ومن فوائد هذه الاية ان طاعة الكفار مخالفة للايمان لقوله يا ايها الذين امنوا فتكون طاعته مخالفة لكمال الايمان وقد تصل الى انتفاء الايمان بالكلية من فوائدها ايضا ان حرص الكفار على ذلك من اجل ايماننا وبناء عليه فاننا ننزل القاعدة السابقة انما علق على وصف فانه يزداد بزيادة ذلك الوصف وقوته وعلى هذا فثقوا انه كلما ازداد المؤمنون تمسكا بدينهم ستزداد شراسة الكفار في صدهم عن دينه عرفتم هذا؟ ما دام الوصف هو الايمان فانه كلما ازددنا تمسكا بالايمان ازداد الكفار شراسة في صدنا عن الايمان ومثل ذلك ايضا الطاعة والمعصية الطاعة والمعصية كلما ازداد الناس في الاقبال على الله والتمسك بهديه تزداد اهل الفسوق شراسة في القضاء على هذا هذه القوة في الطاعة طيب من فوائد هذه الاية ان من اهل الكتاب من لا يحاول اظلالنا عن ديننا يؤخذ من قوله ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب طيب وقد ذكرنا الان ان اهل الكتاب بالنسبة لهذا الامر ثلاثة اقسام طيب ثم قال الله عز وجل وكيف تكفرون الى اخره في هذه الاية من الفوائد استبعاد ان يكون المؤمن يرتد كافرا وهو يتلى عليه كتاب الله وفيه رسول وفيه وفيهم رسول والواقع شاهد بذلك ولهذا لم تحصل الردة الا بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم ومن فوائده هذه الاية ان كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاقبال عليهما اعظم مانع يمنع من الكفر من اين يؤخذ من قوله كيف تكفرون؟ يعني بعيد منكم الكفر اذا كانت تتلى عليكم نعمة الله وفيكم رسول تتلى ايات الله تتلى علينا الان رسوله ليس فينا هو ولكن فينا سنته فنأخذ من هذا انه كلما تمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله فان ذلك سيكون حصنا منيعا دون كفر ومن فوائد الاية الكريمة اثبات ان القرآن الكريم اية من ايات الله لقوله ايات الله ويتفرع على هذه الفائدة انه اذا كان اية من ايات الله فانه لا يمكن ان يأتي احد بمثله اذ ان الاية هي العلام التي تعين معلومة ولو امكن احد ان يأتي بمثل القرآن ما كانت اية لله ومن فوائد هذه الاية هذه الاية انه ربما نقول ان القرآن اية شرعية وكذلك يتضمن ايات كونية بما اودع الله فيه من الاشارات العظيمة الى ما في الكون من الايات من اجل ان نجعل ايات الله تشمل الشرعية وما دلت عليه هذه الشرعية من الايات الكونية ولا ما في شك ان الذي يتلى هو الشرعية لكن هي تضمنت ايات كونية دلت عليها مثل قوله والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقرير العزل العليم والقمر قدمناه منازل حتى عاد كالك العدوان القديم. الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر. ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون الى اخره الى ايات كثيرة كونية اشار الله اليها ومثل قوله والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون فان هذه الاية اخر جملة فيها تشمل كل ما يمكن الركوب عليه الى يوم القيامة. ومثل قوله وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امثالكم عند بعض العلماء فان قوله بجناحيه يخرج الذي يطير بالقوة مثل الطائرات الحديدية هذه ليست من من الامم التي هي امثالنا ومن فوائد هذه الاية الكريمة الحث على الاعتصام بالله لقوله ومن يعتصم بالله فقد هدي ومن فوائد ومن فوائدها بشارة من وفق للاعتصام بالله بانه مهدي لانه مهدي وهذي فرد من افراد البشرات الكثيرة التي اذا تدبرها الانسان حمد الله سبحانه وتعالى على نعمته انه قد هداه وانعم عليه ومن فوائد هذه الاية ان دين الله عز وجل دين مستقيم كقوله الى صراط مستقيم والمراد به صراط الله وهو مستقيم في كل شيء ان نظرت الى الحقوق وجدته مستقيما فيها اليس فيها ليس فيه جوف فالله علينا حقوق ولانفسنا علينا حقوق ولاهلنا علينا حقوق ولزائرنا علينا حقوق ولكل احد حق على احد قال النبي عليه الصلاة والسلام لعبدالله بن عمرو بن العاص فاعطي كل ذي حق حقه اذا هذا عدل يعني ليس فيه جنف ولا في حق الخالق عز وجل حتى حق الخالق لابد ان يكون لنا حقوق لا نجحف على انفسنا ولا على من له حق علينا وهذا من استقامة هذا الدين ولكن نبهنا فيما سبق على مسألة وهي ان بعض الناس يقول ان دين الاسلام دين المساواة وبينا ان هذا خطأ بل دين الاسلام دين العدل دين العدل لان اكثر ما في القرآن نفي المساواة لا اثبات المساواة صح؟ ها قل هل لست والذين يعلمون والذين لا يعلمون ولهلا السي العمار والبصير ام هل تستوي الظلمات والنور وايات كثيرة اهانة في الاستواء انها ما تسوي هذا وهذا لكن العدل ان الله يأمر بالعدل وذكرنا ان هذه العبارة دخل فيها من قال انه يسوى بين الرجل والمرأة وبين العالم والجاهل وبين كل انسان واخر مع التميز في الصفات نعم مع الاختلاف في الصفات وتميز كل واحد من الاخر عن الاخر بصفاته وهذا لا شك انه خطأ ولا يأتي الانسان به. الاسلام يأتي بالعدل ان تعطي كل ذي حق حقهم ثم قال الله تعالى مبتدأ درس الليلة يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته بينا فيما سبق ان الله اذا صدر الخطاب بالنداء فهو دليل على ايش على العناية والاهتمام به ثم اذا وجه الخطاب الى المؤمنين ففيه فوائد اولا الاغراء والحث كانه قال يا ايها الذين امنوا لايمانكم ولكونكم مؤمنين افعلوا كيت وكيت او لا تفعلوا كذا وكذا ثانيا ان ما يذكر فهو من مقتضى الايمان ولهذا وجه للمؤمنين ثالثا ان المخالفة في هذا الشيء تنقص الايمان تنقص الايمان فانتبهوا لهذا فصار عندنا اربعة امور تسطير الخطاب بالنداء يدل على الاهتمام به وتوجيهه الى المؤمنين يفيد ثلاثة ثلاث فوائد الاغراء الا راه هو الحث وان القيام بذلك من محفظ الايمان وان المخالفة فيه نقص في الايمان يقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وما اكثر ما امر له بالتقوى في كتابه بايات كثيرة بل جعلها الله تعالى وصية لجميع الخلق ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله والتقوى مأخوذة من الوقاية ولهذا يقال ان اصلها واقوى واقوى مؤنث من الوقاية والوقاية اتخاذ الانسان ما يقيه ما يقيه الذي يضره ولهذا نقول ان اجمع تفسير للتقوى ان يقال التقوى اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل اوامره واجتناب نواهيه هذا اجمع ما يقال وقوله عز وجل اتقوا الله حق تقاته حق هذا نائب مفهوم مطلق مفعول مطلق مبين لنوع التقوى التي امرنا بها اي اتقوا الله على هذا الوجه حق تقاته ومعنى حق تقاته ان تتقوا الله ما استطعتم لان هذه هي التقوى التي امرنا بها في اية اخرى فاتقوا الله ما استطعتم اي ابذلوا كل ما تستطيعون في تقوى الله ولهذا لا تظن ان هذه الاية فاتقوا الله ما استطعتم انها تهون انها تهون التقوى لان بعض الناس يتخذ من هذه الاية تهوينا لامر التقوى ويقول اتقوا الله ما استطعتم والحقيقة انها بالعكس يعني اتقوا الله بقدر ما تستطيعون ابذلوا كل الجهد في تقوى الله عز وجل فيكون قول الحق تقاته موازيا لقوله ما استطعتم وبناء على هذا تكون الاية محكمة تكون الاية محكمة اي غير منسوخة وهذا القول هو الراجح ومقابله ان الاية منسوخة وانها امر بما فيه مشقة وان المراد بتقوى الله ان يذكر فلا ينسى ويطاع فلا يعصى ويشكر فلا يكفر ولكن لدينا قاعدة مهمة جدا توجب ان لا يتسرع الانسان في دعوى النسخ لان دعوى النسخ ليست دعوة بسيطة فان النسخ يتضمن ابطال حكم من الاحكام الشرعية وابطال الحكم من الاحكام الشرعية ليس بالامر السهل وان كان بعض الناس بعض العلماء يتساهل واذا عجز ان يوفق بين النصوص او يرجح ادعى النسل وهذا غلط لانه يترتب عليه اظاء حكم شرعي فنحن نقول ما دامت ما دام النص من القرآن او السنة يمكن ان يحمل على وجه صحيح لا يعارض النصوص الاخرى فهذا هو الواجب هذا هو الواجب لاننا اذا سلكنا هذا المسلك عملنا في كل النصوص في كل النصوص. اما اذا قلنا ان احدهما منسوخ فاننا نلغي نصا جاءت جاء به الوحي وهذا ليس بالامن هين فالصحيح ان الاية غير منسوخة لانها لا تخالف الايات لا تخالف الايات هي مثل قوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها والغريب ان الذين قالوا بالنصر قالوا انها نسختها هذه الاية لا يكلف الله نفسا الا وسعت لكن لا لا وجه لهذا في الصحيح ان معنى حق تقاته اي بقدر ما تستطيعون وحق وحق تقاته ما امرنا به عز وجل في قوله اتقوا الله ما استطعتم