وقوله انك لا تهدي من احببت هداية التوفيق. يعني لا تستطيع ان توفق احدا للهدى ابدا. الا الله ما لا يستطيع ذلك الا الله وحده قوله تعالى واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى. هداية؟ الدلال. دلهم الله على الحق الحق وبينهم رسولهم الحق ولكنهم استحبوا العمى على الهدى فاخذتهم صاعقة الاذى منهم المهم ان الهداية نوعان. هداية الدلالة وهداية التوفيق. هداية الدلالة تكون بالعلم. هداية التوفيق تكون عليه الصراط المستقيم وقول المصلي او الداعي بهذه الاية الكريمة اهدنا الصراط المستقيم يعني هدايتك ايش؟ الدلالة والتوفيق فيكون هذا الدعاء شاملا للعلم بالحق والعمل بالحق وقول الصراط يقول اهل اللغة ان الصراط لا يطلق على الطريق الا اذا كان واسعا اما الطريق الضيق فيصل بالصراط ووجه ذلك في المعنى ان الصراط والزراط والصراط كلها تدل على سعة وسهولة نفوذ يقال زرت الرجل اللقمة. يعني ابتلعها بسرعة وسهولة هنا الصراط يعني الطريق الواسع الذي يمضي به الانسان من غير تعب ولا مشقة لكن الصراط قد يكون مائلا وقد يكون فيه مرتفعات ومنخفضات فلهذا قال المستقيم يعني الذي لا اعوجاج فيه ولا فيه وليس فيه منخفض ولا مرتفع لان الطريق المعوج يعوقك فمثلا اذا كان بينك وبين البلدة في خط مستقيم عشرين كيلو يكون بينك وبينها في خط معوج ها ثلاثون كيلو او اكثر حسب كثرة الاعجاب كذلك في المنخفضات والمرتفعات اذا كان الطريق سويا فانك تصل الى ما تريد بسرعة لكن اذا كان مرة في في الاعلى ومرة في الاسفل زاد عليك الطريق هل مستقيم اذا؟ هو المستوي المعتدل فخرج به ايش المعوج وما فيه انخفاض وارتفاع فما هو فما المراد بالصراط المستقيم هنا؟ هل المراد الصراط المستقيم الحسي او المراد المعنوي فالمراد المعنى ليس الحصن اما في قول موسى عليه الصلاة والسلام عسى ان يهديني ربي سواء السبيل فالمراد به الحسين ولهذا هداه الله عز وجل الى سواء السبيل لكن هنا الصراط المعلوم والصراط المعنوي بينه بقوله صراط الذين انعمت عليهم يعني انعمت عليهم النعمة التامة التي يكون فيها نعمة الدين والدنيا فمن هؤلاء قال الله تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. اربعة اصناف هم الذين انعم الله عليهم وهم على مراتبهم هذه الاول قال من النبيين والنبيون هنا يشمل المرسلين لان الرسول نبي والرسل اعلى طبقة من الانبياء واولو العزم اعلى طبقة من غيرهم. ومحمد اعلى اعلى ذوي العزم طبقة فاذا النبيون يشمل في الطبقات المرسل المرسلون نعم اعلى من النبيين اولو العزم اعلى من بقية الرسل. محمد اعلى طبقة من اولي العزم. في اولي العزم هل انت تستحضر وانت تقرأ هذه الاية؟ هل تستحضر هؤلاء السادة عجيب وبصراحة نعم احيانا واحيانا احيانا واحيانا لكن لابد ان ان يكون في قلبك ذكر لهؤلاء السادة طيب الصديقون الصديقون هم الذين بلغوا في الصدق غايته في تصديق ما انزل الله على رسلهم وقاموا بذلك وعلى رأسهم ابو بكر الصديق رضي الله عنهما السلام ها؟ الناس اللي يدخلون على رأس الصديقين الصديق ابو بكر كيف عرفنا انه على رأس الصديقين؟ لان هناك حواريون وانصار للرسل السابقين فكيف عرفنا ان ابا بكر هو افضلهم عرفنا ذلك لان هذه الامة افضل الامم. كنتم خير امة اخرجت للناس وان افضل هذه الامة هو ابو بكر. باتفاق الصحابة فقد كان الصحابة يقولون على عهد الرسول عليه الصلاة والسلام خير هذه الامة ابو بكر ثم عمر حتى علي ابن ابي طالب كان يعلن على منبر الكوفة بعد ان كان خليفة يقول خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر وبذلك نعرف كذب الرافضة الذين ادعوا ان ابا بكر ليس خليفة وانه ظالم ظالم لعلي لان عليا عندهم هو الخليفة فيقال لماذا لا لم يعلن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه حين كان خليفة لم يعلن انه مظلوم بل اعلم ان ما جرى فهو العدل لان اقر واعترف بان خير هذه الامة ابو بكر وهذا اقرار بفظله وباحقيته للخلاف لانه لا يولى على القوم الا افظلهم وخيرهم على كل حال نحن نقول الصنف الثاني او الطبقة الثانية من من الخلق هم الصديقون الشهداء الشهداء يشمل شهداء المعركة وهم الذين قتلوا في سبيل الله ومن الذي قتل في سبيل الله؟ هو الذي قاتل لتكون كلمة الله هي العليا. خاصة من قاتل للقومية فهو خاسر ومن قاتل للوطنية فهو خاسر ومن قاتل ليرى مكانه فهو خاسر ومن قاتل رياء فهو خاسر المقاتل الذي اذا قتل فهو شهيد هو الذي قاتل لهذا الغرض لتكون كلمة الله هي العليا هذا هو المقاتل في سبيل الله وهو الشهيد وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء اي ذلك في سبيل الله؟ قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله يعني وهؤلاء ليسوا في سبيل الله ولهذا جاء في الحديث ما من مكلوم يكلم يعني ما من مجروح يجرح في الجهاد والله اعلم بمن يكلم في سبيله هذي الجملة هذي مهمة يعني ما كل من قتل في معركة الجهاد يكون عند الله شهيدا قد يكون في رأينا شهيد شهيدا ولكنه عند الله ليس بشهيد لان الله قال الله اعلم بمن يكلم في سبيله الا جاء يوم القيامة لونه لونه يعني لونا لون دمه لون الدم وريحه ريح المسك الشهداء يشمل ايضا اهل العلم فان العلماء من الشهداء قال الله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولي العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العلي الحكيم لكن من هم اولو العلم الذين يكونوا من الشهداء؟ هم اولو العلم الذين يطلبون العلم لله والذين اذا بان لهم الحق تبعوه والذين لا يخرجون عن طريقة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ليس العالم القارئ ولهذا قال عبد الله بن مسعود كيف بكم اذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم يعني لو وجدنا شخصا بحرا في العلم ان جئته في التفسير فاذا هو بحر في الحديث بحر في الفقه بحر كل فن هو بحر لكنه لا يعمل بعلمه ولا يتبع طريق السلف فهذا ليس من اولي العلم يقول الله عز وجل في المنافقين واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا فاسمع لقولهم ليش تسمع؟ لانه فصاحة وبيان وهم في مظهر يعجبك لكنه لا لا خير فيهم كأنهم خشب مسندة فالحاصل ان الشهدا يشمل طائفتان من الناس الاول من قتل في سبيل الله والثاني العلماء العلماء حقيقة والصالحين هم الطبقة الاخيرة وهم عامة المسلمين. والمؤمنين فانت تسأل الله ان يهديك صراطه المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وهؤلاء يجمعهم معنا واحدا يجمعهم معنى واحد الا وهو العلم بالحق والعمل به كل هؤلاء يجمعه شيء واحد وهو العلم بالحق والعمل به. قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين هذان صنفان مخالفان للذين انعم الله عليهم الذين انعم الله عليهم قلنا انهم يجمعهم شيء واحد وهو العلم بالحق والعمل به. هؤلاء الصنفان اعني غير غير عليه من الضالين على عكس من ذلك فالمغضوب عليهم علموا بالحق ولم يعملوا به وعلى رأسهم اليهود علموا الحق ولم يعملوا به والضالون هم الذين لم يعلموا الحق يعني عبدوا الله على جهل وعلى رأسهم النصارى قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام اما بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام فالنصارى واليهود سواء لانهم علموا الحق ولم يعملوا به فكما ان اليهود علموا بصحة نبوة عيسى ولكنهم لم يتبعوه. هكذا النصارى علموا بصحة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يتبعوه اذا لا فرق بينهم وبين اليهود فالجميع بعد بعثة الرسول مغضوب عليهم وهنا يقال لماذا قال غير المغضوب عليهم؟ مع انه قال الذين انعمت عليهم لان النعمة من الله والغضب يكون من الله ومن غيره. فاذا غضب الله على احد فكل المؤمنين بالله يغضبون به عليه ولهذا اليهود مغضوب عليهم من قبل الله ومن قبل الرسل ومن قبل الشهداء الصديقين والشهداء والصالحين نسأل الله ان يهدينا واياكم الصراط المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين