الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات. وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى على ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبدالله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه هما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين. في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح ذلك المبتدئون تلاقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا شرح الكتاب الخامس من برنامج مهمات العلم في سنته الثانية عشرة اثنتين واربعين واربعمائة والف وهو كتاب كشف الشبهات لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست ومائتين والف الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين اجمعين. باسنادكم حفظكم الله بالامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى انه قال في مصنفه كشف الشبهات. بسم الله الرحمن الرحيم اعلم رحمك الله من توحيده وافراد الله سبحانه بالعبادة وهو دين الرسل الذي ارسلهم الله عز وجل به الى عباده. فاولهم نوح عليه السلام وارسله الله الى قومه لما غلب الصالحين واد وسواع ويغوث ويعوق ونصر. واخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين ارسله الله الى اناس يتعبدون ويحجون ويتصدقون فيذكرون الله كثيرا ولكنهم يجعلون بعض المخلوقين وسائط بينهم وبين الله عز وجل يقولون يريد منهم التقرب الى الله تعالى ونريد شفاعتهم عنده مثل ملائكته وعيسى ومريم وناس غيرهم من الصالحين. فبعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دينهم دين ابيهم ابراهيم ويخبرهم ان هذا التقرب والاعتقاد محض حق الله تعالى. لا لا يصلح منه شيء لغيره لا لملاك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عن غيرهما. والا فهؤلاء المشركون الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشاء يدعون ان الله هو الخالق وحده لا شريك له وانه لا يرزق الا هو ولا يحيي ولا يميت الا هو ولا يدبر الامر الا هو وان جميع السماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبع ومن فيهن كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة مقتصرا عليها اتباعا للوارد في السنة النبوية في مكاتباته ومراسلاته صلى الله عليه وسلم الى الملوك والتصانيف تجري مجراها ثم بين رحمه الله حقيقة التوحيد فقال اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وهذا المعنى هو المراد عند الاطلاق في خطاب الشرع فان التوحيد شرعا له معنيان احدهما عام وهو افراد الله بحقه والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة ثم بين ان التوحيد الذي هو افراد الله بالعبادة هو دين الرسل جميعا فان الرسل اتوا يدعون اقوامهم الى توحيد الله عز وجل في العبادة وكان اولئك الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام الذي ارسله الله الى قومه لما غلوا في الصالحين ود وسواع ويغوثا ويعوق ونسر والغلو هو مجاوزة الحد المأذون فيه على وجه الافراط هو مجاوزة الحد المأذون فيه على وجه الافراط وكان من خبر قوم نوح عليه الصلاة والسلام انه كان فيهم هؤلاء الخمسة المذكورون وكانوا من صالحيهم ثم لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا صورهم ليشتاقوا الى عبادة الله عز وجل بتذكرهم ولما طال عليهم الامد عبدوهم من دون الله عز وجل وبقيت عبادة هؤلاء الصالحين في طبقات قرون الناس ولما اجتالى الطوفان قوم نوح رمى بتماثيل هؤلاء الصالحين الى جهة الحجاز وسفت عليها السوافي وتوالت فعليها الرياح حتى خفيت ثم لما رأى عمرو بن لحي وكان رأس خزاعة وهم اهل الحرم ما كان عليه اهل الشام من عبادة الاصنام دله الشيطان على تماثيل هؤلاء الخمسة فاستخرجها وبث عبادة الاصنام في العرب ولم يزل هذا الامر يتزايد فيهم حتى تركوا دين ابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام وبعث الله فيهم محمدا صلى الله عليه وسلم بنهى الناس عن عبادتها وهو الذي كسر تلك الاصنام لما فتح الله عز وجل عليه مكة وكانت بعثته صلى الله عليه وسلم الى قوم لهم اعمال صالحة يصومون ويتصدقون ويحجون ويذكرون الله كثيرا الا انهم اتخذوا الهة من دون الله يزعمون انهم شفعاء يقربونهم الى الله لهم وسائط عند فهم وسائط عنده فكانت بعثة محمد صلى الله عليه وسلم تجديدا لدين ابراهيم عليه الصلاة والسلام فاخبرهم ان هذا التقرب والاعتقاد محض حق لله وحده لا يصلح منه شيء لغيره كائنا من كان ولو كان ملكا مقربا او نبيا مرسلا او غيرهما ثم ذكر المصنف ان اولئك المشركين الذين بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يشهدون دون ان الله هو الخالق وانه لا يرزق الا هو ولا يحيي الا هو ولا يميت الا هو ولا يدبر الا هو. وان جميع السماوات ومن فيهن والاراضين ومن فيهن كلهم عبيد الله وتحت تصرفه وقهره فهم مقرون بالربوبية لله عز وجل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا اردت الدليل على ان هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا فاقرأ عليه. قل يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر يقولون الله الاية وقوله تعالى قل لمن الارض ومن فيها الى قوله فانا تسحرون وغير ذلك من الايات العظيمة الدالة على ذلك لما قرر المصنف رحمه الله في الجملة المتقدمة ان المشركين الذين بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم مقرون بتوحيد الربوبية ذكر في هذه الجملة الدليل على ذلك وساق ما ساقه من الايات القرآنية ودلالتها على كونهم مقرين بتوحيد الربوبية انهم كانوا اذا سئلوا عن افرادها من الخلق والرزق والملك والتدبير جعلوها لله عز وجل ودلالتها على كونهم مقرين بتوحيد الربوبية انهم كانوا اذا سئلوا عن افرادها اي افراد الربوبية من الخلق والرزق والملك تدبير جعلوها لله عز وجل. فافراد الربوبية عندهم مضافة اليه فافراد الربوبية عندهم مضافة اليه. فهم يقرون بها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا تحققت انهم مقرون بهذا وانه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل وانه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليهم الرسل عليهم الصلاة والسلام ودعاهم اليهم رسول اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادات الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد. كما كانوا يدعون الله سبحانه ليلا ونهارا ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم قربهم من الله عز وجل ان يشفعوا لهم او يدعوا رجلا صالحا مثل اللات او نبيا مثل عيسى وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له كما قال تعالى الله احدا. وقال تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون له بشيء وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتله ليكون الدين كله لله والدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر كله لله والاستغاثة كلها بالله وجميع يعني بناتي كلها لله وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم التقرب الى الله بذلك هو الذي دماءهم واموالهم عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركون ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة سبعة مقدمات رتب عليها نتيجة جليلة ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة سبع مقدمات رتب عليها نتيجة جليلة اولها في قوله اذا تحققت انهم مقرون بهذا اي مقرون بتوحيد الربوبية وتانيها في قوله انه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم اي ان اقرارهم بالربوبية لم يدخلهم في توحيد العبادة لم يدخلهم في توحيد العبادة فكانوا مقرين بالربوبية منكرين توحيد الالوهية فكانوا مقرين بالربوبية منكرين توحيد العبادة الذي حقيقته افراد الله بها. الذي حقيقته افراد الله بها كما تقدم وثالثها في قوله وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد. كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله عز وجل ليشفعوا لهم او يدعو رجلا صالحا مثل اللات او نبيا مثل عيسى اي ان التوحيد الذي قابلوه بالجحد والانكار هو المتعلق بافراد الله بانواع القرب والمتعلق بافراد الله بانواع الكرب اي العبادات وهو الذي يسميه المتأخرون من اهل زمن الشيخ وما قرب منه قبل وبعد يسمونه اعتقادا اي يزعمون ان لهم في فلان اعتقادا صالحا اي يزعمون ان لهم في فلان اعتقادا صالحا فيتعلقون به في توقع النفع والضر فيتعلقون به في توقع النفع والضر فيكون لهم شيء من عباداتهم. فيكون لهم شيء من عباداتهم كما قال كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا. ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله عز وجل ليشفعوا لهم او يدعوا رجلا صالحا مثلا مثل اللاتي او نبيا مثل عيسى ورابعها في قوله وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده كما قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. وقال تعالى له دعوة الحق الذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء. اي ان النبي صلى الله عليه وسلم قاتل اهل الجاهلية من المشركين على شرك العبادة بجعلهم شيئا من عباداتهم لغير الله ودعاهم الى اخلاص العبادة لله بالا يجعلوا شيئا منها لغيره فيفردوه بها وذكر المصنف رحمه الله ايتين عظيمتين في تحقيق اخلاص العبادة لله فالاية الاولى قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا وهي تدل على اخلاص العبادة لله من وجهين وهي تدل على اخلاص العبادة لله من وجهين احدهما في قوله وان المساجد لله فالمنقول في معناها على اختلافه يرجع الى تحقيق ان الاعظام والاجلال والعبادة كلها لله وحده فالمنقول في معناها على اختلافه يرجع الى تحقيق ان الاعظام والاجلال والعبادة كلها لله وحده. والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا وهو نهي عن دعاء غير الله وهو نهي عن دعاء غير الله يستلزم اثبات دعاء الله وحده يستلزم اثبات دعاء الله وحده وقد عرفت قبل ان الدعاء يطلق في خطاب الشرع وتراد به العبادة فقوله هنا فلا تدعوا مع الله احدا اي لا تعبدوا مع الله احدا. فقوله هنا لا تدعوا مع الله لاحد اي لا تعبدوا مع الله احد ففي السنن باسناد صحيح من حديث النعمان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة واذا نهي عن عبادة غير الله لقد امر بعبادة الله عز وجل وحده والاية الثانية قوله تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء ودلالتها على اخلاص العبادة لله وحده من وجهين ايضا احدهما في قوله له دعوة الحق اي الدعوة الثابتة الصحيحة اي الدعوة الثابتة الصحيحة وهي عبادته وحده. وهي عبادته وحده فالدين الحق في عبادة الله ان يوحد ولا يشرك به شيء فالدين الحق في عبادة الله ان يوحد ولا يشرك به شيء لقوله تعالى الا لله الدين الخالص. لقوله تعالى الا له الدين الخالص اي الذي ينفرد به عن غيره. اي الذي ينفرد به عن غيره. فلا يشاركه فيه احد فلا يشاركه فيه احد. والاخر في قوله والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء مبطلا الانتفاع بعبادة غيره سبحانه من المدعوين مبطلا انتفاع مبطلا الانتفاع بعبادة غيره سبحانه من المدعوين. فانهم لا يستجيبون لمن دعاهم فانهم لا يستجيبون لمن دعاهم وهو كقوله تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وخامسها في قوله وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدين كله لله والدعاء كله لله والذبح وكله لله والنذر كله لله والاستغاثة كلها لله وجميع انواع العبادة كلها لله اي علمت علما محققا ان النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم لتكون قربهم التي يتقربون بها وعباداتهم التي يفعلونها لله وحده لا شريك له فجميع انواع العبادة يجب ان تكون له وسادسها في قوله وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام اي عرفت ان ما كانوا عليه من كونهم مقرين بتوحيد الربوبية يضيفون الى الله انواعه من الخلق والملك والرزق وتدبير الامر انه لم يدخلهم في الاسلام. اي لم يكونوا بثبوت ذلك التوحيد فيه المسلمين اي لم يكونوا بثبوت ذلك التوحيد فيهم مسلمين وسابعها في قوله وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماءهم واموالهم اي ان المانع دخوله في الاسلام المحل دماءهم واموالهم هو ما كانوا عليه من عبادة غير الله اي ان المانع لهم من دخول دين الاسلام المحل دماءهم واموالهم هو ما كانوا عليه من عبادة غير الله فيمن كانوا يجعلون له شيئا من عباداتهم ويقصدونه بالتقرب كالملائكة او الانبياء او الاولياء او الصالحين او لاولياء او الصالحين فهذه المقدمات السبع التي ذكرها المصنف افضت الى النتيجة المرتقبة والثمرة المنتظرة التي ختم بها كلامه فقال عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركين به المشركون اي عرفت ان توحيد العبادة هو الذي بعثت به الرسل و انكره المشركون وحقيقته افراد الله بالعبادة. وحقيقته افراد الله بالعبادة فالمطلوب من العبد ان يفرد الله عز وجل بعباداته فلا يجعل شيئا منها لغيره احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا التوحيد هو معنى قولك لا اله الا الله فان الاله عندهم هو الذي يقصد لاجل هذه الامور سواء كان ملكا او نبيا او وليا او شجرة او قبرا او جنيا لم يريدوا ان الاله هو الخالق الرازق المدبر فانهم يعلمون ان ذلك لله وحده كما قدمت لك. وانما يعنون بالاله ما يعني به المشركون في زماننا باللفظ السيء. فاتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم الى كلمة التوحيد وهي لا اله الا الله. والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها. والكفار الجهال يعلمون ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو افراد الله تعالى بالتعلق والكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه. فانه لما قال لهم قولوا لا اله الا الله قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. فاذا عرفت ان جهال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممن يدعي الاسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة مع عرف جهال الكفار بل يظن ان ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد قلبه شيء من المعاني. والحاذق منهم يظن ان معناها لا يخنق ولا يرزق ولا يدبر الامر الا الله وحده فلا خير في رجل جهاد الكفار اعلم منه بمعنى لا اله الا الله ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة ان توحيد العبادة الذي دعت اليه الرسل هو معنى قولك لا اله الا الله اي لا معبود حق الا الله اي لا معبود حق الا الله فان الاله عندهم هو الذي يقصد لاجل هذه الامور اي يطلب التقرب اليه اي يطلب التقرب اليه. بما يجعل له من العبادات. سواء كان ملكا او نبيا او وليا او شجرة او قبرا او جنيا فالاله عندهم هو المألوه المعبود بل اله عندهم هو المألوه المعبود. المتوجه اليه بالخضوع والحب المتوجه اليه بالخضوع والحب ولم يكونوا يريدون انه الخالق الرازق المدبر فانهم يعلمون ان ذلك لله وحده وانما يعنون بالاله من يتوجه اليه تأليها بالحب والتعظيم وتجعل له انواع العبادات وهذا المعنى المراد من الاله هو المعنى الذي اريده متأخر المشركين من تسميتهم احدا بالسيد فيقولون فلان سيد اي يتوجه اليه بالتأليه خضوعا له وحبا سواء كان نبيا سواء كان نبيا او وليا او غير ذلك واذا تقرر ان الاله عنده هو المألوف المعبود وانهم كانوا يجعلون من العبادة ما يجعلون لغير الله عز وجل فان النبي صلى الله عليه وسلم لما اتاهم دعاهم الى لا اله الا الله اي الى ان يفردوا الله وحده بالعبادة اي الى ان يفردوا الله وحده بالعبادة قال المصنف والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها اي ان طلب النبي صلى الله عليه وسلم منهم ان يقولوا لا اله الا الله اي قولا مقرونا باعتقاد معناها والعمل بمقتضاها اي قولا مقرونا باعتقاد معناها والعمل بمقتضاها فيعتقد القائل انه لا معبود حق الا الله. فيعتقد القائل انه لا معبود حق الا الله ولا يجعل شيئا من عبادته لغيره. ولا يجعل شيئا من عبادته لغيره فيرى بطلان عبادة غير الله عز وجل فيرى بطلان عبادة غير الله عز وجل وهذا المراد من قولها علمه الكفار الجهال وهذا المراد من قولها علمه الكفار الجهال. الذين بعث اليهم النبي صلى الله عليه وسلم فانه لما قال لهم قولوا لا اله الا الله قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب اي استنكروا ان يأمرهم بافراد عباداتهم لله سبحانه وتعالى. وان يجعل من يقصد بالتعظيم والتأليه واحدة ثم قال المصنف فاذا عرفت ان جهال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممن يدعي الاسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرف جهال الكفار مستبشعا حال طائفتين تنتسبان الى الاسلام لم تعرف من كلمة التوحيد ما عرفه جهال المشركين الاوائل فالطائفة الاولى طائفة تظن ان المطلوب هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد ولا عمل ان المطلوب هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد ولا عمل والطائفة الثانية من يظن ان معنى لا اله الا الله انه لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الامر الا الله وحده فهاتان الطائفتان بدعواهما المذكورتين لم يعرفا ما عرفه ابو جهل واضرابه من ان المراد من قول لا اله الا الله ان يعتقد القائل معناه اها وان يعمل بمقتضاها. فامتنعوا من قولها واما هؤلاء فانهم يقولون لا اله الا الله ثم يجعلون ما يجعلون من عباداتهم لغير الله سبحانه وتعالى وختم المصنف هذه الجملة من كلامه بقوله فلا خير في رجل جهال الكفار اعلم منه بدائي. اعلم منه بمعنى لا اله الا الله ذما لحال الطائفتين المذكورتين ذما لحال الطائفتين المذكورتين وتحذيرا من الوقوع في شراك اقوالهما وتحذيرا من الوقوع في شراك اقوالهما. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من اولهم الى اخرهم من اولهم الى اخرهم الذي لا يقبل الله عز وجل من احد لمن سواه وعرفت ما اصبح غالب الناس عليهم للجهل بهذا افادك فائدتين. الاولى الفرح بفضل الله ورحمته كما قال تعالى. قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وخير مما يجمعون. وافادك ايضا الخوف العظيم فانك اذا عرفت ان الانسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه دون قلبه وقد يقول ما هو جاهل فلا يعذر بالجهل وقد يقولها وهو يظن انها تقربه الى الله زلفى كما ظن الكفار. خصوصا ان الهمك الله ما قص عن قوم موسى عليه مع صلاحهم وعلمهم انهم اتوه قائلين اجعل لنا الها كما لهم الهة فحين اذ يعظم خوفك وحرصك على ما يخلصك من هذا امثاله ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة اربعة مقدمات اخرى رتب عليها نتيجة جليلة ثانية فاولها في قوله اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب وهو ما تقدم من ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث الى قوم يقرون بتوحيد الربوبية الا انهم ينكرون توحيد العبادة فيدعون الله ويدعون غيره ويجعلون من عباداتهم ما يجعلون لغير الله وثانيها في قوله وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اي عرفت ان شركهم الاعظم وشرهم الاكبر هو الشرك في العباد اي عرفت ان شركهم الاعظم وشرهم الاكبر هو الشرك في العبادة بجعل شيء منها لغير الله. بجعل شيء منها لغير الله وهذا هو المعنى المراد اذا اطلق الشرك في خطاب الشرع. وهذا المعنى هو المعنى المراد اذا اطلق الشرك في خطاب الشرع فالشرك شرعا له معنيان. الشرك شرعا له معنيان احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره. والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. وثالثها في قوله وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من اولهم الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه اي عرفت الدين الذي بعثت به الرسل ولا يقبل الله عز وجل من احد سواه. وهو الاستسلام لله بالتوحيد وهو الاستسلام لله بالتوحيد بان تجعل العبادة لله وحده. بان تجعل العبادة لله وحده ولا يجعل شيء منها لغيره ورابعها في قوله وعرفت ما اصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا اي من الجهل بالتوحيد والشرك اي من الجهل بالتوحيد والشرك ثم ذكر المصنف النتيجة المرتقبة والثمرة المنتظرة من ادراك المعارف السابقة المنتظمة في المقدمات الاربع قال افادك فائدتين الاولى الفرح بفضل الله ورحمته بما جعل الله لك من البصيرة التي تميز بها بين التوحيد والشرك بما جعل الله لك من البصيرة التي تميز بها بين التوحيد والشرك والثانية الخوف العظيم من الوقوع في الشرك الخوف العظيم من الوقوع في الشرك بان يكون حاضرا في القلب ويتخوف العبد على نفسه مهما بلغت رتبته ان يقع في الشرك بالله عز وجل ومما يقوي الخوف من الشرك ان الانسان قد يكفر بكلمة يخرجها من لسانه ومما يقوي الخوف من الشرك ان الانسان قد يكفر بكلمة يخرجها من لسانه فيوجب هذا الحذر من الشرك اشد الحذر وقد يقولها العبد وهو يظن انها تقربه الى الله زلفى ثم ذكر المصنف من وقائع الاحوال وحوادث الايام ما قص الله عن قوم موسى عليه الصلاة والسلام مع صلاحهم واتباعهم له وانهم مروا على قوم يعكفون على اصنام لهم فاعجبتهم حالهم فقالوا لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة ومعرفة هذه الواقعة تثمر في القلب شدة الخوف من الوقوع في الشرك فانها وقعت من قوم صالحين مع نبي من خير انبياء رب العالمين فيتخوف العبد على نفسه ان يقع في الشرك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى واعلم ان الله سبحانه من حكمته لم يبعث نبيا بهذا التوحيد الا جعل له اعداء. كما قال تعالى الا وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن. وقد يكون لاعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج. كما قال تعالى فلما جاءتهم رسله بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة لا امرين عظيمين احدهما ان الله لم يبعث نبيا بهذا التوحيد الا جعل له اعداء من المشركين كما قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن فالانبياء المبعوثون بالتوحيد يكون لهم اعداء يؤذونهم ويحذرون من اجابتهم الى ما دعوا اليه وكذلك يكون لورثتهم من الداعين الى التوحيد اعداء يحذرون منهم ويصدون الناس عن دعوتهم والاخر ان اعداء التوحيد لهم علوم كثيرة وكتب وحجج فهم ليسوا جهالا خلصا. كما قال تعالى فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وتلك العلوم هي صور زائفة وليست حقائق ثابتة فتأخذ ظواهرها بالنفوس فتأخذ ظواهرها بالنفوس وتتلاشى امام انوار الحق. وتتلاشى امام انوار الحق فدعاة الباطل عندهم علوم كثيرة الا انها لا تزيدهم الا حيرة وضلالا فهي ليست حججا بينة هي ليست حججا بينة ولا حقا واضحا بل هي سراب وخيال. بل هي سراب وخيال. اذا طلعت عليه شمس الحق زال. اذا طلعت عليه شمس الحق زال فلا يغرنك من مبطل ما يدعيه من الدلائل على باطله. فلا يغرك من مبطل ما يدعيه من من ادلة على باطله فانه اذا حقق في تمييزها كانت سرابا لا شيء وراءه ناري احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا عرفت ذلك وعرفت ان الطريق الى الله لابد له من اعداء قاعدين عليه اهل فصاحة وعلم وحجج. فالواجب عليك ان تعلم من دين الله يصل سلاحا تقاتل به هؤلاء الشياطين الذين قال امامهم ومقدمهم لربك عز وجل. لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين. ولكن ان اقبلت الى الله تعالى وصيت الى حجج لا وبيناته فلا تخف ولا تحزن ان كيد الشيطان كان ضعيفا. والعامي من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين كما قال تعالى وان جندنا لهم الغالبون فجند الله تعالى هم الغالبون بالحجة واللسان كما انهم هم الغالبون بالسيف والسنان. وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح وقد من الله علينا بكتابه الذي جعله لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. فلا يأتي صاحب باطل بحجة الا هو في القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها كما قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جناك من الحق واحسن تفسيرا. قال بعض المفسرين هذه الاية عامة في كل حجة يأتي بها اهل الباطل الى يوم القيامة ذكر المصنف رحمه الله ان الانسان اذا عرف ما يفرح به من توحيده وما يخاف من الشرك ان الانسان اذا عرف ما يفرح به من توحيده وما يخاف من الشرك وعرف ان الطريق