السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل اي للعلم وهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الثاني من برنامج مهمات العلم في سنته الثانية عشرة اثنتين واربعين واربعمائة والف وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها امام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله فسنة ست ومائتين والف نعم احسن الله اليكم باسانيدكم الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى انه قال في مصنفه ثلاثة الاصول وادلتها. بسم الله الرحمن الرحيم اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل. الاولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بالادلة الثانية العمل به. الثالثة الدعوة اليه. الرابعة الصبر على الاذى فيه. والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم العصر قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم. وقال البخاري رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فبدأ بالعلم قبل القول والعمل ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة مقتصرا عليها اتباعا للوالد في السنة النبوية برسائله ومكاتباته صلى الله عليه وسلم الى الملوك والتصانيف تجري مجراها ثم ذكر انه يجب علينا تعلم اربع مسائل المسألة الاولى العلم وهو ادراك خطاب الشرع وهو ادراك خطاب الشرع ومرده الى المعارف الثلاث معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم فالعلم المأمور به شرعا له وصفان وفق ما ذكره المصنف احدهما ما يطلب منه وهو ما تعلق بمعرفة الله ومعرفة دينه ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا هو علم الشرع والاخر ما يطلب فيه وهو كونه مقرونا بالادلة والجار والمجرور في قوله بالادلة متعلق بالمعارف الثلاث بالمعارف الثلاثة كلها فمعرفة هذه الثلاث يطلب كونها مقرونة بالادلة والمراد بالاقتران اعتقاد العبد ان ما امن به ربا ودينا ونبيا ثابت بادلة شرعية والمراد بالاقتران معرفة العبد ان ما امن به ربا ودينا ونبيا مقترن بالادلة فاذا اعتقد احد المسلمين ان ما امنوا به من رب ودين ونبي شهدت بصحتها ادلة الشرع المقطوع بها كفاهم في كون معرفتهم حاصلة عن دليل فلا يلزمهم معرفة افراد الادلة بان تكون حاضرة في نفوسهم فضلا عن استنباط وجوه دلالاتها على ما تعلق بهذه المعارف الثلاث وهذه المعرفة المذكورة هي معرفة اجمالية وتتعلق بالناس كافة ووراءها معرفة تفصيلية وتتعلق بمن قام به سبب يستدعي التفصيل كالحاكم او القاضي او المعلم او المفتي او غير ذلك فمعرفة الشرع المأمور بها نوعان معرفة الشرع المأمور بها نوعان احدهما المعرفة الاجمالية وهي معرفة اصول الشرع وكلياته. وهي معرفة اصول الشرع وكلياته وتتعلق في وجوبها بالخلق كافة وتتعلق في وجوبها بالخلق كافة فهي فرض على كل احد منهم والاخر المعرفة التفصيلية وهي معرفة تفاصيل الشرع وجزئياته وهي معرفة تفاصيل الشرع وجزئياته ويتعلق وجوبها باحاد من الخلق ممن قام بهم وصف يستدعي معرفة تفصيلية كالحكم او القضاء او التعليم او الافتاء او غير ذلك والمسألة الثانية العمل به اي بالعلم والعمل شرعا ظهور صورة خطاب الشرع على العبد ظهور صورة خطاب الشرع على العبد وخطاب الشرع نوعان احدهما خطاب الشرع الخبري خطاب الشرع الخبري اي المشتمل على خبر وظهور صورته بامتثاله بالتصديق اثباتا ونفيا وظهور صورته بامتثاله بالتصديق اثباتا ونفيا وهذا الظهور حكمي لان وجوده باطني وهذا الظهور حكمي لان وجوده باطني فهو في باطن الانسان وقلبه والثاني خطاب الشرع الطلبي خطاب الشرع الطلبي وهو المتعلق بامر او نهي. وهو المتعلق بامر او نهي وظهور صورته بامتثال حكم الشرع في الامر والنهي بامتثال حكم الشرع في الامر والنهي واعتقاد حل الحلال واعتقادي حل الحلال فيمتثل ما امر به الشرع فعلا وما نهى عنه تركا ويعتقد في المباح الذي لا يتعلق به امر ولا نهي لذاته ان الله عز وجل احله لخلقه والمسألة الثالثة الدعوة اليه اي الدعوة الى العلم والمراد بها الدعوة الى الله لان العلم كما تقدم يتعلق بالمعارف الثلاث معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم فمن دعا الى العلم فانه يدعو الى الله عز وجل فان معرفة الله هي رأس المعارف والمعرفتان الاخريان تابعتان لتلك المعرفة فمن دعا الى العلم المتعلق بالمعارف الثلاث وفق المنهج النبوي فانه يدعو الى الله كما اراده الله والدعوة الى الله شرعا هي طلب الخلق الناسي هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة طلبوا الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة والمسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه اي في العلم تعلما وعملا ودعوة والصبر شرعا هو حبس النفس على حكم الله صبر النفس على حكم الله وحكم الله نوعان احدهما حكم قدري ومحله الاقدار النازلة حكم قدري ومحله الاقدار النازلة والاخر حكمه والاخر حكم شرعي ومحله وحي الله وخطابه ومحله وحي الله وخطابه والمذكور من الصبر بكلام المصنف والصبر على الاذى في العلم وهو من الصبر على حكم الله القدري على اعتبار ان الاذى اللاحق بالعبد هو من قدر الله وهو ايظا من الصبر على حكم الله الشرعي لان العلم مأمور به شرعا فيجتمع في الصبر على العلم ومنه الصبر على الاذى فيه الصبراني على حكم الله القدري وعلى حكمه الشرعي ثم ذكر المصنف الدليل على ان هذه المسائل الاربع واجبة وهو سورة العصر ووجه دلالتها على وجوب هذه المسائل الاربع ان الله ذكر ان جنس الانسان في خسر ذكر ان جنس الانسان في خسر ولا ينجو من الخسر الا من حصل هذه المسائل الاربع وتحقق بهن من العلم والعمل والدعوة والصبر والعبد مأمور بطلب نجاة نفسه والعبد مأمور بطلب نجاة نفسه فما ادى الى نجاته من الخسران فهو مأمور به وبيان هذه الجملة من القول ان الله اقسم في صدري السورة بالعصر وهو في اصح الاقوال الوقت الكائن في اخر النهار الوقت الكائن في اخر النهار والمقسم عليه هو كون الانسان في خسر فكل منسوب الى هذا الجنس فهو عرضة للخسران ولا ينجو من هذا الخسران المتوعد به سوى المتصفين بصفات اربع فالصفة الاولى المذكورة في قوله تعالى الا الذين امنوا وهذا دليل العلم لان الايمان اصلا وكمالا لا يكون الا صادرا عن علم وقال في الصفة الثانية وعملوا الصالحات وهذا دليل العمل وقال في الصفة الثالثة وتواصوا بالحق وهذا الدليل الدعوة فان التواصي بذل الوصية بين الخلق فان التواصي بذل الوصية بين الخلق بان يأمر بعضهم بعضا بالمعروف وينهى بعضهم بعضا عن المنكر وهذه هي حقيقة الدعوة الى الله والصفة الرابعة في قوله وتواصوا بالصبر وهذا دليل الصبر السورة المذكورة جامعة للخصال الاربع التي تحصل بها النجاة فهي مع وجازة الفاظها وافية في بيان ما يؤمر به الناس لتحصيل النجاة من الخسران ولاجل هذا قال الشافعي رحمه الله هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم اي كفتهم في قيام الحجة عليهم في وجوب امتثال حكم الله الشرعي اي كفتهم في قيام الحجة عليهم في وجوب امتثال حكم الله الشرعي قبرا وطلبا ذكره جماعة منهم ابن تيمية وعبد لطيف بن عبدالرحمن ال الشيخ وابن باز رحمهم الله والمقدم من هذه المسائل الاربع هو العلم فهو اصلها الذي تتفرع عنه وتنشأ منه وبقية الصفات تابعة له واورد المصنف لتقرير هذا كلام البخاري المتعلق بهذا المحل من صحيحه بمعناه اذ لفظه عنده باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله فبدأ بالعلم انتهى كلامهم وزاد المصنف بيانا قوله قبل القول والعمل اي ان البداءة بذكر العلم تفيد انه يكون قبل القول والعمل ووجه استدلاله بالاية بالامن بالعلم اولا في قوله فاعلم انه لا اله الا الله ثم امر بالقول والعمل في قوله واستغفر لذنبك فان الاستغفار جامع بين القول والعمل فالقول في دعاء المغفرة فالقول في دعاء المغفرة في الدعاء بالمغفرة فان العبد اذا قال استغفر الله فهو يسأل الله عز وجل ان يغفر له قائلا بلسانه داعيا له واما العمل فلان الاستغفار حقيقته طلب التوبة وهي جامعة لكل قول وعمل يرضاه الله سبحانه وتعالى ذكر هذا المعنى ابن تيمية الحفيد وابو الفرج ابن رجب رحمهما الله واستنبط هذا المعنى قبل البخاري شيخ شيوخه سفيان ابن عيينة رواه عنه ابو نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء فانه ذكر ان الاية تدل على تقدم العلم على القول والعمل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن. الاولى ان الله خلقنا ورزقنا اتركنا هملا بل ارسل الينا رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. والدليل قوله تعالى رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا. الثانية حيث ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته الا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا