الفائدة الثالثة ان الاخلال به نقص في الايمان اذا وجه الله الخطاب الى المؤمنين ولم فهذا دليل على ان الاخلال به نقص في الايمان ثم انه لابد ان يكون هناك فائدة عظيمة اذا وجه الله الخطاب للمؤمنين كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك يعني استمع لها فانها خير تؤمر به واما شر تنهى عنه بهذا ان يقول يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم هذا نهي هذا لا ناهية ولهذا جزمت الفعل فقال لا تتخذوا والمراد بالبطانة القوم المقربون الى الشخص مأخوذ من بطانة الثوب لانها اقرب الى البدن او الى الجسد من ظهارته تتسول له بطانة وله ظهارة البيظانها اقرب سلمان لا تتخذوا قوما مقربين اليكم تفظون اليهم بالاسرار وتخبرونهم بالاحوال وبما تريدون ان تقوموا به وقوله من دونكم اي من غيركم كما في قوله تعالى واتخذوا من دون الله الهة لعلهم ينصرون اي من غيره والمعنى من دونكم اي من غيركم باي شيء في الدين او بالهدف او بماذا نقول المراد بذلك كل من يغايرك في امر من الامور وهذا يختلف قد يكون في الدين مثلا وقد يكون في الدنيا فاذا كان الامر يتعلق بالدين فحينئذ لا نتخذ الكافرين اولياء من دون المؤمنين لا نتخذ المنافقين اولياء من دون المؤمنين لانهم لانهم غيرنا اذا كان يتعلق بتجارة فلا نتخذ احدا بطانة يخدعنا في تجارتنا لانه مغاير لنا في هذا في هذا الاتجاه وهذه في الحقيقة قاعدة موجهة لكل مؤمن وهي صالحة حتى للكافر حتى للكافر مثلا لا يتخذ بطانة من دون اي من غيره ممن يضره اتخاذه بطانة وقول لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا وادوا ما عنتم قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر هذه اربع جمل لا يأنونكم خبالا هذه واحدة ودوا ما عنتم كم قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر هذه الجمل هل هي اوصاف لبطانة يعني بطانة متصفة بهذه الصفات او هي جمل تعليلية للبطانة اي لا تتخذوا بطانة من دونكم فانهم لا يأنونكم خبالا ويودون ما عنتم الى اخره في هذا احتمالان بهذا احتمالا يحتمل ان هذه الجمل اوصاف عرفتم ويحتمل انها جمل استئنافية معللة ببيان التعليم يعني لا تتخذ بطانة من دونكم لانهم لا يألونهم خبالا الى اخره وعلى القول الاول يقومان الاية لا تتخذوا بطانة من دونكم على هذا الوصف اي بطانة لا من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم الى اخره فان قلنا لان هذه الجمل اوصاف فان قوله من دونكم يعتبر وصفا خامسا لان من دونكم الجار والجور صفة ايش؟ يبي ضاني ببطانة وعليه فيكون نهى الله ان نتخذ بطانة من اتصفوا بهذه الصفات الخمس انهم من دوننا انهم لا يأنون خبالا يودون ما عنيت ما عنسنا قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر نرجع الان الى الكلمات قوله لا يألونكم خبالا الا بمعنى بذل الجهد اي لا يأنون جهدا في خبالكم لا يأنون جهدا في خبالكم يعني انهم يبذلون كل جهد في خبالكم والحبال هو الفساد في الرأي والعقل ولهذا يقول الناس للرجل الفاسد عقله ورأيه يقولون انه خبل قبل بمعنى لا يعني فمعنى لا يأذونكم خبالا يعني لا يألون لكم جهدا لا يلون جهدا في خبالكم يبذلون كل جهد لفساد اموركم لانهم قوم ليسوا منكم وهم بعيدون عنكم بطانة من دوني طيب وقولهم ودوا ما عنتم ودوا الود خالص المحبة يعني انهم يحبون بكل قلوبهم ما عنتم اي الذي عنتم اي الذي شق عليكم ويحتمل ان تكون ماء مصدرية ايود انا تكن والعنت المشقة والشدة كما قال الله تعالى ولو شاء الله لاعنتكم اي الحق بكم المشقة وقال تعالى عزيز عليه ما عنتم اي ما شق عليكم بل معنى ان هؤلاء البطانة لا يألون جهدا في فساد امورنا ويودون بكل قلوبهم العنت علينا والاشقاق والاتعاب الالة الفكري والبدن والمال وكل شيء يمكن ان يلحقنا فيه مشقة فهؤلاء يودونه الوصف الثالث وقد بدت البغضاء من افواههم بدت اي ظهرت ومن افواههم من لبيان محل البدو فهي ابتدائية يعني ظهرت من افواههم كانه كانما يريدون ان يكتموا هذه العداوة البعظاء ولكنها تبدو لابد ان تفهم من اقوالهم وان كانت وان كانوا لا يريدون هذا ولهذا لم يقل قد ابدوا البغضاء من افواههم بل قال قد بدت وهو دليل على انه انها جاءت فلتة من افواههم والا فهم يتكتمون يتكتمون في البغضاء من اجل ان يتوصلوا الى مآربهم في اتخاذهم ايش؟ بطانة اتخاذ البطانة لكن لابد ان تبذل البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر اي مما يبدو من من افواههم يعني عندهم من البضائع في القلوب اكثر بكثير مما تبديه الالسنة هؤلاء القوم المتصفون بهذه الصفات لا لا نهانا الله ان نتخذهم بطانة والنهي عن اتخاذهم بطانة يستلزم ابعاده اذ عادهم عنك والحذر منه وان لا تركن اليه ثم قال قد بينا لكم الايات اي اظهرناها حتى صارت بينة مثل فلق الصبح والايات العلامات وهل المراد العلامات التي وصف بها هؤلاء او هي اعم فتشمل جميع ما بين الله لنا الاولى ان نجعلها عامة نقول بين الله تعالى لنا العلامات الدالة على الحق وعلى الباطل في هذه المسألة وفي غيرها وقوله قد بينا لكم الايات يدل على انه سبحانه وتعالى له عناية خاصة في المؤمنين تبين لهم الايات التي قد تخفى عليهم بل هي خافية عليهم وقوله ان كنتم تعقلون يعني انه لا يظهر بياننا للايات الا لمن كان له عقل يعقل به نفسه وهواه اما غير العاقل فانه لا ينتفع لان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتكم كل اية حتى يروا العذاب الاين ويحتمل ان الشرط قد بينا لكم الايات ان كنتم تعقلون عائد على قوله لا تتخذوا بطانة من دونكم والمعنى على هذا التقدير ان كنتم تعقلون فلا تتخذوا بطانة من دونكم اما على الاول فيكون التقدير ان كنتم تعقلون فقد بينا لكم الايات فاعقلوها ومر علينا ان الاية اذا كانت تحتمل معنيين لا يتنافيان فالاولى ان تحمل عليهم فيكون من العقل الا يتخذهم بطانة ومن العقل ان نتبين ما بينه الله لنا من من الايات في هذه الاية عدة فوائد او نكمل قال هاء انتم اولئك تحبونهم في قوله ها انتم قراءتان المد ها انتم والقصر ها انتم اولئك يحبونه وكلاهما قراءتان سبعيتان ينبغي للقارئ ان يقرأ بهذه مرة وبهذه مرة يعني في هذه احيانا وبهذه احيانا الا امام العامة فامام العامة لا ينبغي ان تقرأ الا بقراءة المصحف الذي بين ايديهم لانك لو قرأت في قراءة غير قراءة المصحف الذي بايديهم اتهموك بالخطأ او شككوا في ايش في القرآن تشكه القرآن كيف القرآن تغير اياته وربما ان كانوا عامة له ماء ربما يضربونك يقول انت غيرت كتاب الله لان العامة الدهم مسلم لا يميزون اذا ها انتم قراءة الثانية ها انتم طيب وها انتم هاء للتنبيه قيل انها منقولة عن مكانها وان الاصل انتم هؤلاء تحبونه وقيل بل هي للتنبيه وانها في مكانها لان مكان التنبيه ينبغي ان يكون لان التنبيه ينبغي ان يكون في اول الكلمات تهيأ في مكانها