وعلى نسب ما لك رضي الله عنه قال غلى السعر في عهد رسول في المدينة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الناس يا رسول الله قال السعر فسعر لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله هو المسعر القابض الباسط الرازق. واني لارجو ان القى الله وليس احد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال. رواه الخمسة الا النسائي وصححه ابن حبان نعم قوله قال السعر اي ارتفع وزاد ارتفع وزاد يقال غلا يغلو وكل هذه المادة الغين واللام والالف او الواو كلها فيها نوع من الزيادة فالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم والغليان فيه ارتفاع وزيادة. ولا السعر يعني ارتفع وزاد غلا يعني زاد في الحد فيه ايضا زيادة والسعر قيمة الاشياء اي ارتفعت القيمة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله قال السعر فسعد لنا يعني قدر قيمة الاشياء فقل مثلا صاع البر كذا وصاع التمر بكذا وصاع الاقط بكذا وما اشبه ذلك لانه اذا اذا سعر فلن يزيد احد على تسعيره ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بين لهم ان ذلك ليس اليه لان الذي بيده ملكوت السماوات والارض هو الله عز وجل فقال ان الله هو المسعر يعني هو الذي بيده الامر ان شاء عز وجل اغلى السعر وان شاء ارخص السعر كيف ذلك لان سبب الغلاء اما زيادة في نمو الناس واما نقص في المحصول واما جشع وطمع وكل ذلك بيد الله عز وجل الزيادة في النمو بيد من ها؟ بيد الله عز وجل وكذلك ايظا النقص في المحصول والزيادة فيه بيد الله ومعلوم انه اذا نقص المحصول زاد السعر او يكون من باب الطمع والجشع وهذا ايضا بيد الله لان الطمع والجشع من فعل الانسان والله تعالى خالق للانسان وخالق لفعله ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله هو المسعر لانه هو الذي يفعل اسباب الزيادة واسباب النقص طيب القابض الباسط وهذا مأخوذ من قوله عليه الصلاة والسلام يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر فهو ها؟ من قوله تعالى اه فهو القابض الذي يقبض الشيء ويقلله الباسط الذي يبسطه ويوسعه ويكثره وهذا من جملة افعاله عز وجل يقبض ويبسط والله يقبض ويبسط واليه ترجعون ثم الرازق يعني المعطي والرزق في الاصل العطاء كما قال الله تعالى فارزقوهم منه فارزقوهم فيها اي اعطوهم ورزق الله عز وجل ينقسم الى قسمين فسق مادة الحياة الجسدية رزق هو مادة الحياة الجسدية. ورزق مادة الحياة الروحية او القلبية فالاول يكون بالطعام والشراب والكسوة والسكن والثاني يكون بالعلم والايمان بالعلم والايمان وعلى هذا فنقول من ليس له كسب الا المحرم كالمراد هل الله رازقه؟ الجواب نعم. رازق بالمعنى الاول فارزقه بالمعنى الاول اما بالمعنى الثاني فلا شك انه ناقص الايمان لانه لو كان ايمانه كاملا ما انتهك محارم الله عز وجل باكل الربا الكافر مرزوق ولا لأ؟ باي معنيين؟ بالمعنى الاول لان الله تعالى رزقه ما يقوم به جسده اما ما يقوم به قلبه من العلم والايمان فانه مفقود لان علمه ان كان عنده علم لم ينتفع به وايمانه معدوم طيب يقول واني لارجو ان القى الله ان القى الله تعالى وليس احد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال لارجو ان القى الله. الرجاء هو الطلب الطلب النفسي مع وجود اسباب حصول المطلوب هذا الرجل اذا هو الطلب النفسي مع وجود اسباب حصول المطلوب فهو في الامور الميسورة والتمني في الامور المتعذرة او المتعسرة لكنه طلب كالرجاء لكن الرجع يكون في الامور القريبة والتمني في الامور البعيدة وقوله وما ان القى الله تعالى ما معنى تعالى؟ معناه تعالى اي ترفع وتعاليه عز وجل معنوي وحسي اما تعاليه المعنوي فهو انه سبحانه وتعالى متعال عن كل نقص واما الحسي فهو متعال على جميع الخلق ثم قال تعالى الكبير المتعاب يقول وما احد منكم يطلبني ما احد يطلبني يعني يكون له عندي مظلمة ويجوز مظلمة بدم في دم ولا ماء في في دم كالاعتداء على النفس ولا مال كالاعتداء على المال هذا الحديث القصة فيه مشهور يعني واضحة معروفة ان الصحابة لما غلى السعر لجأوا الى النبي صلى الله عليه وسلم يشكون اليه الامر وطلبوا اليه باعتباره باعتباره ذا السلطة والامام ان نساعر لهم فامتنع النبي صلى الله عليه وسلم وبين ان الامر بيد الله عز وجل وان التسعير على الناس نوع من الظلم ورجا الله عز وجل ان لا ان يلقاه وما احد منهم يطلبه بمظلمة في دم ولا مات فالحديث هذا يستفاد منه الفوائد اولا ان غلاء السعر سبب للقلق اي لطلق الناس واضطرابهم وهو كذلك لما فيه من ضيق القوت ويتفرع على هذه الفائدة ان رخص الاسعار فيه توسعة للناس وانبساط ولكن اعلم ان رخص الاسعار قد يكون احيانا ظررا على اخرين ولكن العبرة بالعموم فرخص الاسعار مثلا في المنتوجات قد قد يتضرر به من؟ المنتجون لكن عامة الناس ينتفعون به والمصالح العامة مقدمة على المصالح الخاصة الا ترى الى المطر يعتبر من رحمة الله ويفرح الناس به وقد يكون ظررا على بعظ الناس اليس كذلك؟ قد يكون ظررا على مزارع لا يحب ان يأتي المطر لانه قد اسقى زرعه اخرا سقيه واذا اسقاه اخر سقيه فربما يتضرر الزرع بما يأتي بعد ذلك من الماء. او يكون شخص قد بنى بنيانا ولم ييبس فاذا جاء المطر ظره وهدم بنيانه الى غير ذلك من المسائل التي يكون فيها المطر ظررا لكن لكنه ظرر مغتفر لانه قليل في جانب النفع العام واضح يا جماعة؟ طيب رأي من فوائد من فوائد الحديث ان الصحابة رضي الله عنهم يشكون الامور التي تقلقهم الى من؟ الى الرسول صلى الله عليه وسلم رجاء ان يعالجها بنفسه او بدعاء الله سبحانه وتعالى الرجل الذي دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة قال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل فادعوا الله يغيثنا هذا طلب من النبي عليه الصلاة والسلام علاج هذا الموقف بماذا؟ بدعاء الله. وهنا الصحابة رضي الله عنهم طلبوا علاج الموقف في فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الرسول تبرأ من ذلك ومن فوائد الحديث اثبات ان الله عز وجل هو الذي بيده الامور دون غيره. لقوله القابض الباسط الرازق وهذا يقوله النبي صلى الله عليه وسلم وهو احق الناس بان يكون له شيء من التدبير لو كان لاحد من المخلوقين شيء من التدبير فاذا انتفع هذا الامر بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانتفاؤه بالنسبة لغيره من باب اولى. وعلى هذا فلا يجوز للانسان ان يعلق قلبه باحد الا بالله سبحانه وتعالى ومن فوائد الحديث وصف الله بانه مسعر لان التسعير نوع من انواع فعله سبحانه وتعالى فهو الذي يسعر الاشياء ويقدر قيمتها بما بما يقدره من الاسباب وقد ذكرنا اسباب الغلاء قبل قليل بانها ثلاثة كثرة النمو والثاني قلة المحصول والثالث الجشع والطمع طيب ومن فوائد الحديث وصف الله عز وجل بالقابض والباسط لقوله القابض الباسط ومن فوائد الحديث ايضا وصفه في الرازق فهل هذه اوصاف لانها انواع من انواع افعاله او هي اسماء. يحتمل ان تكون اسماء من اسماء الله لانه لانها دخلت عليها الم ويحتمل ان تكون اوصافا لانها انواع من الفعل فهي كالضاحك والغضب والسخط والرضا وما اشبه ذلك. فهي انواع من الفعل فلا تكون من من اسماء الله ولهذا لم يأتي من اسماء الله لم يأتي شيء منها بالقرآن الا بلفظ الفعل يقبض ويبسط اما الرازق فجاءت في قوله تعالى وهو خير الرازقين لكن الرازق هنا غير الله. لانه قال خير الرازقين والمفظل غير المفظل عليه. لكن جاء في القرآن اسما بلفظ الرزاق بلفظ الرزاق وفرق بين الرازق والرزاق لان الرزاق ليس له صيغة مبالغة بخلاف الرازق ومن فوائد الحديث تحريم التسعير. تحريم التسعير لقوله وما واني لارجو الله لارجو ان القى الله وليس احد منكم يطلبني بمظلمة وهذا يدل على ان تفسير الظلم لان فيه احتكار للسر فاذا شعر ولي الامر قال لا يباع الا بكذا فلا شك ان فيه احتكارا لان الاشياء قد ترتفع معونتها ويحتاج البائعون الى زيادة الثمن وهذا كله بيد الله ولكن في هذا تفصيل فان كان سبب الغلاء احتكار الناس وطمعهم فان الواجب على ولي الامر ان وان كان سبب الغلاء زيادة النمو او قلة المحصول فهذا ليس بفعل الانسان فلا يجوز لولي الامر ان وانما عليه ان يوفر ما يحتاجه الناس اذا امكنه ذلك فعلى هذا نقول نعم اذا قبل ان اقول هذا التفصيل. اذا قال قائل ما دليلكم على انه اذا كان سبب الغلاء احتكار الناس فانه يجوز تسعير قلنا دليل من الحديث الذي بعده عن عن معمر ابن عبد الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انه قال لا يحتكم الا خاطئ واذا كان لا يحتكر الا خاطئ دل هذا على ان الاحتكار حرام لان الخاطئ مرتكب الاثم عن عمد والمخطئ مرتكب الاثم عن غير عمد. ولهذا يعفى عن المخطئ ويعاقب الخاطئ قال الله تعالى في سورة العلق ناصية كاذبة خاطئة وقال تعالى ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. واسم الفاعل من اخطأنا. ها؟ لا نخطئ لانه رباعي ووصم فاعل من خطأ خطأ خاطئ. فالخاطئ اثم. والمخطئ غير اثم. اذا المحتكر خاطئ. اثم. واذا كان اثما وجب ان نرفع هذا الاثم فاذا كان سبب الغلاء احتكارا. الاغنياء وجب ان يسعر عليهم ولا يجوز ان تطلق لهم الحرية فالاحتكار طيب اذا التسعير فيه ايش؟ تفصيل اذا كان سببه احتكار الاغنياء ها وجب التصغير اذا كان سببه كثرة النماء او قلة المحصول فانه يحرم التسعير لان هذا ليس بفعل احد بل هو بفعل الله عز وجل