فقيل يا رسول الله ارأيت شحوم الميتة فانها تتلى بها السفن اولا قولهم يا رسول الله قيل يا رسول فقيل القائل مبهم ولا يعنينا ان نعرف عين القائل في مثل هذه الامور لان المهم هو القضية والحكم اما عين الشخص فالغالب اننا لا اننا لا نحتاج اليه هذا الغالب فلهذا دائما تأتي مثل هذه الصيغة فقيل يا رسول الله لانه لا يهتم بالقائل اهم شيء هو معرفة القضية والحكم وقولهم يا رسول الله هذا النداء الذي ارشدهم الله اليهم في قوله لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا يعني لا تقولوا يا محمد ترصفوه بما كلفه الله به وبما يختص به من الوصف وهو رسول الله ولهذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام ان يتكنى احد بكنيته لئلا يشاركه احد عند المناداة فيقال مثلا يا ابا القاسم فيظن انه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا خص كثير من اهل العلم النهي عن التكني بكنيته بما بما كان في حياته فقط لان لا يشاركه احد فاذا نوجي بين الناس يا ابا القاسم يظن من لا يعرفه ان هذا هو الرسول صلى الله عليه وسلم طيب اذا هذا من ادب الصحابة انهم يقولون يا رسول الله ولا احد يناديه باسمه الا اذا كان جاهلا كاعرابي يأتي الى المدينة فيقول يا محمد طيب كان يقول ارأيت شحوم الميتة هذا التركيب يوجد كثيرا في القرآن ارأيت ومعناه على سبيل الاجمال اخبرني اخبرني لان التقدير ارأيت كذا وكذا فارني ما رأيت اي اخبرني اما من حيث الاعراب فنقول ان رأى هنا علمية وشحوم مفعولها الاول ومفعولها الثاني محذوف ويكون غالبا جملة استفهامية نعم فهنا نقول شحوم مفعولها الاول ومفعولها الثاني محذوف ارأيت شحوم الميتة فانها تطلى بها السفن وتذهب الجول وتصبح بها الناس ايحل ايحل ثم ماذا نقدر الفاعل قال بعض العلماء ايحل هذا فيها يعني اان تتلى بها السفن ويستصبح الى الناس نعم موجودا بها الجنود او ايحل بيعها ايحل بيعها وقد اختلف العلماء رحمهم الله كيف ماذا يقدر الفاعل اهو البيع؟ او هذه المنافذ والصحيح انه البيع لان السياق في البيع ولان هذه الاشياء التي سألوها ما تحدث عنها النبي عليه الصلاة والسلام حتى يقال ارأيت هذا هل يحل وهو لم يتحدث عن تحريم المنافع اطلاقا. انما كان يتحدث عن عن البيع لكن لما رأوا هذه المنافع ظنوا ان ان هذه المنافع تقتضي حل بيعها كما ان المنافع الاذخر اقتضاء حل حشه في الحرم لما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لا يحش حشيشها قال للعباس الا الاخر فانه لكذا وكذا فقال الا الاضخم فظنوا رضي الله عنهم والكل نعم فظنوا رضي الله عنهم ان هذه المنافع تقتضي حل البيع كما اقصدت المنافع في الاذخر حل حشه وكما نعلم الان كل هذه الاحاديث ذكرها الرسول لا تحريم مكة ولا هذا الحديث ذكره في ايام الفتح فالصحابة كانهم استذكروا ما رخص فيه الرسول عليه الصلاة والسلام من جواز حشيش حشيش اظفر حشي الاظخر من اجل منافعه فظنوا ان هذه المنافع تقتضي حل البيع وان يكون هذا مخصصا لعموم تحريم الميتة هذا هو الصواب المتعين في الحديث ان المسؤول عنه ليست هذه المنافع وانما هو بيعها الذي تقتضي هذه المنافع حله عرفتم؟ طيب يقول ارأيت شحوم الميتة شحوم جمع شاحن قال بعضهم والشحم هو اللحم الابيض وقال بعضهم الشحم معروف ها اي اصح الثاني اصح لانك اذا قيل الشحم هو اللحم الابيظ راح يدور الواحد وين اللحم الابيض دوروا بالشاة لحم ابيض نعم ما قد لا يعرف اللحم الابيظ ثم يمكن يجي اللحوم البيضاء مثل الارانب والدجاج والسمك اي نعم على كل حال يقال الشحم معروف اما الميتة فهي الميتة التي عناها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ان الله حرم بيعا ميتا ثم علم قال فانها اي الشحوم تتلى بها السفن السفن المراكب البحرية تتلى بالشحن يعني تدهن لماذا من اجل ان لا يتشرب الخشب الماء لان الخشب اذا تشرب الماء ثقل وغرقت السفينة واذا كان على جدران السفينة هذا الطلاء من الشحم منع ان منع تشرب الخشب للماء فتبقى السفينة محمية بهذا الطلاء من ان تتشرب الماء. قال وتدهن بها الجلود اي جلود لا الجلود التي تدبر لان الدهن يلينها لان الدهن يلينها طيب قال ويستصبح بها الناس يستصبح يعني يجعلونها مصابيح المصابيح يعني سور وجالس كيف ذلك يضعون في الشحن اذا ذوبوه يضعون فيه فتيلة خرقة ثم يشبون في رأسهم ثم اه تأخذ بالاظاءة ما دام هذا الشحم او الدهن باقيا وهذا نسمع الناس يتحدثون عنه وان كنا ما ادركناه لكنه الى عهد قريب والناس يستعملونه نعم حتى انه في بعض الوصايا عندنا اوصى بان يوقد سراج المسجد ولو وصل الصاع ريالا قاع الودك نعم ريالا لان في ذلك الوقت الريال عندهم ها؟ عن اكثر من مئة ريال. كثير جدا على كل حال هذا الاستسماح يعني يوضع الشحم المذوب في اناء ويوضع فيه فتيلة وتشب فيها النار في رأسها وتكون مصباحا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا لا يعني لا يحل لان السؤال عن الحل وما الذي لا يحل قلنا فيها قولان لاهل العلم قل لا يحل هذا العمل طلج السفن والاستصباح ودهن الجلود وقيل بل البيع وهو الصواب بل ان السياق يعينه سياق الحديث ثم قال هو حرام اي البيع لماذا يكون حراما الميتة لان الميتة حرام حرام وجواز بيعها لهذه الاغراض يستلزم تداولها بين الناس تداولها بين الناس والاستهانة بها لانه كما يقال اذا كثر الامساس قل الاحساس. طيب ثم قال ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك قاتل الله اليهود قاتل بمعنى اهلك وقيل بمعنى لعن والان هو الطرد والابعاد عن رحمة الله وكون المقاتلة بمعنى اللعن هذا بعيد من الاشتقاق لان قاتل مشتقة منين؟ من قتل انقتل وليس فيها شيء من حروف اللعن الا اللام وليس بينها اشتقاق لا اكبر ولا اصغر ولا اوسط ولكن نقول ان معنى قاتل اهلك لان من قاتل الله او من قتله الله فهو فهو هالك قطعا فيكون الدعاء بالمقاتلة لهؤلاء معناه الدعاء بالهلاك وهذا هو المناسب للمادة لمادة هذه الكلمة وان كان كثير من المفسرين يفسرون القتال او القتل باللعن كقوله تعالى قتل الخلاصون اي لعنوا نعم لكن الاظهر ان ان المراد بالمقاتلة الافلاك لان تفسير الشيء بما يطابق مادته اولى من تفسيره بامر بعيد. طيب ثم قال قاتل الله اليهود اليهود هم الذين يدعون انهم يتبعون موسى عليه الصلاة والسلام وهم من بني اسرائيل ولكن لماذا وصفوا او لقطب بهذا اللقب قيل انه نسبة الى ابيهم جدهم يهوذا احد ابناء يعقوب وانه مع التعريب تحول الى يهود بالذات وقيل انه من هذا يهود لقولهم انا هدنا اليك اي رجعنا اي رجعنا وعلى كل حال سواء هذا او هذا فان اليهود معروفون بالمكر والخداع كما فعلوا في الحيتان حين حرم عليهم قيد السمك في يوم السبت فابتلاهم الله عز وجل وصارت الحيتان تأتي يوم السبت على ظاهر الماء شرعا وفي غيرهم السبت لا تأتيه فتحيلوا ووضعوا شبكا في يوم الجمعة فيأتي الحيتان يوم السبت ويدخل في الشبك ثم اذا كان يوم الاحد جاؤوا واخذوه فقالوا نحن ما صدنا يوم السبت فعاقبهم الله تعالى عقوبة تناسب ذنبه غلبهم الله قردة لان لان القردة اقرب ما يكون الى الانسان كما ان عملهم هذا قريب من الصحة يعني ظاهره انه ليس فيه صيد هذا هذا القرد قريب من الانسان صورة صورة انسان لكنه لكن معناه ها؟ حيوان طيب اذا المهم اليهود لما حرم الله عليهم عليهم شحومها وفي لفظ الشحوف والشحوم اعم الشحوم اعلى لانه يشمل شحوم الميتة وغير شحوم الميتة ومن المعلوم ان الله عز وجل حرم عليهم الشحوم وعلى الذين هادوا حررنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما من البقر والغنم حرم الله عليهم شحوم البقر والغنم الا ما حملت ظهورهما او الحوايا او ما اختلط بعرض فحرمت عليهم الشحوم الا هذه الاشياء لكن ماذا فعلوا يقول جملوه ثم باعوه فاكلوا ثمنه جملوه اي اذابوه وقالوا ما نأكل لكن ذوبه وبعه واشتري بثمنه ما تأكله فهذه حيلة قيل على محارم الله عز وجل ودعا عليهم النبي عليه عليه الصلاة والسلام بان الله يقاتلهم تحذيرا من فعلهم وتنفيرا عنه لان من فعل كفعلهم استحق ما يستحقون اذ ان البشر عند الله على حد سواء ان اكرمكم عند الله اتقاكم العاصي من هذه الامة بما عصت به بنو اسرائيل يوشك ان يلحقه من العقوبة ما لحق بني بني اسرائيل