لنخرج به حبا ونباتا. وجنات الفافا الحب والنبات هو الزروع. وهو النبات الذي ليس له ساق. وجنات الفافا هي الاشجار التي لها ساق. فيخرج من هذا الماء الدجاج الزروع. والنخيل والاعناب وغيرها. سواء خرج منه مباشرة او خرج منه بواسطة استخراج الماء من باطن الارض. لان الماء الذي في باطن الارض هو من المطر. كما قال تعالى وانزلنا من السماء ماء فاسقيناكموه وما انتم له بخازنين. وقال تعالى في اية اخرى فسلكه ينابيع في الارض وقول الفافا اي متفه بعضها الى بعض حتى انها لتستر من من فيها. لكثرتها والتفاف بعضها الى بعض ثم قال تعالى ان يوم الفصل كان ميقاتا. وهو يوم القيامة. وسمي يوم فصل لان الله ما يفصل فيه بين العباد فيما شجر بينهم وفيما كانوا يختلفون فيه فيفصل بين اهل الحق واهل الباطل واهل الكفر واهل الايمان واهل العدوان واهل الاعتدال. ويفصل فيه ايضا بين اهل الجنة والنار فريق في الجنة وفريق في السعير وكان ميقاتا يعني موقوتا. لاجل معدول كما قال تعالى وما نؤخره الا لاجل معدود وما ظنك بشيء له اجر معدود وانت ترى الاجل كيف يذهب سريعا يوم بعد يوم حتى ينتهي الانسان الى اخر مرحلة فكذلك الدنيا كلها. تسير يوما بعد يوم حتى تنتهي الى اخر المرحلة ولهذا قال تعالى وما نؤخره الا لاجل معدود وكل شيء معدود فانه ينتهي. يوم ينفخ في الصور يأتون افواجا والنافق فيها اسرافيل. موكل فيها ينفخ فيها نفختين الاولى يفزع الناس ثم يصعقون فيموتون. والثانية يبعثون من قبورهم تعود اليهم ارواحهم ولهذا قال هنا يوم ينفخ في الصور فتأتون افواجا وفي الاية كما لا يخفى في الاية ايجاز بالحذف اي فتحيون فتأتون افواجا. فوجا مع فوج او يتلو فوجا. وهذه الافواج والله اعلم بحسب الامم كل امة تدعى الى كتابها. لتحاسب عليه. فيأتي الناس افواجا بهذا الموقف العظيم. الذي وفيه الارض فيضعها فيذرها الله عز وجل قاعا صفصفا. لا ترى فيها عوجا ولا امتنع وفي هذا اليوم يقول الله عز وجل وفتحت السماء فكانت ابوابا وانفرجت فتكون ابوابا يشاهدها الناس بعد ان كانت الان سقفا محفوظا تكون في ذلك اليوم ابوابا مفتوحة وفي هذا دليل على كمال قدرة الله عز وجل ان هذه السبع قال يجعلها الله تعالى يوم القيامة كأن لم تكن. تكون ابوابا. يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن ولا يسأل حميم حميما يبصرونه وسيارة جبال فكان استغابا. اي ان الجبال العظيمة الصماء تدك فتكون كالرمل. ثم تكون كالصواب. تسير وسيرة الجبال فكانت سرابا ثم قال تعالى ان جهنم كانت مصادا وندعو ذلك للاسبوع القادم ان شاء الله تعالى اه نتمم ما نحن سائرون فيه من التفسير وقد تكلمنا على قوله تعالى في سورة النبأ نعم عن عن الطاغين وان جهنم كانت مئابهم وانهم لا يذوقون ثابتين في وانهم لابثون فيها احقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما وغساقا تكلمنا على قوله لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا وقلنا ان الله سبحانه وتعالى نفى عنهم الفرد الذي تبرد به ظواهر ابدانهم والشراب الذي تبرد به اجوافهم ثم قال تعالى الا حميما وغساقا وهذا الاستثناء منقطع عند النحويين لان المستثنى ليس من جنس المستثنى منه والمعنى ليس لهم الا هذا. الحميم وهو الماء الحار المنتهي في الحرارة الى ما ذكرناه سابقا بانهم يغاثوا بماء لانهم يغاثون بماء كالمهل يشوي الوجوه وتقوم عن حميمة فقطع ماءه وغساقا قال المفسرون ان الغساق هو شراب منتن الرائحة. شديد البرودة فيجمع لهم والعياذ بالله بين الماء الحار الشديد الحرارة والماء البارد الشديد البرودة ليذوقوا العذاب من الناحيتين من ناحية الحرارة ومن ناحية البرودة بل ان بعض اهل التفسير قالوا ان المراد بالغساق صديد اهل النار وما يخرج من اجوافهم من النتن والعرق وغير ذلك وعلى كل حال الاية الكريمة تدل على انهم لا يذوقون الا هذا الشراب الذي يقطع امعاؤه من حرارتها من حرارته ويفطروا اكبادهم من برودته نسأل الله العافية واذا اجتمعت هذه الانواع من العذاب كان ذلك زيادة في اظعاف العذاب عليهم ثم قال تعالى جزاء وفاقا اي بذلك جزاء موافقا لاعماله. من غير ان يظلموا قال الله تبارك وتعالى ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون فهذا الجزاء موافق مطابق لاعمالهم ثم بين وجه الموافقة اي موافقة هذا العذاب للامام فقال انهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا باياتنا كذابا فذكر انحرافهم في العقيدة وانحرافهم في القول انهم كانوا لا يرجون حسابا اي لا يؤملون ان يحاسبوا بل ينكرون الحساب ينكرون البعث يقولون ان هي لاحاتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر فلا يرجون حسابا يحاسبون به لانهم ينكرون ذلك هذا هذه عقيدة قلوبهم اما السنتهم فيكذبون يقولون هذا كذب هذا سحر هذا جنون وما اشبه ذلك كما تقرأون في كتاب الله ما يصف به هؤلاء المكذبون رسل الله كذلك ما كما قال عز وجل كذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون وقال الله تعالى عن المكذبين لمحمد صلى الله عليه واله وسلم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب وقالوا انه شاعر ام يقولون شاعر نتربص به ريب ريب المنون وقالوا يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون لو ما تأتينا بالملائكة ان كنت من الصادقين ولولا ان الله ثبت اقدام الرسل وصبرهم على قومهم ما صبروا على هذا الأمر ثمان قومهم المكذبين لهم لم يقتصروا على هذا بل اذوهم بالفعل كما فعلوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام من الاذية العظيمة بل اذوهم بحمل السلاح عليهم فمن كانت هذه حالة فجزاؤه جهنم جزاء موافقا مطابقا لعمله كما كما في هذا الاية الكريمة جزاء وفاقا انهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا باياتنا كذابا وكل شيء احصيناه كتابا كل شيء يشمل ما يفعله الله عز وجل من الخلق والتدبير في الكون ويشمل ما يعمله العباد من اقوال وافعال ويشمل كل صغير وكبير كل شيء احصيناه كتابا اي ظبطناه في الاحصاء الدقيق الذي لا يختلف كتابا يعني كتبا وقد ثبت في الحديث الصحيح ان الله تعالى كتب مقادير كل شيء الى ان تقوم الساعة ومن جملة ذلك اعمال بني ادم فانها مكتوبة بل كل قوم يكسب قال الله تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد رقيب يعني مراقب والعتيد يعني الحاضر ودخل رجل على الامام احمد رحمه الله وهو مريض يئن من مرضه فقال له يا ابا عبد الله ان طاووسا وهو احد التابعين المشهورين يقول ان انين المرء المريض يكتب فتوقف رحمه الله عن العنيد خوفا من ان يكتب عليه انين مرضه فكيف باقوال لساننا التي لا حد لها ولا ممسك لها الفاظ كثرة طول الليل والنهار ولا نحسب لها الحساب نسأل الله ان يعاملنا واياكم بعفوه كل شيء يكتب حتى الهم يكتب اما لك واما عليك من هم بالسيئة فلم يعملها عاجزا عنها فانها تكتب عليه وان هم بها وتركها لله فانها تكتب له فلا يضيع شيء كل شيء احصيناه كتابا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا هذا الامر للاهانة والتوبيخ يعني يقال لاهل النار ذوق العذاب اهانة وتوبيخا فلن نزيدكم الا عذابا ولن نخفف عنكم بل ولا ولا نلقيكم على ما انتم عليه. لا نزيدكم الا عذابا في قوته ومدته ونوعه وقد قرأت باية اخرى انهم يقولون لخزنة جهنم ادعو ربكم يخفف عنا يوما من العذاب تأمل هذه الكلمة من عدة اوجه. اولا انهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى وانما طلبوا من خزنة جهنم ان يدعوا لهم لماذا لان الله قال لهم اخسئوا فيها ولا تكلموا فرأوا انفسهم انهم ليسوا اهلا لان يسألوا الله ويدعوه بل بواسطة ثم قالوا ادعوا ربكم ولم يقولوا ادعوا ربنا لان وجوههم لا وقلوبهم لا تستطيع ان تتحدث او ان تتكلم باظافة ربوبية الله لهم اي بان يقولوا ربنا عندهم من من العار والخزي ما يرون انهم ليسوا اهلا لان تظاف ربوبية الله اليهم بل قالوا ربكم ثم انظروا انهم لم يقولوا يرفع عنا العذاب قالوا يخفف لانهم ايسون اعوذ بالله ايسونا من ان يرفع عنه ثم انظروا ايضا هل قالوا يخفف عنا العذاب دائما قالوا يوما من العذاب يوما واحدا يتبين لكم اذا تصورتوا هذه هذه الحال يتبين لكم ما فيه ما هم عليه من العذاب والهوان والذل وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون الى طرف خفي اعاذنا الله واياكم منها