سورة الفاتحة سميت بذلك لانه افتتح بها القرآن الكريم كتابة وليست هي اول ما نزل بل ان اول ما نزل من القرآن قول الله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم وتسمى هذه السورة بام القرآن وتسمى السبع المثاني ولها اسماء متعددة تسمى ام القرآن لان معاني ومقاصد القرآن كلها موجودة في هذه السورة على انها سبع ايات فقط وايات قصار لكن جميع مقاصد القرآن موجودة فيها من التوحيد والعقائد والتاريخ ومنها ومناهج الناس وغير هذا. لكنها مذكورة اجمالا البسملة ليست من الفاتحة بل هي اية مستقلة تفتتح بها السور ما عدا صورة براءة فانها لا تفتح لا تفتتح بها اتباعا لما فعله الصحابة الكرام رضي الله عنهم ويدل لان ويدل على ان الفاتحة ليست منها ما ثبت في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الله قال قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فاذا قال الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي واذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي واذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي واذا قال اياك نعبد واياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فاذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال الله تعالى هذا لعبدي ولعبدي ما سأل فهي سبع ايات الثلاث الايات والثلاث الاولى لله والايات الثلاث الاخيرة للعبد والاية الرابعة وهي الوسط من السبع بين الله وبين العبد وهذا ايضا ترجيح معنوي لكون الفاتحة بذائتها الحمد لله رب العالمين وليست البسملة منها الترجيح اللفظي اننا لو جعلنا الفاتحة من لو جعلنا البسملة من الفاتحة لكانت الاية الاخيرة طويلة لا تتناسبوا مع الايات التي قبلها لانها ستكون صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين وهذه تساوي ايتين ولهذا كان الصواب ان اخر الاية السادسة قوله تعالى صراط الذين انعمت عليهم وينبغي للانسان اذا قرأها ولا سيما في الصلاة ان يقف على كل اية لان الله سبحانه وتعالى يناجي العبد في الصلاة. اذا قال الحمد لله رب العالمين قال حمدني عبدي كما سمعتم في الحديث ابتدأ الله تعالى هذه السورة بالحمد الحمد لله رب العالمين والحمد وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم وذلك ان وصف الغير بالكمال قد يكون خوفا منه او هيبة له او استجداء له وهذا لا يلزم منه المحبة والتعظيم بدليل ان الشعراء يأتون الى الملوك والوزراء يصفونهم بالحمد لكن قد لا يكون في قلوبهم محبة لهم او تعظيم لهم لكن استجداء او خوفا او ما اشبه ولهذا يسمى مثل ذلك مدحا ولا يسمى حمدا اما الحمد فلابد ان يكون مقرونا بالمحبة والتعظيم وعلى هذا فالحمد اعني حمد الله وصفه تبارك وتعالى بالكمال الذي لا فوقه كمال وقول لله الحمد الحمد هذي الف فيها للاستغراق اي جميع المحامد من كل وجه لله عز وجل وقول لله اللام هنا للاختصاص والاستحقاق اما كونها للاختصاص فلانه لا احد لا احد يحمد بجميع المحامد الا الله عز وجل واما كونها للاستحقاق فلانه لا احد يحمد حمدا يستحقه على على وجه الكمال الا الله عز وجل ولهذا جعل العلماء اللام في قوله لله جعلوها بايش للاختصاص ها والاستحقاق اما الله فهو عالم على رب العالمين جل وعلا لا يسمى به غيره ورب العالمين رب معناها الخالق المالك المدبر اي انها تتضمن ثلاثة معاني المعنى الاول الخالق ولا خالق الا الله وقد قال الله تعالى منددا بالاصنام افمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكرون وقال تعالى هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض المالك لا ملك لاحد سوى الله عز وجل هو الذي يملك الملك التام المطلق العام واملاك غيره محدودة محدودة من حيث الشموع فلا احد يملك كل ما ما في السماوات والارض محدودة من حيث التصرف فلا احد يملك ان يتصرف فيما يملكه ملكا خاصا الا حسب ما شرع الله عز وجل لك الملك المطلق التام العام هو لله وحده ثالث آآ المدبر التدبير التام لله عز وجل لا احد يدبر سواه حتى المشركون يقرون بان الذي يدبر الامر هو الله عز وجل ولكن اعلم ان الله تعالى لا يدبر شيئا عبثا او لغير حكمة كل ما قضاه الله وقدره ودبره فهو لحكمة عظيمة. لكن من الحكم ما نعلمه ومنها ما لا نعلمه وذلك لان عقولنا اقصر واحقر من ان تحيط بحكمة الله عز وجل يرد على الانسان اشياء من الشريعة ويقول كيف يحكم هذا مثال ذلك يقول مثلا كيف يحرم على الانسان ان يستبدل صاعا من البرد طيبا بصاعين من البر رجيئة والقيمة واحدة هذا قد يشكل على الانسان وهذا وهذا حرام يعني ان تعطي صاع من الظروف بصاعين هذا حرام على كل حال فقد يقول قائل ليش نقول انك لست لست احكم من الله ولولا ان هذا يترتب عليه مفاسد عظيمة ما حرم الله على العباد لان الله يريد بالعباد اليسر ولا يريد بهم اليسر ولا يمكن ان يمنعهم اي معاملة الا وفيها ظرر اما منظور واما منتظر يشكل على الانسان ان الله تعالى يقدر الحروب والفقر والجد جذب الارض والقحط قحط السماء لا تنزل ماء فيقول ما هذا وش الفايدة هذي مظرة على العباد فنقول لست احكم من الله ان الله تعالى لا يقدرها الا لحكمة عظيمة قد تعلمها وقد لا تعلمها ولهذا يجب ان نستسلم للقضاء الشرعي كما نستسلم للقضاء القدري القضاء القدري كل مستسلم له وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها حتى الكفار مستسلمون للقضاء القدري لكن القضاء الشرعي لا يستسلم له الا المؤمنون ونحن يجب علينا ان ان نستسلم للقظائين الكوني والقدري وان شئت فقل ان نستسلم للقضاء الشرعي كما نحن مستسلمون قضاء وقدر المهم الذي يدبر الامر من الله عز وجل. اذا رب تتضمن ثلاثة معاني الاول والثاني والثالث التدبير وقولها العالمين المراد بهم كل ما سوى الله كل من سوى الله فهم عالم وهم وهذا اللفظ اعني العالمين مشتق من العلامة لان كل الكون اية من ايات الله عز وجل وفي كل جنس منه ونوع منه وفرد منه اية من ايات الله كل شيء تتأمله تجد انه دال دال على الرب عز وجل وعلى حكمته ورحمته وما اصدق قول الشاعر وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد اذا العالمون من كل من سوى الله وسموا عالما من العلامة لان وجود هذا الكون وما يحدث فيه كله اية وعلامة على الله عز وجل ويجب ان تعرف ان تعرف الفرق بين العالمين بفتح اللام والعالمين بكسر اللام العالمين قلنا كل ما سوى الله والعالمين هم ذوو العلم كما قال تعالى وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم هذه صفة صفة للفظ الجلالة وهو ما يسمى عند النحويين بالنعت الرحمن الرحيم. الرحمن يعني للرحمة الواسعة الشاملة بكل شيء كما قال تعالى ورحمتي وسعت كل شيء وهذه الرحمة العامة تشمل حتى الكاف الكافر يعيش برحمة الله لولا ان الله يرحمه ما وجد غذاء ولا شرابا ولا كسوة ولا سكنا لكنه يعيش برحمة الله في هذه الاشياء الا انها رحمة لا تفيده في الاخرة لانها رحمة قاصرة في الدنيا فقط الرحيم اي ذو الرحمة الخاصة التي تصل الى من الى المرحوم وهذا لا يكون الا للمؤمنين لقول الله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما. ولهذا قال بعض العلماء الرحمن عامة خاصة وفي الاتيان بالرحمن الرحيم بعد قوله رب العالمين دليل على ان هذه الربوبية ربوبية رحمة ليست ربوية انتقام او غضب بل هي ربوبية رحمة وانما وان كل ما صدر من الله عز وجل فانه رحمة حتى النقم التي تصيب الناس هي في الحقيقة رحمة كيف هي رحمة؟ مرض رحمة اسألكم نعم هو رحمة لكن لا يعرف انه رحمة الا من تدبر وتأمل. وتلك الامثال يضربها الناس وما يعقلها الا العالمون المرض بالنسبة للمؤمن يكفر الله به سيئاته ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا اذى الا كفر الله به عنه وهذي رحمة لان ما يصيبك في الدنيا زائد ولا يبقى لابد ان يزول دوام الحال من من المحال ويذكر عن بعض العابدات انها اصيبت في في اصبعها وانها لم تتأثر وقالت حلاوة اجرها انستني مرارة صدرها كلمة عظيمة حلاوة اجرها انستني مرارة صبري اذا هذا المرض الذي اصابك رحمة ثمان المرض قد يكون سببا لرجوع الانسان الى الى ربه اذا كان فارا من الله قد يكون سببا لاهتداء العاصي ورجوعه الى ربه ولقد حدثت قريبا عن شخص كان مسرفا على نفسه فاسقا بعيدا من الله فمات ابوه وبمجرد ما مات ابوه واصيب بهذه المصيبة عاد الى الى الله واستقام وصار من خيار من خيار الشباب فانظر الى هذه المصيبة كيف اصلحت هذا اذا نقول كل ما ما ما في الكون وما يقدره الله في الكون فهو ناتج عن وقرينة ذلك ان الله لما قال رب العالمين قال ايش؟ الرحمن الرحيم. فليست ربوبيته مبنية على جبروت وعلى احراج وعلى على العباد ولكنها مبنية على الرحمة