وقوله ها انتم اولئك اولئك منادى واصله يا هؤلاء تحبونهم اي تحبون هذه البطانة الذين لا يألونكم خبالا والذين ودوا ما عنتم والذين قد بذلوا البغضاء من افواههم والذين ما تخفيه صدورهم اكبر تحبونه وذلك لان المؤمنين يغلب عليهم سلامة القلب وطهارته وعدم ظن السوء في غيره وكان هؤلاء يتوددون اليهم ويدعون انهم يصلونهم فيحبهم المؤمنون بناء على اي شيء على تغريرهم بهم ولا يحبونكم يعني وهم لا يحبونكم مع انكم تحبونه وكيف يحبونه وقد باتت البغضاء من من افواههم وقوله تحبونهم هذا معلوم لنا لكن ولا يحبونكم هذا غير معلوم لكن الله اعطانا له غرائن وهي ما تبديه ايش؟ افواههم فاذا كان لا يحبونهم فكيف تحبونهم الانسان العاقل الحازم هو الذي يعامل من كانت هذه صفته لمثل ما كان عليه وتؤمنون بالكتاب كله الكتاب هنا اسم جنس يشمل جميع الكتب تؤمنون بالكتاب القرآن بالكتاب تراث للكتاب الانجيل بالكتاب الزبور بالكتاب صحفي ابراهيم تؤمنون بهذا كله وهم لا يؤمنون بذلك هم لا يؤمنون بذلك طيب من هؤلاء يصدق هذا على اليهود والنصارى والمنافقين كلهم لنا بهذا الوصف لكن اليهود يدعون انهم مؤمنون بالتوراة والنصارى يدعون انهم مؤمنون بالانجيل والمنافقون لا يؤمنون بشيء المؤمنون المنافقون لا يؤمنون بشيء واذا لقوكم قالوا امنا نفاقا ومداهنة يقومون بافواههم ما ليس في قلوبهم. ولهذا قال واذا خلوا يعني وحدهم او الى شياطينهم عضوا عليكم الانامل من الغيظ قضوا عليكم الانامل من الغيث اي من شدة الغيظ لكن من شدة الغيظ لما يرون من نعمة الله عليكم او من شدة الغيظ لعدم ايمانكم اتباعكم لهم او من الامرين جميعا من الامرين جميعا بل ربما نقول يشمل ايضا ما ادعوه يشمل ايضا ما ادعوا في انهم امضوا مع المسلمين وقتا ولم يتمكنوا من نيل مآربهم وقوله عظوا عليكم الانامل الانامل هي اطراف الاصابع وعدها يعبر به عن شدة الندم والحزن فيعبر به عن شدة الغيث احيانا الذي الذي يتوعدك تجده يعض انامله يعض انامله ويومي برأسه ويقول اه عسى ادرك عسى يدرك شأن تواعدك نقول هذا انامله من الغيظ والثاني انكسرت سيارته فعظ انملته اه هذا من شدة الندم لكن هنا بين الله عز وجل انهم يعضون الانامل من الغيظ من شدة الغيظ يتمنى يتمنى ان تكون انت الذي بين اسنانه حتى يقومك واذا خلوا عظوا عليكم الانامل من الغيظ. الانامل التي تعظ هل يا طرف الاصابع ولا وسط الاصابع ها؟ يعني الاعلى اه على كل حال الظاهر انها تختلف بحسب اعراف الناس لا احد يعض الاعلى وبعض الناس يعض يعوض الوسط الاوسط وهو عندكم رؤوس الاصابع اي نعم اظنه عندنا في الاوسط لا دعنا من يستحمل او ما نستحمل هذي عادة ما هي تعلل العادات انما هم بعظ الناس يعظل وسط الاصبع وبعضهم يعض على اطراف المهم هي كلها تمضي عن شدة اما شدة حزن حزن واما شدة قال الله تعالى قل موتوا بغيظكم قل الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام او لمن يتأتى خطابه وهو الاصح وهو الاقرب لانه قال كان يخاطب المؤمنين بالاول يا ايها الذين امنوا ها انتم لا تحبونه يعني فقل ايها المؤمن لهؤلاء موتوا بغيظكم هذا الامر للاهانة الامر لاهانة وبيان عدم المبالاة بهم وقولوا موتوا بعظكم الباء قيل ان اهل الغاية والمصاحبة يعني اذ ابقوا على غيظكم الى ان تموت وقيل