قلتم احسن الله اليكم المعقد الثاني اخلاص النية فيه ان اخلاص الاعمال اساس قبولها وسلم اصولها قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. وقال البخاري في الجامع المسند ومسلم في المسند الصحيح واللفظ البخاري حدثنا عبد الله ابن مسلمة قال اخبرنا مالك عن يحيى ابن سعيد عن محمد ابراهيم عن القمة عن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى وما من سبق ولا وصل من وصل من السلف الصالحين الا بالاخلاص لله رب العالمين. قال ابو بكر المروذي رجل يقول ابي عبد الله يعني احمد بن حنبل وذكر له الصدق والاخلاص. فقال ابو عبد الله بهذا ارتفع القوم. وانما المرء العلم على قدر اخلاصه والاخلاص في العلم يقوم على اربعة اصول بها تتحقق نية العلم المتعلم اذا قصدها الاول رفع الجهل عن نفسه بتعريفها ما عليها من العبوديات وايقافها على مقاصد الامر والنهي. الثاني رفع الجهل عن الخلق بتعليمهم وارشادهم لما فيه صلاح دنياهم واخرتهم. الثالث احياء العلم وحفظه من الضياع الرابع العمل بالعلم فالعلم شجرة والعمل ثمرة وانما يراد العلم للعمل. وقد كان السلف رحمهم الله يخافون فوات الاخلاص في بهم العلم فيتورعون عن ادعائه لا انهم لم يحققوه في قلوبهم. فهشام يقول والله ما استطيع ان اقول اني ذهبت يوما اطلب الحديث اريد به وجه الله عز وجل. وسئل الامام احمد هل طلبت العلم لله. فقال لله عزيز ولكنه شيء حبب الي فطلبته. ومن ضيع الاخلاص فاته علم كثير وخير وفي وينبغي لقاصد السلامة ان يتفقد هذا الاصل وهو الاخلاص في اموره كلها دقيقها وجليلها سرها وعلنها ويحمل على هذا التفقد شدة معالجة النية. قال سفيان الثوري رحمه الله ما عالجت شيئا اشد داعيا من نيتي لانها تتقلب علي. بل قال سليمان الهاشمي ربما احدث بحديث واحد ولي نية. فاذا اتيت على تغيرت نيتي فاذا الحديث الواحد يحتاج الى نيات. ذكر المصنف وفقه الله المعقد بمعاقد تعظيم العلم وهو اخلاص النية فيه. وحقيقة الاخلاص شرعا تصفية القلب من ارادة غير الله. تصفية القلب من ارادة غير الله. فمدار الاخلاص على امرين احدهما تصفية القلب وهو تخليته من كل شائبة تكدره وهو تخليته من كل شائبة تكدره. والاخر تعلق تلك التصفية بارادة الله تعلق تلك التصفية بارادة الله. فيكون القلب مجموعة على ارادة الله سبحانه وتعالى فلا يخالطه شيء من الارادات الفاسدة كارادة العلو في الارض او محبة المدح والثناء او نيل المناصب والرئاسات. او حوز الجاهي والتعظيم عند الخلق. واشرت الى حقيقة الاخلاص بقول اخلاصنا لله يصفي القلب من ارادة سواه فاحذر يا فطن. اخلاصنا لله صف القلب امين ارادة سواه فاحذر يا فطن. وعلل المصنف طلب الاخلاص في اخذ العلم بقوله فان اخلاص الاعمال اساس قبولها وسلم اصولها. فالسبيل الاعظم لقبول الاعمال ووصولها الى الله سبحانه وتعالى وكونها متقبلة عنده هو ايقاعها على حال الاخلاص. ثم قال وما سبق من سبق ولا وصل من وصل من السلف الصالحين الا بالاخلاص لله رب العالمين. وذكر من شواهد احوالهم ما يدل على ما كانوا عليه من الاخلاص فلجلالة ما كان في قلوبهم من الاخلاص لله سبحانه وتعالى ادركوا مقاما عاليا عند الله وخلقه ثم قال وانما ينال المرء العلم على قدر اخلاصه. فاذا عظم اخلاص العبد عظم حظه من العلم. قال ابن عباس رضي الله عنهما انما يحفظ المرء على قدر نيته انما يحفظ المرء على قدر نيته. رواه ابن عساكر وغيره. وذكر الحفظ خرج مخرج كونه الاصل وفي طلب العلم فجميع طرائق طلب العلم من الحفظ والفهم والقراءة وغيرها معلقة بنية في العبد فمن حسنت نيته في العلم صار له من القوة والاعانة عليه ما لا يكون لغيره ولهذا فان القوة التي تمد العبد في العلم ليست هي القوة الظاهرة فقط. وانما اعظم منها القوة الباطنة بالاخلاص لله سبحانه وتعالى وارادة مرضاته. فاذا قويت هذه القوة في نفس الانسان طار له من المكنة فيه ما يزاحم به اهل القوى الظاهرة. فكم رأينا انسانا لم يؤتى قدرا بالغا من متانة الحفظ وجودة الفهم. لكنه تقدم على غيره ممن شاركه في طلب وكان على حال اكمل منه في القوة الظاهرة. لان الاول صار له من الاخلاص لله ومحبة ما يرضاه الله سبحانه وتعالى ما قويت به نفسه وتيسر عليه طلبه. وذاك صار له من الغرور والزهو بالقوة الظاهرة ما حجب به عن بغيته فسبقه غيره ممن هو في الصورة الظاهرة اقوى منه في حفظه وفهمه وهذا من شواهد قول ابن عباس انما يحفظ المرء على قدر نيته. ثم ذكر المصنف ان الاخلاص في العلم يقوم على اربعة اصول بها تحقق نية العلم للمتعلم. اولها ان يقصد المتعلم علموا رفع الجهل عن نفسه. فيكون اول باعث له على طلب العلم ابتغاء رفع الجهل عن نفسه بتعريفها بما عليها من الامر والنهي والعبودية لله سبحانه وتعالى اعظم وازع يحمله على طلب العلم ارادته رفع الجهل عن نفسه بهدايتها الى الطريق الموصل الى الله سبحانه وتعالى. وثانيها رفع الجهل عن الخلق بان يسعى في تعليمهم وارشادهم بمنافعهم العاجلة والاجلة. وثالثها احياء العلم وحفظه من الضياع. فيسعى في بث العلم والترغيب فيه ويكون هذا من مقاصده في طلبه. ان يعين بطلبه العلم متعلما او معلما على حفظ العلم في امة المسلمين. ورابعها العمل بالعلم فينوي. بطلبه العلم تحري العمل به وانه يجمع من العلم ما يريد ان يكون معونة له على العمل الصالح المقرب عند الله سبحانه تعالى فمن اراد ان يحقق نية العلم فليطلب اقامة هذه الاصول الاربعة في نفسه فمن اقام هذه الاصول الاربعة في نفسه حصلت له نية الاخلاص في العلم بان يكون طالبا له مريدا رفع الجهل عن نفسه اولا ثم رفع الجهل عن الخلق ثانيا ثم حفظ العلم من ضياع وتقويته في بلاد المسلمين ثم العمل بالعلم واشرت الى هذه الاصول الاربعة بقول ونية للعلم رفع الجهل عن عن نفسه فغيره من النسب. ونية للعلم ورفع جهل عم عن نفسه فغيره من النسم. وبعده التحصين للعلوم من وعمل به زكن وبعده وبعده التحصين للعلوم من ضياعها وعمل به زكن وقوله النسم اي الخلق وقوله زكن اي ثبت ثم ذكر ما كان عليه السلف من تخوفهم فوات الاخلاص في نفوسهم لا انهم لم يحققوه. فكان السلف يجتهدون في تحقيق