غيرهما. والدليل قوله تعالى اي فلا تدعوا مع الله احدا. الثالثة ان من اطاع الرسول وحد الله لا يجوز له موالاة من حاج الله ورسوله ولو كان اقرب قريب. والدليل قوله لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناء او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. ويدخلهم جنة تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه. اولئك حزب الله الا حزب الله هم المفلحون ذكر المصنف رحمه الله هنا ثلاث مسائل عظيمة يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمهن والعمل بهن تأمل المسألة الاولى فمقصودها بيان وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فمقصودها بيان وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا اي مهملين لا نؤمر ولا ننهى بل ارسل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم. فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار كما قال تعالى انا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون رسولا فاخذناه اخذه وبيلا. اي شديدا والمسألة الثانية مقصودها ابطال الشرك في العبادة واحقاق توحيد ربنا عز وجل فمقصودها ابطال الشرك في العبادة واحقاق توحيد الله ببيان ان الله لا يرضى ان يشرك معه في عبادته احد كائنا من كان لان العبادة حقه وحق الله لا يقبل الشرك والنهي عن دعوة غير الله دليل على ان العبادة كلها لله والنهي عن دعوة غير الله دليل على ان العبادة كلها لله فالدعاء يطلق في خطاب الشرع ويراد به العبادة وفيه حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة رواه اصحاب السنن واسناده صحيح وجرى في خطاب الشرع اطلاق الدعاء مرادا به العبادة كلها فقوله تعالى فلا تدعوا مع الله احدا اي لا تعبدوا مع الله احد وابطال عبادة غير الله دليل على اثبات ان العبادة لله وحده واما المسألة الثالثة فمقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين بيان وجوب البراءة من المشركين لان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وابطال الشرك وهما الامران المذكوران في المسألتين الاولى والثانية لا يتحققان الا بالبراءة من المشركين فالمسألة الثالثة بمنزلة اللازم التابع للمسألتين الاولى والثانية وهاتان المقدمتان المستفتحتان بقول المصنف اعلم رحمك الله هما من كلامه برسالتين خارجتين اصلا عن ثلاثة الاصول فكتاب ثلاثة الاصول مبدأه اعلم ارشدك الله لطاعته وعمد بعظ اصحابه الى ظم هاتين الرسالتين في المسائل الاربع والثلاث الى ثلاثة الاصول فاشتهر هذا المجموع باسم الثالث من هذه الرسائل اشار الى هذا المعنى الشيخ محمد بن ابراهيم ال الشيخ فيما قيد عنه من الكلام عند شرح هذا الكتاب وتبعه تلميذه وصاحبه عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله في حاشيته على ثلاثة الاصول وهو امر معلوم بمن تسلسل اخذه العلم عن شيوخ العلم الاخذين عن شيوخهم الى المصنف رحمه الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ومعنى يعبدون يوحدون واعظم وامر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة. واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه. والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا اتشركوا به شيئا ذكر المصنف رحمه الله ان الحنيفية ملة ابراهيم مبينا حقيقتها بقول جامع يندرج فيه ما يراد بها شرعا فان الحنيفية يراد بها شرعا معنيان احدهما عام وهو الاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد ولازمه الميل عما سواه وهو الاقبال على الله بالتوحيد ولازمه الميل عما سواه بالبراءة من الشرك والمذكور في قول المصنف ان تعبد الله مخلصا له الدين هو مقصود الحنيفية قلوبها المحقق للمعنيين المذكورين انفا والحنيفية دين الانبياء جميعا ووقع في كلام المصلي في وغيره نسبتها الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام اذ يقال الحنيفية هي دين ابراهيم عليه الصلاة والسلام وهذا العرف الشائع في كلام اهل العلم من نسبة الحنيفية الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام موافق للجار في خطاب الشرع اذ الحنيفية اذا ذكرت فيه ولا سيما في القرآن تضاف الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام واضيفت اليه دون غيره من الانبياء. مع كونها دينا لهم جميعا لثلاثة امور اولها ان الذين بعث