انها للسببية اي موتوا بسبب غيظكم فانه لا يهمنا والثاني اقرب الثاني اقرأ فالاول دعاء عليهم ببقاء الغيظ الى الموت والثاني دعاء عليهم بتعجيل الموت بسبب الغيظ فيكون هذا اقرب للصواب واشد في التحدي والبعد عنهم قيوف بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور الجملة السنافية يبين الله تعالى فيها انه عليم بذات الصدور اي بصاحبة الصدور وهي القلوب لان القلوب هي محل العقل والادراك والتدبير للجسد وانما قلنا ان ذات الصدور هي القلوب لقوله تعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور والقلب هو محل العقد ومحل التدبير ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله وهي محل النية والارادة لان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الاعمال بالنجاة طيب اذا عليم بذات السرور اي بالقلوب في صحبة الصدور هذا تفسير لفظي والمراد القلوب ثم قال ان تمسسكم حسنة تسؤم ان تمسسكم الخطاب لمن للمؤمنين وهنا اتى بصيغة الجمع واتى بالصيغة المفرد في قوله قل موتوا بغيظكم وسبق ان جاء في صيغة الجمع وهذا من التفنن في الخطاب ومن فوائده الانتباه الانتباه ان الانسان اذا اختلفت سوء اذا اختلفت الاسلوب عنه عنده انتبه وليس كما اذا كان الاسلوب على وتيرة واحدة ان تمسسكم حسنة تسوءهم حسنة ايما حسنة دينية او دنيوية بدنية او مالية او اهلية الشامل شاملة ووجه الشمول ان حسنة نكرة والنكرة في سياق الشرط تفيد العموم فاي حسنة تصيب المؤمنين فانها تسوء لانهم اعداء سواء كانت هذه الحسنة في المال او البدن او الاهل او النصرة او اي حسنة كانت فانه فان هؤلاء تسؤهم الحسنة اذا اصابتكم وقوله نعم اذا مستكم وقال وان تصبهم سيئة يفرحوا بها تصبكم سيئة وان تصيبكم سيئة يفرح بها السيئة هنا ما يسوؤكم يعني ان اصاب ان اصابكم ما يسوؤكم بالبدن او الاهل او المال او الدين يفرحوا بها يعني يلحقهم الفرح بسببها وهنا يقول ان تمسسكم الحسنة وان تصيبكم في السيئة فهل هذا من باب اختلاف التعبير او هناك فرق معنوي قال بعض العلماء ان هذا من باب اختلاف التعبير وان معنى قوله ان تمسسكم حسنة اي ان تصبكم حسنة قالوا ودليل ذلك قوله تعالى ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابت من سيئة فمن نفسك وقال بعض العلماء بل بينهما فرق لان المس اخف من الاصابة المس اخف من العصابة وبنى على ذلك انهم يساؤون من الحسنة وان كانت قليلة جدا ويفرحون بالسيئة اذا اصابته اوجعت وهذا الفرق بالنسبة لقوله انتم تمسسكم حسنة وجيه لكن بالنسبة لقوله وان تصبكم سيئة يفرحوا بها لو قمنا بهذا الفرق لكان فرحهم بالسيئة لا يكون الا اذا كانت شديدة وهذا فيما يظهر خلاف حاله وبناء على ذلك يترجح القول بان مس واصاب بمعنى بمعنى واحد لكن اختلف التعبير لفائدة وهي التنبيه لانه اذا اختلف الاسلوب فلا بد ان يحدث للانسان المخاطب انتباه بخلاف ما اذا كان على وتيرة واحدة وقوله ان تصبكم سيئة هل يدخل في ذلك هزيمتهم بالجهاد ها؟ نعم. يدخل ويدل لهذا قوله تعالى وان منكم لمن ليبطئن فان اصالتكم ها مصيبة وان منكم لبطال فان اصابتكم مصيبة قال قد انعم الله علي اذ لم اكن معهم شهيدا ولئن اصابكم فظل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم لافوز فوزا عظيم