نبدأ في هذا اللقاء بما وقفنا عليه من تفسير سورة النازعات قال الله تبارك وتعالى في بيان قيام الساعة فانما هي زجرة واحدة فاذا هم بالساحرة زجرة من الله عز وجل يسجأون ويصاح بهم فيقومون من قبورهم قيام رجل واحد على ظهر الارض بعد ان كانوا في بطنها قال الله تبارك وتعالى ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم جميع لدينا محضرون كل الخلق في هذه الكلمة الواحدة يخرجون من قبورهم احياء ثم يحظرون الى الله عز وجل ليجازيهم ولهذا قال فانما هي زجرة واحدة فاذا هم بالساحرة وهذا كقوله تعالى وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر يعني ما امر الله اذا اراد شيئا ان يكون الا واحدة فقط كن ولا يتأخر هذا هذا عن قول الله لحظة الا واحدة كلمح بالبصر والله عز وجل لا يعجزه شيء فاذا كان الخلق كلهم يقومون من قبورهم لله عز وجل بكلمة واحدة فهذا ادل دليل على ان الله تعالى على كل شيء قدير. وان الله لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الارض كما قال تعالى وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليما قديرا فانما هي زجرة واحدة فاذا هم بالساهرة ثم قال تعالى مبينا ما جرى للامم قبل محمد صلى الله عليه واله وسلم وليعلم ان قصص الله عز وجل علينا اخبار الامم السابقة له فوائد كثيرة وعبر عظيمة كما قال تعالى لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب فمن ذلك تسلية الرسول عليه الصلاة والسلام عما اصابه من من قومه من الاذى القول والفعل فكأن الله يقول له ان الرسل من قبلك قد اوذوا ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا. ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من المرسلين ومن ومن ذلك ان فيها تهديدا للمكذبين لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان يصيبهم ما اصاب الامم السابقة من العذاب والنكال قال الله تبارك وتعالى افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين امثالها. والعبر في القصص قصص الانبياء كثيرة قال الله تعالى هل اتاك حديث موسى والخطاب في قوله هل اتاك للنبي صلى الله عليه واله وسلم؟ او لكل من يتأتى خطابه. ويصح وتوجيه الخطاب اليه ويكون على المعنى الاول هل اتاك يا محمد؟ وعلى المعنى الثاني هل اتاك ايها الانسان حديث موسى وهو ابن عمران عليه الصلاة والسلام افضل انبياء بني اسرائيل وهو احد اولي العزم الخمسة الذين هم محمد صلى الله عليه واله وسلم وابراهيم وموسى وعيسى ونوح وقد ذكروا اعني هؤلاء الخمسة في القرآن في موضعين في موضعين احدهما في الاحساب في قوله تعالى واذا اخذنا من النبيين ميثاقهم ومن قوم النوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم والثاني في قوله تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى وعيسى ابن مريم وحديث موسى عليه الصلاة والسلام ذكر في القرآن اكثر من غيره لان موسى هو نبي اليهود وهم كثيرون في المدينة وحولها في عهد النبي صلى الله عليه واله وسلم فكانت قصص موسى اكثر ما قص علينا من نبأ الانبياء و اشملها واوسعها وفي قولها هل اتاك حديث موسى تشويق للسامع ليستمع الى ما جرى في هذه القصة اذ ناداه ربه بالواجب المقدس طوى ناداه الله عز وجل نداء سمعه بصوت الله عز وجل قال الله تعالى وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا اذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى اذهب الى فرعون فرعون كان ملك مصر. وكان يقول لقومه انه ربهم الاعلى وانه لا اله غيره قال يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري فادعى ما ليس له وانكر حق غيره وهو الله عز وجل وقوله بالوادي المقدس هو الطور والوادي هو مجرى الماء وسماه الله مقدسا لانه كان فيه الوحي الى موسى عليه الصلاة والسلام وقوله طوى اسم للوادي اذهب الى فرعون انه طغى فقل هل لك الى ان تزكى؟ وسيأتي ان شاء الله بقية القصة لان الوقت اليوم كان قليلا فنقتصر على هذا نسأل الله تعالى ان يجعله لقاء مباركا نافعا في كلامنا هذا او في مبدأ لقائنا هذا نتكلم عن بقية الايات في سورة النازعات عند قوله تعالى مخاطبا موسى صلى الله عليه واله وسلم اذهب الى فرعون انه طغى فامر الله نبيه موسى ان يذهب الى فرعون وهذا هو الرسالة وبين سبب ذلك وهو طغيان هذا الرجل. اعني فرعون وفي سورة طه قال اذهب اذهبا الى فرعون انه طغى ولا منافاة بين الايتين. وذلك ان الله تعالى ارسل موسى اولا ثم طلب موسى صلى الله عليه واله وسلم من ربه قبلت ان يشد ازره باخيه هارون فارسل هارون مع موسى فصار موسى وهارون كلاهما مرسل الى فرعون وقوله تعالى انه انطغى اي زاد على حده لان الطغيان هو الزيادة ومنه قوله تعالى انا لما طغى الماء حملناكم في الجارية طغى اي اي زاد ومنه الطاغوت لان فيه مجاوزة الحد فهنا يقول يقول الله عز وجل انه طغى فقل هل لك الى ان تزكى اجلس يا اخي اجلس تعال هنا فقل هل لك الى ان تذكى؟ الاستفهام هنا للتشويق. تشويق فرعون. ان ان يتزكى مما هو عليه من الشر والفساد واصل الزكاة النمو والزيادة وتطلق بمعنى الاسلام والتوحيد ومنه قوله تعالى فويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم كافرون ومنه قوله تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من بثاه. هل لك الى ان تزكى واهديك الى ربك؟ اي ادلك الى ربك اي الى دين الله عز وجل الموصل الى الله. فتخشى اي فتخاف الله عز وجل على علم منك لان الخشية هي الخوف المقرون بالعلم. فان لم يكن علم فهو خوف مجرد وهذا هو الفرق بين الخشية والعلم والخوف. الفرق بينهما ان الخشية عن عن علم قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. واما الخوف فهو خوف مجرد. ذعر يحصل للانسان ولو بلا علم. ولهذا قد يخاف الانسان من حين توهم قد يرى في الليلة الظلمة شبح لا حقيقة له فيخاف منه. فهذا خوف مبني على ذعر مبين على وهم. لكن الخشية تكون العلم واهديك الى ربك فتخجل. فاراه الاية الكبرى. اي فذهبت موسى عليه الصلاة والسلام وقال لفرعون ما امر ما امر ما امره الله به هل لك الى ان تزكى واهديك الى ربك فتخشى؟ ولم ما كان البشر لا يؤمنون ولا يقبلون دعوى شخص انه رسول الا باية كما هو ظاهر الانسان لا يقبل من احد دعوة الا ببينة جعل الله سبحانه وتعالى مع كل رسول اية تدل على صدقه وهنا قال فاراه الاية الكبرى. يعني ارى موسى فرعون الاية الكبرى. فما هي هذه الاية الاية ان معه عصا من خشب من فروع الشجر كما هو معروف كان اذا وظعها في في الارظ صارت حية تخلع ثم يحملها في تعود عصا. وهذا من ايات الله ان شيئا جمادا اذا اذا وظع على الارض صار حية تسعى واذا حمل من الارض عاد في الحال فورا الى حاله الاولى وهي انه عصى من جملة العصيان فاراه الاية الكبرى وانما بعثه عليه الصلاة والسلام بهذه الاية وبكونه يدخل يده في جيبه فتخرج بيظاء من غير سوء اي من غير عيب اي بيظاء بياظا ليس بياظ الفرس لكنه بياض جعله الله اية انما بعثه الله بذلك بالعصا واليد لانه كان في زمن موسى السحر منتشرا شائعا فارسله الله عز وجل بشيء يشبه السحر لكنه ليس بالسحر حقيقة من اجل ان يغلب السحرة الذين تصدوا لموسى عليه الصلاة والسلام قال اهل العلم وفي عهد عيسى صلى الله عليه واله وسلم انتشر الطب انتشارا عظيما فجاء عيسى بامر يعجز الاطباء وهو انهم كان لا يمسح ذا عاهة الا براء اذا اتى اليه بتخف فيه عاهة اي عاهة تكون. مسحه بيده ثم برأ باذن الله يبرئ الاكمة والابرص مع ان البرص لا دواء له لكن هو يبرئ الابرص باذن الله عز وجل. يضيع الاكمة الذي خلق بلا عيوب يبرؤه اشد من هذا واعظم انه يحيي الموتى باذن الله يؤتى اليه بالميت فيتكلم معه ثم تعود اليه الحياة واشد من ذلك وابلغ انه يخرج الموتى باذن الله يخرجهم من اي مكان من قبورهم. يقف على القبر وينادي صاحب القبر فيخرج من القبر. حية هذا شيء لا يمكن لاي طب ان يبلغه. ولهذا كانت اية الغساء في هذا الوقت مناسبة تماما لما كان عليه الناس. قال اهل العلم اما رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم فقد اتى الى العرب وهم يتفاخرون في الفصاحة ويرون ان الفصاحة اعظم منقبة للانسان فجاء محمد صلى الله عليه واله بهذا القرآن العظيم الذي اعجز امرأة صالحة. وعجزوا عن ان يأتوا بمثله قال الله تعالى قل لان اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا يعني ولو كان بعضهم يعاون بعضا فانهم لن يأتوا بمثله حينئذ نقول ان موسى عليه الصلاة والسلام ارى فرعون الاية الكبرى ولكن هل انتفع بالايات؟ لا وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون. انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فالذين ليس في قلوبهم استعداد للهداية لا يهتدون. ولو جاءتكم كل اية والعياذ بالله