فيهم نبينا صلى الله عليه وسلم يزعمون انهم على دين ابراهيم وهم يعرفونه وينتسبون اليه ويعدون انفسهم من ذريته ويزعمون انهم على دينه فاجدر بهم ان يكونوا مثله حنفاء لله غير مشركين به وثانيها ان الله جعل ابراهيم عليه الصلاة والسلام اماما لمن بعده من الانبياء ان الله جعل ابراهيم عليه الصلاة والسلام اماما لمن بعده من الانبياء بخلاف سابقيه فلم يجعل احدا منهم اماما لمن بعده الم يجعل احدا منهم اماما لمن بعده ذكره ابو جعفر ابن جرير في تفسيره وثالثها ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام بلغ الغاية في تحقيق التوحيد فصار خليلا لله عز وجل ولم يشاركه في هذه الرتبة سوى نبينا صلى الله عليه وسلم الخليلان هما ابراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام وهما امام الحنفاء وابراهيم بالنسبة لنبينا صلى الله عليه وسلم جد ووالد ونبينا صلى الله عليه وسلم بالنسبة اليه حفيد وولد فالنسبة الى الجد والوالد اولى من النسبة الى الحفيد والولد ومدار الحنيفية كما تقدم على عبادة الله وعبادة الله شرعا لها معنيان احدهما اتباع خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع اتباع خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع والاخر خاص وهو التوحيد ثم ذكر المصنف ان الناس جميعا مأمورون بعبادة الله التي هي مقصود الحنيفية ومخلوقون لاجلها. والدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ودلالة الاية على المسألتين من جهتين ودلالة الاية على المسألتين من جهتين. احداهما صريح نصها المبين انهم مخلوقون لاجل العبادة والاخر لازم لفظها المبين ان الناس مأمورون بها المبين ان الناس مأمورون بها. لانهم مخلوقون لاجلها لانهم مخلوقون لاجلها وفسر المصنف يعبدون بقوله يوحدون وله وجهان وفسر المصنف قوله يعبدون بقوله يوحدون وله وجهان. احدهما انه من تفسير اللفظ باخص افراده انه من تفسير اللفظ باخص افراده. تعظيما له تأكدوا انواع العبادة واعظمها هو التوحيد والاخر انه من تفسير اللفظ بما وضع له في الشرع انه من تفسير اللفظي بما وضع له بالشرع فالعبادة اذا اطلقت في الخطاب الشرعي اريد بها التوحيد كقوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم اي وحدوه قال ابن عباس رضي الله عنهما كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد ذكره البغوي في في تفسيره ثم ذكر المصنف ان اعظم ما امر الله بالتوحيد وان اعظم ما نهى عنه الشرك مع بيان حد التوحيد والشرك فانه لما كانت الحنيفية مبنية على الاقبال على التوحيد ولازم هذا الاقبال الميل عن الشرك بالبراءة عنه احتيج الى بيان معنى التوحيد والشرك لادراك حقيقة الحنيفية على وجه تام والتوحيد له معنيان شرعا احدهما عام وهو افراد الله بحقه وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والقصد والطلب حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والقصد والطلب وينشأ من هذين الحقين ان الواجب علينا في توحيد الله ثلاثة انواع وينشأ من هذين الحقين ان الواجب علينا في توحيد الله ثلاثة انواع توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة والشرك له معنيان شرعا احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله وهو جعل شيء من العبادة لغير الله والمراد بالمعنى الخاص ما عهد شرعا فالمعهود في خطاب الشرع ان التوحيد اذا اطلق فالمراد به توحيد العبادة وان الشرك اذا اطلق فالمراد به شرك العبادة وهذا هو وجه اقتصار المصنف على ما ذكره في التوحيد والشرك فقوله التوحيد وهو افراد الله بعبادة يراد به المعنى الشرعي الخاص عند الاطلاق وقوله الشرك هو دعوة غيره معه يراد به المعنى الشرع المراد عند الاطلاق. ثم ذكر المصنف الدليل على ان اعظم ما امر الله به التوحيد وان اعظم ما نهى عنه الشرك وهو قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ودلالتها على اعظميتهما امرا ونهيا من وجهين ودلالتها على اعظميتهما امرا ونهيا من وجهين احدهما ابتداء تلك الحقوق المعظمة بالامر بالعبادة ابتداء تلك الحقوق المعظمة بالامر بالعبادة وحقيقتها التوحيد وبالنهي عن الشرك وبالنهي عن الشرك وانما يقدم المقدم فاعظم المأمورات التوحيد واعظم المنهيات الشرك والاخر عطف ما بعدهما عليهما عطف ما بعدهما عليهما فان الله جعل بقية ما ذكره من الاوامر والنواهي في اية الحقوق العشرة المذكورة