وقد اصبحتم بنعمته اخوانا وقد ظهرت هذه الاخوة فان الانصار رضي الله عنهم لما قدم اليهم المهاجرون صاروا يؤثرونهم في اموالهم يؤثرونهم في اموالهم يتنازل الانسان عن ماله لاخيه المهاجرين بل ربما يتنازل عن احدى زوجتيه له بشدة الاخوة والمحبة بينهم قال وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها كنتم اي قبل الاسلام على شفا حفرة من النار اي على طرف وشفا الشيء طرفه كشف البئر اي طرفها وقول حفرة من النار اي من نار جهنم لانهم كانوا مشركين يعبدون الاصنام والاوثان فهم على شفا حفرة لو ماتوا على تلك الحال لسقطوا في الحفرة لكن قبل ان يسقطوا في الحفرة انقذهم الله الاسلام ولله الحمد والمنة فبين الله عز وجل هنا حالهم الاجتماعية وحالهم الدينية حالهم الاجتماعية كانوا اعداء مختلفين ومتفرقين فالف بين قلوبهم وحالهم الاجتماعي الدينية انهم على شفاعة حفرة من النار ما بقي عليهم ان يتساقطوا في النار الا ان يموتوا على الكفر ولكن الله تعالى انقذهم بنعمته بهذا الدين الذي قال الله فيه رحمك الله قال الله فيه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا على شباب حفرة من النار فانقذكم منها كلمة انقذ تدل على ان هذا الشفاء كان هلكه وهو كذلك فانه لا هلكة اعظم من هلكة من كان في النار فانقذهم الله منها انقاذا ثم قال كذلك يبين الله لكم اياته كذلك يذكرها الله سبحانه وتعالى كثيرا في كتابه العزيز وهي على وهي على تقدير مثل ذلك فكذلك اي مثل ذلك ثم هي تختلف باختلاف السير ففي مثل هذا السياق الذي نحن فيه تكون مفعولا مطلقا وان شئتم فقولوا نائبة من اب المصدر لان التقدير مثل ذلك البيان يبين الله لكم اياته مثل ذلك البيان يبين الله لكم اياته اي ان الله سبحانه وتعالى اظهر اياته لنا اياته الكونية واياته الشرعية الشرعية. بيان واضح ظاهرا ليس فيه لبس لان هنا لما ذكرهم حالهم الاجتماعية والدينية وهي حال ظاهرة لا تشكل عليهم جعل ذلك بيانا فقال كذلك يبين الله لكم اياته اي العلامات الدالة عليه على وحدانيته وربوبيته وسلطانه وعلمه وقدرته وغير ذلك مما تقتضيه تلك الاية لان كل اية من ايات الله تدل على معنى من معاني ربوبية سبحانه وتعالى ثم قال لعلكم تهتدون لعل هنا للتعليل لعل للتعليم اي لاجل ان تهتدوا والهداية هنا شاملة لهداية التوفيق وهداية الارشاد والدلالة اي تهتدوا اهتداء علميا وتهتدوا اهتداء عمليا الاهتداء العلمي وهداية الارشاد والدلالة والاهتداء العملي هداية التوفيق لان الانسان بفطرته كلما تبين له شيء من اياته تزداد من ايات الله ازداد ايمانا ويقينا وعملا ذكرنا ان لعل التعليم وهي كثيرة في القرآن بهذا المعنى وتأتي للرجاء تأتي للرجاء وتأكيد الاشفاق الرجا ضد الاشفاق الاشفاق الخوف والرجاء الامل الامل فاذا قمت لشخص اتق الله لعل الله استغفر الله لعل الله ان يغفر لك استغفر الله لعل الله ان يغفر لك هذا هذا رجب واذا قلت لا تمشي في هذا الطريق فلعلك تهلك هذا اشفاق والثانيين ايضا معروف من الصيام في هذه الاية بل في هاتين الايتين من الفوائد فوائد كثيرة اولا وجوب تقوى الله حق تقاته في الامر بذلك في قوله اتقوا الله حق تقاته. ثانيا العناية والاهتمام بالتقوى من اين يؤخذ من تصديره بالنداء تسطير هذا الامر بالنداء ثالث ان التقوى من مقتضيات الايمان لتوجيه النداء للمسلمين الى المؤمنين ومن فوائدها ايضا ان ترك التقوى من نواقص الايمان لانه اذا موتي الانسان بوصف فانه يزداد وصفه هذا بحسب زيادته فيما وجه اليه ومن فوائد هذه الاية الكريمة وجوب البقاء على الاسلام والمبادرة به بقوله ولا تموتن الا وانتم مسلمون ومن فوائدها ان المدار على الخاتمة نسأل الله ان يحسن لنا ولكم الخاتمة. المدار على الخاتمة لقوله لا تموتن الا وانتم مسلمون ومصداق ذلك حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيأخذها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخله لكن الاول ورد فيه قيد والحمد لله يريح البال ويزيل الخوف ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من اهل النار وردت هذه ورد هذا الحديث في قصة الرجل الذي كان مع النبي