فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه على الحياط. وبني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش يكون فيها على يشرف على المعركة ومشى في موضع المعركة وجعل يشير بيده هذا مصرع فلان وهذا مصنع فلان وهذا مصرع فلان ان شاء الله فما تعدى احد منهم موضع اشارته فلما طلع المشركون وتراءى الجمعان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم هذه قريش جاءت بيلائها وفخرها جاءت تحادك وتكذب رسولك. وقام ورفع يديه واستنصر ربه وقال اللهم انجز ما وعدتني اللهم اني انشدك عهدك ووعدك فالتزمه الصديق من ورائه وقال يا رسول الله ابشر فوالذي بنفسي بيده لينجزن الله لك ما وعدك. واستنصر المسلمون الله واستغاثوه واخلصوا له وتضرعوا اليه فاوحى الله الى ملائكته اني معكم فثبتوا الذين امنوا. سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب. واوحى الله الى رسوله اني بالف من الملائكة مردفين قرأ بكسر الدال وفتحها فقيل المعنى فقيل المعنى انهم ردف لكم وقيل يردف بعضهم بعضا من لم يأتوا دفعة واحدة فان قيل ها هنا ذكر انه امدهم بالف وفي سورة ال عمران قال اذ تقول للمؤمنين يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين. بلاء تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا. يمددكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة مسومين. فكيف الجمع بينهما؟ قيل قد اختلف في هذا الامداد الذي بثلاثة الاف قد اختلس في هذا الامداد الذي بثلاثة الاف والذي بالخمسة على قولين احدهما انه كان يوم احد وكان امداد معلقا على وكان امدادا معلقا على شرط. فلما فات شرطه فات الامداد وهذا قول الضحاك ومقاتل واحدى الروايتين عن عكرمة. والثاني انه كان يوم بدر. وهذا قول ابن عباس ومجاهد وقتادة والرواية الاخرى عن عكرمة اختاره جماعة من المفسرين وحجة هؤلاء ان السياق يدل على ذلك فانه سبحانه قال ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون. اذ تقولوا اذ تقولوا للمؤمنين علي فيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين. بلى ان تصبروا وتتقوا الى ان قال وما جعله الله اي هذا الامداد الا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به. قال هؤلاء فلما استغاثوه امدهم بتمام ثلاثة الاف ثم مدهم بتمام خمسة الاف لما صبروا واتقوا. فكان هذا التدريج ومتابعة ومتابعة الامداد احسن موقعا واقوال واسر واسر لها من ان يأتي بها مرة واحدة وهو وهو بمنزلة متابعة الوحي ونزوله مرة بعد مرظى وقالت الفرقة الاولى القصة من سياق احد وانما ادخل ذكر بدر اعتراضا في اثنائها فانه سبحانه قال واذ واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم. اذ همت طائفتان منكم ان تفشلا. والله وليهم وعلى الله فليتوكل المؤمنون. ثم قال ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون فذكرهم نعمته نعمته عليهم لما نصرهم ببدر وهم اذلة. ثم عاد الى قصة احد واخبر عن قول رسوله لهم ولن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين ثم وعدهم انهم ان صبروا واتقوا امدهم بخمسة الاف هذا من قول رسوله والامداد الذي ببدر من قوله تعالى وهذا بخمسة الاف وامداد بدر بالف وهذا معلق على شرط وذاك وذلك وذلك يكتبه ذلك المطلق وذلك مطلق وذلك مطلقا وهذا معلق على شرط وذلك مطلق والقصة في سورة ال عمران هي قصة احد مستوفاة مطولة وبدر ذكرت في اعتراضا والقصة في سورة الانفال قصة بدر مستوفاة مطولة فالسياق في ال عمران غير السياق في الانفال يوضحها ان قوله ويأتوكم من فورهم هذا قد قال مجاهد انه يوم احد وهذا يستلزم ان يكون الامداد المذكور فيه فلا يصح قوله ان الامداد بهذا فلا يصح قوله ان الامداد بهذا العدد كان يوم بدر واتيانهم من فورهم هذا يوم احد والله اعلم فصل وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الى الى جذع شجرة هذين قولين ولم يرجح ايهما اصح اذ تقول للمؤمنين ان يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين بل ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من حولهم هذا يزدكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة مسومين فان جعلنا الامداد بالثلاثة والخمسة في احد فلا