في هذه الاية من الفوائد وجوب الامر نعم وجوب تصديق الله عز وجل في كل ما اخبر به وقوله حنيفا يعني مائلا عن كل شرك ثم قال وما كان من المشركين اي الذين يدخلون الشرك في عبادتهم في هذه الاية الاعراب ليس فيه اشكال الا قوله حنيفا فما اعرابه منصوبة على ايش؟ على الحال من ابراهيم الحامل ابراهيم يعني حالة كونه حنيفا هذه الحال هل هي حال لازمة او عارضة يمكن الانتقال عنها نعم هي حال لازمة والا لما صح ان يؤمر باتباعه في هذه الاية من الفوائد وجوب الامر نعم وجوب تصديق الله عز وجل في كل ما اخبر به لقوله قل صدق الله ومن فوائدها وجوب الايمان بما اخبر الله به عن نفسه من الاسماء والصفات وهذا يستلزم تحريم تغييرها عن المراد بها اي تغيير النصوص التي اخبر الله بها عن نفسه من الاسماء او الصفات ومن فوائد هذه هذه الاية وجوب اتباع ملة ابراهيم لكن في اصل الشراء فان قال قائل ما الدليل على تقييدكم اياها باصل الشراء مع انه لا يتعامة قلنا الدليل قوله تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا فدل ذلك على ان الشرائع تختلف بحسب حاجات الناس ومصالحهم. اما اصلها وهو التوحيد فانها فان جميع الشرائع تتفق فيه. وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدوه ومن فوائدها الثناء على ابراهيم عليه الصلاة والسلام بانه حنيف وامام ولهذا امرنا باتباعه ومن فوائد هذه الاية اه انه يجب على الانسان ان يتبع الحق اينما كان سواء كان من الرسول الذي ارسل اليه مباشرة او من الرسل السابقين ومن فوائد هذه الاية انتفاء الشرك عن ابراهيم انتفاء كاملا لقوله حنيفا وما كان من المشركين هل يؤخذ من هذا دم الشرك والنهي عن اتباعه كيف ذلك لان الامر بالشيء ها نهي عن ضده فاذا امرنا بالاخلاص فهذا يستلزم اننا منهيون عن الاشراك. ثم قال الله تعالى ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهودا للعالمين ان اول بيت وضع للناس اي وضع لعبادة الناس وليس اول بيت وضع في الارض يعني مما يبنى ولكنه اول بيت وضع للناس للعبادة والتعبد لا الذي ببكة وهو الكعبة زاده الله تعالى تشريفا وتعظيما وبكة اسم من اسماء مكة وسميت لذلك قالوا لانها تبك اعناق الجبابرة اي تقطعها وقيل لانه لا يوصل اليها الا بمشقة وتعب وقيل غير ذلك ولكن المهم كل مهم ان المراد ببكة مكة وقد ذكرها الله تعالى في هذه السورة في هذا الاسم وذكرها في سورة الفتح باسم مكة في قوله نعم وهو الذي كف ايديهم عنكم وايديكم عنهم ببطن مكة مكة اذا فلها اسمان مذكوران في القرآن واما القرية فهي اسم جامع لمكة وغيرها كما قال تعالى وكأي من قرية هي اشد قوة من قريتك التي اخرجتك اهلكناهم يقول عز وجل لا الذي مباركا مباركا اي ان فيه البركة وبركاته متعددة فمن ذلك ان من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه ومن ذلك ان الحسنات فيه مضاعفة ولهذا قال اهل العلم ان العبادة فيه افضل من العبادة في غيره سواء كانت صلاة ام صدقة ام صياما ام غير ذلك ومن بركته ايضا انه تجبى اليه ثمرات كل شيء فان مكة يأتيها رزقها لغد من كل مكان ومن بركته ايضا ان فيه ماء من شربه لاي شيء بنية صادقة فانه يكون له وهو ماء زمزم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له ومن بركة ما يحصل من المكاسب التي تكون فيه في ايام المواسم ايام المواسم ومن بركته انه بعث فيه محمد صلى الله عليه وسلم الذي جعل الله تعالى شريعته افضل شريعة كانت للخلق وقوله وهدى للعالمين هدى اي منارا يهتدى به وكيف كان هدى للعالمين نعم لانه يجتمع فيه المسلمون من كل جانب يلجأون اليه من كل فج عميق فيهتدي الظال منهم المهتدي. ويحصل به التعليم والاسوة الحسنة وكذلك ايضا هدى للعالمين. لان الامة الاسلامية كلها تهوي اليه وتتجه اليه في كل يوم خمس مرات وجوبا يعني يجب ان نولي وجوهنا كل يوم خمس مرات على الاقل ولهذا قال هدى للعالمين. ومن ومن هدايته للخلق للعالمين ان فيه اقامة الحج اقامة العمرة وذلك هدى لان لان الامة تزداد ايمانا وهدى بالحج والعمرة وقول العالمين المراد بهم الانس فهو عام اريد به الخاص وليس المراد بهم من سوى الله لان العالمين في بعظ المواظع يراد بها من سوى الله وفي بعض المواضع يراد بها الانس فقط وقد يراد بها الانس والجن مثل قوله تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا وسموا على مين من العلامة لانهم علم على خالقهم فان هؤلاء البشر تلو هذه المخلوقات كلها تدل على خالقها ففي كل شيء له اية تدل على انه واحد. فيه ايات بينات فيه الظمير يعود على قوله الذي ببكة كان على البيت الذي يبكي ايات اي علامات بينات واضحات هذه الايات البينات هي ما يشرع فيه من المناسك والمواضع لهذه المناسك وهي قائمة لم تزل من عهد ابراهيم الى يومنا هذا كلها ايات علامات فعرفة هي عرفة ومزدلفة مزدلفة ومن منى لم تزل بهذا من عهد ابراهيم الى اليوم والكعبة هي الكعبة. يعني ليس ليس هذا البيت خفيا لا يعلم الناس به بل لم يزل مشهورا بينا واضحا من عهد ابراهيم الى يومنا هذا وقوله مقام ابراهيم بدل من ايات او عطف بيان ومقام ابراهيم مكان قيامه مكان قيامه فهل المراد بذلك الحجر المسمى بالمقام لقوله صلى الله عليه وسلم واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى حين تقدم اليه بعد انتهاء الطواف او المراد بالمقام مقامه في المناسك عموما على قولين لاهل العلم فمنهم من قال ان المراد به المقام الخاص وهو الحجر الذي صار يرتفع عليه حين ارتفع بناء الكعبة او ان المراد به كل مقام قامه في مناسك الحج واذا دار الامر بين العموم والخصوص فالاولى الاخذ بالعموم لان الاخذ بالعموم يتناول الخاص ولا عكس وعلى هذا فيقال مقام ابراهيم مكان قيامه في مناسك الحج وهذه وهذا المقام موجود من عهد ابراهيم الى ان بعث الرسول صلى الله عليه وسلم والى يومنا هذا ولن يتغير الا بحمية الجاهلية حمية قريش فانهم غيروا الوقوف بعرفة وجعلوه في مزدلفة تغيروا هذا المقام وقالوا نحن اهل الحرم ولا يمكن ان نخرج الى الحل والخروج الى الحل انما يكون من اهل الحلم. ولهذا كانت قريش في يوم عرفة ما تقل بعرفة خطيب في مزدلفة حتى يأتي الناس اليها فامر الله تعالى ان في ان يفيض من حيث افاض الناس يعني ان يفيضوا من عرفة ودل على ذلك حديث جابر رضي الله عنه قال فاجاز حتى اتى عرفه قال ولم تشك قريش انه واقف بمزدلفة كما كانت قريش تصنع في الجاهلية لكنه صلى الله عليه وسلم اجاز حتى اتى عرفة فوقف بها لانها هي التي كانت على زمن ابراهيم