عليه الصلاة والسلام في غزات وكان شجاعا مقداما لا يدع شاذة ولا فادة قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا من اهل النار هذا من اهل النار نسأل الله العافية فعظم ذلك على الصحابة وشق عليه كيف يكون هذا الرجل من اهل النار وهو بهذه المثابة في جهاده فقال رجل والله لالزمنهم لعل زمنا يعني لاصاحبنه حتى انظر ما عاقبته فذهب الرجل فاصابه ساهموا اصاب هذا الرجل الشجاع سهم فجزع فاخذ سيفه واتكأ عليه حتى خرج من ظهره اعوذ بالله تعرف هكذا في صدره حتى خرج من ظهره. ومات فلما اصبح الرجل غدا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ان الذي قلت قال اشهد انك رسول الله قال اشهد انك رسول الله قال وبم قال ان الرجل الذي قلت انه من اهل النار فعل كيت وكيت فقوله ثم قال الرسول عليه الصلاة والسلام ان الرجل لا يعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من اهل النار يعني يكون في قلبه نسأل الله العافية يكون في قلبه سر خبيث يطيح به في مواضع الشدة والضيق يعني انه يخونه تخونه سريرته عند الموت لان قلبه فيه شيء ولهذا يجب علي وعليكم ان نطهر قلوبنا دائما وابدا نصلها ليس العبرة ان يقوم الانسان يصلي او ان يصوم اذا كان قلبه خاربا او خربت لان كل انسان يستطيع ان يصلي احسن صلاة ولا لا؟ لانه عمل جوارح كل انسان يصلح عمل جوارح لكن الكلام على عمل القلب اسأل الله ان يطهر قلوبنا جميعا. الكلام على عمل القلب يحرس البركة الله فيكم على ملاحظة القلوب واصلاحها واخراج النفاق منها واخراج الشك وابعاده واخراج الحسد والغل والحقد على المسلمين لان كل هذه من من خصال اليهود احسد الناس واشدهم غلا لليهود ترضى ان يكون في قلبك خلق من اخلاق اليهود لا احد يرضى بها الحسد من اخلاق اليهود هل ترضى بذلك؟ ما ترضى النفاق من اخلاق المنافقين ما احد يرضى بذلك ان يكون منافقا المهم احرصوا حرصا شديدا على اصلاح القلوب لما جيء برجل كان يشرب الخمر في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ويكرر شرب الخمر فدعا عليها رجل من الصحابة سبة وقال ما اكثر ما يؤتى به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعاقبه على شرب الخمر فقال اما علمت انه يحب الله ورسوله سبحان الله شف شف طهارة قلبه نفسه الامارة بالسوء تحدوه الى ان يشرب الخمر لكن قلبه مملوء بمحبة الله ورسوله فالمدار كله على القلب. ولذلك يجب علينا ان نحرص حرصا كثيرا على صلاح قلبه لان هذا يوجب حسن الخاتمة ولهذا قال تعالى ولا تموتن الا وانتم مسلمون ومن فوائد هذه الاية ان الاسلام يدخل فيه الايمان عند الاطلاق وهو كذلك الاسلام يدخل فيه الايمان عند الاطلاق والدليل قول النبي عليه الصلاة والسلام ومن توفيته منا فتوفه على الايمان الايمان فالاسلام عند الاطلاق يدخل فيه الامام واما عند الجمع فالاسلام عمل الجوارح والايمان عمل القلب كما قال بعض السلف الايمان والاسلام علانية فان قال قائل ما تقولون في قوله تعالى فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين كما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين فهذا ظاهره ان الايمان والاسلام شيء واحد مع انهما ذكر جميعا في موضع واحد فالجواب ان يقال البيت لم يخرج كله انما الذي خرج المؤمنون من من اهل البيت والقصة في لوط امرأته كافرة لم يخرج بها لم يخرج بها لكنها في البيت مسلمة لم تظهر انها كافرة والدليل على انها لم تظهر انها كافرة ان الله تعالى قال ضرب الله مثل الذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانت تتحدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فهي لم تظهر انها كافرة فالبيت بيت استسلام بيت اسلام ولهذا قال غير بيت من المسلمين. لكن الايمان ليس لاهل البيت كلهم ولهذا بقيت الزوجة وخرج الاهل طيب اذا قعد على كل حال الان القاعدة الصحيحة ان الاسلام والايمان يكونان مترادفين ويكونان متباينين متى يكون المترادفين اذا افترق اذا فرق ويكونان متباينين اذا اجتمعا نعم قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا. وهذا واضح على ان هناك فرقا بين الايمان والاسلام