ما لك يوم الدين وفي قراءة ملك يوم الدين فمالك اسم فاعل وملك صفة مشبهة ويقال في الاول ملك ويقال في الثاني ملك يعني الملك للملك والملك للمالك. فتقول مثلا هذه الساعة ملك فلان وتقول في مملكة تحت ملك تقول هذه المملكة ملك فلان اه المال الملك والمالك قراءتان سبيتان صحيحتان يجوز للانسان ان يقرأ بهما لكن يقرأ بهذه المرة وهذه مرة في الصلاة وخارج الصلاة الا انه لا ينبغي ان نقرأ بقراءة تخرج عن المصحف امام العوام لان ذلك يحدث فتنة فان ذلك قد يقلل هيبة القرآن في نفس العامي او قد ينكر العامي بقلبه او لسانه على هذا الذي قرأ بقراءة لا يعرفها ولهذا ينبغي لطلبة العلم ان لا يقرأوا بالقراءات الخارجة عن المصحف الذي بين ايدي الناس لما ذكرنا من انه قد يكون سببا لاستهانة العامة بالقرآن او سببا للطعن في هذا القارئ وانه لا يعرف يقرأ المهم مالك يوم الدين اي ان ان الله عز وجل هو المتصرف في ذلك اليوم لا احد يتصرف في ذاك اليوم ابدا لو كان احد يستطيع ان يتصرف لاوجد له ظلا من حر الشمس ولكن الله تعالى قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. فهو الذي يخلق عز وجل ظلا في ذلك الوقت على من استحقه في السبعة الذين يظلهم الله في ظله وقد جاء في الحديث كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة كذلك هو ملك ملك يوم الدين لا ملك لاحد لا ملك لاحد معه كما قال تعالى لمن الملك اليوم؟ فيجيب نفسه لله الواحد القهار يعني ملوك الدنيا مهما عظم ملكهم واتسع وقوي سلطانهم فانه يتلاشى يتلاشى من حين ان يموت من حين يموت السلطان سواء كان باسم السلطان او باسم الملك او باسم الرئيس فانه يزول ذلك بمجرد موته. وما يفعل من بعده من تعظيم قبره اوزر الازهار عليه او ما اشبه ذلك فانه لا ينفعه لا ينتفع به اطلاقا لماذا؟ لانه مات. وزال في يوم القيامة ايضا لا ملك. الا لله وحده جل وعلا فلهذا قال ما ملك او مالك يوم الدين فان قال قائل ما معنى يوم الدين؟ قلنا يوم الدين يعني ايه يوم القيامة؟ لانه الذي يدان فيه العباد اي يجازون على اعمالهم والدين يكون بمعنى الجزاء كما في الاية هذه ويكون بمعنى العمل كما في قوله تعالى لكم دينكم ولي دين ملك يوم الدين فهذه ثلاث ايات كلها لله عز وجل. ونقف لهاد الحد ونكملها ان شاء الله في اللقاء القادم نفتتح هذا اللقاء باكمال سورة الفاتحة حيث تكلمنا على ثلاث ايات منها وهي قوله تبارك وتعالى الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين قال الله عز وجل اياك نعبد واياك نستعين الجملتان فيهما حصر فمعنى اياك نعبد اي لا نعبد الا اياك واياك نستعين لا نستعين الا اياك وطريق الحصر انه قدم المعمول وحقه التأخير وكلما قدم ما حقه التأخير فانه يفيد الحصر هكذا في اللغة العربية كما نص على ذلك اهل البلاغة النحو فما معنى العبادة التي قال الله عنها اياك نعبد العبادة هي تذلل لله عز وجل والخضوع له امتثال اوامره اجتناب نواهيه تصديق اخباره تعظيمه محبته الى غير ذلك من وعبادة قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه. اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة فالطهارة عبادة والصلاة عبادة والصدقة عبادة والزكاة عبادة والصوم عبادة والحج عبادة والنذر عبادة والتوكل وهو التفويض المطلق عبادة. الى غير ذلك من انواع العبادة التي ذكرها اهل العلم والانسان العابد يشعر بانه عبد عبد لسيده واله اذا امره قال سمعنا واطعنا ومن تمام العبودية الحب في الله والبغض في الله. فان هذا اوثق عورى الايمان ان تحب لله وتبغض لله وتوالي لله وتعادي لله فمن كان من عباد الله الصالحين فهو حبيبك في اي مكان من الغرب. وفي اي زمن من الازمنة. حتى الذين امنوا بموسى من بني اسرائيل والذين امنوا بعيسى من بني اسرائيل هم احبابنا واخواننا يعني لا تظنوا ان الحبيب والاخ ومن كان في من هذه الامة كل من كان مسلما في اي زمان وفي اي مكان فانه اخ لنا لان هذا مقتضى العبادة الحب في الله والبغض في الله والولاء في الله والمعاداة في الله عز وجل هذا من تمام العبادة من تمام العبادة ان الله اذا امر بامر فقل سمعنا واطعنا بعض الناس الان اذا قلت امر الله بكذا او امر الرسول بكذا قال هل الامر للوجوب؟ او للاستحباب؟ سبحان الله. هل كان الصحابة يستفهمون مثل هذا الاستفهام اذا امرهم الله بشيء او امرهم بشيء يقول هل هو الاستحباب للوجوب؟ يقول سمعنا واطعنا نعم اذا وقع الانسان في المخالفة فحينئذ يتوجه هذا السؤال ان يقال هل هذا للوجوب؟ ويحتاج الى فدية او كفارة او ما اشبه ذلك. اذا نهى الله ورسوله عن شيء يقول لك هل النهي للكراهة ولا للتحريم سبحان الله اذا نهى عن شيء قل سمعنا واطعنا نتجنب ولهذا لا لا يستطيع احد ان يأتي بحرف واحد عن الصحابة انهم لما قال لهم انهم اذا امرهم الرسول صلى الله بشيء قالوا هل انت تأمرنا على سبيل الوجوب؟ او على سبيل الاستحباب اذا نهاهم شيء قال هل انت تنهانا على سبيل التحريم او على سبيل التنزيل ابدا نعم اذا اذا حصل شيء يوجب الاستفهام استفهموا مثل قضية بريرة رضي الله عنها فانها لما عتقت وكان زوجها رقيقا قال لها الرسول عليه الصلاة والسلام انت بالخيار ان شئت ان تبقي معهم فابقي معه وان شئت ان تفسخ النكاح فافسخ النكاح فقال تختار نفسي وافسخت النكاح ففسخت النكاح وكان زوجها مغيث يحبها حبا شديدا وهي تكرهه كراهة شديدة فكان يمشي خلفها في اسواق المدينة يسألها ان ترجع وان تعدل عن عن رأيها ولكنها تأمل فطلب مغيث من من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يشفع له فشفع له لعله يرجع اليها. قالت يا رسول الله اتأمرني فسمعا وطاعة ام امر تشير به علي؟ فلا حاجة لي فيه. قال بل امر اشير به عليك قالت لا حاجة لي فيها وكذلك اذا دلت القرينة على ان الامر ليس لوجوب مثل قول قول الرسول عليه الصلاة والسلام لجابر بن عبدالله بعني الجمل الجمل بعنيه بوقية فجعل يماكس حتى اشتراه الرسول عليه الصلاة والسلام المهم ان الامر الشرعي لا يمكن للصحابة ان يقولوا يا رسول الله هل هو امر او امر وجوب فمن تمام التعبد انك اذا سمعت بامر الله ورسوله لا تتردد لا تقل الوجوب او للاستحباب قل سمعنا واطعنا وافعل ستؤجر كذلك اذا سمعت النهي لا تتردد لا تقل هل هو للتحريم فاجتنبه وجوبا او للكراهة فاجتنبه تنزها قل سمعنا واطعنا لكني قلت لكم الان الا اذا وقع الانسان في المخالفة فحينئذ يسأل هل هو واجب او محرم لاجل ان ان يستدرك ما فاته المهم ان من سماء العبادة تمام الامتثال بفعل الاوامر واجتناب النواهي واياك نستعين معنى نستعين اي نطلب؟ العون من الله والاستعانة تقرأ على على وجهين. الوجه الاول استعانة عباده بمعنى ان الانسان يفوظ امره الى الله ويعلم انه لا قدرة له على اي شيء الا بمعونة الله افهمت يا اخ ما فهمت ما يصير الحاضر يحضر في قلبه وبدنه الاستعانة الاستعانة استعانة عبادة وهي ان يفوض الانسان امره الى من استعان به تفويضا تاما ويعلم انه لا طاقة له بهذا الشيء الا في معونة من الاستعانة هذه لا تكون الا لله استعانة في امر يقدر عليه المعين. والانسان لا يرى انه يفوض امره الى الى هذا المستعان الى هذا المستعان به. ولكن يرى انه من باب المساعدة هذا جائز ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام تعين الرجل في دابته فتحمله عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة. تعين اثبت الاعانة من المخلوق للمخلوق اياك نعبد واياك نستعين. ما المراد بالاستعانة هنا الاستعانة التي لا تصلح الا لله او التي تصلح لله وللمخلوق. المراد الاول الاستعانة التي فيها التفويض المطلق وانه لا قدرة للمستعين على اي شيء الا بمعونة هذا الاستعانة به وهذه لا تكون الا لله عز وجل اهدنا الصراط المستقيم اهدنا الهداية تكون بمعنى الدلالة وتكون بمعنى التوفيق فاي المعنيين هنا يريده الداعي بداية التوفيق او هداية الدلالة او او كلتيهما كلتيهم يريد هداية الدلالة لاهل العلم بداية التوفيق يعني التزام الصراط المستقيم ومعلوم ان الانسان لا يستطيع ان يلتزم الصراط المستقيم الا بعلم كيف يعبد الله على جهل لا يمكن؟ لا بد ان يهديه الله يدله اولا ثم يوفقه ثانيا قول الله عز وجل وانك لتهدي الى صراط مستقيم يخاطب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما المراد بالهداية هنا بداية الدلالة والارشاد والبيان