ثم قال الله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا من فوائد هذه الاية هذه الاية الكريمة وجوب الاجتماع على شرع الله لقول الجميع ومن فوائدها وجوب التحاكم الى شرع الله لان العصام به يقتضي ان يكون هو المحكم ومن فوائد الاية الكريمة ان الاجتماع عصمة كقوله اعتصموا فاجتماع الامة الاسلامية عصمة لها عصمة لها داخليا وعصمة لها خارجيا اما خارجيا فان الامة الاسلامية اذا اجتمعت هابها الاعداء الاعداء ورأوا انها امامهم كالجبال الصم التي لا يستطيعون لها صعودا واذا تفرقت تمزقت فدخل الاعداء ايضا عصمة داخلية لانهم اذا اجتمعوا على شرع الله تآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر ودعوا الى الخير وصاروا امة واحدة كل انسان يخشى الله في اخيه لا يعتدي عليك لا على ماله ولا على عرضه ولا على دمه لماذا؟ لانهم امة واحدة جميع ففي الاجتماع نصمة في الداخل وعصمة في الخارج ومن فوائدها فوائد الاية تحريم التفرق تحريم التفرغ ولكن ماء ماء ما معنى التفرق هنا التفرغ في الاقوال توفى الابدان او في القلوب يشمل في القلوب المدار على التفرق في القلوب في الابدان ضروري ليس لا يتفرق الناس. كل ينام في بيته في الاقوال ايضا يتفرقون وما اكثر الخلاف بين اهل العلم قديما وحديثا في المسائل العلمية لكن في القلوب هو الذي يجب على المسلمين ان يبعدوا التفرق بينهم في القلوب يعني هو اللي عليه المدار ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام لا تختلفوا فتختلف قلوبكم فالمدار على القلوب اذا يحرم في هذه الاية دليل على تحريم التفرق في القلوب حتى لو تفرقت الابدان او تفرقت الاقوال فالواجب ان القلوب لا ايش؟ لا تستفرغ وما اكثر ما نعرض عليكم اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في الاجتهاد المؤدي الى التفرق في الاقوال لكن القلوب واحدة. واحدة القلوب واحدة ما تتفرغ ولا يكره بعضهم بعضا اذا خالفه في الرأي بل اني اقول لكم كما قلت سابقا انه ينبغي للانسان العاقل انه اذا خالفه اخوه في رأيه بمقتضى الدليل عنده ان يكون ذلك ادعى الى قوة المحبة له لماذا لانه خالفه للدليل والثاني ايضا خالفهم بالدليل فكان ينبغي عليه ان تكون محبته اقوى لان الرجل لم يحابني في ذات الله وانما قدم محبة الله وانا حينما اخالفه تقديما لايش؟ لمحبة الله عز وجل فالانسان العاقل المؤمن هو الذي لا يزيد مخالفة اخيه له في الرأي المخالفة المبنية على الاجتهاد الا محبة لهم وتمسكا به خلافا لما يفعله بعض الناس الان ومع الاسف انهم طلبة علم اذا خالفه اخوه في الرأي مع انه لا يعلم الصواب عنده او عند اخيه ابغضه وكره وهاجر وهجره وربما يلاقيه فاسق فيسلم عليه يلاقيه اخوه الذي خلفه في الرأي ولا يسلم عليه وما ذاك الا من الشيطان الشيطان هو الذي يريد ان يريد ان يوقع العداوة بين المسلمين ولا سيما بين طلبة العلم حتى ينبذ بعضهم بعضا لان الشيطان يعلم ان الشريعة ما تقوم الا بالعلم وبالعلماء فاذا تنابذوا فيما بينهم وتقاطعوا فيما بينهم وصار بعضهم يكره البعض بعض بعضا حينئذ على الشريعة السلام او نقول انهدمت الشريعة هذا الثاني اذا قلنا عليه السلام معناه سلمت وهي لم تسلم اذا لم تسلم لكن الناس يقولون عليها السلام كناية عن التوجيع وذاع. طيب يقول ومن فوائد هذه الاية الكريمة وجوه تذكر نعمة الله وجوب تذكر نعمة الله وهذه مسألة مهمة لان الغفلة عن تذكر النعمة يستلزم الغفلة عن الشكر صح والشكر واجب. واجب تذكروني اذكركم واشكروني ولا تكفرون فالغفلة عن تذكير النعمة موجب او مستلزم للغفلة عن الشكر بحيث ان الانسان لا يعترف بنعمة الله يجب ان تتذكر نعمة الله عليك كل شيء بالامور الدينية في الامور الكناوية المالية والجاهية والخلقية والاهل كل شيء مثلا اذكر نعمة الله عليك بالعلم لانك تعرف ان في الناس من هو ايش؟ جاهل جاهل جاهل لا تقول والله انا انعام الله على شيخ الاسلام ابن تيمية اكبر من نعمته علي لا قل نعمة الله عليك اكبر من نعمته على من هو دوني دوني في العلم طيب اذكر نعمة الله عليك في الصحة فان من الناس بل ان كثيرا من الناس يئن من المرظ وانت في صحة تذكر هذه النعمة حتى لو فيك مثلا مرض في عضو من اعضائها او عيب في عضو من اعضائك فاذكر من من هو اشد من هو اشد من هو مريظ بعظوين ومعيب بعيبين وهكذا ايضا اذكر نعمة الله عليك بالدين اذا انعم الله عليك بالدين وهذا اكبر نعمة لانه هو الربح في الدنيا والاخرة واذكر نعمة الله عليك بالدين في مقابل ثمان الكفار هذا في اصل الايمان ثم اذكر نعمة الله عليك في الثبات على الاسلام وتطبيق احكام الاسلام حيث انه يوجد من هو مسلم ولكن مخالف عاصي عنده فسوق اذا ذكر نعمة الله عليه علينا واجب حتى نعرف قدر نعمة الله ونشكر ربنا سبحانه وتعالى على نعمه التي حرم منها كثير من الناس ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان من اكبر نعمة الله على الامة ان يؤلف بين قلوبهم بقوله نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم ولا شك ان هذا من اكبر النعمة ان يؤلف الله بين القلوب ويجمع بينهم يعني اذا تفرقت القلوب فسد كل شيء فتأليف القلوب من اكبر نعمة الله سبحانه وتعالى على الامة ومن تحتها القبيلة ومن تحتها الفخذ ومن تحتها الاخوة فاذا الف الله تعالى بين القلوب ابدأ من الاولاد والاباء الى ما شاء الله فهذه من من اكبر النعم اما اذا تعادت القلوب فهي فبئس المجتمع مجتمع كعادت قلوبه وتنافرت وقد ذكر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه النعمة فقال تعالى لو انفقت هو نعم هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين ايدك بنصره وبالمؤمنين والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الف بين قلوبهم لو كل الارض اللي في الارض تنفوا من ذهب وفضة وثمار وزروع ومواشي وغيرها لو انفقتهم عليهم ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم حلف بينهم. اذا نقول ان من اكبر نعم الله على الامة ايش؟ التأليف بين القلوب. نعم ومن فوائد هذه الاية ان نتيجة التأليف ان يصبح الناس اخوان ان يصبحوا اخوانا كالاخ مع اخيه تمام بل قلت لكم ان الروابط الدينية اقوى من الروابط النسبية نعم ومن فوائد العاجلة الكريمة انك اذا رأيت الناس متفرطين فان هذا عنوان على شقائهم وان النعمة سربت منه صح لانه قال اصبحتم بنعمته اخواني فاذا لم تتحقق الاخوة والتأليف بين القلوب فان ذلك دليل على ان النعمة سلبت منه النعمة في هذا الامر سلبت منه ومن فوائد الاية الكريمة منة الله سبحانه وتعالى على الصحابة بالذات حيث الف بين قلوبهم بعد ان كانوا اعداء فاصبحوا اخوانا رضي الله عنه وهم الذين طبقوا مقتضى الاخوة الحقيقية الصادقة التي بنيت على الايمان بنيت على الايمان لا الاخوة المبنية على القومية او الوطنية الاخوة المبنية على القومية او الوطنية هذه اخوة فاشلة باطلة ولا ادل على فشلها مما عليه العرب اليوم حيث كانوا يعتزون بماذا؟ بالقومية العربية ومع ذلك فشل فشلوا فشلا ذريعا. وكذلك الوطنية اعتزاز الانسان بوطنيته فشل لا يمكن ان يكون هناك اخوة الا بايش؟ بالايمان والاسلام الانصار من الاف والخزرج والعرب طائفة اخرى مقابلة هؤلاء القحطانيون وهؤلاء عدنانيون ومع ذلك اجتمعوا على قلب واحد فلجاءهم اناس جاءهم اناس من غيرهم جاء صهيب من الروم وسلمان من فارس وبلال من الحبشة وصاروا اخواني صاروا اخوانا لهؤلاء فاذا نقول ان الاخوة الحقيقية هي اخوة الايمان ولن يقوم للعرب قائمة حتى يرجعوا الى الاخوة الايمانية والا فهم فاشلون مهما كان ولا يمكن ان يسعدوا بظفر او نصر ما دام هذا هتاف القومية وما اشبهها