قال رحمه الله باب قول الله تعالى يا اهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم قوله وما كان من المشركين مقصود الترجمة بيان ان مآل صاحب البدعة رغبته عن الاسلام بيان ان مآل صاحب البدعة ورغبته عن الاسلام فالبدع تفضي غالبا باصحابها الى الخروج منه. فالبدع تفضي غالبا باصحابها الى الخروج منه وهذا معنى قول بعض الادباء البدعة شرك الاشراك. وهذا معنى قول بعض الادباء البدعة شرك الاشراك اي حبالته بشركوا حبالة الصائد التي يقنص بها الصيد فالشرك حلال تصطائد التي يقنص بها الصيد والبدعة حبالة الشيطان والبدعة حبالة الشيطان التي يلقيها على الناس ليخرجه من الاسلام. التي يلقيها على الناس ليخرجهم من الاسلام فالبدع قنطرة الشرك والكفر. فالبدع قنطرة الشرك والكفر تحسن البدع يبلغه استحسانه لها ان يخرج من الاسلام. ومستحسن البدع يبلغه استحسانه لها تخرجه من الاسلام. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله تعالى ومن يغضب عن ملة ابراهيم الا من شفي نفسه الايتين وفيه حديث الخوارج وقد تقدم. وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال ان ال ابي ليسوا لي باولياء انما اوليائي المتقون. وفيه ايضا عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له ان بعض الصحابة قال اما انا فلا اكل اللحم. وقال الاخر اما انا فاقوم ولا انام وقال الاخر اما انا فلا اتزوج النساء. وقال الاخر اما انا فاصوم الدهر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكني انام واقوم واصوم وافطر واتزوج النساء واكل اللحم. فمن رغب عن سنتي فليس مني تأمل اذا كان بعض الافاضل الصحابة لما ارادوا التبتل للعبادة قال فيه هذا الكلام الغليظ وسمى فعله وانعن السنة فما ظنك بغير هذا من البدع؟ وما ظنك بغير الصحابة؟ ذكر المصنف رحمه الله تحقيق مقصود الترجمة خمسة اذلة فالدليل الاول قوله تعالى يا اهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم الاية واللتين بعدها ودلالته على مقصود الترجمة ان اليهود والنصارى لما رغبوا عن ملة ابراهيم عليه الصلاة والسلام ان اليهود والنصارى لما رغبوا عن ملة ابراهيم عليه الصلاة والسلام باختلافهم فراقهم باختلافهم وافتراقهم خرجوا عن الدين الحق. خرجوا عن الدين الحق بل مختلفون من اهل البدع المفترقون على دين الاسلام فالمختلفون من اهل البدع المفترقون على الاسلام يوشك ان يلحقوا بهم يوشك يوشكون ان يلحقوا بهم فيرغبوا عن دين الاسلام فيرغب عن دين الاسلام والدليل الثاني قوله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الاية. ودلالته على مقصود في قوله الا من سفه نفسه فمن خرج عن الملة الابراهيمية اصابه سفه في الدين. فمن خرج عن الملة الابراهيمية اصابه سفه في الدين والناس متفاوتون في خروجهم عنها والناس متفاوتون في خروجهم عنها ومن الخروج عنها الخروج بالبدع والاهواء. ومن الخروج عنها الخروج بالبدع والاهواء فيوشك ان يلحق اصحابها بغير دين الاسلام فيوشك ان يلحق اصحابها بغير دين الاسلام. اذا عظم سفههم في دينهم اذا عظم سفههم في دينهم. والدليل الثالث حديث الخوارج المتقدم ويريد به حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الخوارج قال يمرقون من الاسلام كما يمرق السهو من الرمية. ثم لا يعودون اليه. متفق عليه واللفظ للبخاري ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يمرقون من الاسلام. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يمرقون من الاسلام والمروق هو الخروج والانسلال. والمروق هو الخروج والانسلال واختلف في مروق الخوارج على قولين. واختلف في مروق الخوارج على قولين احدهما انه مروق بالخروج من الاسلام الى الكفر انه مروق بالخروج من الاسلام الى الكفر والاخر انه مروق بالخروج من الاسلام الى البدعة انه مروق بالخروج من الاسلام الى البدعة والصحيح هو الثاني. والصحيح هو الثاني لاجماع الصحابة على عدم كفرهم لاجماع الصحابة على عدم كفرهم. نقله ابن تيمية الحفيد في منهاج السنة النبوية. ما قال ابن تيمية الحفيد في منهاج السنة النبوية فهم مارقون بالخروج الى البدعة. فهم مالقون بالخروج الى البدعة ويتخوف عليهم ان يقعوا في الكفر ويتخوف عليهم ان يقعوا في الكفر والدليل الرابع حديث انه صلى الله عليه وسلم قال ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء الحديث وهو بهذا اللفظ الذي ذكره المصنف وغيره لا يوجد. وهو بهذا اللفظ الذي ذكره المصنف وغيره لا يوجد وهو مركب من حديثين دخل احدهما في الاخر وهو مركب من حديثين دخل احدهما في الاخر. ثم شاع ذكر الحديث اللفظ المركب ثم شاع لفظ الحديث باللفظ المذكر. احدهما حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء. ان ال ابي فلان ليسوا لي انما ولي الله وصالح المؤمنين. انما ولي الله وصالح المؤمنين متفق عليه والاخر حديث معاذ ابن جبل رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اولى الناس بي المتقون ان اولى الناس بي المتقون حيث كانوا ومن كانوا حيث كانوا ومن كانوا. رواه احمد واسناده حسن. رواه احمد واسناده حسن وركب من هذين الحديثين سهوا اللفظ المذكور وركب من هذين الحديثين سهوا اللفظ المذكور. فذكره به جماعة منهم المصنف على مقصود الترجمة ان من احدث في دين الاسلام فقد برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو كان من قرابته ان من احدث في دين اسلامي فقد برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان من قرابته وبراءته صلى الله عليه وسلم من فعله تدل على مباعدته الدين الذي جاء به. وبراءته صلى الله عليه وسلم من فعله تدل على مباعدته الدين الذي جاء به وربما عظمت المباعدة بالخروج من دين الاسلام. وربما عظمت المباعدة بالخروج من دين الاسلام والدليل الخامس حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له ان بعض الصحابة قال الحديث متفق عليه بالفاظ متقاربة. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم من رغب عن سنتي فليس مني اي من ترك طريقتي فليس مني والرغبة عن السنة نوعان. والرغبة عن السنة نوعان احدهما الرغبة عنها مع اعتقاد ان غيرها اكمل منها الرغبة عنها مع اعتقاد ان غيرها اكمل من منها وهذا كفر وهذا كفر فمن اعتقد ان غير هدي الرسول صلى الله عليه وسلم اكمل من هديه فهو كافر. فمن اعتقد ان غير هدي الرسول صلى الله عليه وسلم اكمل من هديه فهو كاف. والاخر الرغبة عنها مع عدم اعتقاد ان غيرها افضل منها الرغبة عنها مع عدم اعتقاد ان غيرها افضل منها وهذا فسق لا يكفر صاحبه. وهذا فسق لا يكفر صاحبه فالعبد اذا وقع في البدع كان راغبا عن السنة. كان راغبا عن السنة. مما يخرجه عن اهلها واذا اشتدت واذا اشتد رغوبه عن السنة عرض له الاعتقاد ان غيرها افضل منها فيقع في الكفر فالرغبة عن السنة مذمومة على كل حال الرغبة عن السنة مذمومة على كل حال والحصن الواقي للعبد من الوقوع في هذه الهاوية تعظيمه السنة والحسن الواقي للعبد من الوقوع في هذه الهاوية تعظيم السنة فمن ملأ قلبه بتعظيم السنة واجلالها واكبارها لم يصدر منه رغوب عنها واذا تساهل بالسنة تخوف عليه ان يعظم تساهله بها. فاذا تساهل بالسنة تخوف عليه ان ان يعظم تساهله بها فيقع فيما هو اعظم ممن كان فيه ولاجل هذا فان السلف رحمهم الله كانوا يعتنون بمعرفة السنة للعمل بها والتمييز بينها وبين الفرض لا لترك العمل بها فالسلف لهم نظر في الفرض والنفل غير النظر الذي للمتأخرين. فالمتأخرون ينظرون الى الاحكام بيان فرضها ونفلها ليعتذروا بترك النفل بانه ليس فرضا واما السلف فانهم كانوا يعتنون ببيان فرضها ونفذها ليعلموا مرتبة العمل بكل فيعملون بالفرض لزوما ويعملون بالنفل اجتهادا. ذكر هذا المعنى ابن تيمية الحفيد والشاطبي رحمهم الله. واجدر الناس بلحوقهم والتأسي بهم هم المنتسبون للعلم من طلابه فينبغي ان تكون معرفتك للسنة على هذا الوجه اجتهادا في العمل ورغبة فيه لا يتخلى. ذلك تخلى من شيء من السنن بدعوى انه نفل وليس فرضا نعم