قال الذين وصلوا في سبيل الله لا يستطيعون ظما في الارض يحسبهم جهل ان يعمل التعفف تعرفون بسيماهم لا يسألون الناس الحافا هذي خمس والسادسة الفقراء فهؤلاء هم المستحقون حقا بالصدقة والانفاق واذا تخلى فالصفة من الصفات فالاستحقاق باق لكن ليس كما اذا تمت هذه الصفات الست طيب في الاية الكريمة عدة فوائد نعم طيب ونكمل الاية وما تنفقوا من خير فان الله به عليم هذه الجملة الجملة الشرطية اجلت بها الاية المبينة لاهل الاستحقاق حثا على الانفاق لانه اذا كان اذا كان الله عليما باي خير ننفقه فسيجازينا عليه الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة فتأمل ما في هذه الايات من ظهور الحث على الانفاق وان الانفاق هذا كله مقيد بالخير ومقيد باهله الذين يستحقونه ففي الاية بيان من يستحق الانفاق الاستحقاق الكامل وهم الفقراء الموصوفون بهذه الصفات الخمس الخمس لأن قلنا هم الفقراء الموصوفان بهذه الصفات الخمس التي ارتكزت على الفقر طيب من فوائد الاية الكريمة ان تشاغل الانسان بعمل يعد من سبيل الله يبيح ان نعطيه وننفق عليه فلو تشاغل القادر على الكسب بطلب العلم فاننا نعطيه حتى من الصدقة الواجبة ليتفرغ لطلب لطلب العلم ولو تفرغ انسان للجهاد في سبيل الله الجهاد في سبيل الله اعطيناه ولا لا نعم اعطيناه ولو من الصدقة الواجبة طيب لو تفرغ الانسان للعبادة فان ذلك فانه لا يعطى الا من الصدقة المستحبة اما من الزكاة فلا يعطى لانه تفرغ لنفع قاصر لا يتعداه وفرق بين النفع القاصر والنفع العام ومن فوائد الاية الكريمة انه لا ينبغي ان نعطي بل لا يجوز ان نعطي من يستطيع التكسب لقوله لا يستطيعون ضربا في الارض فانه علم منه انهم اذا كانوا يستطيعون الضرب في الارض والتكسب فانهم لا يرطون ولهذا لما جاء رجلان الى الرسول صلى الله عليه وسلم يسألان الصدقة صعد فيهما النظر وصوبه ثم قال ان شئتما اعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب فاذا كان الانسان يستطيع الضرب في الارض والتجارة والتكسب فانه لا يعطى لانه وان كان فقيرا بماله لكنه ليس فقيرا بعمله ومن فوائد الاية الكريمة فضيلة التعفف فضيلة التعفف لقوله يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف ومنها التنبيه على انه ينبغي للانسان ان يكون فطنا كحزم ودقة نظر لان الله وصف هذا الذي لا يعلم عن حال هؤلاء بانه جاهد فقال يحسبهم الجاهل اغنياء ام التعفو فينبغي للانسان ان يكون ذا فطنة وحزم ونظر في الامور ومن فوائد الاية الكريمة اثبات الاسباب لقوله من التعفف فان من هنا للسببية اي بسبب تعففهم يظن الجاهل بحالهم انهم اغنياء ومن فوائد الاية الكريمة الاشارة الى الفراسة والفطنة لقوله تعرفهم بسيماهم فان السيمة هي العلامة التي لا يطلع عليها الا ذوي الفراسة وكم من انسان سليم القلب ليس عنده فراسة ولا بعد نظر يخدع في ادنى سبب وكم من انسان عنده قوة فراسة وحزن المناظر في العواقب يحميه الله تعالى بفراسته عن اشياء كثيرة ومن فوائد الاية الكريمة الثناء على من لا يسأل الناس لقوله لا يسألون الناس الحافا وقد كان من جملة ما بايع النبي صلى الله عليه وسلم عليه اصحابه الا يسألوا الناس شيئا حتى ان الرجل لا يسقط صوته من على بعيره فينزل ويأخذه ولا يقول لاخيه اعطني اياه كل هذا بعدا عن السؤال والسؤال لغير ظرورة سؤال المال لغير ظرورة محرم الا اذا علمنا ان المسؤول يفرح بذلك ويسر كما لو سأل الانسان صديقا له يعرف انه يكون ممتنا بهذا السؤال فان ذلك لا بأس به وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في في اللحم الذي على البرمة قال هو لبريرة صدقة ولنا منها هدية فاذا علمت ان صاحبك يسر لسؤالك الشيء ويفرح ولولا انك سألته لاهداه اليك مثلا فلا بأس ان تسأل ولكن ترك السؤال اسلم لانه من ذا الذي يتأكد بيقين ان صاحبه يحب ان يسأله ومن فوائد الاية الكريمة عموم علم الله لقوله تعالى وما تنفقوا من خير وهذه عامة اي خير نكون فان الله به عليم ففيه بيان علم الله بيان عموم علم الله وانه شامل لما يعمله الانسان ولما يفعله الله عز وجل بنفسه ثم قال تعالى مثنيا على المنفقين قال الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم الذين مبتدأ وجملة فلهم اجرهم خبر مبتدع واقترنت بالفاء لشبه لشبه المبتدى بالشرط في العموم لان المبتدأ هنا اسم موصول والاسم موصول يشبه الشرط في العموم قال الذين ينفقون اموالهم يحتمل ان يقال ان يراد بالاموال هنا كل الاموال ويحتمل ان يراد الجنس فيشمل الكل والبعض وقوله بالليل والنهار هذا فيه عموم الزمن سرا وعلانية فيه عموم الاحوال يعني على كل حال وفي كل زمن وقوله سرا اي قفاء وهو مفعول مطلق لينفقون يعني انفاقا سرا وعلانية يعني جهرا وفي تقديم السر على العلانية والجهر والليل على النهار دليل على ان الصدقة كلما كانت اخفى فهي افضل واولى ولكن قد تكون علانية افضل اذا ترتب على ذلك مصلحة قال فلهم اجرهم عند ربهم اجرهم يعني ثوابهم عند الله مدخرا يجدونه احوج ما يكونون اليه وهذا الاجر قد بين فيما سبق لان الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبت السبع سنابل في كل سنبلة ما تحبه والله يضاعف لمن يشاء قال ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون لا خوف عليهم فيما يستقبل ولا هم يحزنون فيما مضى فهم لا يحزنون على ما سبق ولا يخافون من المستقبل لانهم يرجون ثواب الله عز وجل ولا يحزنون على ما مضى لانهم انفقوه عن طيب نفس طيب في الاية الكريمة تلين ثناء على الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله سواء كان ليلا او نهارا او سرا او جهارا وفيه ايضا دليل على كثرة ثوابهم لانه اظافه الى نفسه فقال لهم اجرهم عند ربهم والثواب عند العظيم يكون عظيما ومن فوائده ان الاية ان الانفاق يكون سببا لشرح الصدر وطرد الهم والغم لقوله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وهذا امر مجرف مشاهد ان الانسان اذا انفق نفقة يبتغي به وجه الله انشرح صدره وسرت نفسه واطمأن قلبه وقد ذكر ابن القيم رحمه الله ذلك من اسباب انشراح الصدر ذكره في زاد المعالي ومن فوائد الايات الكريمة بيان عظم العطية لقوله لهم اجرهم عند ربهم لان عظم المعطي يستلزم ايضا العطية ومنها ايضا كرم الله عز وجل حيث جعل هذا الثواب الذي سببه منه واليه جعله اجرا لفاعله يؤجر عليه كالاجير اذا استأجرته فان اجره ثابت لازم ونقف على هذا لانه البحث الاتي مهم. نعم من اين يؤخذ الاخر هذا يكون دليل لهم يخافون بحجة لهم تقول لك ما تنفقون الا ابتغاء وجه الله ما تبون الثواب يقول نعم انت اذا عملت لله نفسه هذا لا بأس نعم اي من بعضهم ايش؟ وين وين فيه مم اي نعم لا هي الاحسن ان تكون بيانية لان ماء اذا جاءت من بعدما او الموصولة فهي بيانية ايه قاعد هنا قاعدة نعم للفقراء تعلق بماله بمحذوف خبر منتدى محذوف التفسير الانفاق للفقراء وتكون متعلقة لتنفقوا اذا كان لنا فيها احتمال لهذا ولهذا نعم اي نعم اذا اطلق فالمراد به قتال الاعداء هذا هو الصحيح