اما قوله وحبل من الناس فان ظاهره العمود يعني بسبب من الناس اي ان الناس يدافعون عنهم ويرفعون مع نبويتهم ويعزونهم ولكن ما ما هو الحبل من الناس قيل انه العهد والامان العهد والامان في العهد كالذي يجري بين المسلمين وبين الكفار يحصل بينهم عهد الا يعتدي احد على احد وان تبقى هدنة كما حصل في غزوة الحديبية والامان ان يدخل رجل من المشركين او من اليهود والنصارى بامان من احد من المسلمين. يؤمنه والفرق بين العهد والامان ان الامان يصح من كل واحد من المسلمين كقول النبي عليه الصلاة والسلام قد اجرنا من اجرتي يا ام هانئ والعهد لا يكون الا بين اهل الحل والعقد يعني بين الامام او قائد الجيش او ما اشبه ذلك والفرق بين العهد والامان والذمة ان الذمة تثبت لاهل الذمة حقوقا تجب على المسلمين. يدافعون بها عنهم ولهذا يأخذون عوضا عن ذلك يعني يأخذ المسلمون عوضا عن ذلك الجزية منهم. فالحبل من الناس هو العهد والامان ويحتمل ان العهد من الناس اعم من ذلك اي بان يكون المراد به العهد والامان والنصرة والاعزاز كما حصل لليهود الان من النصارى من الامريكان وغيرهم فان اليهود اذلة قد ضرب الله عليهم الذلة والهوان لكن الامم النصرانية الان تساعدها وتعززها لا محبة لها ولكن من اجل انها ضد المسلمين من اجل انها ضد المسلمين فيكون المراد بالحبل من الناس هنا ما هو اعم من العهد والامان ومعلوم انه اذا صلح اللفظ للعموم فان الاولى ان يبقى ايش؟ على عمومهم. ان يقع على عمومه. فيكون المراد بحبل من الناس اي بمساعدة منهم وحماية كالعهد والامان والنصرة والولاية وما اشبهها قال وباء بغضب من الله باءوا اي رجعوا ومنه قوله تعالى والذين تبوأوا الدار والايمان اي سكنوها فهذه المادة والالف والهمزة تدل على الرجوع والاستقرار المعنى انهم رجعوا بغضب من الله او مصطحبين للغضب والغضب صفة انفعالية صفة انفعالية لا فعلية والفرق بين الانفعال والفعل ان الفعلي يكون باختيار الانسان وبالجوارح الظاهرة كالبطش مثلا والانفعالي يكون بغير اختيار الانسان وهو من القوى الباطنة وهو من القوى الباطنة فالانفعال فالغضب صفة انفعالية وليست فعلية ولهذا تأتي للانسان بغير اختيار يستثيره احد من الناس فيغضب يحمر وجهه وتنتفخ اوداجه ويقف شعره وربما يقتل من امامه وربما يطلق نساء وربما ينتحر ايضا نسأل الله العافية. فالغضب اذا صفة انفعالية وهو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن ادم. فيفوق ويغضب هذا بالنسبة لغضب الانسان. الادمي البشر اما غضب الله فهو صفة من صفاته التي لا يمكنا ان نعرف كيفيتها لكنه لا شك صفة قائمة بالله. يغضب ويرضى ويسخط ويكره ويحب كل هذه الصفات ثابتة لله على الوجه الذي يليق به ووقوله بغضب من الله من هذه للابتداء اي بغضب صادر من الله وهذه الجملة مما يؤيد القول بان المراد بقوله ضربت عليهم الذلة من؟ اليهود ان المراد بهم اليهود لانهم هم المغضوب عليهم وقوله قلنا ان منها الابتداء الابتداء. اي بغضب صادر منه وربما يقول قائل انها اعم من ان يكون الغضب صادرا من الله بل بغضب من تقدير الله وعلى هذا تكون من للسببية ويكون المراد بالغضب غضب الله وغضب غيره وهذا هو السر في قوله صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولم يقل غير الذين غضبت عليهم لان هؤلاء مغضوب عليهم من قبل الله ومن قبل اولياء الله. وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة من الظارب؟ بخاري ها؟ الله والمسكنة هي الفقر المسكنة هي الفقر فهم اذلاء ليس عندهم شجاعة. فقراء ليس عندهم غنى ولكن يجب ان نعلم ان الغنى ليس كثرة العرض. وانما الغنى غنى النفس والقلب فهؤلاء قد ضربت عليهم المسكنة. دائما في فقر حتى لو حصل الانسان منهم ملايين الملايين فهم في فقر ولذلك حتى الان نجد ان اليهود احرص الناس على المال وانهم لا يمكن ان يبذلوا فلسا الا وهم يأملون ان يحصلوا درهما ولا يبذلون درهما الا ويؤمنون ان يحصلوا دينارا. وهذه حالة. ومن ثم داروا من اغنى العالم ان لم نقل هم اغنى العالم. لكنهم اغنى العالم لكثرة العرب لا بالقلب والنفس. فهم اشد الناس فقرا وظلمت عليهم المسألة ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ذلك المشار اليه ما سبق من ضرب الذلة والغضب والمسكنة والمشار اليه هنا مفرد مذكر وان كان ثلاثة اشياء لان الاشارة عادت اليها باعتبار انها مذكورة فيكون تقدير الاشارة ذلك المذكور بانهم كانوا يكفرون بايات الله. انباء ايش معناها اي ذلك بانه وش معناها السببية البان السببية اي ذلك بسبب انهم كانوا يكفرون بايات الله كانوا يكفرون وكلمة كامل تدل على اتصاف اسمها بخبرها. ويكفرون فعل مضارع تدل على استمرار الكفر منهم. وهو كذلك فانهم كانوا يكفرون بايات الله مع ظهورها وبيانها حتى انهم قالوا لقومهم فيقال لنبيهم عليه الصلاة والسلام اجعل لنا الها كما لهم اله مع انه قد قال لهم ان الله اله واحد فهم يكفرون بايات الله. ومن جملة كفرهم انهم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم. مع انهم يعرفونه كما يعرفون ابناءهم ولا اشد معرفة من معرفة الانسان لابنه. ومع ذلك كفروا به عليه الصلاة والسلام. وقوله يكفرون بايات الله الايات جمع اية وهي العلامة العلامة على الشيء التي اذا وجدت كان الشيء موجودا. لانها علامته كما لو قلت لك مثلا علامة طلوع الشمس ان ترى ضوئها على رأس الجبل فهنا متى رأيت ابوها على اصل الجبل؟ فهي طالعة فهي طالعة ايات الله تنقسم عند اهل العلم الى قسمين ايات كونية وايات شرعية وكلها علامات على الله عز وجل. اما الايات الكونية فهي المخلوقات. الشمس والقمر والارض والنجوم والجبال والشجر والدواب وغيرها كل مخلوق لله فهو اية من ايات سبحانه وتعالى. وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد. اما الشرعية فهي ما جاءت به الكتب ما جاءت به الكتب يعني التي انزلها الله على الرسل. وان شئت فقل ما جاءت به الرسل. ليعم الكتب والسنن ومعنى كون شي اية ان غير الله لا يمكن ان ان يحصل له ذلك او ان يأتي به لانه لو امكن ان يأتي به لم لم يكن اية. يقول الله عز وجل يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له. وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه هذا تحد باي الايات؟ ها؟ في الايات الكونية. تحدى الله عز وجل هؤلاء باصغر اية من ايات الذباب لا يستطيعون ان يخلقوه ولو اجتمعوا به في الايات الشرعية يقول الله عز وجل قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن ايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ولهذا صار اية لا يمكن ان يأتي احد بمثل القرآن ابدا لا من جهة صدق الاخبار ونفع القصص وعدالة الاحكام وبلاغة الكلام الى الى غير ذلك. لو لم يكن منه الا انك لو تردده صباحا ومساء ما مللته بينما غيره من الكلام لو قرأته كم مرة مللته وتركته اما القرآن فسبحان الله لا تمل الفاتحة كم نقرأها من مرة في اليوم؟ على الاقل سبعة عشر مرة سبعة عشرة مرة في اليوم الواحد نقرأ الفاتحة على الاقل سبع عشرة مرة ومع ذلك تقرأها في الركعة الثانية كأنك لم تقرأها في الركعة الاولى من اشفاقك عليها ومحبتك لها. وهذا لا شك فيه من ايات الله سبحانه وتعالى. طيب اذا الايات الكونية هي المخلوقات الشرعية يعني ما جاء في الرسل كل الشرائع ايات شرعية طيب اه لماذا سميت اية؟ قلنا لانها تعجز الغير لا يمكن للغير ان يأتي بمثلها وذكرنا لكم مثالين في التحدي بالايات الكونية والتحدي بالايات الشرعية. التحدي بالايات الكونية ها يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباب ولو اجتمعون. الشرعية التحدي الشرعية لا التحدي بها نريد دليلا للتحدي بها كله هيجتمعت الانس والجن على ايات مثلها تراب. نعم. احسنت. تمام. طيب