تابعا لهما معطوفا عليهما فالامر بالتوحيد اعظم من كل امر وكل امر يتبعه والنهي عن الشرك اعظم من كل نهي وكل نهي يتبعه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها فقل معرفة العبد ربه دينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم لما بين المصنف رحمه الله ان جميع الناس مخلوقون للعبادة ومأمورون بها ذكر انه يجب على الانسان معرفة اصول ثلاثة هي معرفته الله ومعرفته الدين ومعرفته الرسول صلى الله عليه وسلم لانه لا يمكن القيام بالعبادة المأمور بها الا بمعرفة ثلاثة امور لانه لا يمكن القيام بالعبادة المأمور بها الا بمعرفة ثلاثة امور. الاول معرفة الذي تجعل له العبادة معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة والثاني معرفة المبلغ عن المعبود. معرفة المبلغ عن المعبود والثالث معرفة صفة عبادة ذلك المعبود معرفة صفة عبادة ذلك المعبود فالمعبود هو الله والمبلغ هو الرسول صلى الله عليه وسلم وصفة العبادة هي دين الاسلام فالعبادة المأمور بها تشتمل معرفتها على معرفة الله ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الاسلام. فكل اية او حديث اشتمل على الامر بالعبادة او ذكرها فانه يشتمل على هذه المعارف الثلاث على هذه المعارف الثلاثة لتوقف القيام بالعبادة على التحقق بمعرفتها نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو هو معبودي ليس لي معبود سواه. والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين. وكل من سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم فاذا قيل فاذا قيل لك بما عرفت ربك؟ فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن طرقاته السماوات السبع ومن فيهن والاراضون السبع ومن فيهن وما بينهما والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق وقوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايامها ثم استوى العرش يغش الليل النهار يطلبه حثيثه والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين نعم. والرب هو المعبود والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به اخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة. لما بين المصنف رحمه الله وجوب معرفة الاصول الثلاثة علينا. لتوقف التحقق بالعبادة عليها شرع يبين تلك الاصول اصلا اصلا وابتدأ ذلك ببيان الاصل الاول وهو معرفة العبد ربه واختار المصنف طريقا من طرق البيان النبوي وهو ايراد السؤال والجواب فجعل بيان الاصل الاول وفق هذه الصفة من البيان النبوي موردا سؤالا ومتبعا له بجوابه فقال فاذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته الرب هو الله وربوبيته من تربيته الخلق بنعمه الظاهرة والباطنة واذا كان الله هو مربيهم وله الربوبية عليهم فهو المستحق ان يكون معبودهم ولهذا قال المصنف بعد ذكر ربوبية الله الخلق قال وهو معبودي. ليس لي معبود سواه ثم ذكر دليل الربوبية والالوهية فقال والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين فالربوبية في قوله رب العالمين والالوهية في قوله الحمد لله فالحمد كائن لله لانه المألوه المستحق للعبادة. فالحمد كائن لله لانه المألوه المستحق للعبادة ومن معرفة الله قدر واجب على كل احد يتعين عليه وما زاد على هذا فالناس متفاضلون فيه واصول معرفة الله الواجبة على كل احد اربعة اصول معرفة الله الواجبة على كل احد اربعة اولها معرفة وجودة فيؤمن العبد انه موجود معرفة وجوده فيؤمن العبد انه موجود. وثانيها معرفة ربوبيته فيؤمن العبد انه رب كل شيء ايؤمن العبد انه رب كل شيء وثالثها معرفة الوهيته فيؤمن العبد انه هو الذي يعبد بحق وحده فيؤمن العبد انه هو الذي يعبد بحق وحده ورابعها معرفة اسمائه وصفاته معرفة اسمائه وصفاته فيؤمن العبد ان لله اسماء حسنى وصفات علا يؤمن العبد ان لله اسماء حسنى وصفات علا فهذه الاصول الاربعة في معرفة الله واجبة على كل احد ووراء ذلك امر عظيم من معرفة الله يتفاضل الخلق فيه. ويزيد في نفوسهم وينقص بحسب ما يكون فيها من قوة الايمان وضعفه ثم ذكر الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل وهو شيئان احدهما تفكر في اياته الكونية التفكر في اياته الكونية والاخر التدبر في اياته الشرعية. التدبر في اياته الشرعية وهما مذكوران في قول المصنف باياته وهما مذكوران في قول المصنف باياته لان الايات في