اذكر اذ غدوت وغدوت بمعنى خرجت غدوة اي في اول النهار كما كان الامر كذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم خرج الى غزوة احد في اول يوم السبت الموافق للحادي عشر من شوال سنة ثلاث من الهجرة في هذا اليوم غدا النبي عليه الصلاة والسلام من اهله وقوله من اهلك من ابتدائية يعني ان مبتدأ هذه الغدوة من اهله من المدينة خرج النبي عليه الصلاة والسلام غاديا الى احد بعد ان استشار الصحابة رضي الله عنهم هل يخرج او لا وسبب هذه الغزوة ان قريشا لما قتل من صناديدهم من قتل في بدر وقد مر علينا في قراءة صلاة العصر ان الذين قتل قتلوا منهم سبعون رجلا من كبرائهم واسر منه سبعون رجلا ارادوا ان يأخذوا بالثأر من النبي صلى الله عليه وسلم فخرجوا خرجوا الى النبي عليه الصلاة والسلام يريدون قتاله وكانوا ما بين تسعمئة الى الف معهم اه العدة الكثيرة يريدون اه لا وكانوا ثلاثة الاف وكانوا ثلاثة الاف يريدون غزو النبي صلى الله عليه وسلم ليقضوا عليه تعسكروا حول المدينة فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم استشار الصحابة هل يخرج اليهم او لا اما شباب الصحابة الذين لم يحضروا بدرا فاشاروا على النبي صلى الله عليه وسلم ان يخرج وقد نخرج نقاتلهم واما بعض الصحابة فسكت واما المنافقون فقالوا لا نخرج لا نخرج اليه بل ندعهم فان بقوا تقوا على شر حال وان ملوا رجعوا الى مكة وان دخلوا المدينة قاتلناهم نقاتلهم نحن بالسيوف ويقاتلهم النساء والصبيان بالحجارة ومن على السطوح هكذا قال المنافقون لا نصحا لله ورسوله ولكن جبنا وخورا وخداعا وغشا فدخل النبي عليه الصلاة والسلام بيته ولا بسلامة الحرب وتهيأ عليه الصلاة والسلام فقال بعض الصحابة لعلنا استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخروج يعني ندموا قالوا ليتنا لم نتكلم بهذا فلما خرج وقد لبس سلامة الحرب يعني ما يوضع على الرأس وتهيأ قالوا يا رسول الله ان شئت الا نخرج تعلم فقال ما كان ينبغي لنبي لبس لامت الحرب حتى يفتح الله بينه وبين عدوه فمضى خرج من المدينة ومعه الف مقاتل وفي اثناء الطريق رجع عبد الله ابن ابي رأس المنافقين بنحو ثلث الجيش وقالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم قال الله تعالى هم للكفر يومئذ اقرب منهم للايمان فانخزلوا ولكن الصحابة رضي الله عنهم لثباتهم وايمانهم لم يضرهم ذلك شيئا استمروا حتى نزلوا احدا ولما نزلوا عبأهم النبي عليه الصلاة والسلام احسن تعبئة ورتبهم واختار منهم خمسين رجلا من الرماة وامر عليهم عبدالله بن الزبير وقال لهم لا تبرحوا مكانه جعلهم في صبح الجبل على شعبة منه قال لا تبرحوا مكانكم سواء كانت لنا ام علينا سبقوا يحمون ظهور المسلمين فحصل القتال في اول النهار وكانت الدائرة على المشركين فتولوا الادبار فجعل المسلمون يجمعون الغنائم فلما رأى اهل الجبل حال المسلمين وان المشركين قد ولوا الادبار وصار المسلمون يجمعون الغنائم قالوا ننزل لنساعد اخواننا في جمع الغنائم انتهى الحرب فذكرهم اميرهم قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تبرحوا مكانكم سواء كانت سواء كانت لنا ام علينا ولكنهم اصروا الا ان ينزلوا فنزلوا فلما رأى فرسان قريش ان ثغر خال وليس هناك احد يحمي المسلمين من ورائهم كروا عليه بخيولهم من خلفهم ودخلوا وكان على رأسهم قائدان عظيم ان وهما خالد بن الوليد وعكرمة بن ابي جهل رضي الله عنه قبل اسلامهما فاختلط الناس للمسلمين من ورائه وحصل ما قضى الله واراد سبحانه وتعالى لحكمة عظيمة وقتل من المسلمين سبعون رجلا وجرح النبي عليه الصلاة والسلام وكسرت رباعيته وشج وجهه وحتى كانت ابنته فاطمة تأتي بالحصير تحرقه وتدر رماده على جرح النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الدم يندفع المهم انه حصل من الابتلاء والامتحان ما الله سبحانه وتعالى قد قضاه وقدره لحكمة عظيمة حتى يعلم الناس ان الله تعالى له الحكم واليه المنتهى وحتى يعلم الناس انه لا نصر مع المعاصي ابدا هم عصوا عصموا النبي عليه الصلاة والسلام شرعا وفرطوا فيما يلزمهم قدرا عصوا الرسول شرعا وفرطوا فيما يلزمهم قدرا كيف ذلك عصوا النبي عليه الصلاة والسلام لانه قال لهم لا تبرحوا مكانكم وتركوا ما يلزمهم قدرا وهو حماية المسلمين من من خلفهم لان هذا من الاسباب النافعة وترك الاسباب النافعة سفه في العقل ونقص في الدين لأن الله سبحانه وتعالى امر بأن نأخذ بالاسباب امر بان نأخذ بالاسباب اعظمها التوكل على