لابد له من اعداء وعرف ان الطريق لابد له من اعداء قاعدين عليه اهلي فصاحة وعلم وحجج فالواجب عليه ان يتخذ سلاحا يدفع به عن دينه ان يتخذ فالواجب عليه ان يتخذ سلاحا يدفع به عن دينه. كما يتخذ سلاحا يدفع به عن نفسه كما يتخذ سلاحا يدفع به عن نفسه ومما تطمئن به قلوب الموحدين ان اولئك القاعدين على الطريق من علماء الضلالة باطل ما هم فيه وحابط ما كانوا يعملون. لان اولياء الشيطان مغلوبون مخدولون. لان اولياء الشيطان مغلوبون مخدولون. فالشيطان مهما بلغ شره فان كيده ضعيف كما قال الله تعالى ان كيد الشيطان كان ضعيفا ويقوي هذه الطمأنينة في قلب العبد اقباله على الله واصغائه الى حججه وبيناته فاذا جعل العبد قبلة قلبه الله فاذا جعل العبد قبلة قلبه الله قاصدا له واصغى الى حجج الله وبيناته في القرآن جعل الله له نورا يخرج به من ظلمة الغواية الى نور الهداية جعل الله له نورا يخرج به من ظلمة الغواية الى نور الهداية كما قال الله تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور ومما تقوى به عزائم الموحدين ان العامي من الموحدين يغلب الفا من علماء المشركين ومما يقوي عزائم ومما تقوى به عزائم الموحدين ان العامية من الموحدين يغلب الفا من علماء المشركين ومنشأ غلبته وجود داعي الفطرة في نفسه. ومنشأ غلبته وجود منشأ داعي الفطرة في نفسه وقوة ما يجده من الاستسلام لله بالتوحيد. وقوة ما يجده من الاستسلام لله بالتوحيد فيجد العبد مع الفطرة من قوة الحجة التوحيدية ما يغلب به علماء المشركين فيجد العبد مع الفطرة من قوة الحجة التوحيدية ما يغلب به علماء المشركين وموجب انتصاره عليهم انه من جند الله وموجب انتصاره عليهم انه من جند الله. وقد قال الله عز وجل وان جندنا لهم الغالبون. ووعد الله عز وجل لا يتخلف فمن كان من جند الله كان النصر حليفه. فمن كان من جند الله كان النصر حليفه ثم ذكر المصنف ان الخوف هو على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح اي ليس عنده علم يدفع به عن دينه ويحفظه به اي ليس عنده علم يدفع به عن دينه ويحفظه به فتغتاله الغوائل وتعدوا عليه العوادي من انواع الشبهات فلا بد ان يتعلم من دين الله عز وجل ما يكون به سلاحا يحفظ دينه ويدفع سيل الشبهات فينبغي ان يجتهد ملتمس النجاة في طلب العلم فينبغي ان يجتهد ملتمس النجاة في طلب العلم فان حفظ الانسان دينه وسلامته من الخسار متوقف على علمه بدين الله سبحانه وتعالى فهو مفتاح الخير واصله في الدنيا والاخرة وتقدم ان الله عز وجل قال في سورة العصر ان الانسان لفي خسر ثم استثنى الناجين من تلك الخسارة فقال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ومنشأ هذه الخصال هو العلم بدين الله سبحانه وتعالى ثم ذكر المصنف السلاح الاكيد في ابطال الشرك والتنديد فقال فانه لا يأتي صاحب باطل بحجة الا وفي القرآن ما ينقضها ويبينها. ويبين بطلانها. كما قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا فالقرآن الكريم هو اعظم حجة تقرر في القلوب التوحيد وتبطل الشرك والتنديد فينبغي ان يقبل العبد على القرآن وينصت الى حججه وبيناته ليحفظ دينه وينقض بكل حجة توحيدية فيه ما يعرض في مقابلها من شبهات اهل الشرك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وانا اذكر لك اشياء مما ذكر الله تعالى في كتابه جوابا لكلام احتج به المشركون في زماننا علينا فنقول جواب اهل الباطن من طريقين مجمل ومفصل. اما المجمل فهو الامر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها. وذلك قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات من محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. مثال ذلك اذا قال لك بعض المشركين الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. او ان الشفاعة حقنا وان الانبياء لهم جاه عند الله. او ذكر كلاما للنبي صلى الله عليه وسلم نستدل به على شيء من باطله وانت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره. فجاوبه بقولك ان الله تعالى ذكر لنا في كتابه ان الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبعون المتشابه وما ذكرت لك من ان الله عز وجل ذكر ان المشركين يقرون بربوبيته وانهم كفرهم بتعلقهم على الملائكة او الانبياء او الاولياء مع قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله وهذا امر محكم لا يقدر احد ان يغير معناه. وما ذكرته لي ايها المشرك من القرآن وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اعرف معناه. ولكن اقطع ان كلام الله عز وجل لا يتناقض وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل. وهذا جواب جيد سديد ولكن لا يفهمه الا من وفقه الله تعالى ولا تستهونه فانه كما قال تعالى وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم لما بين المصنف رحمه الله ان القرآن كاف في بيان الحق وابطال الباطل شرع يذكر في كتابه هذا جوابا لكلام احتج به المشركون في زمانه على دعوة التوحيد فبين ان الرد على الاقوال الباطلة يقع من طريقين فبين ان الرد على الاقوال الباطنة الباطلة يقع من طريقين احدهما طريق مجمل طريق مجمل. والمراد به القاعدة الكلية. التي ترد اليها تفاصيل المسائل المشتبهة القاعدة الكلية التي ترد اليها تفاصيل المسائل المشتبهة والاخر طريق مفصل والاخر طريق مفصل والمراد به الجواب على عن كل شبهة على حدة الجواب عن كل شبهة على حدة وبدأ بالجواب المجمل لانه الامر الكلي والفائدة الكبيرة لمن عقلها. وبدأ بالجواب المجمل لانه امر الكلي والفائدة الكبيرة لمن عقلها واستدل على تحقيقه باية سورة ال عمران. هو الذي انزل الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهة هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات قلنا ام الكتاب واخر متشابهات فما اشتبه على العبد في مقابل المحكم فانه يتمسك بالمحكم ويعرض عن المتشابه فما اشتبه على العبد في مقابل المحكم فانه يتمسك بالمحكم ويعرض عن المتشابه فيدور العبد مع الاحكام ويعرض عما تشابه عليه فيدور العبد مع الاحكام ويعرض عما تشابه عليه لان ما عقله من الاحكام حق لا منية فيه. لان ما عقله من الاحكام حق لا منية فيه وما اشتبه عليه لا يعلم وجهه وما اشتبه عليه لا يعلم وجهه فيترك ما لا يعلمه الى ما يعلمه فيترك ما لا يعلمه الى ما يعلمه وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر المصنف انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها والحذر منهم يجمع امرين والحذر منهم يجمع امرين احدهما الحذر من اشخاصهم. فلا يصحبون الحذر من اشخاصهم فلا يصحبون والاخر الحذر من مقالاتهم. فلا يتشاغل بها ولا يقبل عليها الحذر من مقالاتهم فلا يقبل عليها ولا يتشاغل بها وذكر المصنف مثالا يتضح به الجواب المجمل ذكر المصنف مثالا يتضح به الجواب اي يتضح به الجواب المجمل. انه اذا استدل عليك احد بالدعاوى الباطلة في توحيد العبادة او غيره وجاء بكلام متشابه فقال ان الشفاعة حق او ان الانبياء لهم جاه عند الله او ذكر كلاما يستدل به وانت لا تفهم هذا الكلام فالجواب القاطع المبطل تلك الشبهة ان تتمسك بمحكم القرآن الجواب القاطع المبطل تلك الشبهة ان تتمسك بمحكم القرآن. من ان العبادة لله وحده من ان العبادة لله وحده وانه لا يجعل شيء منها لغير الله سبحانه وتعالى. وانه لا يجعل شيء منها لغير الله سبحانه وتعالى وانه لا يكفي العبد الاقرار بتوحيد الربوبية وانه لا يكفي العبد الاقرار بتوحيد الربوبية وان جعل الشفعاء والوسطاء عند الله من الشرك وان نجعل الشفعاء والوسطاء عند الله من الشرك وما يذكره المشبه من الكلام فان الامر فيه كما قال المصنف كلام لا اعرف معناه وما يذكره المشبه من الكلام فان الامر في كما قال المصنف انه كلام لا اعرف معناه وهذا القول يحتمل امرين. وهذا القول يحتمل امرين. احدهما لا اعرف معناه الذي تدعيه وتذكره لا اعرف معناه الذي تدعيه وتذكره وتستدل به والاخر لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم فينفي المعرفة عن نفسه مع جزمه ان كلام الله لا يتناقض فينفي المعرفة عن نفسه مع جزمه بان كلام الله لا يتناقض وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل فيتمسك بالمحكم في اثبات العبادة لله عز وجل. فيتمسك بالمحكم في اثبات العبادة لله عز وجل. وان على شيء منها لغيره شرك وان جعل شيء منها لغيره شرك. وهذا جواب مجمل دافع وهذا جواب مجمل كاف في دفع كل شبه. كاف في دفع كل شبهة في باب توحيد العبادة او وغيره من ابواب الديانة فاذا القى احدهم شبهة فاطلب المحكم في بابها فاذا القى احدهم شبهة واطلب المحكم في بابها وتمسك به واجعله حجة لك عليه واترك ما يذكره من المتشابه واذكر ما يتركه من المتشابه لانه لم يتبين لك وجهه لانه لم يتبين لك وجهه فلو قدر ان احدهم ذكر لك اية او حديثا زعم انها تدل على جواز جعل احد شفيعا وواسطة عند الله عز وجل فلو القى فلو ذكر احدهم اية او حديثا زعم انه يدل على جواز ان يجعل العبد شفيعا وواسطة عند الله عز وجل. يقصده بشيء من العبادة فانك تتمسك بالمحكم الذي عقلته من ان العبادة لله وحده في قوله سبحانه وتعالى الا لله الدين الخالص وقوله له دعوة الحق وقوله قل هو الله احد وقوله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الى غير ذلك من الايات ثم تدفع قوله بان هذا هو المحكم في هذا الباب باننا لا نجعل شيئا من العبادة لغير الله هو ان العبادة كلها لله عز وجل وان هذا الذي تذكره وتزعم انه يدل على خلاف ذلك فانا لا اعرف معناه وتتمسك بما تدرك معناه وتعقله على وجه محكم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى واما الجواب المفصل فان اعداء الله لهم اعتراضات كثيرة على دين الرسل يصدون بها الناس عنه. منها قولهم نحن لا نشرك بالله شيئا بل نشهد انه لا يخلق ولا يرزق ولا يحيي ولا يميت ولا يدبر الامر ولا ينفع ولا يضر الا الله وحده لا شريك له. وان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملك نفسي نفع ولا ضرا وفضلا عن عبد القادر وغيره ولكن انا مذنب والصالحون لهم جاه عند الله واطلب من الله بهم. فجاوبهم بما تقدم وهو ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه مقرون بما ذكرت لي ايها المبطل. ومقرون ان اوثانهم لا تدبر شيئا وانما ارادوا ممن قصدوا الجاه والشفاعة واقرأ عليه ما ذكر الله في كتابه ووضحه فان قال ان هؤلاء الايات نزلت في من يعبد الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام كيف تجعلون الصالحين مثل الاصنام؟ ام كيف تجعلون الانبياء اصناما فجابوا ما تقدم فانه اذا قرر ان كفراء يشعرون بالربوبية كلها لله وانهم ما ارادوا مما قصدوا الا الشفاعة. ولكن اراد ان يفرق بين فعلهم وفعلهم ما ذكر. فاذكر له ان الكفار منهم من يدعو الاصل نام منهم من يدعو الاولياء ومنهم من يدعو الاولياء الذين قال الله فيهم اولئك الذين يدعون ويبتغون الى ربهم الوسيلة ايه هم اقرب ويرجون رحمة ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا. ويدعون عيسى ابن مريم وامه وقد قال الله تعالى ما المسيح ابن مريم الا رسول وقد خلت من قبره رسل وامه صديقة اذكر له قوله تعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ وقوله تعالى واذ قال الله يا عيسى مريم اانت قلت للناس فقل لهم عرفت ان الله عز وجل كفر من قصد الاصنام وكفر ايضا من قصد الصالحين وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فان قال الكفار يريدون منهم النفع والضر وانا اشهد ان الله هو النافع الضار المدبر لا اريد الا منه والصالحون ليس لهم من الامر شيء ولكن طلهم ارجو من الله شفاعتهم. فالجواب ان هذا قول الكفار سواء من سواء. فاقرأ عليه قوله تعالى والذين اتخذوا من دون اولياء ما نعبد الا ليقربونا الى الله زلفى. وقوله تعالى ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. واعلم ان هذه الشبهة الثلاثة هي اكبر ما عندهم عرفت ان الله عز وجل وضحها في كتابه وفهمتها فما جيدا فما بعدها ايسر منها لما فرغ المصنف رحمه الله من ذكر الجواب المجمل وضرب له مثالا يتبين به المقال شرع يبين شو بهالمشبهين من المبطلين في توحيد العبادة على وجه التفصيل وابتدأ بشبه ثلاث اوردها واحدة واحدة والحق بكل شبهة ما ينقضها ويبين بطلانها وهذه الشبه الثلاث هي اكبر ما عندهم. كما قال المصنف. ثم قال فاذا عرفت ان الله وضحها في كتابه وفهمتها فهما جيدا فما بعدها ايسر منها. فمعرفة ما تدفع به الكبرى معين على معرفة ما تدفع به الشبهات الصغرى. فمعرفة ما تدفع به الشبهات الكبرى معين على معرفة ما تدفع ما تدفع به الشبهات الصغرى. فمنفعة ابتداء المصنف بها انه يتهيأ للمرء اذا عقلها الدفع لما دونها من الشبهات فالشبهة الاولى انهم يقولون نحن لا نشرك بالله شيئا. بل نشهد انه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر الا الله. وان محمد صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فضلا عما عن من دونه ولكننا مذنبون والصالحون لهم جاه عند الله فنحن نطلب من الله بهم والجواب عن هذه الشبهة من ثلاثة وجوه الوجه الاول ان هذه المقالة من مقالات المشركين الاولين ان هذه المقالة من مقالات المشركين الاولين وقد اكفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم عليها وقد اكفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم عليها. فما انتم واقعون فيه هو الذي وقع فيه المشركون الاولون. فما انتم واقعون في فيه هو الذي وقع فيه المشركون الاولون من جعلهم الشفعاء من جعلهم هم الشفعاء يريدون منهم ان يقربوهم الى الله زلفى. يريدون منهم ان يقربوهم الى الله زلفى. والوجه تعني ان الجاه الذي يكون للصالحين هو جاه يتعلق بهم ان الجاه الذي يكون للصالحين هو جاه يتعلق بهم لا يلزم منه جواز دعائهم والاستغاثة بهم لا يجزأ منه جواز دعائهم والاستغاثة بهم فالله عز وجل جعل لهم جاها ورتبة ونهانا عن سؤالهم ودعائهم. والله عز وجل جعل لهم جاها ورتبة ونهانا عن سؤالهم ودعائهم والوجه التالت ان العبد المذنب لم يؤمر شرعا اذا وقعت منه خطيئة واقترف سيئة ان يفزع الى الصالحين. ان العبد المذنب لم يؤمر شرعا اذا وقعت منه خطيئة واقترف سيئة ان يفزع الى الصالحين ليطلبوا له من الله المغفرة ليطلبوا له من الله المغفرة بان يتوجه اليهم بان يتوجه اليهم ويتقرب رجاء ان يشفع له عند الله عز وجل بالمغفرة فيكون واسطة لهم بل امر العبد ان يستغفر الله ويتوب اليه. بل امر العبد ان يتوب ان يستغفر الله ويتوب اليه ثم ذكر المصنف شبهتهم الثانية وانهم يزعمون ان هذا متحقق في من يعبد الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام. ان هذا متحقق في من يعبد الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام افتجعلون الاولياء والصالحين مثل الاصنام افتجعلون الاولياء والصالحين مثل الاصنام؟ وكيف تجعلون الانبياء اصناما وكيف تجعلون الانبياء اصناما؟ والجواب عن هذه الشبهة ان يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يخص دعوته بالانكار على من عبد الاصنام ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يخص دعوته بالانكار على من عبد الاصنام فانكر على كل من دعا غير الله. فانكر على كل من دعا غير الله سواء كان نبيا كعيسى او صالحا كلات او ملكا كجبريل فكل من جعلت له عبادة من دون الله عز وجل عبادته باطلة من كرة مشنع على اصحابها ولو كان نبيا او وليا او صالحا او حجرا او شجرا ثم ذكر المصنف شبهتهم الثالثة وهي قولهم الكفار يريدون منهم النفع والضر وانا اشهد ان الله هو النافع الضار المدبر لا اريد لا اريد منه والصالحون ليس لهم من الامر شيء ولكن اقصد ولكن اقصدهم ارجو من الله شفاعتهم. والجواب عن هذه الشبهة من وجهين احدهما ان هذه الدعوة هي قول المشركين الاولين. ان هذه الدعوة هي قول المشركين الاولين فانهم كانوا يجعلون معظميهم شفعاء عند الله فانهم كانوا يجعلون معظميهم شفعاء عند الله فالقائلون بهذا حالهم كحالهم وحكمهم كحكمهم. فالقائلون بهذا من المتأخرين حالهم كحالهم وحكمهم كحكمهم والاخر ان الشفاعة يختص ملكها بالله ان الشفاعة يختص ملكها بالله فهي له سبحانه وتعالى وحده فهي له سبحانه وتعالى وحدة وقد نهانا عن سؤال غيره الشفاعة وقد نهانا عن سؤال غيره الشفاعة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال انا لا اعبد الا الله وهذا الالتجاء اليهم ودعاؤهم ليس بعبادة فقل له وانت تقر ان الله عز وجل فرض عليك عبادتي وهو حقه عليك. فاذا قال نعم فقل له بين لي هذا الفرض الذي فرضه الله عليك وهو اخلاص لعبادة الله وهو حقه عليك فانه لا يعرف العبادة ولا انواعها فبينها له بقولك قال الله تعالى وادعوا ربكم تضرعا وخفية. فاذا اعلمته بهذا فقل له هل هو عبادة لله تعالى فلابد ان يقول نعم والدعاء من العبادة. فنقول له اذا قررت انه عبادة ودعوت الله ليلا ونهارا خوفا وطمعا ثم دعوت بتلك الحاجة نبيا او غيرهم هل اشركت في عبادة الله غيره؟ فلابد ان يقول نعم. فقل له قال الله تعالى فصل لربك وانحر. فاذا اطعت الله ونحرت الاول هذه عبادة فلابد ان يقول نعم. فقل له اذا نحرت لمخلوق نبي او جني او غيرهما لاشركت في هذه العبادة غير الله. فلابد بان يقر ويقول نعم وقل له ايضا المشركون الذين نزل فيهم القرآن وهل كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللاتة وغير ذلك؟ فلا بد ان يقول نعم فقل لهم وان كانت اياهم الا في الدعاء والذبح والابتلاء ونحو ذلك. والا فهم مقرون انهم عبيد تحت قهر الله وان الله عز وجل هو الذي يدبر الامر ولكن دعوهم والتجأوا اليه للجاه والشفاعة وهذا ظاهر جدا ذكر المصنف رحمه الله شبهة اخرى لهم وهي ان بعضهم يقول انا لا اعبد الا الله وهذا الالتجاء الى الصالحين ودعاؤهم ليس عبادة وبين المصنف ابطال هذه الشبهة بامور اربعة رتبها تواليا اولها تقرير المشبه ان الله امره بعباده. تقرير المشبه ان الله امره بعبادته اي حمله على الاقرار بانه مأمور بجعل العبادة لله وحده اي حمله على الاقرار بانه مأمور بجعل العبادة لله وحده وتانيها بيان حقيقة العبادة له بيان حقيقة العبادة له الواردة في قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية فهو امر بالتوجه اليه سبحانه وتعالى بالدعاء فهو امر بالتوجه اليه سبحانه وتعالى بالدعاء وهو يقع أسماء للعبادة كلها وهو يقع أسماء للعبادة كلها وحقيقة العبادة ان تجعل جميع اعمالك التي تتقرب بها الى الله التي تتقرب بها لله حقيقة العبادة ان تجعل اعمالك التي تتقرب بها لله وحده وثالثها ايضاح ان من جعل منها شيئا لغير الله فقد اشرك ايضاح ان من جعل منها شيئا لغير الله فقد اشرك لان ما كان عبادة له فجعله لغيره شرك لان ما كان عبادة له فجعله لغيره شرك فاذا ثبت ان الدعاء عبادة فدعاء غيره شرك واذا ثبت ان النذر عبادة فالنذر لغيره شرك وقل مثل هذا في سائر انواع العبادات ورابعها تحقيق ان المشركين الذين نزل فيهم القرآن كانت عباداتهم هي الدعاء والالتجاء والذبح والنذر لمعظميه تحقيق ان المشركين الذين نزل فيهم القرآن كانت عباداتهم هي الدعاء والالتجاء والذبح والنذر لمعظميهم ومنتهى هؤلاء الاربع ان يقر بان الالتجاء الى الصالحين ودعائهم هو عبادة شركية ومنتهى هؤلاء الاربع ان يقر بان الالتجاء الى الصالحين ودعاءهم هو عبادة شركية. لان الله امر العبد باللجوء اليه ودعائه لان الله امر العبد باللجوء اليه ودعائه وهما من عبادته سبحانه وهما من عبادته سبحانه واذا جعل لغيره فقد وقع العبد في الشرك. واذا جعل لغيره فقد وقع العبد في الشرك كما كانت تفعله العرب في الجاهلية الاولى كما كانت تفعله العرب في الجاهلية الاولى فحال من يفعل هذا من المتأخرين كحالي فحال من يفعل هذا من المتأخرين كحالهم. ممن يتوجه الى الصالحين ويدعوهم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال تنكرون شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها. فقل لا انكرها ولا اتبرأ منها بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع والمشفع في المحشر وارجو شفاعته. ولكن الشفاعة كلها لله كما قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا. ولا تكون الا بعد اذن الله عز وجل كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا يشفع في احد الا بعده ولا يشفع في احد الا بعد ان يأذن الله فيه ولا يأذن الا لاهل التوحيد والاخلاص كما قال تعالى الا ولا يشفعون الا لمن يرتضى وهو لا يرضى الا التوحيد كما قال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. فاذا كانت الشفاعة كلها ولا تكون الا بعد اذنه ولا يشفع نبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في احد حتى اذن الله فيه ولا يأذن الا لاهل التوحيد. تبين ان الشفاعة كلها لله وانا اطلبه ومنه فاقول اللهم لا تحرمني شفاعته اللهم شفعه في وامثال هذا. فان قال النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وانا اطلبه مما اعطاه الله عز وجل فالجواب ان الله عز وجل اعطاهم الشفاعة ونهاك ان تدعو معه احدا. وقال تعالى فلا تدعوا مع الله احدا. وطلبك من الله شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم انما عبادة والله نهاك ان تشرك في هذه العبادة احدا فاذا كنت تدعو الله عز وجل ان يشفعه فيك فاطعه في قوله فلا تدعوا مع الله احدا. وايضا فان الشفاعة اعطيها غير النبي صلى الله عليه وسلم وصح ان الملائكة يشفعون والافراط يشفعون والاولياء والاولياء يشفعون. اتقول ان الله اعطاهم الشفاعة فاطلبها منهم. فان قلت هذا وجوزت دعاء هؤلاء رجعت الى عبادة الصالحين التي ذكرها الله في كتابه. وان قلت لا بطل قولك اعطاه الله الشفاعة. وانا اطلبه مما اعطاه الله عز وجل ذكر المصنف رحمه الله من الدعاوى التي يتعلق بها المشبهون في باب توحيد العبادة زعمهم ان الداعين الى توحيد الله في الالتجاء ينكرون شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم زعمهم ان الداعين الى توحيد الله في الالتجاء ينكرون شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. واهل السنة والجماعة لا ينكرون شفاعته صلى الله عليه وسلم فيعتقدون انه يشفع عند الله وانه يكون له من الشفاعات ما لا يكون لغيره وانه يكون له من الشفاعات ما لا يكون لغيره لكنهم يمتنعون عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة لان الشفاعة ملك لله وحده لكنهم يمتنعون عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة لانها ملك لله سبحانه وتعالى وحده وقد نهانا عن سؤالها غيره وقد نهانا عن سؤالها غيره فلا يشفع احد الا باذن الله. فلا يشفع احد الا باذن الله ولا يسأل احد الشفاعة. ولا يسأل احد الشفاعة. وانما تطلب من الله سبحانه وتعالى وانما تطلب من الله سبحانه وتعالى. كأن يقول العبد اللهم شفع في نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم كان يقول العبد اللهم شفع في نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم ثم ذكر المصنف انه اذا زعم هذا المشبه ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وانه يطلبه مما اعطاه فجوابه وانه يطلبه مما اعطاه الله فجوابه من وجهين احدهما ان الله الذي اعطاه الشفاعة نهانا عن سؤالها اياه ان الله الذي اعطانا ان الله الذي اعطاه الشفاعة نهانا عن سؤاله اياها فجعل الشفاعة ملكه وحده سبحانه فجعل الشفاعة ملكه وحده سبحانه فمن اطاع الله في اثبات الشفاعة له صلى الله عليه وسلم وجب عليه ان يطيعه في ترك سؤاله اياها فمن اطاع الله في اثبات الشفاعة له صلى الله عليه وسلم وجب ان يطيع الله في ترك سؤاله اياها. والاخر هر ان الشفاعة التي اعطيها النبي صلى الله عليه وسلم صح ان غيره اعطيها ان الشفاعة التي يعطيها النبي صلى الله عليه وسلم صح ان غيره اعطيها. فالملائكة يشفعون والاولياء يشفعون والافراط يشفعون والافراط هم الصغار الذين ماتوا قبل ابائهم والصغار الذين ماتوا قبل اباء فهؤلاء كلهم اعطاهم الله الشفاعة. فهؤلاء كلهم اعطاهم الله عز وجل الشفاعة فاذا زعم المشبه بعد ذلك ان هؤلاء الذين اعطوا الشفاعة فانه يسألهم ايضا اياها فاذا زعم المشبه ان هؤلاء الذين اعطوا الشفاعة فانه يسألهم ايضا اياها اقر على نفسه بالشرك. اقر على نفسه بالشرك فهذا شرك اهل الجاهلية هذا شرك اهل الجاهلية الاولى فانهم كانوا يدعون الانبياء والاولياء والصالحين ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فاذا سوى هذا المشبه المدعي انه يفعل ذلك في طلب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والحق به غيره من الشفعاء فقد صار واقعا في شرك اهل الجاهلية الاولى وان امتنع عن سؤال هؤلاء الشفاعة وان امتنع عن سؤال هؤلاء الشفاعة فقال انا لا اسأل الملائكة ولا الاولياء ولا الصالحين ولا الافراط ان يشفعوا او فيقال له اذا امتنعت عن سؤالهم الشفاعة وجب عليك ايضا ان تمتنع عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة. قيل له اذا عن سؤال هؤلاء الشفاعة وجب ان تمتنع ايضا عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة. فالباب واحد فالباب واحد فالله اعطى الشفعاء الشفاعة. فالله اعطى الشفعاء الشفاعة ونهانا عن سؤالهم اياه ونهانا عن سؤالهم اياه فنقر لهم بالشفاعة ولا نسأل احدا منهم الشفاعة. فنقر لهم بالشفاعة ولا نسأل احدا منهم الشفاعة احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال انا لا اشرك بالله شيئا حاشا وكلا ولكن الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك. فقل لهم اذا كنت تقر ان الله حرم الشرك اعظم من تحريم الزنا وتقر ان الله عز وجل لا يغفره. فما هذا الامر الذي عظمه الله عز وجل وذكر انه لا يغفره فانه لا يدري. فقل لهم كيف تبرئ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه؟ كيف يحرم الله عز وجل عليك هذا ويذكر انه لا يغفره ولا تسأل عنه ولا تعرفه اتظن ان الله عز وجل يحرم هذا التحريم ولا يبينه لنا. فان قال الشرك عبادة الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام فقل لهما معنى عبادة الاصنام. اتظن انهم يعتقدون ان تلك الاحجار والاخشاب والاخشاب والاشجار تخلق وترزق وتدبر امر من دعاها. فهذا يكذبه القرآن. وان قال انهم يقصدون خشبة او حجرا او بنية على قبر او غيره يدعون ذلك ويذبحون لهم يقولون انهم يقربنا الى الله عز وجل زلفى ويدفع عنا الله عز وجل بركته ويعطينا بركته. فقل صدقت وهذا هو فعلكم عند الاحجار والبنا الذي على القبور وغيرها. فهذا اقر ان فعل هذا هو عباءة الاصنام وهو المطلوب. وايضا قولك الشرك عبادة الاصنام هي المراد كأن الشرك مخصوص بهذا وان الاعتماد على الصالحين ودعائهم لا يدخل في ذلك. فهذا يمد ما ذكر الله تعالى في كتابه من كفر من تعلق على الملائكة او عيسى والصالحين. فلابد ان يقر لك ان من اشرك في عبادة الله احدا من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب ذكر المصنف رحمه الله شبهة اخرى لهؤلاء وهم انهم يدعون البراءة من الشرك وهو انهم يدعون البراءة من الشرك ويقولون ان الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك ان الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك ودفع هذه الشبهة بالسؤالات الاربعة التي ذكرها المصنف. ودفع هذه الشبهة بالسؤالات الاربعة التي ذكرها المصنف فاولها سؤاله انه اذا كان يقر بحرمة الشرك فما هو الشرك الذي ذكره الله ذكر الله انه لا يغفره فاولها سؤاله انه اذا كان يقر بحرمة الشرك فما هو الشرك الذي ذكر الله انه لا يغفره قال المصنف فانه لا يدري اي لا يدري حقيقة الشرك قال المصنف فانه لا يدري اي لا يدري حقيقة الشرك. وثانيها ان يقال له كيف تبرئ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه كيف تبرئ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه وكيف يحرمه الله ويذكر انه لا يغفره وانت لا تسأل عنه وكيف يحرمه الله ويذكر انه لا يغفره وانت لا تسأل عنه فمن المحال ان يكون امر بهذه المنزلة لا يبينه الله تعالى. فمن المحال ان يكون امر بهذه المنزلة لا يبينه الله تعالى وثالثها انه اذا زعم ان الشرك عبادة الاصنام فقط قيل له ما معنى عبادة الاصنام انه اذا زعم ان الشرك هو عبادة الاصنام فقط قيل له ما معنى عبادة الاصنام هل هو اعتقاد ان الربوبية من الخلق والرزق والملك والتدبير لها هل هو اعتقاد ان الربوبية من الخلق والملك والرزق والتدبير لها ام ان ام آآ ام التوجه اليها بالاعمال الصالحة من الذبح والنذر والدعاء والاستغاثة بها ام التوجه اليها بالاعمال الصالحة من الذبح والنذر والدعاء والاستغاثة بها ورابعها ان يقال له قولك الشرك عبادة الاصنام هل مرادك اختصاص الشرك به وان من دعا غيرها لا يكون مشركا ورابعها ان يقال ان يقال له قولك الشرك عبادة الاصنام هل مرادك هل مرادك اقتصاص الشرك به وان من دعا غيرها لا يكون مشركا فان زعم ذلك قيل له في القرآن ما يكذب ذلك فان زعم ذلك قيل له في القرآن ما يكذب ذلك فان الله جعل دعاء الصالحين فان الله جعل دعاء الانبياء والملائكة والصالحين شركا. ان الله جعل دعاء الانبياء والملائكة والصالحين شركا فلا ينحصر الشرك في عبادة الاصنام ودعائه فلا ينحصر الشرك في عبادة الاصنام ودعائها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وسر المسألة انه اذا قال انا لا اشرك بالله شيئا فقل له وما الشرك بالله؟ فسره لي. فان قال هو عبادة الاصنام فقل له وما عباءة الاصنام فسرها لي. وان قال انا لا اعبد الا الله فقل ما على عبادة الله وحده لا شريك له فسرها لي فان فسرها بما بينته فهو المطلوب وان لم يعرفه فكيف يدعي شيئا وهو لا يعرفه. وان فسرها بغير معناها بينت له الواضحات في معنى الشرك بالله وعبدت له ثاني انه الذي يفعلون في هذا الزمان بعينه. وان عبادة الله وحده لا شريك له هي التي ينكرون علينا ويصلحون منه. كما صح اخوانهم حيث قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب بين المصنف رحمه الله بعدما تقدم سر المسألة بين المصنف رحمه الله بعدما تقدم سر المسألة. يعني الاصل الذي يجمعها وترجع اليه. يعني الاصل الذي يجمعها وترجع اليه فاعاد جواب شبهة ان الشرك عبادة الاصنام على سبيل اللف بعد النشر فاعاد جواب شبهة ان الشرك عبادة الاصنام على سبيل اللف بعد النشر اي على سبيل الطي المجمل بعد النشر المفصل. اي على سبيل الطي المجمل بعد النشر المفصل فضم متفرق الجواب الذي تقدم برده الى سؤالات ثلاثة فرأى ضمة متفرقة الجواب الذي تقدم برده الى سؤالات ثلاثة الاول ما الشرك بالله الاول ما الشرك بالله الثاني ما عبادة الاصنام الثاني ما عبادة الاصنام الثالث ما معنى عبادة الله؟ ما معنى عبادة الله والجواب المنتظر وقوعه من المخالف واحد من ثلاثة اجوبة. والجواب المتوقع صدوره من المخالف واحد من ثلاثة اجوبة الاول ان يفسرها بما بينه المصنف فيما سبق ان يفسرها بما بينه المصنف فيما سبق وهو المطلوب وهو المطلوب فيتبين له الحق فيتبين له الحق فاما ان يتبعه واما ان يتكبر عليه فاما ان يتبعه واما ان يتكبر عليه والثاني الا يعرف تفسيرها الا يعرف تفسيرها فيقال له كيف تدعي شيئا لا تعرفه؟ فيقال له كيف تدعي شيئا لا تعرفه والثالث ان يفسرها بغير معناه ان يفسرها بغير معناها. فتبين له الايات القرآنية الواضحة فتبين له الايات القرآنية الواضحة في معنى الشرك وعبادة الاصنام وعبادة الله في معنى الشرك وعبادة الاصنام وعبادة الله. المبينة ان ما هم عليه هم ما كان عليه اهل الجاهلية الاولى. المبينة ان ما هم عليه وما كان عليه اهل الجاهلية الاولى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال انهم لم يكفروا بدعاء الملائكة والانبياء وانما كفروا لما قالوا الملائكة بنات الله ونحن لم يقل ان عبد القادر فغيره ابن الله. فالجواب ان نسبة الولد الى الله تعالى كفر مستقل. قال الله تعالى قل هو الله احد الله الصمد. والاحد الذي لا نظير له هو الصمد المقصود في الحوائج من جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد اخر السورة. ثم قال تعالى لم يلد ولم يولد. فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد اول السورة. وقال الله تعالى ما اتخذ الله ففرق بين النوعين وجعل كلا منهما كفرا مستقلا. وقال الله تعالى وجعلوا لله شركاء الجن. ففرق بين الكفرين. والدليل على هذا ايضا ان الذين كفروا بدعاء اللات مع كونه رجلا صالحا لم يجعله ابن الله. والذين كفروا بعبادات الجن لم يجعلوهم كذلك. وكذلك العلماء ايضا في جميع المذاهب الاربعة يذكرون في باب حكم المرتد ان المسلم اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد. وان اشرك بالله فهو مرتد فيفرقون بين النوعين وهذا في غاية الوضوح. وان قال الا اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فقل هذا هو الحق ولكن لا يعبدون ونحن لا ننكر الا عبادتهم مع الله واشراكهم معه والا فالواجب عليك حبهم واتباعهم ولقاء بكراماتهم. ولا يشحنوا كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلالات. ودين الله وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين باطلين ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة من مجادلات المشبهين قولهم ان مشرك العرب لم يكفروا بدعاء الملائكة والانبياء وانما كفروا لما قالوا الملائكة بنات الله وانهم هم لم يقولوا ان عبد القادر ولا غيره ابن الله فكيف يكفرون ومرادهم بعبد القادر عبد القادر الجيلاني. وهو رجل من صالحي الحنابلة وعلمائهم وآآ يعتقد فيه كثير من المتأخرين ما يعتقدون ويجعلون لهم له من عباداتهم ما يجعلون وهو منهم بريء وجواب باطله من اربعة وجوه اولها ان نسبة الولد الى الله كفر مستقل ان نسبة الولد الى الله كفر مستقل قال الله تعالى قل هو الله احد وقال تعالى لم يلد ولم يولد وقال تعالى لم يرد ولم يولد الاية الاولى في اثبات العبادة له وحده والاية الثانية في نفي كونه والدا او مولودا فمن جعل لله عز وجل له ولدا فهو كافر ولو لم يعبد ذلك الولد. وكذلك من عبد غير الله سبحانه وتعالى فهو كافر وثانيها ان الله فرق بين نوعين من الكفر عبادة غيره ونسبة الولد اليه. ان الله فرق بين نوعين من الكفر. عبادة غيره ونسبة الولد اليه وجعل كلا منهما كفرا مستقلا. وجعل كلا منهما كفرا مستقلا. قال الله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. وما كان معه من اله وقال تعالى وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبناتهم بغير علم اي اخترعوا له بنين وبنات ففرق بين الكفرين في هاتين الايتين. ففرق الله بين الكفرين في هاتين الايتين. وثالثها ان الذين كفروا بدعاء اللات لم يجعلوه ابنا صالحا ان لم يجعلوه ابنا لله. ان الذين كفروا بدعاء اللات لم يجعلوه ابنا لله والذين كفروا بدعاء الجن لم يجعلوهم كذلك والذين كفروا بدعاء الجن لم يجعلوهم كذلك فكان اللات عندهم رجلا صالحا من بني جنسهم. فكان اللات عندهم رجلا صالحا من بني جنسهم وكان ممن يدعو الجن من لا يزعم انهم ابناء الله وان كان في العرب من يزعم ذلك وان كان في العرب من يزعم ذلك ورابعها ان العلماء في جميع المذاهب الاربعة المتبوعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية يذكرون في باب حكم المرتد ان المسلم اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد. وان اشرك بالله فهو مرتد فيفرقون بين هذين النوعين فيجعلون نسبة الولد كفرا ويجعلون الشرك بالله عز وجل كفرا فاولئك المشركون الاولون لم يكفروا بدعوى ان لله عز وجل ولدا وانما كفروا بدعاء غيره سبحانه وتعالى فان قال المشبه بعدما تقدم الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يعرض بذكر مال الاولياء من مقام كريم وان من يبطل ذلك يغض من مقامهم وان من يقول ذلك يبطل يغض من مقامهم. فقل مبينا قدرهم هذا هو الحق هذا هو الحق. اي ان الاولياء لا يرفعون فيعبدون ولا يخفضون فيفضمون. لان الاولياء لا يرفعون فيعبدون ولا يخفضون فيظلمون. اي حقوقهم بل لهم ما لهم من المقام والمنزلة الكريمة. الا انهم لا يدعون من دون الله سبحانه وتعالى والامر كما قال المصنف خاتما كلامه ودين الله وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين باطل وهي من جواهر كلامه فدين الله في اوليائه ان لهم مقاما حميدا ومنزلة كريمة فيصحبون وينتفع بهم ولا يعبدون من دون الله سبحانه وتعالى وهذا هو الوسط بين طرفين احدهما من يدعو اولئك الاولياء من دون الله. من يدعو اولئك الاولياء من دون الله. فيتوجه اليهم بالدعاء والنذر والذبح والاخر من يهضمهم حقهم ولا يعرف لهم قدره. من يغضبهم حقهم ولا يعرف لهم قدرهم ولا ينزلهم ما لهم من المنزلة التي جعلها الله عز وجل لهم وكلا طرفي قصد الامور ذميم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا عرفت ان هذا الذي يسميه المشركون في زمننا الاعتقاد هو الشرك الذي انزل فيه القرآن. وقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليه فاعلم ان شرك الاولين اخف من شرك اهل واقتنا بامرين. احدهما ان الاولين لا يشركون ولا يدعون الملائكة والاولياء او الاولياء او الاوثان مع الله الا في الرخاء واما في الشدة فيخلصون الدين لله كما قال تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعاهم الله مخلصين له الدين فلما نجاهم البر اذا هم مشركون. وقال تعالى واذا مسكم الضر البحرين ظلما تدعون الا اياه. وقال تعالى قل ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله او اتتكم الساعة وغير الله تدعون الى قوله ما تشركون. وقال تعالى واذا من اذا خولوا نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل. الاية وقال تعالى واذا غشيهم موج كالظلل فمن فهم هذه المسألة التي وضحها الله في كتابه وهي ان المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون الله ويدعون غيره في الرخاء واما في الشدة ولا يدعون الا الله وحده لا شريك له وينسون سادتهم تبين له الفرق بين شرك اهل زماننا وشرك الاولين. ولكن اين من يفهم قلبه هذه المسألة فهما راسخ والله المستعان. والامر الثاني ان الاولين يدعون مع الله اناسا مقربين عند الله اما نبيا واما وليا واما ملائكة او يدعون احجارا واشجارا مطيعة لله تعالى تتبع عاصية واهل الزمان لا يدعون مع الله اناسا من افسق الناس والذين يدعونهم هم الذين يحكون عنهم الفجور من الزنا والسرقة وترك الصلاة وغير ذلك. والذي يعتقد في الذي لا يعصي مثل الخشب والحجر اهون ممن يعتقد في من يشاهد فسقه وفساده ويشهد به ذكر المصنف رحمه الله ان العبد اذا عرف ان هذا الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد وهو تأله قلوبهم لمعظميهم من الخلق وهو تأله قلوبهم لمعظميهم من الخلق هو الشرك الذي انزل فيه القرآن وقاتل رسول الله صلى الله عليه فسلم الناس عليه فانه يوجد فرقان عظيم ان بين شرك الاولين والمتأخرين فانه يوجد فرقان عظيم ان بين شرك الاولين وشرك المتأخرين فالفرق الاول ان الاولين يشركون في الرخاء ويخلصون لله في الشدة ان الاولين يشركون يشركون في الرخاء ويخلصون لله بالشدة اما المتأخرون فيشركون بالله في الرخاء والشدة اما المتأخرون فيشركون بالله في الرخاء والشدة. والفرق الثاني ان الاولين كانوا يدعون مع الله اناسا مقربون بين من الانبياء والاولياء والصالحين. او يدعون احجارا واشجارا مطيعة لله تعالى. ليست بعاصية واما المتأخرون فانهم يدعون مع الله اناسا من الفساق يدعون مع الله اناسا من الفساق ممن يحكى عنهم الفجور والفسوق فيعظمونهم مع مشاهدتهم فجورهم فيعظمونهم مع مشاهدتهم فجورهم. ابتغاء درء شرهم ابتغاء درء شرهم فيتخوفون على انفسهم الظرر منهم. يتخوفون على انفسهم الظرر منهم فيدعون انهم لدفع ضررهم عنه فيدعونهم لدفع ضررهم عنهم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى اذا تحققت ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اصح عقولا واخف شركا من هؤلاء فاعلم ان لهؤلاء يريدونها على ما ذكرنا وهي من اعظم شبههم فاصغ سمعك لجوابها وهي انهم يقولون ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وينكرون البعث ويكذبون القرآن ويجعلونه سحرا ونحن نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ونصدق القرآن ونؤمن بالبعث ونصلي ونصوم. فكيف تجعلوننا مثل اولئك؟ فالجواب انه خلاف بين العلماء كلهم ان الرجل اذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبهم في شيء انه كافر لم يدخل في الاسلام. وكذلك اذا امن بعض القرآن بعضه كما من اقر بالتوحيد وجحن وجوب الصلاة ومقر بالتوحيد والصلاة وجعل وجوب الزكاة وقرب هذا كله وجحل وجوب الصوم واقر بهذا كله وجحد وجوب الحج ولما لم ينقض اناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الحج انزل الله تعالى في حقهم ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن ومن اقر بهذا كله وجحد البعث كفر بالاجماع محل دمه وماله كما قال تعالى ان الذين يكفرون ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون نفرق بين الله ورسله فاذا كان الله تعالى قد صرح في كتابه ان من امن ببعض وكفر ببعض فهو كافر حقا زالت هذه الشبهة. وهذه هي التي ذكر بعض اهل الاحساء في كتابه الذي ارسل الينا ويقال اذا كنت تقر ان من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء وجحل وجوب الصلاة فهو كافر حلال الدم والمال بالاجماع. وكذلك اذا اقرب كل شيء الا البعث وكذلك هيك لو جاحنا وجوب صوم وكذلك لو جاحد وجوب صوم رمضان وصدق بذلك كله لا يجحد هذا. ولا تختلف المذاهب فيه وقد نطق به القرآن كما قدمنا فمعلوم ان التوحيد هو اعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج. فكيف اذا جحد الانسان شيئا من هذه الامور كفره؟ ولو عمل بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. واذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر. سبحان الله ما ما اعجب هذا الجهل قالوا ايضا لهؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وقد اسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم. وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله ويصلون ويؤذنون فان قال انهم يشهدون ان مسيلمة نبي. قلنا هذا هو المطلوب اذا كان من رفع رجلا في رتبة النبي صلى الله عليه وسلم كفر وحل ماله ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة فكيف بمن رفع شمسنا او يوسف او صحابيا او نبيا او غيرهم في مرتبة جبار السماوات والارض. سبحانه ما اعظم شأنه كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون. ويقال ايضا الذين حرقهم علي ابن ابي طالب بالنار رضي الله عنه بالنار كلهم يدعون الاسلام. وهم من اصحاب علي رضي طبعا وتعلموا العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا في علي رضي الله عنه مثل الاعتقاد في يونس وشمسنا وامثالهما. فكيف اجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم اتظنون ان الصحابة يكفرون المسلمين؟ ام تظنون ان الاعتقاد في تاج وامثاله لا يضر؟ والاعتقاد في علي ابن ابي طالب يكفر. ويقال ايضا بنو عبيد قداح الذين ملكوا المغرب ومصر في زمن بني العباس كلهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويدعون الاسلام. ويصلون الجمعة والجماعة فلما اظهروا مخالفة الشريعة في يشاهدون ما نحن فيه اجمع العلماء على كفرهم وقتالهم وان بلادهم بلاد حرب. وغزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بايديهم من بلدان المسلمين. ويقال ايضا الى كان المشركون الاولون لم يكفروا الا لانهم جمعوا من الشرك وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن وانكار البعث وغير ذلك. فما معنى الباب الذي نكرهه العلماء في كل مذهب باب الحكم المرتد وهو المسلم الذي يكفر بعد الاسلاميين ثم ذكروا اشياء كثيرة كل نوع منها يكفر ويحل دم الرجل وماله حتى انهم ذكروا شيئا يسيرة عند من فعلها مثل كلمة يذكرها دون قلبه او كلمة يذكرها على وجه المسح واللعب. ويقال ايضا الذين ويقال ايضا الذين قال الله عز وجل فيهم يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة كفر وكفروا بعد اسلامهم اما سمعت الله كفرهم بكلمة؟ مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون معه ويزكون ويحجون واحد من الله. وكذلك الذين قال الله تعالى فيهم قل ابالله واياتهم ورسوله كنتم تستهزئون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم فهؤلاء الذين صرح الله عز وجل فيهم انهم كفروا بعد ايمانهم وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. قالوا كلمة ذكروا انهم قالوا ما على وجه المزح. فتأمل هذه الشبهة وهي قولهم المسلمين هنا سينشهدون ان لا اله الا الله ويصلون ويصومون ويحجون. ثم تأمل جوابها فانه من انفع ما في هذه الاوراق. ومن الدليل على ذلك كي يضمحك الله عز وجل عن بني اسرائيل مع اسلامهم وعلمهم وصلاحهم انهم قالوا لموسى اجعل لنا اله. وقال اناس من الصحابة رضي الله عنهم اجعل لنا يا رسول الله ذات انواط كما لهم ذات انواط فحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا مثل قول بني اسرائيل لموسى اجعل لنا اله ولكن للمشركين جبهة يدلون بها عند هذه القصة وهي انهم يقولون ان بني اسرائيل لم يكفروا بذلك وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم ذات انواع لم يكفروا فالجواب ان تقول ان بني اسرائيل لم يفعلوا ذلك وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا ذلك ولا خلاف ان بني اسرائيل لو فعلوا ذلك لكفروا. وكذلك لا خلاف ان الذين نهى النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يطيعوه واتخذوا ذات ادواط بعد نهيه لكفروا وهذا هو المطلوب. ولكن هذه القصة تفيد ان المسلم بني العالم قد يقع في انواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلم والتحرز ومعرفة ان قول الجانب التوحيد فهمناه ان هذا من اكبر الجهل ومكائد الشيطان. وتفيض ايضا ان المجتهد الذين تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك وتاب من ساعته انه لا يكفر. كما فعل بني اسرائيل والذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفيد وايضا انه لو لم يكفر فانه يغلظ عليهم كلام تغليظا شديدا كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ المصنف رحمه الله من ابطال الشبه المتعلقة بدعاوى من يزعم ان تلك الافعال ليس ليست ان تلك الافعال ليست شركا اتبعها بابطال شبه من يزعم ان هؤلاء وان وقعت منهم تلك الافعال الشركية فانهم لا يكفرون ولا يقاتلون لما فرغ المصنف من ابطال الشبه المتعلقة بدعاوى من يزعم ان تلك الافعال ليست شركا اتبعها بابطال شبه من يزعم ان هؤلاء وان وقعت منهم تلك الافعال الشركية فانه هم لا يكفرون ولا يقاتلون وهذه الجملة من قوله في ابطال هذه الدعوة هي من انفع ما في هذه الاوراق كما قال فان كثيرا من اهل العلم وافقوه على ان افعال اولئك من المتأخرين شرك فحكموا على ان من توجه على ان التوجه الى الصالحين ودعاءهم والذبح لهم والنذر والاستغاثة بهم الذي كيفاش في المتأخرين هو من الشرك واحجم عن تكفير اولئك وقتالهم واحجموا عن تكفير اولئك وقتالهم فذكر المصنف هنا ما يدل على كفرهم وقتالهم. فذكر المصنف هنا ما يدل على كفرهم وقتالهم. من وجوه ثمانية من وجوه ثمانية الوجه الاول ان من امن ببعض الاحكام وكفر ببعضها فهو كافر بالجميع ان من امن ببعض الاحكام وكفر ببعضها فهو كافر بالجميع. كمن اقر بالصلاة وانكر الحج او اقر بالحج وانكر الزكاة فلا يقبل منه ايمانه بما امن به فلا يقبل منه ايمانه بما امن به ويصير كافرا فكذلك من امن بالصلاة ولم يؤمن بجعل الدعاء لله وحده وكذلك من امن بالصلاة ولم يؤمن بدعاء الله وحده فانه يكون كافرا والوجه الثاني اطباق العلماء ومنهم الصحابة اطباق العلماء ومنهم الصحابة اي اجماعهم على تكفير من وقعت منهم بعض اعمال الكفر على تكفير من وقعت منهم بعض اعمال الكفر وقتالهم وقتالهم وهو استدلال بالاجماع العملي الواقع من الصحابة فمن بعده من العلماء وهو استدلال بالاجماع العملي الواقع من الصحابة فمن بعدهم من العلماء في وقائع عدة ذكر المصنف منها ثلاث وقائع الواقعة الاولى واقعة الصحابة مع بني حنيفة واقعة الصحابة مع بني حنيفة فانهم كانوا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. ويصلون ويؤذنون لكنهم كانوا يزعمون ان مسيلمة نبي ايضا. لكنهم كانوا يزعمون ان مسيلمة نبي ايضا. فاكثرهم الصحابة رضي الله عنهم وقاتلوهم لاكثرهم الصحابة رضي الله عنهم وقاتلوهم ووقع هذا من الصحابة في حق من رفع احدا الى مقام النبوة والرسالة. ووقع هذا من الصحابة في حق من رفع احدا الى مقام النبوة والرسالة. فكيف بمن رفع احدا الى مقام الالوهية فكيف بمن رفع احدا الى مقام الالوهية؟ فجعل له ما جعل من الدعاء والنذر والعبادة وغير والنذر الاستعانة وغير ذلك من انواع العبادة والواقعة الثانية واقعة علي رضي الله عنه بتكفيره الغاليين فيه. واقعة علي رضي الله عنه في تكفيره الغاليين فيه الزاعمين ما زعموا فيه. الزاعمين ما زعموا فيه. فاكثرهم علي وحرقهم بالنار فاكثرهم علي وحرقهم بالنار ووافقه الصحابة على تكفيرهم ووافقه الصحابة على تكفيرهم ولم يعيبوا عليه ذلك ولم يعيبوا عليه ذلك وعاب من عاب عليه منهم تحريكهم بالنار وعاب من عاب عليه منهم تحريقهم بالنار ورأى ان حقهم قتلهم في السير. ورأى ان حقهم قتلهم بالسيف فهم يوافقونه في التكفير والقتل وخالفه من خالفه في الة القتل هم يوافقونه في التكفير والقتل وخالفه من خالفه في الة القتل. والواقعة الثالثة واقعة ظهور العبيديين دائهم على مصر على مصر وغيرها من البلدان. واقعة ظهور العبيديين واستيلاءهم على مصر وغيرهم من البلدان. وكانوا يتسمون زورا بالفاطميين وكانوا يتسمون زورا بالفاطميين ووقع منهم ما وقع مما خرجوا به عن الشرع ووقع منه ما وقع مما خرجوا به عن الشرع. فاكثرهم العلماء اجماعا فاكثرهم العلماء اجماعا. نقل اجماعهم القاضي عياض اليحصبي نقل اجماعهم القاضي اياض ليحصبي وغيرهم. فهذه الوقائع تدل على تحقق الاجماع العملي في ان من وقع منهما يكفره فانه يكفر وان زعم انه مسلم فانه يكفر وان زعم انه مسلم. ويقاتل على ذلك ويقاتل على ذلك قطعا لدابره ومحقا لشره. قطعا لدابره محقد شره والوجه الثالث ان العلماء رحمهم الله في كل مذهب عقدوا بابا يقال له باب الردة عقدوا بابا ان العلماء في كل مذهب عقدوا بابا يقال له باب الردة. يذكرون فيه نواقض الاسلام. يذكرون فيه نواقض الاسلام ومقصودهم من عقد هذا الباب بيان ان المسلم قد يكفر بقول او فعل او اعتقاد او شك ومقصودهم من هذا الباب ان المسلم قد يكفر بقول او فعل او اعتقاد او شك ولو لم يكن هذا مرادهم لم يكن للباب فائدة. ولو لم يكن هذا مرادهم لم يكن للباب فائدة فالمرتد عندهم من المسلم فالمرتد عندهم هو المسلم الذي انتقض دينه فالمرتد عندهم والمسلم الذي انتقض دينه الذي انتقض دينه بقول او فعل او اعتقاد او شك فهو معدود اصلا من المسلمين فهو معدود اصلا من المسلمين ثم تلبس بما تلبس به فيحكم عليه بانه صار من الكافرين والوجه الرابع ان الله حكم بكفر اناس لكلمة تكلموا بها ان الله حكم بكفر اناس بكلمة تكلموا بها كما قال تعالى. ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامه ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم فاكثرهم الله مع كونهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ويصلون ويصومون ويجاهدون. فاكفرهم الله مع كونهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ما ويصلون ويصومون ويجاهدون. والوجه الخامس ما وقع من المستهزئين من الكلام في غزوة تبوك ما وقع من المستهزئين من الكلام في غزوة تبوك فاكثرهم الله فاكثرهم الله عز وجل وكانوا غزاة مقاتلين مع النبي صلى الله عليه وسلم. وكانوا غزاة مقاتلين مع النبي صلى الله عليه وسلم. والوجه السادس ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم وهؤلاء المتأخرون يشهدون ان لا اله الا الله ويصدقون بالرسول صلى الله عليه وسلم ويصدقون الرسول صلى الله عليه وسلم لكنهم يصدقونه بشيء ويكذبونه في شيء اخر لكنهم يصدقونه في شيء ويكذبونه في شيء اخر وهم بتكذيبه له صلى الله عليه وسلم كافرون مرتدون وهم بتكذيبه صلى الله عليه وسلم كافرون مرتدون. كمن يصدقه باثبات الشفاعة له كمن يصدقه باثبات الشفاعة له ويكذبه في افراد الله بالدعاء والعبادة يكذبه في افراد الله بالدعاء والعبادة والوجه السابع ان من جاهد وجوب الحج وكفر وان كان يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلي ويصوم ان من جحد وجوب الحج كفر وان كان يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلي ويصوم كما وقع في سبب نزول هذه الاية كما وقع بسبب نزول هذه الاية. ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين ان قوما اقروا بالصلاة وغيرها ولما امروا بالحج ابوا ان قوما اقروا بالصلاة وغيرها ولما امروا بالحج ابوه. فنزلت الاية في كفرهم فنزلت الاية في كفرهم ويروى في هذا اثار عن جماعة من التابعين. ويروى في هذا اثار عن جماعة من التابعين. والاية كيفما كان دالة على كوبري من جهد وجوب الحج. والاية كيفما كان دالة على كفر من جحد وجوب الحج فلو اقر بالصلاة والصيام والصلاة بالصلاة والصيام والزكاة وجحد الحج فانه وكافر واذا كان هذا في حق من جحد شيئا دون توحيد الله سبحانه وتعالى فكيف اذا كان جاحدا التوحيد؟ فكيف اذا كان جاحدا التوحيد؟ والحديث والوجه الثامن حديث ذات انواط حديث ذات انواط المروي عند الترمذي من حديث ابي واقد رضي الله عنه واسناده صحيح وفيه ان بني اسرائيل وقعوا في الكفر لما قالوا لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة لما قالوا اجعل لنا الها كما لهم الهة. فزجرهم موسى عن ذلك ونهاهم عنه. ووقع نظيره مع من كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين ووقع نظيره مع من كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين. فكان فيهم من سأل النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم ذات انواط اي شجرة عظيمة يعلقون فيها اسلحتهم تبركا بها اي شجرة عظيمة يعلقون بها اسلحتهم تبركا بها فزجرهم النبي صلى الله عليه وسلم ونهاهم عنه وبين ان هذا هو كقول اصحاب موسى لموسى عليه الصلاة والسلام وبين ان هذا كقول اصحاب موسى لموسى عليه الصلاة والسلام فهذه الادلة الثمانية كلها تدل على ان من وقع في شيء من انواع الكفر انه يكفر فانه يكفر وانه يستحق القتل والقتال بذلك دفعا لشره قطعا لدابره وختم المصنف بذكر ثلاث فوائد من قصة ذات انواط فالفائدة الاولى الحذر من الشرك بالخوف منه. الحذر من الشرك بالخوف منه. والفائدة الثانية الاعلام ان العبد اذا وقع منه شيء من اقوال الكفر واعماله الاعلام بان العبد اذا وقع شيء واذا وقع منه شيء من اقوال الكفر واعماله ثم نبه وتاب من ساعته فانه لا يكفر ثم نبه وتاب من ساعته فانه لا يكفر. والفائدة الثالثة ان من لم يكفر بكلمة الكفر اذا قالها جهلا فانه لا يتساهل معه ان من لم يكفر بكلمة كفر اذا قالها جهلا فانه لا يتساهل معه. بل يغلظ عليه وينكر عليه انكارا شديدا اذا بل يغلظ عليه وينكر عليه انكارا شديدا لشدة الامر الذي جاء به لشدة الامر الذي جاء به ووقع منه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وللمشركين شبهة اخرى وهي انهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على اسامة رضي الله عنه قتل من قال لا اله الا الله وقال اقاتلته بعدما قال لا اله الا الله وكذلك قوله امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله وكذلك احاديث اخرى في الكهف عن من قالها. ومراد هؤلاء الجهلة ان من قال لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل. فيقال لهؤلاء الجالية المسكينة معلوم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون لا اله الا الله. وان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلون ويدعون الاسلام. وكذلك الذين حرقهم علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالنار هؤلاء الجانات مقرون ان من انكر البعث كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله وان من انكر شيء من اركان الاسلام كفر وقتل ولو قالها فكيف لا تنفعه اذا جحد شيئا من هذه الفروع تنفعه اذا جحد التوحيد الذي هو اساس دين الرسل ورأسه. ولكن اعداء الله ما فهموا معنى الاحاديث. فاما حديث اسامة رضي الله عنه فانه قتل رجل ادعى الاسلام بسبب انه ظن انه من دعاه لا خوفا على عدمه وماله. والرجل لا يظهر الاسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك وانزل الله تعالى في ذلك. يا ايها الذين امنوا اذا الا فتبينوا الاية اي تثبتوا. فالاية تدل على انه يجب الكف عنه والتثبت فان تبين منه بعد ذلك كما يخالف الاسلام قتل من قوله فتبينوا ولو كان لا يقتلون واذا قال الم يكن للتثبت معنى وكذلك الحديث الاخر وامثاله معناه ما ذكرت ان من اظهر الاسلام والتوحيد وجب الكف عنه الا ان يتبين منه ما يناقض ذلك. والدليل على هذا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال اقتلته بعدما قال لا اله الا الله؟ وقال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله. هو الذي قال في الخوارج اينما لقيتم فاقتلوهم لان ادركتم لاقتلنهم قتلى عاد مع كوني من اكثر الناس عبادة تكبيرا وتهلينا حتى ان الصحابة يحقرون انفسهم عندهم وهم تعلموا العلم من الصحابة ولم تنفعهم لا اله الا الله ولا كثرة العبادة والادعاء والاسلام لما ظهر منه مخالفة الشريعة وكذلك ما ذكرنا من قتال اليهود وقتال الصحابة رضي الله عنهم بني حنيفة. وكذلك اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يغزو بني المصطلق ما اخبره رجل انه منعوا الزكاة حتى انزل الله عز وجل يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسقون بنبأ الاية وكان الرجل كاذبا عليهم فكل هذا يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الواردة ما ذكرنا دخل المصنف رحمه الله شبهة اخرى لهؤلاء وهي انهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على اسامة رضي الله عنه قتل من قال لا اله الا الله وقال اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا حتى يقولوا لا اله الا الله وكذلك احاديث اخرى في الكفر عن من قالها ومراد هؤلاء ان من قالها لا يكفر ولا ولا يقتل ولو فعل ما فعل وبين المصنف ان القائلين بهذه الشبهة مكابرون لاربعة امور. وبين المصنف ان القائلين بهذه الشبهة مكابرون باربعة امور. اولها انهم يقولون هذا مع علمهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وكانوا يقولون لا اله الا الله انهم يقولون هذا مع علمهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وكانوا يقولون لا اله الا الله. وثانيها انهم يقولون هذا مع علمهم ان الصحابة قاتلوا بني حنيفة انهم يقولون هذا مع علمهم ان الصحابة قاتلوا بني حنيفة. وهم يقولون لا اله الا الله وثالثها انهم يقولون هذا مع علمهم ان عليا حرق من حرق وهم يقولون لا اله الا الله انهم يقولون هذا مع علمهم ان عليا حرق من حرق وهم يقولون لا اله الا الله ورابعها انهم يقولون هذا مع علمهم ان من انكر البعث كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله. انهم يقولون هذا مع علمهم ان من انكر البعث كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله وان من انكر شيئا من اركان الاسلام كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله وان من انكر شيئا من اركان من اركان الاسلام كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله واذا كانت لا تنفعه مع جهده شيئا من اركانه العملية فاولى الا تنفعه اذا جحد اصل الدين وهو توحيد الله واذا كانت لا تنفعه اذا جحد شيئا من اركان العملية فاولى الا تنفعه اذا جحد اصل الدين وهو توحيد الله. ثم بين المصنف حقيقة الامر ثم بين المصنف حقيقة الامر فقال ولكن اعداء الله ما فهموا معنى الاحاديث فان اعداء الله ولكن اعداء الله ما فهموا معنى الاحاديث. فالاحاديث المذكورة في هذا الباب يراد بها الامساك عمن ثبت له عصمة الحال فالاحاديث في هذا الباب يراد بها الامساك عن من ثبتت له عصمة الحال. فان عصمة العبد في دمه وماله وعرضه نوعان ان عصمة العبد في دمه وعرظه وماله نوعان. احدهما عصمة الحال عصمة الحال وهي العصمة التي تثبت له اذا قال لا اله الا الله وهي العصمة التي تثبت له اذا قال لا اله الا الله فيمسك عنه حتى يتبين امره فيمسك عنه حتى يتبين امره والاخر عصمة المآل اي العاقبة عصمة المآل وهي العاقبة وهي تثبت له اذا التزم معنى لا اله الا الله وهي تثبت له اذا التزم معنى لا اله الا الله. فاذا ظهر منه ما يخالف معناها فاذا ظهر منه ما يخالف معناها كفر وقتل كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله. ولو قال لا اله الا الله. ثم ذكر المصنف اربعة ادلة لا تدل على صحة فهم الاحاديث وفق ما تقدم. ثم ذكر المصنف اربعة ادلة تدل على صحة فهم الاحاديث وفق ما تقدم وان المقصود هو الامساك في عصمة الحال وان المقصود هو الامساك في عصمة الحال واما بقاء عصمة المآل فمناط ببقاء التزامه بلا اله الا الله. واما بقاء عصمة المآل فمناط ببقاء التزامه بلا اله الا الله اولها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله وقال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله هو الذي امر بقتال الخوارج وهم يقولون لا اله الا الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال اقتلته بعدما قال لا اله الا الله؟ وقال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله هو الذي امر بقتال الخوارج وهم يقولون لا اله الا الله وثانيها ما تقدم من قتاله صلى الله عليه وسلم اليهود وهم يقولون لا اله الا الله ما تقدم من قتاله صلى الله عليه وسلم اليهود وهم يقولون لا اله الا الله فلم يكن مجرد قولهم لا اله الا الله عاصما دماءهم واموالهم واعراضهم فلم يكن مجرد قولهم لا اله الا الله عاصما دماءهم واموالهم واعراضهم وثالثها ما تقدم من قتال الصحابة بني حنيفة وهم يقولون لا اله الا الله ما تقدم من قتال الصحابة بني حنيفة وهم يقولون لا اله الا الله فانهم اقترفوا اعمالا زالت بها عنهم عصمة المآل فانهم اقترفوا اعمالا زالت بها عنهم عصمة المآل. اذ كانوا يقولون مسيلمة رسول الله. اذ كانوا يقولون مسيلمة رسول الله ورابعها قصة بني المصطلق قصة بني المصطلق وهم قبيلة من العرب دخلوا الاسلام وبعث اليهم النبي صلى الله عليه وسلم ساعيه يجبي زكاتهم اي يجمعها وهم قبيلة من العرب دخلوا الاسلام وبعث اليهم النبي صلى الله عليه وسلم ساعيه يجدي زكاتهم اي يجمعها فرجع عنهم وقال انهم منعوا الزكاة فرجع عنهم وقال انهم منعوا الزكاة فهم النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم فهم النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم مع انهم يقولون لا اله الا الله مع انهم يقولون لا اله الا الله وهم لم يمنع حق الله في توحيده هم لم يمنعوا حق الله في توحيده فمن لم يقم بحق الله في توحيده اولى بقتاله فمن منع حق الله بتوعيده اولى في قتاله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ولهم شبهة اخرى وهي ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس يوم القيامة يستغيثون ادم ثم بنوح ثم بإبراهيم ثم بموسى ثم بعيسى عليهم الصلاة والسلام. فكلهم يعتذرون حتى ينتهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فهذا يدل على ان الاستغاثة بغير الله ليست شركة. فالجواب ان تقول سبحان من طبع على قلوب اعدائه. فان الاستغاثة بالمخلوق على ما يقدر عليه لا ننكرها كما قال تعالى في قصة موسى فاستغاثه الذين العدوية. وكما يستغيث الانسان باصحابه في الحرب وغيره في اشياء يقدر عليها المخلوق. ونحن انكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الاولياء وغيرهم او في غيبتهم في الاشياء التي لا يقدر عليها المخلوق ولا يقدر عليها الا الله تعالى. اذا ثبت ذلك بالاستغاثة بالانبياء يوم القيامة يريدون منهم ان يدعوا الله عز وجل ان يحاسب الناس حتى يستريح اهل الجنة من كرب الموقف وهذا جائز والاخرة ان تأتي عند رجل صالح حتى يجالسك ويسمع كلامك تقول له ادعو الله لي كما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه في حياته في الاستسقاء وغيره. واما بعد موتهم فحاشى وكلا انهم سألوه ذلك عند قبره بل انكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبره فكيف دعاؤه نفسه ذكر المصنف رحمه الله هنا شبهة من شبه المشبهين في توحيد العبادة انهم يستدلون بحديث الشفاعة الطويل الذي يستغيث فيه الناس بالانبياء فيعتذر كلهم حتى ترجع الى نبينا صلى الله عليه وسلم فزعم اولئك المتهوقون ان الحديث يدل على ان الاستغاثة بغير الله ليست شركان ان فاستدل فزعم اولئك المتهوقون ان الحديث يدل على ان الاستغاثة بغير الله ليست شركا اتقع للناس مع الانبياء اتقع للناس مع الانبياء بلا نكير منهم عليهم بلا نكيل منهم عليه وبطلان هذه الشبهة ببيان ان ما فعلوه ليس من الاستغاثة الشركية. وبطلان هذه الشبهة ببيان ان ما فعلوه ليس من الاستغاثة الشركية فان الناس يستغيثون بحي حاضر فيما سئل فيه فان الناس يستغيثون حينئذ بحي حاضر قادر فيما سئل فيه ولا ينكر هذا احد من المسلمين ولا يمكن احد ولا ينكر هذا احد من المسلمين وانما الشأن في الاستغاثة بالموتى او الغائبين او العاجزين عما سئلوا فيه. وانما الشأن في الاستغاثة بالموتى او الغائبين او العاجزين عما سئلوا فيه فهذه هي الاستغاثة الشركية هذه هي الاستغاثة الشركية التي ينكرها اهل التوحيد التي ينكرها اهل التوحيد للايات والاحاديث الواردة في ذلك للايات والاحاديث الواردة في ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهم شبهة اخرى وهي قصة ابراهيم عليه السلام لما القي في النار فاعترض له جبرائيل في الهواء فقال الك حاجة؟ فقال ابراهيم عليه السلام واما اليك فلا. قالوا فلو كانت الاستغاثة بجبرائيل شرك لم يعرضها على ابراهيم. فالجواب ان هذا من جنس الشبهة الاولى فان جبرائيل عليه السلام عارض عليه ان ينفعه بامر يقدر عليه فانه كما قال الله تعالى فيه علمه شديد القوى فلو اذن الله عز وجل له ان يأخذ نار ابراهيم وما حولها من الارض والجبال ويلقيها في المشرق والمغرب لفعل. ولو امره الله ان يضع ابراهيم انهم في مكان بعيد لفعلوا ولو امرهم ان يرفعوا الى السماء لفعل. وهذا كرجل غني له مال كثير يرى رجلا محتاجا فيعرض عليه ان يقرضه او يهبه شيئا يقضي به حاجته الرجل المحتاج ان يأخذ ويصبر حتى يأتيه الله عز وجل برزق منه لا منة فيه لاحد. فاين هذا من استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون ختم المصنف رحمه الله بذكر شبهة من مقالات المبطلين في توحيد العبادة وهي استدلالهم بقصة ابراهيم عليه السلام لما القي في النار فاعترض له جبرائيل في الهواء فقال الك حاجة؟ فقال ابراهيم عليه عليه السلام اما اليك فلا وبطلان هذه الشبهة من جهتين احداهما من جهة الرواية احداهما من جهة الرواية وهي انها قصة لا تصح ولا تثبت انها قصة لا تصح ولا تثبت والاخرى من جهة الدراية والاخرى من جهة الدراية وهي ان قول جبريل لو ثبت الك حاجة هو من عرض الحي الحاضر القادم ان ان قول جبريل لو ثبت الك حاجة هو من عرظ الحي الحاضر القادر وليس هذا من الاستغاثة الشركية وليس هذا من الاستغاثة الشركية. فان جبريل كان حيا حاضرا قادرا على ما يسأل فيه فان جبريل كان حيا حاضرا قادرا على ما يسأل فيه بان هذا وما عليه المشركون الذين يستغيثون بالاموات والغائبين بان هذا وما عليه المشركون الذين يستغيثون بالاموات والغائبين والعاجزين الذين لا يقدرون على ما يسألون فيه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ولنختم مسألة عظيمة مهمة تفهم ما تقدم. ولكن نفرد لها الكلام لعظم شأنها من كثرة الغلط فيها نقول لا خلاف ان التوحيد لا بد ان ينكر من القلب واللسان والعمل فان اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلما فان عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاين كفرعون وابليس وامثالهما وهذا يغلط فيه كثير من الناس يقولون هذا حق ونحن نفهم هذا ونشهد انه الحق ولكن لا نقدر ان نفعله ولا يجوز عند اهل بلدنا الا من وافقهم وغير ذلك من الاعذار. ولم يعرف المسكين ان غالب ائمة الكفر يعرفون الحق او لم يتركوه الا لشيء من الاعدام كما قال تعالى اشتروا اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا وغير ذلك من الآيات كقول يعرفونهم كما يعرفون ابنائهم. فان عمل بالتوحيد عملا ظاهرا وهنافا ولا يعتقد بقلبه فهو منافق وشر من كافر خالص كما قال تعالى المنافقين في الدرك الاسفل من النار. وهذه مسألة كبيرة طويلة تبين لك اذا تأملتها في السنة الناس. ترى من يعرف الحق ويترك العمل به لخوف نقص دنياه او جاهه او ملكه او مداره وترى من يعمل به ظاهرا لا باطن فاذا سألته عما يعتقده بقلبه اذا هو لا يعرفه. ولكن عليك بفهم ايتين من كتاب الله تعالى اولاهما ما تقدموا قوله لا تعتذروا قد كفرتم من بعد ايمانكم فاذا تحققت ان بعض الصحابة الذين غزوا الروم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفروا بسبب كلمة قالوا ما في زين تبوك على وجه المسح واللعين. تبين لك ان الذي يتكلم بالكفر او يعمل به خوفا من نقص مال او جاه او مداراة لاحد اعظم ممن يتكلم بكلمة يمزح بها. والاية الثانية قوله تعالى من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن ما انشرح بالكفر صدرا فلم يعد الله عز وجل من هؤلاء الا من اكره مع كون قلبه مطمئنا بالايمان واما غيره. هذا وقد كبر بعد ايمانه سواء فعله خوفا او طمعا او مداراة لاحد او مشحة بوطنه يا وهني او عشيرة يومان او فعله على وجه المسح او لغير ذلك من الاغراض الا المكره والاية تدل على هذا من جهتين الاولى قوله الا من اوتي فلم يستثني الله عز وجل الا المقرأ ومعلوم ان الانسان لا يكره الا على العمل او من كلامه واما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها. الثانية قوله تعالى ذلك بانه مستحب الحياة الدنيا على الاخرة. فصرح ان هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد والبغضان الديني او محبة الكفر وانما سببه ان له في ذلك حظ من حظوظ الدنيا فاثرهم على الدين والله اعلم ختم المصنف رحمه الله كتابه بمسألة اشار اليها بالتعظيم فقال ولنختم الكتاب بمسألة بذكر مسألة عظيمة مهمة تفهم بما تقدم ولكن نفرد الكلام ولكن نفرد لها الكلام لعظم شأنها ولكثرة الغلط فيها ثم بين ان التوحيد متعلق بثلاثة اجزاء هي القلب واللسان والعمل. ثم بين ان التوحيد متعلق بثلاثة اجزاء هي القلب واللسان والعمل فلا يكون الرجل موحدا حتى يجتمع قلبه ولسانه وعمله على الاقرار بالتوحيد فلا يكون الرجل موحدا حتى يجتمع قلبه ولسانه وعمله على الاقرار بالتوحيد اما من اقر بقلبه فقط او اعترف بالتوحيد بلسانه وفي ظاهر عمله ولم يقر به باطنا فانه لا يثبت له توحيده. وهذه المسألة مبنية على اصل عظيم يعتقده اهل السنة وهذه المسألة مبنية على اصل عظيم يعتقده اهل السنة. وهو ان الايمان دائر على قلبي ولساني والجوارح وهو ان الايمان دائر على القلب واللسان والجوارح فلا يكون العبد مؤمنا موحدا حتى يستكمل ما يتعلق بهذه الالات كلها. فلا يكون العبد مؤمنا واحدا حتى يأتي حتى يأتي بما على هذه الالات كلها فيكون ايمانه بقلبه ولسانه وعمله ثم حث المصنف رحمه الله تعالى على فهم ايتين تدلان على ان العبد قد يكفر بسبب كلمة يقولها على وجه اللعب والمزاح واذا كان يكفر بكلمة يقولها على هذا الوجه فانه يكفر من تكلم بالكفر او عمل به لخوفا لنقص ماله او جاه او مداراة لاحد وان حاله اعظم منه من تكلم بكلمة يمزح بها والعلم بهذا يوجب للعبد الحذر من الوقوع في شيء من ذلك والعلم بهذا يوجب للعبد الحذر من الوقوع في شيء من ذلك. وبين انه لا يخرج العبد من تبعة تلك الاحوال الا في الاكراه وبين انه لا يخرج العبد من تبعة تلك الاحوال الا في الاكراه. ففي الاكراه يعذر العبد دون غيره والاكراه هو ارغام العبد على ما لا يريد. هو ارغام العبد على ما لا يريد والمكره له حالان احداهما اكراهه مع اطمئنان قلبه بالايمان اكراهه مع اطمئنان قلبه بالايمان. وهذا لا شيء عليه وهذا لا شيء عليه كما قال تعالى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. فيكره على قول او عمل كفري رغما عنه ويبقى قلبه مطمئنا بالايمان فيكون معذورا. والاخرى اكراهه مع اطمئنان قلبه بالكفر اكراهه مع اطمئنان قلبه بالكفر. فيخرج بذلك من الاسلام فيخرج بذلك من الاسلام. ثم نبه المصنف الى قاعدة عظيمة في قوله ومعلوم ان الانسان لا يكره الا على العمل او الكلام واما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها فالمكره عليه له موردان فالمكره عليه له موردان. احدهما ان يكون في الاقوال والاعمال ان يكون في الاقوال والاعمال. وهذه يقع الاكراه فيها. وهذه يقع الاكراه فيها. والاخر ان يكون في عقيدة القلب ان يكون في عقيدة القلب ومدعيها كاذب. ومدعيها كاذب. لان العقائد الباطنة لا يمكن الاكراه عليه لان العقائد الباطنة لا يمكن الاكراه عليها اذ لا يطلع عليها احد الا الله. اذ لا يطلع عليها احد الا الله والمكره انما يعقل من المكره ظاهرة والمكره انما يعقل من المكره ظاهره وهذا اخر البيان على هذا الكتاب بما يناسب المقام واجزت لكم روايته عني على الوجه الذي تقدم بيانه في في المجلس الثاني في شرح كتاب تعظيم العلم لقاؤنا بعد العصر ان شاء الله تعالى في شرح العقيدة الواسطية. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين. والسلام ورحمة الله وبركاته