اشكال وان جعلناه في بدر ففيه اشكال لان الله قال في قصة بدر اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين وما جعله الله الا بشرى لكن الاشكال اذا جعلناها في بدر اذا جعلناها في بدر فكيف الجمع بين ثلاثة وخمسة والف اجاب بعضهم بان الله امدهم بالف ثم بثلاثة ثم بخمسة ولكن اذا تأملت السياق وجدت انه مختلف وان الامداد في احد انما كان بشرط وهو ان يصبروا ويتقوا ولم يحصل منهم صبر بل حصل من بعضهم معصية ومعلوم ان المعلق على شرط لا يتم الا بوجود بوجود شرطه وهذا مما يؤيد ان هذا الامداد الذي هو مشروط كان في احد ولما لم يتحقق الشرط لم يتحقق المشروط وعلى هذا يكون الامداد في بدر بالف من الملائكة مردفين او مردفين ويكون امداد في احد بثلاثة او خمسة لكنه مشروظ بشرط لم يتحقق واذا لم يتحقق الشر لم يتحقق المشروط وعلى هذا فالملائكة لم تقاتل في احد ولن يمد المسلمون باحد منهم في احد واسئلتنا ان شاء الله في التفسير ما يبين ان الراجح هو هذا. اي نعم فصل وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الى جذع شجرة هناك وكانت ليلة الجمعة السابع عشر من في السنة الثانية فلما اصبحوا اقبلت قريش في كتائبها واصطف الفريقان فمشى حكيم بن حزام وعتبة بن فمشى حكيم بن حزام وعتبة بن ربيعة في قريش ان يرجعوا ولا يقاتلوا. فابى ذلك ابو جهل وجرى بينه وبين عتبة كلام احفظه وامر ابو جهل احفظه. نعم وبين عتبة كلام احفظه. وامر ابو جهل اخاه حصل منه غيظ تواضح احفظه يعني اغاظه يعني اثار حفيظته وهو كناية عن بغضابه وارادته. نعم. وامر ابو جهل اخا عمرو بن الحضرمي ان يطلب دم اخيه عمرو فكشف عن اسقه وصرخ فكشف عن اسمه وصرخ وعمراه فحمي القوم ونشبت الحرب وعجل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف ثم رجع الى العريش هو وابو بكر خاصة. وقام سعد بن معاذ في قوم من الانصار على باب العريش يحمون رسول الله صلى الله عليه وسلمت وخرج عتبة وشيبة وشيبة ابن ربيعة والوليد ابن عتبة يطلبون المبارزة فخرج اليهم ثلاثة من مسار عبدالله بن رواحة وعوف ومعوذ ابن عفراء فقالوا لهم وعوف ومعوذ ابن عفراء فقالوا لهم من انتم؟ فقالوا من الانصار. قالوا اكفاء كرام. وانما نريد بني عمنا فبرز اليهم علي وعبيدة ابن الحارث وحمزة فقتل علي قرنه الوليد وقتل حمزة وقتل حمزة قرنه عتبة وقال قتل شيبة وقيل شيبة واختلف عبيدة وقرنه واختلف واختلف عبيدة وقرنه ضربتين فكر علي وحق واختلف واختلف عبيدته. نعم. واختلف عبيدة وقرنه ضربتين واختلف عبيدة وقرنه ضربتين فكر علي اختلف واختلف عبيدته حرك التاء عبيدة نعم واختلف عبيدة وقرنه ضربتين فكر علي وحمزة على قرن عبيدة فقتلاه واحتملا عبيدة وقد قطعت رجله فلم يزل ضمنا حتى مات فلم يزل ضمنا حتى مات بالصفراء. وكان علي يقسم بالله لنزلت هذه الاية هذان الان آآ قريش عندها حمية الجاهلية ما الذي احماهم على القتال هو طلب الثأر طلبوا الثأر حين صرح هذا الرجل واخرج واخرجته وجعل يندب اخاه يقول وا عمران ثانيا لما برز اليهم ثلاثة من الانصار ابوا ان يبارزوهم انفة وكبرا وقالوا اكفاء كرام ولكننا نريد بني عمي يعني قريش خرج اليهم ثلاثة علي ابن ابي طالب رضي الله عنه والثاني عبيدة بن حارث والثالث حمزة بن عبد المطلب وهذي والمبارزة يا خالد المبارزة تفعل في الحرب لان فيها تقوية للصف اذا قتل صاحبهم قرنة صار في ذلك تقوية لنفوسهم وان كان بالعكس صار في هذا اضعاف لنفوسهم ولهذا قال اهل العلم اذا طلب العدو المبارزة فانه لا يجوز لقائد الجيش ان يأذن لاحد بالمبارزة الا وهو يعلم يعني علم ظن وغلب الظن على ان يعلموا ان هذا المبارز سوف يغلب قرنه. اما مع الاحتمال فلا يجوز لانه لو غلبه لكسر قلوب المسلمين كهؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم كما كما رأيتم قتل يقول قتل علي قرنه الوليد وقتل حمزة قرنه عتبة او شيبة هذا خلاف وعبيدة ابن الحارث قتل قرنة اما عتبة واما شيبة ولكن كر علي وحمزة لما اختلف عبيدة وقرنه طرفتين كل واحد ضرب الاخر وهؤلاء قد فرغوا من من صاحبيهما كروا على صاحب عبيدة وقتلوه وفي هذا دليل على جواز قتل القرن اذا حصلت مثل هذه المبارزة لا يقال لماذا قتلاه وهو لم يبرز معهما؟ نقول لانه برز مع صاحبهم ولان دمه هدر فانه محارب نعم