سواء اخفاها او اظهره لقوله ان تبدوا الصدقات فنعماها وان تخفوها وتطيعوا الفقراء فهو خير لكم ومنها ان الاصرار بالصدقة افضل لقوله تا هو خير لكم وللحديث الصحيح سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله وذكر منهم رجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ولكن قد يكون في الاظهار خير يرجح على الاسراء كما لو كان هذا الفقير طلب منا ان نعينه ونساعده فاظهرت الصدقة عليه من اجل ان يقتدي بك الناس هذا يكون خيرا ومن فوائد الاية الكريمة تفاضل الاعمال ان بعض الاعمال افضل من بعض لقوله فهو خير لكم وتفاضل الاعمال يستلزم تفاضل العامل اليس كذلك نعم لان الانسان يشرف بعمله ويفضل بعمله وتفاضل الاعمال يستلزم زيادة الايمان لان الايمان قول وعمل فاذا تفاضلت الاعمال تفاضل الايمان وهذا كله دليل على مذهب اهل السنة والجماعة وهو تفاضل الاعمال والعمال وقد ذكرنا فيما سبق ان سبب فضل ان لاسباب فظل العمل ها ان له اسبابا ستة اظن او سبعة نعم مرت علينا سابقا فراجعوه فهنا فيه تفاضل الامال الذي يستلزم تفاضل الايمان واهل السنة والجماعة يؤمنون بان الايمان يزيد وينقص كما سيأتي ان شاء الله تعالى في العقيدة ومن فوائد الاية الكريمة ان الصدقة سبب لتكفير السيئات لقوله ونكفر عنكم من سيئاتكم ها قراءة يكفر عنكم من سيئاتكم ويشهد لهذا ايضا بل يؤيده يؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل ثم لا تتجافى جنوبهم عن المضاجع ومن فوائد الاية الكريمة اثبات افعال الله الاختيارية كما هو مذهب اهل السنة والجماعة ومعنى الاختيارية التي يفعلها بمشيئته وارادته وليس المعنى ان الله تعالى قد يكره عن العمل لا لقوله ونكفر عنكم من سيئاتكم ومن فوائد الاية بيان اثار الذنوب وانها تسوء العبد لقوله من سيئاته ومنها اثبات الاسم لله عز وجل الخبير واثبات ما دل عليه من صفة ومنها تحذير العبد من المخالفة لقوله والله بما تعملون خبيث فان اخباره ايانا بذلك يستلزم ان نخشى من خبرته عز وجل فلا يفقدنا حيث امرنا ولا يرانا حيث نهانا ثم قال الله تعالى ليس عليك هداهم الخطاب هنا للرسول صلى الله عليه وسلم ليس عليك هداهم هداهم الضمير يعود على على بني ادم والهدى هنا المنفي خلق توفيق واما هدى البيان فهو على الرسول عليه الصلاة والسلام لقوله تعالى يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك ولقوله تعالى ان عليك الا البلاغ نعم وقال تعالى فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب الى اخر الى ايات كثيرة تدل على ان على الرسول صلى الله عليه وسلم ان يهدي الناس هداية الدلالة والاخيار اما هداية التوفيق فليست على الرسول ولا الى الرسول لا يجب عليه ان يهديهم وليس وليس بقدرته واستطاعته ان يهديهم ولو كان بقدرته ان يهديهم لهدى عمه ابا طالب ولكنه لا يستطيع ذلك لان هذا الى الله تعالى وحده واذا كان ليس عليه وجاههم فمن الذي يتولى ذلك تستمع قال ولكن الله يهدي من يشاء ولكن الله يهدي من يشاء هداية دلالة وارشاد ولا هداية توفيق ها نعم جميعا جميعا لكن انصها هداية التوفيق لانها جاءت بعد نفي الهداية من الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن الله يهدي من يشاء لما لما بين الله عز وجل وعلى المتصدقين واحوال المرابين وان الله سبحانه وتعالى اه يحب ان يتصدق العبد بما يتضمنه صدقته من المعروف والاحسان قال قال للنبي صلى الله عليه وسلم ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء والايات السابقة ليس فيها تعرض للربا لكن فيها تعرض للانفاق وعدم الانفاق الانفاق والبخل والربا سيأتي ان شاء الله فيما بعد قال الله تعالى ليس عليك هداهم الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والهدى الذي نفى الله عنه نفى الله وجوبه على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهدى التوفيق فان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يلزم بان يهتدي الناس انما يلزمه البلاغ اما اهتداء الناس فهو الى الله ولهذا قال ولكن الله يهدي من يشاء واما هداهم الذي بمعنى ابلاغ الرسالة اليهم وابلاغ الوحي فانه واجب على الرسول صلى الله عليه وسلم يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك لكن هنا التوفيق ليس الى الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن الله يهدي من يشاء يعني ولكن الهداية على الله عز وجل كما قال تعالى ان علينا للهدى وان لنا للاخرة والاولى فالله سبحانه وتعالى هو الذي يهدي من يشاء ويهدي هداية توفيق وهداية ارشاد وبيان فالله عز وجل هو الذي يبين لخلقه ويوفق من شاء من خلقه للهداية وقوله من يشاء مر علينا كثيرا بان اطلاق الفعل بان تعليق الفعل بالمشيئة او تقييد الفعل بالمشيئة مربوط بماذا؟ بالحكمة لان الله تعالى لا يشاء شيئا الا والحكمة تقتضي مشيئته وعلى هذا فيكون يهدي من يشاء ممن هو اهل للهداية ممن هو اهل للهداية كما قال الله تعالى الله اعلم حيث يجعل رسالته اما من ليس اهلا للهداية فان الله تعالى لا يهديه لانها حقت عليه كلمة العذاب ولانه زار فازاغ الله قلبهم قال وما تنفقوا من خير فلانفسكم وليس لله عز وجل والله تعالى لا ينتفع به ما تنفقوا من خير فلانفسكم يقدمونه وما لا تنفقونه فقد حرمتم انفسكم قول ما تنفق من خير ما هذه شرطية بدليل اقتران الجواب بالفاء في قوله فلأنفسكم وقوله من خير بيان لما الشرطية لان ما الشرطية مبهمة تحتاج الى بيان يعني اي خير تنفقونه فلأنفسكم ومن المراد بالخير الخير كل ما بذل لوجه الله عز وجل من مال او منفعة واغلب ما يكون في الاموال ولكن قد يكون في المنافع ايضا وقوله فلانفسكم الفرائض للجواب والجار ومزور خبر مبتدأ محذوف والتقدير فهو لانفسكم يعني وليس لغيركم وهذا كقوله تعالى وان ليس للانسان الا ما سعى وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله يعني ما تنفقون انفاقا ينفعكم الا ما ابتغيتم به وجه الله فاما ما ابتوي به سوى الله فلا ينفع صاحبه بل هو خسارة عليه وقوله الا ابتغاء اي طلب وقوله ابتغاء وجه الله المراد به الوجه الحقيقي وذلك ان الانسان اذا كان من اهل الجنة فانه ينظر الى الله عز وجل ينظر اليه نظرا حقيقيا بالعين كما قال الله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم انكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر اذا الا طلب وجه الله اي وجهه الحقيقي الذي هو صفته لان من وصل الى الجنة نظر الى وجه الله فيكون اعلى مطلوب للانسان في عمله الصالح هو النظر الى وجه الله عز وجل اذا المراد بالوجه الاخ ها امراض الوجه الحقيقي ولا الجهة حقيقي كيف يبتغى الانسان يطلب الانسان وجه الله شلون يعني نعم النظر الى وجهه الذي يكون في دار في دار كرامتي وهي الجنة قال واذا ما تنفقون الا ابتغاء وجه الله اذا قال قائل السنا نرى احدا ينفق بغير وجه الله فالجواب بلى نرى ذلك لكن الانفاق النافع هو الذي ابتغي به وجه الله يقول النبي عليه الصلاة والسلام لسعد ابن ابي وقاص واعلم انك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها حتى ما تجعله في في امرأتك وما تنفقوا من خير يوفى اليكم ما هذه ايضا شرطية بدليل تزني الجواب يوفى فانه مجزوم بحذف حرف العلة وهي الالف ما تنفقوا من خير يعني اي خير تنفقونه من الاموال قليلا كانه كثيرا يوفى اليكم اي تعطونه وكيف يوفى الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة قال وانتم لا تظلمون يعني لا تظلمون بنقص شيء من ثواب ما انفقتموه بل تعطونه وافيا كاملا بل ليس الامر اننا لا نظلم فقط بل ايش فلنزاد وتضاعف لنا الحسنات الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة والانسان اذا تصدق بعدل تمرة من كسب طيب فان الله تعالى يأخذها بيمينه ويربيها كما يربي الانسان فلوه يعني مهره الصغير حتى تكون مثل الجبل التمرة مثل الجبل كم ظوعفت ها؟ اضعاف كثيرة ما لها حصر تمرة اذا كانت مثل الجبل فما اظعاف كثيرة لا حصر لها يوفى اليكم وانتم لا تظلمون يعني لا يظلمكم الله عز وجل في ثوابكم لكمال عدله لا لعجزه عن الظلم ولكن لكمال عدله حرم الظلم على نفسه في هذه الاية فوائد كثيرة منها ان هداية الخلق ليست لازمة للرسل بل ولا لغيرهم لقوله ليس عليك هداهم وهذا كقوله لست عليهم بمسيطر ومن فوائدها ان الانسان اذا ابلغ شريعة الله برئت ذمته بقوله ليس عليك هداهم ولو كان ولو كانت ذمته لا تبرأ لكان ملزما بان يهتدوا وهذا ليس ليس عليه ومن فوائد الاية الكريمة اثبات ان جميع الامور دقيقة وجليلها بيد الله كقوله ولكن الله يهدي من يشاء وفيها رد على القدرية لقولهم لقوله ولكن الله يهدي من يشاء وفيها اثبات المشيئة لله لقوله من يشاء وفيها ايضا ان افعال العبد واقعة بمشيئة الله لان اهتداء العبد فعله فاذا كان واقعا بمشيئة الله فهو دليل على ان افعال العباد مقرونة متعلقة بمشيئة الله