خطاب الشرع لها معنيان لان الايات في خطاب الشرع لها معنيان احدهما الايات الكونية وهي المخلوقات الايات الكونية وهي المخلوقات والاخر الايات الشرعية وهي ما انزله الله من الوحي على رسله ما انزله الله من الوحي على رسله فيكون العطف في قوله باياته ومخلوقاته من عطف الخاص على العام فيكون العطف في قول المصنف باياته ومخلوقاته من عطف الخاص على العام لان المخلوقات بعض الايات فالايات الكونية تسمى مخلوقات يسمى مخلوقات وقد ذكر المصنف ان من ايات الله الليل والنهار والشمس والقمر وان من مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبعة ومن فيهن وما بينهما والليل والنهار والشمس والقمر والسماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبع ومن فيهن وما بينهما كلها تدخل في الايات الكونية وكلها مخلوقات وفرق المصنف بينها فجعل الليل والنهار والشمس والقمر ايات وجعل السماوات والارض وما يتبعهما مما ذكر مخلوقات والحامل له على هذا اتباع الوارد في القرآن الكريم فان اسم الايات يغلب على الليل والنهار والشمس والقمر اذا ذكرن واسم المخلوقات يغلب على السماوات السبع والاراضين السبع وما فيهن وما بينهما اذا ذكرن ووقع هذا في القرآن ملاحظة للمعنى اللغوي ووقع هذا في القرآن ملاحظة للمعنى اللغوي الاية في اللغة هي العلامة فالاية في اللغة هي العلامة وظهور هذا في الليل والنهار والشمس والقمر جلي وظهور هذا في الليل والنهار والشمس والقمر جلي فانهن علامات واضحات فانهن علامات واضحات واما الخلق فانه في اللغة التقدير وظهور هذا في السماوات والارض وما فيهن وما بينهما جلي فانها مقدرة على هذه الصورة لا تتغير في حال من الاحوال الى قيام الساعة اذا شاء الله ما شاء من تغير الاحوال ففرق المصنف بينهما مراعاة للسياق القرآن واتباعا له وفرق بينهما في السياق القرآني مراعاة المعنى اللغوي للكلمتين ثم بين المصنف رحمه الله ان الرب هو المستحق للعبادة بعد ذكره الدليل المرشد الى معرفته. فمعنى قول المصنف والرب هو المعبود اي الرب هو المستحق ان يكون معبودا الرب والمستحق ان يكون معبودا ووجه استحقاقه العبادة هو ربوبيته ووجه استحقاق العبادة هو ربوبيته فان الله امر بعبادته فقال يا ايها الناس اعبدوا ربكم فان الله امر بعبادته فقال يا ايها الناس اعبدوا ربكم امرا بعبادته وبين موجبها وهو توحيد الربوبية وبين موجبها وهو توحيد الربوبية. فقال الذي خلقكم والذين من قبلكم الاية والايتين بعدها فمقصود المصنف هنا هو بيان استحقاق الله العبودية لما له من الربوبية فمقصود المصنف هنا هو بيان استحقاق الله العبودية لما له من الربوبية نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان. ومنه الدعاء والخوف والرجاء كن والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من انواع العبادات التي امر الله بها كلها لله تعالى والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احد هذا وانصرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر. والدليل قوله تعالى ما حسابه عند ربه؟ انه لا يفلح الكافرون. لما قرر المصنف رحمه الله وجوب عبادة الله علينا واستحقاقه لها بما له من الربوبية شرع يبين حقيقة العبادة بالارشاد الى بعض انواعها فان معرفة انواع الشيء تدل عليه فان معرفة انواع الشيء تدل عليه. فذكر انواعا من العبادات المأمور بها اجمالا وتفصيلا فاجمالها في الايمان والاسلام والاحسان وتفصيلها في الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة الى اخر ما ذكر وبين ان تلك العبادات كلها لله عز وجل. والدليل قوله تعالى وان المساجد لله الاية ودلالة الاية على ذلك من وجهين ودلالة الاية على ذلك من وجهين احدهما في قوله وان المساجد لله احدهما في قوله وان المساجد لله فمدار المنقول في تفسيرها على اختلافه فمدار المنقول في تفسيرها على اختلافه على تعظيم الله واجلاله واكباره والخضوع له على اجلال الله واعظامه واكباره والخضوع له والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا وهو نهي عن عبادة غير الله يستلزم الامر بعبادة الله الدعاء كما تقدم يقع اسما للعبادة كلها فمعنى الاية فلا تدعوا مع الله احدا اي لا تعبدوا مع الله احدا والنهي عن عبادة غير الله يستلزم عبادة الله وحده ثم ذكر المصنف ان من صرف شيئا من من العبادات لغير الله فهو مشرك كافر واستدل باية سورة المؤمنون