ترذوقوا العذاب اي يقال لهم ايضا ذوقوا العذاب وهو العقوبة على الذنب بما كنتم تكفرون اي بسبب بسبب كفركم الباء هنا للسببية وما مصدرية اي بكونكم تكفرون بالله واما كنتم تكفرون فاعرابها ظاهر كان واسمها وخبرها لكن خبرها لكن خبرها جملة وقول ما كنتم تكفرون بمن تكفرون بالله وبما يجب الايمان به في هذه الاية من الفوائد اولا وجوب التذكير بهذا اليوم العظيم الذي ينقسم فيه الناس الى قسمين لقوله يوم تبيض وجوه وهذا على تقطير قولنا اذكر يومه اما اذا جعلناه متصلا بما قبله فانه لا يستفاد من هذه الفائدة ولكن يستفاد منه التذكير بهذا اليوم يعني ان الله يذكرنا في هذا اليوم ومن فوائد الايات الكريمة اثبات البعث والجزاء وهو احد اركان الايمان الستة احد اركان الايمان ان تؤمن باليوم الاخر والايمان باليوم الاخر ليس معناه ان يؤمن الانسان بان الناس يبعثون فقط بل قال ابن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية قال ومن الايمان بالله واليوم الاخر ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فالايمان بفتنة القبر ونعيمه وعذابه هو من الايمان باليوم الاخر. والايمان بالصراط والميزان والشفاعة كل من الايمان باليوم الاخر من فوائد هذا الحديث لهذه الاية ومن فوائد هذه الاية ان الناس ينقسمون الى في ذلك اليوم الى قسمين قسم مبيدات وجوههم وهم اهل الايمان والطاعة وقسم مسودة وهم اهل الكفر والعصيان فاذا قال قائل الايات هنا بينت ان الوجوه تسود وفي اية اخرى كذلك ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة وفي اية اخرى ونحشر المجرمين يومئذ زرقا فكيف نجمع بين الايتين اللتين تثبتان اسوداد الوجوه والاية التي تثبت انهم ينشرون يوم القيامة يحشرون المسلمون زرقا قال اهل العلم في الجمع بين هذا وامثاله ان يوم القيامة ليس زمنا متحدا قصيرا تتعارض فيه الاحوال لكنه زمن طويل مقداره خمسون الف سنة فيمكن ان تكون الوجوه في وقت من هذا اليوم مسودة وفي وقت اخر مزراقة زرقا هذا جانب الجمع الثاني ان المراد بالزرقة السواد المراد بالسواد الزرقاء لان الزرقة كلما اشتدت مالت الى السواد وحينئذ يكون زرقا واسودت بمعنى واحد الوجه الثالث الجمع الثالث ان الناس يختلفون بالجرم والكفر فتسود وجوههم او تزرق بحسب كفرهم وجرمهم فمنهم من يكون جرمه شديدا عظيما فتسود وجوههم ومنهم من يكون اخف قد تكون زرقاء الوجه الرابع قالوا انهم سود البشرة زرق العيون فسوقا باعتبار باعينهم والسودان الوجوه باعتبار لون البشرة وان هذا اعظم في القبح اذا كان الوجه اسود والعين زرقاء صار هذا اقبح منظر منظرا على كل حال هذه اوجه جمع العلماء بها بين بين هذا الظاهر الذي يظهر انه متعارف وهنا نقف لنقول انه ليس في القرآن شيء متعارض لا يمكن الجمع بينه وبين الاخر لان التعارض يقتضي ان يكون احد المتعارضين حقا والثاني باطلا لانه ليس معناه الا حق وضلال تمادى بعد الحق الا الظلال ولا يمكن ان ان يكون شيء في كتاب الله باطلا ضلالا كما قال الله تعالى ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا نعم يمكن ان يتعارض النصاب ولكن يكون احدهما ناسخا للاخر كقوله تعالى ان يكن منكم يغلب مئتين وان يكن منكم مئة يغلب الفا من الذين كفروا بانهم قوم لا يقهون ثم قال الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا فان يكن منكم مئة صابرة يغلب مائتين وان يكن منكم الف يغلب الفين والنصر يكون افطار منسوخ من عند من من عند الله فلا يكون هناك تعارض فان وجد من القرآن ما ظاهره التعارض فلابد ان يكون