الاخلاص ثم يتخوفون على انفسهم عدم تحقيقه. ثم قال ومن ضيع الاخلاص فاته علم كثير وخير وفير. وينبغي لقاصد السلامة ان يتفقد هذا الاصل وهو الاخلاص في اموره كلها. دقيقها وجليلها سرها وعلنها ثم ذكر الداعي الى طلب تفقد الاخلاص في الاعمال فقال ويحمل على هذا التفقد شدة معالجة النية. اي عظم ما يجده الانسان من الشدة في تصفية نيته. اي عظم ما فيجده الانسان من الشدة في تصفية نيته. ثم ذكر قول سفيان الثوري ما عالجت شيئا شد علي من نيتي لانها تتقلب علي. اي ما كابدت شيئا كان اشق علي من نيتي بقوله لانها تتقلب عليه اي تتغير من حال الى حال. وصار تقلب النية وصفا لها لان احلها القلب وصار تقلب النية وصفا لها لان محلها القلب. واصل تسميته قلبا كونه متقلبا واصل تسميته قلبا كونه متقلبا. قال الشاعر قد سمي القلب قلبا من تقلبه فاحذر على القلب من قلب وتحويل. قد سمي القلب قلبا من تقلبه. فاحذر على القلب من قلب تحويل فاذا كان محل النية وهو القلب متقلبا في اصله اي متحولا متغيرا من حال الى حال ان ما يوضع فيه ومن جملته النية يكون من وصفه التقلب والتحول من حال الى حال. ثم ذكر قول سليمان الهاشمي رحمه الله ربما احدث بحديث واحد ولينية اي مقصد حسن. فاذا اتيت على بعضه تغيرت نيتي اي تحولت نيتي فاذا الحديث الواحد يحتاج الى نيات اي يحتاج فيه العبد الى رد نيته الى قصدها الحسن. فان الانسان يكون له قصد حسن ثم اذا شرع في الامر تحول عنه فيحتاج الى اعادته نيته الى ما كانت عليه. وهذا الامر الذي ذكره سليمان الهاشمي يسمى تصحيح النية. يسمى تصحيح النية. وهو رد النية الى المأمور به شرعا وهو رد النية الى المأمور به شرعا. اذا عرض لها ما يغيرها او يفسد اذا عرض لها ما يغيرها او يفسدها. فالعوارض التي تعرض للنية فالعوارض التي تعرض للنية نوعان. احدهما عوارض مغيرة. والاخر عوارض مفسدة احدهما عوارض مغيرة والاخر عوارض مفسدة. والعوارض المغيرة هي التي تنقل فيها النية الى القصد المباح هي التي تنقل فيها النية من القصد المأمور به شرعا الى القصد المباح. واما عوارض المفسدة فهي العوارض التي تنقل النية من قصدها الحسن الى قصد فاسد. محرم ومن شرعا. فالعبد يعرض له في اعماله الصالحة ومنها العلم ما يغير نيته تارة وما يفسدها مرة اخرى فان الانسان قد يخرج من بلده لمجالس من مجالس العلم. ثم تتحول تلك النية الى ما يغيرها من المباحات بان يكون قصده الضرب في الارض والفرجة في البلدان فيتحول من قصد حسن الى قصد مباح وتارة يخرج من القصد الحسن المطلوب شرعا الى قصد فاسد. بان يورثه النظر في العلم واهله محبة الظهور والعلو في الارض. وان يذكره الناس ويتنوا عليه فتنتقل نيته من قصدها الحسن الى قصدها الفاسد. فينبغي ان يجتهد العبد في تصحيح نيته واذا عرضت له هذه الاحوال اعاد نيته الى حالها السابقة. وبهذا سبق من سبق من الاولين فانهم كانوا يلاحظون نياتهم ولا يغفلون عنها. فاذا رأى احدهم ان نيته عرظ لها من العوارض ما غيرها او افسدها اخذ بزمام نيته وردها الى المأمور به شرعا. نعم