مواجه دلالة الاية على ما ذكر مركب من امرين احدهما ذكر فعل متوعد عليه احدهما ذكر فعل متوعد عليه في قوله ومن يدعو مع الله الها اخر والفعل المذكور هو عبادة غير الله واشير اليه بالدعاء فتقدير الكلام ومن يعبد مع الله الها اخر ومن يعبد مع الله الها اخر ومعنى قوله تعالى لا برهان له به اي لا حجة له عليه اي لا حجة له عليه. وهذا وصف كاشف اي مبين لحقيقة الحال وهذا وصف كاشف اي مبين لحقيقة الحال. فكل معبود سوى الله لا دليل على عباده فكل معبود سوى الله لا دليل على عبادته والاخر تهديده بالحساب مع بيان المآل. والاخر تهديده بالحساب مع بيان المآل بقوله فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون فتوعد بالحساب تهديدا له وبين مآله في قوله لا يفلح الكافرون. فمن جعل شيئا من العبادة لغير الله فهو مشرك كافر فمن جعل شيئا من العبادة لغير الله فهو مشرك كافر والكفر يكون بالشرك وغيره والكفر يكون بالشرك وغيره. فالكفر اعم من الشرك فالكفر اعم من الشرك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ودليل الخوف قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني انكم انتم مؤمنين ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله طائفة وحسبه ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى لنا خاشعين. ودليل خشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني. ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له. الاية ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله. ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقوله تعالى قل اعوذ برب الناس. ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم استجاب لكم ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله. ودليل النذر قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا شرع المصنف رحمه الله يورد انواعا من العبادة فذكر اربعة فذكر اربعة عشرة عبادة يتقرب بها الى الله وقرنها بما يدل على كونها عبادة. فكل عبادة ذكرها المصنف اقترنت بدليل يبين انها عبادة ومجموع الادلة المذكورة ستة عشر دليلا اربع عشرة اية وحديثان حديث اذا استعنت فاستعن بالله رواه الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما واسناده حسن وحديث لعن الله من ذبح لغير الله رواه مسلم من حديث علي رضي الله عنه وابتدأ المصنف العبادات الاربع عشرة بالدعاء تعظيما له فقدمه على غيره وجعل الحديث الذي ذكره الترجمة له فقال وفي الحديث الدعاء مخ العبادة وهذا شروع في جملة جديدة من القول وهذا شروع في جملة جديدة من القول وليس دليلا اخر على المسألة المتقدمة فتقدير الكلام هنا قياسا على النظائر الاتية بعده ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني الاية وعدل المصنف بالاشارة الى الدعاء عما جرى عليه بعده تعظيما لمقام الدعاء. فدل عليه وارشد اليه بحديث نبوي يروى باسناد ضعيف ومقصوده هنا توجيه الانظار الى الاعتناء بهذه العبادة وفي مثله يسوغ ذكر ما ضعف وهذا يفعله جماعة في تراجمهم ومن اشهرهم الامام البخاري رحمه الله تعالى ودعاء الله شرعا نوعان احدهما عام وهو اتباع خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع اتباع خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. فيشمل جميع افراد العبادة فالدعاء يطلق ويراد به العبادة كلها ويسمى هذا دعاء العبادة ويسمى هذا دعاء العبادة وآآ تكون كل عبادة من الدعاء فالصلاة دعاء والزكاة دعاء والحج دعاء والاخر خاص وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه و دفع ما يضره ورفعه او دفع ما يضره ورفعه ويسمى دعاء المسألة ويسمى دعاء المسألة والعبادة الثانية هي الخوف والعبادة الثانية هي الخوف وخوف الله شرعا هو فرار القلب الى الله فزعا وذعرا هو فرار القلب الى الله فزعا وذعرا ويقدم الفزع على الذعر باعتبار انه مقدم في الحال فالعبد يفزع اولا ثم يصيبه الذعر ثانيا. فالعبد يفزع اولا اي تتغير حاله اضطرابا ثم يلحقه الذعر ويسمى هذا خوفا والعبادة الثالثة هي الرجاء ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل مع بذل الجهد وحسن التوكل والمقصود هو المراد المطلوب الوصول اليه. والمقصود هو المراد المطلوب الوصول اليه. والعبادة الرابعة هي التوكل قل والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه اظهار العبد عزه لله واعتماده عليه والعبادة الخامسة هي الرغبة والعبادة السادسة هي الرهبة والعبادة السابعة هي الخشوع وقرن المصنف بينهن لاشتراكهن في الدليل و قرن المصنف بينهن لاشتراكهن في الدليل اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اجي اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة قليل على الصلاة حي على الفلاح على الفلاح الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله اللهم صلي على اللهم رب هذه الدعوة التامة الذي وعدته انتهى بنا البيان الى ان المصنف ذكر الرغبة والرهبة والخشوع مقرونات لاشتراكهن في الدليل والرغبة الى الله شرعا هي ارادة مرضات الله في الوصول الى المقصود ارادة مرضاة الله في الوصول الى المقصود محبة له ورجاء محبة له ورجاء والرهبة من الله شرعا هي فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع عمل ما يرضيه قرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع عمل ما يرضيه والخشوع لله شرعا هو فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع الخضوع له فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع الخضوع له والعبادة الثامنة هي الخشية وخشية الله شرعا فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع العلم به وبامره قرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع العلم به وبامره والعبادة التاسعة هي الانابة والانابة الى الله شرعا رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء. رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء والعبادة العاشرة هي الاستعانة والاستعانة بالله شرعا هي طلب العون من الله في الوصول الى المقصود طلب العون من الله للوصول الى المقصود والعون هو المساعدة والعبادة الحادية عشرة هي الاستعاذة والاستعاذة بالله شرعا هي طلب العوذ من الله عند ورود المخوف طلب العوذ من الله عند ورود المخوف والعوذ هو الالتجاء والحماية والعود هو الالتجاء والحماية والعبادة الثانية عشرة هي الاستغاثة والاستغاثة بالله شرعا هي طلب الغوث من الله عند ورود الضرر طلب الغوث من الله عند ورود الضرر والغوث هو المساعدة في الشدة والمساعدة في الشدة والعبادة الثالثة عشرة هي الذبح والذبح لله شرعا هو قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة معلومة تقربا الى الله على صفة معلومة فالذبح مخصوص ببهيمة الانعام فالذبح مخصوص ببهيمة الانعام فلا يتقرب الى الله بذبح غيرها فلا يتقرب الى الله بذبح غيرها فالذبائح الشرعية كالهدي والعقيقة والاضحية والفدية جاءت مقيدة بانواع بهائم الانعام الثلاثة الابل والبقر والغنم فمطلوب الشرع فيما يتقرب بذبحه مخصوص بهذه الانواع الثلاثة ولو قرب احد الى غير الله شيئا لا نقربه كمن يقرب ذبابا او غيره لاحد على ارادة تعظيمه والخضوع له فانه يكفر بذلك ومعنى على صفة معلومة اي مبينة شرعا بالشروط المذكورة عند الفقهاء والعبادة الرابعة عشرة هي النذر والنذر لله شرعا له معنيان احدهما عام وهو الزام العبد نفسه اتباع خطاب الشرع الزام العبد نفسه اتباع خطاب الشرع اي الالتزام بدين الاسلام اي الالتزام بدين الاسلام والاخر خاص وهو الزام العبد نفسه لله نفلا معينا غير معلق. الزام العبد نفسه لله نفلا معينا غير معلق وقولنا نفلا خرج به الفرض لانه لازم للعبد اصالة وقولنا معين وقولنا معين خرج به المبهم فالمبهم لا يثبت به شيء. فاذا قال العبد لله علي نذر وابهمه ففيه كفارة اليمين فقط وقولنا غير معلق خرج ما كان على وجه العوظ والمقابلة ممن ينذره العبد مقابلة باحسان يريده من الله كمن يقول لله عليه اذا شفى مريضي ان اصوم ثلاثة ايام فالنذر عبادة بشروط ثلاثة. فالنذر بمعناه الخاص عبادة بشروط ثلاثة اولها ان يكون المنذور نفلا ان يكون المنذور نفلا وثانيها ان يكون معينا اي مبينا وثانيها ان يكون معينا اي مبينا. وثالثها ان يكون غير معلق ان يكون غير معلق اي غير واقع على وجه المقابلة والعوظ. اي غير واقع على وجه المقابلة والعوظ فاذا قال العبد لله علي ان اصوم ثلاثة ايام فهذا نذر مشروع وهو عبادة يتقرب بها الى الله لانه نفل مبين لم يقع على وجه العوظ والمقابلة وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته بعد صلاة العشاء ان شاء الله تعالى والحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته