الناس ولهذا ذهب كثير من اهل العلم الى ان القبلة هي الكعبة لليهود والنصارى والمسلمين وجميع اهل الاديان كما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ولكن اليهود صاروا يتجهون الى بيت المقدس والنصارى صاروا يتجهون الى المشرق وهو من جملة ما حرفوه من دينهم والا في الاصل ان الكعبة قبلة لجميع الناس ومن فوائد هذه هاتين الايتين ان الناس لابد لهم من بيت يجتمعون عليه وتهوي قلوبهم اليهم ولهذا وضع الله لهم ما كان بمكة ومن فوائدها ان من اسماء مكة بكة ولها اسماء عديدة اكثر من هذا ومن اراد الاطلاع عليها يرجع الى الجامع اللطيف في بناء البيت الشريف او نحو هذا العنوان او يرجع الى اخبار مكة للازرق ومن فوائد هاتين الايتين ان هذا البيت مبارك مبارك قدرا ومبارك شرعا وقد مر علينا في التفسير بيان وجوه بركته ومن فوائد هاتين الايتين ايضا انه هدى ومنارة للعالمين ليهتدون به ويهتدون اليه ويأمونه في عباداته وقد جاء في الحديث القبلة الكعبة قبلتكم احياء وامواتا ومن فوائدهما ان في هذا البيت ايات بينات ظاهرة لكل احد منها مقام ابراهيم ومنها ان من دخله كان امنا ومنها فريضة حجه على جميع الناس فان هذه كلها ايات تدل على ان هذا البيت اشرف بيوت كما انه اول بيت وضع للناس ومن فوائدها هاتين الايتين ان الايات كما تكون شرعية تكون كذلك حسية كونية كما في هذه الايات التي ذكرت للبيت العتيق ومن فوائدهما التنويه بفظل ابراهيم عليه الصلاة والسلام في قوله نعم مقام ابراهيم لان القول الراجح انه ليس المراد بمقامه الحجر الذي كان يقوم عليه عند بناء الكعبة فحسب بل كل مقاماته في مكة وما حولها من المناسك ومن فوائد الايات الكريمة الكلمتين وجوب تأمين من دخل المسجد الحرام كقوله ومن دخلهم كان امنا وقد حرم النبي عليه الصلاة والسلام ان يسفك في مكة دم وان يقطع فيها شجرة وان يختلى وان ينفر صيدها فضلا عن قتله اذا رأيت الصيد في مكة على شجرة او في فرجة فانه لا يجوز لك ان تنفره منه لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال لا ينفر كل ذلك من باب توطيد ايش؟ الامن من باب توطيد الامن بمكة فان قال قائل ما تقولون في قتال النبي صلى الله عليه وسلم لاهل مكة فالجواب ان قتال الرسول صلى الله عليه وسلم لاهل مكة من اجل توطيد امنها لان اهل مكة صاروا يتحكمون في البيت ولهذا منعوا الرسول عليه الصلاة والسلام من اداء اداء العمرة في غزوة الحديبية فكان في هذا الاحلال الذي احله الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك النهار كان فيه مصلحة في توطيد الامن في البيت وحمايته من الظلمة كما قال الله تعالى وما كانوا اولياءه ان اولياؤه الا المتقون ولكن اكثرهم لا يعلمون وايضا فان هذا الاحلال ليس احلالا مطلقا بل هو احلال مقيد وشو فيه؟ ساعة من نهار كما قال النبي عليه الصلاة والسلام انما احلت لي ساعة من نهار وانها لن تحل لاحد بعدي فقد كان القتال فيها محرما ثم احل ثم عاد تحريمه الى يوم القيامة ومن فوائد هذه الاية هاتين الايتين ان حرمة المسلم اعظم من حرمة البيت حرمة المسلم اعظم من من حرمة البيت الذين ينتهكون دماء المسلمين واموال المسلمين اشد من الذين ينتهكون حرمة البيت عند الله لان حرمة المسلم اعظم عند الله تعالى. ودليل ذلك ان القتال في مكة محرم ولكن الله قال فان قاتلوكم ايش؟ فاقتلوهم. ان قاتلوكم فاقتلوهم فلما ارادوا هتك دماء المسلمين وقاتلوا المسلمين امر الله بقتلهم امراه بقتلهم مع ان في قتلهم انتهاكا ليش؟ لان البيت لكن لما ارادوا الاعتداء على حرمة المسلم ابيحت دمائهم ولهذا تجد تجدون الاية الكريمة على القراءة المشهورة ان قاتلوكم فاقتلوهم ولم يقل فقاتلوهم وان كان فيها قراءة فقاتلوهم لكن المراد قاتلوهم حتى تقتلوهم والقتل ابلغ من المقاتلة القتل ابلغ اقتلوهم لانهم هم هم الذين انتهكوا حرمة البيت فلم يبق لهم حرمة ومن فوائد هذه الاية الكريمة وجوب حج البيت على من استطاع اليه سبيلا لقوله تعالى ولله على الناس ووجه الوجوب ان على كما قال ظاهرة في الوجوب ومن فوائد هاتين الايتين ان الحج لا يجب على غير المستطيع كقوله من استطاع اليه سبيلا وسبق لنا ان الاستطاعة تكون بالمال والبدن وبهما جميعا. يعني بالمال او البدن او بهما جميعا على ما سبق ومن فوائد هاتين الايتين بيان رحمة الله عز وجل حيث لم يفرض على عباده ما كان شاقا عليهم ولا يستطيعونه لقوله من استطاع اليه سبيلا ومن فوائد هاتين الايتين ان من لم يحج فهو كافر لقوله ومن كفر فان الله غني عن العالمين من كفر فان الله غني عن العالمين واختلف العلماء رحمهم الله في هذا الكفر هل هو نوع من الكفر او هو الكفر المطلق على قولين لاهل العلم وهما روايتان عن الامام احمد فعلى القول بانه الكفر المطلق يكون من ترك الحج وهو مستطيع مرتدا خارج عن الاسلام يستتاب فان تاب والا قتل وعلى الثاني ان المراد بالكفر هنا نوع منه فانه لا يكفر فانه لا يكفر وهذا القول هو الذي عليه جمهور اهل العلم وهو المشهور من مذهب الامام احمد وهو ظاهر ما روي عن الصحابة قال عبد الله بن شقيق كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الاعمال تركه كفر غير الصلاة وعلى هذا فيكون الكفر هنا نوعا من الكفر كقوله صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتالهم كفر مع ان قتال المسلم لا يخرج من الايمان