هناك انفكاك بين ان الصين ينتفي به التعارض واما ان يبقى متعارضا فهذا شيء ممتنع ومن احسن ما الف في الجمع بين الايات المتعارضة كتاب رحمه الله المسمى دفع دفع ايهام الاضطراب في ال الكتاب فهو كتاب جيد مفيد لطالب العلم ومن فوائد هذه الاية انه يجمع لهؤلاء الكافرين بين العذاب البدني والعذاب النفسي كيف ناخذه يا خالد من اين نأخذه من فذوقه فقط كيف كيف نأخذها من هذه العذاب العذاب النفسي حس نعم كفرتم به على ايمانكم هذا عذاب قيل ان التقدير يقال لهم اكفرتم. فهذا العذاب النفسي. طيب احسنت من فوائد هذه الاية شدة التمكين بهؤلاء المكذبين حيث يجمع لهم بين العذبين البدني والنفسي ثم يقال ذوقوا العذاب فهذا لا شك انه من اشد ما يكون تنكيلا بهم ومن فوائد هذه الاية اثبات الاسباب من اين يؤخذ؟ من قوله بما كنتم تكفرون لان الباءة للسببية والناس في اثبات الاسباب طرفان ووسط منهم من من انكر الاسباب رأسا وقال ان الاسباب ليس لها تأثير اطلاقا ومنهم من اثبت تأثير الاسباب بنفسها ومنهم من توسط وقال ان الاسباب مؤثرة لا بنفسها ولكن بما اودع الله فيها من القوى المؤثرة وهذا القول هو الصحيح وهو الحق مثال ذلك لو ان رجلا لو ان شيئا القي في النار فاحترق بها فالذين انكروا الاسباب قالوا ان هذا الاحتراق لم يحصل بالنار انما حصل عنده عندها حين ملامسة النار احترق اما النار نفسها نفسها فانها لا تقلق ومنهم من قال بل النار احرقته بطبيعتها فهذه هي الطبيعة ومنهم من قال بل احرقت النار ما يلقى فيها بما اودعها الله تعالى من القوى المحرقة وهذا الاخير هو الحق بلا شك ويدل لهذا ان النار التي القي فيها ابراهيم لم تحرقه بل كانت بردا وسلاما عليه ولو كانت الاسباب مؤثرة بطبيعتها لاحرقت في كل حال والذين انكروا الاسباب هم في الحقيقة طاعنون في حكمة الله مدعون ان الله ليس له حكمة لان ربط المسببات باسبابها هو عنوان الحكمة فاذا قيل انه ليس هناك سبب يؤثر فهذا طعم في حكمة الله عز وجل والعجيب ان هؤلاء انكروا الاسباب ظنا منهم ان اثباتها يستلزم الاشراك بالله يقول انك اذا اثبت ان السبب فاعل او ان السبب مؤثر فقد جعلت مع الله خالقا وهذا شرك لانك مثلا اذا قلت النار هي اللي احرقت معناه انها فاعلة فاعلة للاحرام فيكون هذا شركا بالله عز وجل فيقال نحن لا نقول ان النار مستقلة بالاحرام بل هي محرقة تعيش بما اودع الله فيها من قوة الاحرام لانها بنفسها المحرقة لكن لو نقول لم تحرقه ضحك عن عندنا حتى السفهاء حتى قالوا لو انك رميت زجاجة بحجر فانكسرت الزجاجة فلا تقل ان ان الحجر كسر الزجاجة لانك لو قلت هذا صرت مشرك اشركت بالله تبي كيف قال حصل الكسر عندها لا بها سبحان الله عند لو تضع حجر من اكبر الاحجار على على زجاجة ها ما كسرها بالصدمة اذا فالسبب معلوم ولا فيه اشراك المشرك اللي يقول ان الاسباب تؤثر بطبيعتها بمقتضى طبيعتها ويقطع صلتها بالله هذا لا شك انه مشرك. لكن الذي يقول انها تؤثر بما اودع الله فيها من القوى هذا هو الموافق للمعقول والمنقول طيب هل يمكن ان يؤخذ من هذه الاية ان الجزاء من جنس العمل ها تذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون كيف؟ لان نعم لان المسبب يتقدم بقدر السبب تقدم بقدر السبب طيب من فوائد الاية ايضا ان من فيه خصلة ان من فيه خصلة من خصال الكفر فله من عذاب الكافرين بقدره كيف ذلك لان لدينا قاعدة وهي ان الحكم المعلق بوصف ها؟ يقوى ويضعف بحسب ذلك الوصف ان كان ان وجد فيه جملة كبيرة من الوصف استحق الحكم الذي رتب عليه في قدر هذه الجملة الكبيرة والا فبحسبها