نبتدئ هذه الجلسة الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى بالهدى ودين الحق تبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واصحابه. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ورأيت ان نستفتح جلساتنا بشيء من تفسير القرآن الكريم. وليكن ذلك من سورة النبأ لان هذه السور كثيرا ما تقرأ كثيرا ما تقرأ في الصلوات المغرب والعشاء. فنبدأ اولا بسورة النبأ قال الله قال الله عز وجل عما يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون يعني عما يتساءل هؤلاء ثم اجاب الله عز وجل هذا السؤال فقال عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون. وهذا النبأ هو ما جاء به النبي صلى الله عليه واله وسلم من البينات والهدى ولا سيما ما جاء به من الاخبار عن اليوم الاخر. والبعث والجزاء وقد اختلف الناس في هذا النبأ الذي جاء به النبي صلى الله عليه واله وسلم. فمنهم فمنهم من امن به وصدق ومنهم من كفر به وكذب. فبين الله ان هؤلاء الذين سيعلمون سيعلمون ما كذبوا به. علم اليقين وذلك اذا رأوه يوم القيامة يوم يأتيه تأويله يقول لئن انسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق. ولهذا قال هنا كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون. والجملة الثانية توكيد للاولى من حيث المعنى وان كانت ليست توقيدا باعتبار اصطلاح النحويين لانه فصل بينها وبين التي قبلها بحرف العطف والتوكيد لا يفصل بينه وبين مؤكده بشيء من الحروف المراد بالعلم الذي توعدهم الله به هو علم اليقين الذي يشاهدونه حسب على حسب ما اخبروا به. ثم بين الله تعالى نعمه على عباده. ليقرر هذه نعم فيلزمهم شكرها. فقال الم نجعل؟ والجبال اوتادهم وخلقناكم ازواجا وجعلنا نومكم سباتا الى اخره. فالارض جعلها الله تعالى ممهدا للخلق ليست بالصلبة التي لا يستطيعون حرثها. ولا مشي عليها الا بصعوبة وليست بالينة الرخوة التي لا لا ينتفعون بها ولكنها لهم على حسب مصالحهم وعلى حسب ما ينتفعون به. اما الجبال فجعلها فجعلها الله تعالى اوتادا بمنزلة الوتر للخيمة حيث يثبتها فتثبت به وهو ايضا ثابت. كما قال تعالى وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وهذه الاوتاد قال علماء الارض ان هذه الجبال لها جذور راسخة في الارض. كما يرسخ جذر الوتد بالجدار ولذلك تجدها صلبة قوية لا تزعزعها الرياح وهذا من تمام قدرته نعمته وخلقناكم ازواجا اي اصنافا ما بين ذكر وانثى وصغير وكبير واسود واحمر مر وشقي وسعيد الى غير ذلك مما يختلف الناس فيه. فهم ازواج مختلفون. على حسب بما اراده الله عز وجل واقتضت الحكمة ليعتبر الناس بقدرة الله تعالى. وانه قادر على ان يجعل هذا البشر الذين خلقوا من مادة واحدة ومن اب واحد على هذه الاصناف المتنوعة المتباينة. وجعلنا كن سباتا اي قاطعا للتعب. فالنوم يقطع ما سبقه من التعب. ويستجد به نشاطا للمستقبل. ولذلك تجد الرجل اذا تعب ثم نام استراح جدد نشاطه وهذا من النعمة. وهو في نفس الوقت من ايات الله. كما قال تعالى ومن اياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فظله. وجعلنا الليل لباسا. اي جعل الله هذا الليل على الارض. بمنزلة اللباس كأن كأنه يلبس كأن الارض تلبسه. ويكون جلبابا لها يعرفه تمام المعرفة. الا اذا صعد فوق ظل فوق ظل الارض وقد رأينا ذلك من الايات العجيبة اذا صليت في الطائرة وارتفعت وقد غابت الشمس عن عن سطح الارض ثم تبينت لك الشمس بعد ان ترتفع تجد الارظ وكانما كسيت من لباس اسود. لا ترى شيئا كله سواد ذهب. فيتبين بهذا قوله تعالى وجعلنا الليل لباسا. اما النهار فجعله معاشر يعيش الناس فيه في طلب الرزق على حسب درجاتهم وعلى حسب احوالهم. وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى على ولنقتصر على هذا الجزء من هذه السورة ونسأل الله تعالى ان ينفع به وان يجعلنا واياكم من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته وان يجعلنا ممن قرأ وانتفع انه جواد كريم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله اصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وقد رأينا اننا نبدأ تفسير جزء عنا واخذنا اول سورة عمنا في الدرس الماظي الى قوله على وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا. ثم قال تعالى وبنينا فوقكم سبعا شدادا وهي السماوات السبع وصفها الله تعالى بالشداد لانها قوية كما قال تعالى والسماء اي بنيناها بقوة وبنينا فوقهم سبع شدادا وجعلنا سراجا وهاجا. يعني بذلك الشمس فهي سراج مضيء. وهي ايضا ذات حرارة عظيمة وهاجة اي وقادة. وحرارتها كما تشاهدون في ايام الصيف حرارة شديدة مع بعدها الساحر عن الارض فما ظنك بما يقرب منها؟ ثم انها تكون في ايام حرب حرب في شدة حرها من فيح جهنم. كما قال النبي عليه الصلاة والسلام اذا اشتد الحر فابردي الصلاة فان شدة الحر من فيح جهنم. وقال عليه الصلاة والسلام اشتكت النار الى الله. فاذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فاشد ما تجدون من الزمهرير ويعني من البرد من الزمهرية زمهرية جهنم نعوذ بالله منها. واشد ما تكون ما يكون من الحر من فرج جهنم ومع ذلك فان فيها مصلحة عظيمة للخلق فهي توفر على الخلق اموال عظيمة في ايام النهار يا رب حيث يستغني الناس بها عن ايقاد الانوار وكذلك الطاقة التي تستخرج منها تكون فيها فوائد كثيرة وكذلك اظاج الثمار وغير هذا من الفوائد العديدة من هذه التي جعلها الله عز وجل لعباده. ولما ذكر السراج الوهاج الذي به الحرارة واللبوسة ذكر ما يقابل ذلك فقال وانزلنا من المصيرات ماء دجاجا والماء فيه رطوبة وفيه برودة وهذا ما ايضا تنبت به الارض وتحيا به الارض فان انضاف الى هذا نار السماء قرارة الشمس حصل في هذا انضاج للثمار ونمو لها على اكمل ما يكون. وانزلنا من يعني من السحاب. وصفها الله بانها مع الصراط كانما تعصر هذا الماء عند نزوله عصر ونصرا كما يعصر اللبن من الضرر. وقوله ما دجاجا اي كثيرا التدفق واسع لنخرج به حبا ورباتا وجنات الفافا. لنخرج بهذا الماء الذي ينزل من السماء الى الارض فتنبت الارض فيخشي الله به الحب. بجميع اصنافه وانواعه من البر والذرة وغيرها ونباتا من الثمار كالطين والعنب وما اشبهها وجناتنا الفافا اي بساتين ملتفا ملتفا بعضها الى بعض من كثرتها و وحسنها وبهائها. ولما ذكر الله ما انعم الله بها على العباد ذكر حال اليوم الاخر وانه ميقات يجمع الله فيه الاولين والاخرين وسيأتي ان شاء الله السلام عليه في جلسة اخرى نسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح وان يجعل عملنا خالصا لله موافقا لمرضاته اخر اية تكلمنا عليها في الاسبوع الماضي هي قوله تعالى وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا وانزلنا من المعسرات ماء دجاجا الى اخره. الى اخر السورة ان تيسر نتكلم عنها اليوم. يقول الله عز وجل بنينا فوقكم سبعا شدادا اي قوية. متينة وهي السماوات السبع. وقد جاء ذكر السماوات مقيدة بالسبع في القرآن الكريم. في قوله تعالى قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم اما الاراظون فجاءت مقيدة بهذا العدد في السنة مثل قوله صلى الله عليه واله وسلم من اقتطع شبر من الارض ظلما طوقه الله به يوم القيامة من سبع اراضين وجاءت في القرآن الكريم مقيدة بهذا العدد على وجه الاشارة. في قوله تعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهم. فقوله ومن الارض مثلهن لا يتأتى في الا المماثلة في العدد. لان المماثلة في الكيفية متعذرة اذ ان هناك فرقا بين السماوات والارض فالكيفية والصفة والسعة والقوة فتعين ان المراد مثلهن في العدد. ثم فوقكم سبعا شداد وجعلنا سراجا وهاجا وهي هذه الشمس. فانها سراج الارض ووهج شديدة الحرارة. ودليل ذلك اننا نحس بحرارتها وبيننا وبينها هذه المسافة العظيمة ولا سيما في ايام الصيف اذا كانت قريبة من الرؤوس عمودية فوقنا ولا يخفى على اهل العلم بطبائع النبات والبحار والصحاري ما يكون من الفائدة العظيمة في هذه الحرارة. على الاعيان وعلى الصفات. ولهذا اكد الله عز وجل ذلك بقوله واجعلنا سراجا وهاجا اي اذا وانزلنا من المعسرات ماء فجاجا المعصرات هي السحب. وسميت معسرات لانها بمنزلة الذي يعصم الماء من الثوب. فان هذا الماء يتخلل هذا السحاب ويخرج منه كما يخرج الماء من الثوب المعصور. قال الله تعالى الله الذي يمسي الرياح اصحابا فيبسطوه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله. وقوله سجاجا اي كثير الثج يعني الانهيار. وذلك لغزارته. وقوته. حتى يروي يروي الارض