الله لكن لابد ان نفعل الاسباب الحسية المادية فهم رضي الله عنهم عفا وعفا عنهم حصل منهم ما حصل فصارت النكبة العظيمة الشهداء رضي الله عنهم حملهم اهلهم الى المدينة ليدفنوهم في البقيع ولكن النبي صلى الله عليه وسلم امر ان يردوا الى مصارعهم يدفن يدفن هناك في وفي احد ففعلوا والحكمة من ذلك والله اعلم. ان ان المقتول في سبيل الله يبعث يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك ولا ولا يغسل لان لا يزول هذا الدم من على جسده ولا يكفن وانما يدفن في ثيابه التي قتل فيها كل هذا من اجل ان يتحقق خروجه يوم القيامة من المكان الذي صنع فيه وعلى الهيئة التي كان شرع عليها المهم ان الله تعالى يذكر نبيه صلى الله عليه وسلم هذه الغزوة العظيمة التي فيها من الاسرار والحكم ما يتبين به ان ذلك هو عين الصواب وعين الخيرة للمؤمنين وقد ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله في كتابه المعاد من الحكم في هذه الغزوة ما لا تجده في اي كتاب اخر فعليك بمراجعته فانه مفيد يقول اذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال تبوأ الجملة هذي حاليا يعني حالة كونك تبوأ ومعنى تبوأ اي تنزل والتبوأ معناه النزول كما جاء في الحديث الصحيح من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار اي قد ينزل نفسه في مقعد من نار وقال تعالى والذين تبوأوا الدار والايمان اي نزلوها قال تبوأ المؤمنين مقاعد للقتال المؤمنين من المؤمن المؤمن هو المقر بما يجب الايمان به مع القبول والاذعان وفي هذا شهادة من الله عز وجل ايما شهادة على ان هؤلاء الذين شهدوا هذه المعركة ايش؟ مؤمنون تبول مين؟ مقاعد للقتال الله اكبر مقاعد للقتال ويثبتون ويقعدون كثبوت القاعد ولهذا قال مقاعد ولم يقل منازل ولم لماذا من اجل ان يكون هذه الاماكن التي بوئوها مكان الثبات كتبات القائد في مجلسه وليس المعنى انه ان الرسول صلى الله عليه وسلم جعل لهم هذه المنازل وقال اجلسوا هم يتكيفون كما كما يناسب مصلحة الحرب لكنها سميت مقاعد من اجل الثبات فيها للقتال يعني لقتال الاعداء وتعلمون ان المقاتل لم يبقى في مكانه داء دائما بل هو يكر ويفر حسب ما تفظيه المصلحة والله سميع عليم سميع عليم اي سميع لما تقول لهم عليم باحوالكم وقد نقول ان ان كلمة السميع اعم من كونها لما يقول لهم حين ترتيبهم تبوئهم فتكن اشمل وهذا هو الاحسن لانه كل ما كان اللفظ شاملا كان احسن واعم عليم اي عليم بما يحدث من قول وفعل وحال وحاضر ومستقبل ثم قال عز وجل اذ همت طائفتان منكم ان تفشلا والله وليهما اذ هذه قال المفسرون او المعربون انها بدل من اذ الاولى يعني يكون التقبيل على هذا اذكر اذ همت طائفتان منكم ان تفشل همت الهم يطلق على مجرد حديث النفس ويطلق الهم على العزم يعني ان انسان قد يهم يحدث نفسه هل يفعل او لا يفعل يقال هذا هم ويطلق على العزم المصمم الذين ينفذ ان لم يوجد مان وهنا الطائفتان وهما بنو سلمة وبنو حارثة هموا ان يفشل ان يفشل والفشل هنا بمعنى الجبن والخوف يعني ان هاتين الطائفتين وقع في قلوبهما الهم بالانهزام وسببه ما جرى من المنافق عبد الله عبد الله بن ابي الذي انخزل وانخذل بنحو ثلث الجيش وتعرفون انه اذا انخزل او انخذل ثلث الجيش فان هذه سنة كبيرة في الجيش فهاتني القبيلتان همت ان تفشل ان تجبن وترجع ولكن الله تعالى ثبتهما ولهذا قالوا والله وليهما فثبتهما سبحانه وتعالى فلم يفعلا ما عزم عليه وقال وقوله والله وليهما هذه ولاية خاصة وولاية الله سبحانه وتعالى تنقسم الى عامة وخاصة الولاية التي بمعنى التدبير تدبير الشؤون هذي ولاية عامة والتي بمعنى العناية يعني التي تقتضي العناية هذه ولاية خاصة هذه الولاية لا شك انها خاصة لان الانسان اذا هم بمعصية او بالذنب ثم حصل له من عند الله ما يمنعه منه فهذه ولاية خاصة لا شك كثيرا ما يهم الانسان بالذنب او بترك الواجب يعني بالذنب من فعل معصية او ترك واجب فيجد في قلبه اذا هم بفعل المحرم يجد في قلبه انحلالا عن هذه الذمة وعدونا عنها هذه ولاية من الله او احيانا يهم بترك الواجب فيقيض الله له من يعينه عليه حتى يفعل هذا ايضا ولاة خاصة فهاتان القبيلتان لما همتا تولاهم الله عز وجل بعنايته فلم يفشلا وبقي مع الجيش وكان بعض هاتين الطائفتين يقول ان يعني يقول فرحا لقد كان يعني من حظهم ان الله سبحانه وتعالى اخبر عنهم بهذا الخبر لانه اخبر بانهما هم ان يفشل واخبر بخبر اخر سار ومن قبلهما وهو ان الله وليهما فكان هذا بهذا