ثم قال عز وجل مذكرا الانسان بما انعم الله عليه فلينظر الانسان الى طعامه ان صببنا الماء صب اي فلينظر الى طعامه من اين جاء؟ ومن جاء به وهل احد خلقه لا وينبغي للانسان ان يتذكر عند هذه الاية قول الله تبارك وتعالى افرأيتم ما تحدثون؟ اانتم تزرعونه وام نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فضلتم تفكهون. انا لمغرمون بل نحن محرومون من الذي زرع هذا الزرع؟ حتى استوى ويسر الحصول عليه حتى كان طعاما لنا هو الله عز وجل ولهذا قال لو نشاءوا لجعلناهم حطاما بعد ان نخرجه نحطمه حتى لا تنتفعوا به. افرأيتم الماء الذي تشربون اانتم انزلتموه من المسل؟ ام نحن المنزلون؟ لو ونشاء جعلناه اجاجا. فلولا تشكوا وهنا يقول فلينظر الانسان الى طعامه. من اين جاءه اما صببنا الماء صبا يعني من السحاب ثم شقق الارض شقفا بعد نزول المطر عليها تتشقق بالنبات كأنبتنا فيها اي في الارض حبا وعنبا وقبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وابدا انبتنا فيها حبا خلفه والرز والدرة والشعير وغير ذلك من الحيوف الكثيرة معروف قصدا اليه قط المعروف زيتون معروف ونخلا كذلك وحدائق غلب الحدائق حديقة. والغل كثيرة الاشجار وفاكهة يعني ما يتفكر به الانسان من انواع الفواكه وابا الاب نبات معروف عند العرب ترعاه الابل متاعا لكم ولانعامكم. يعني اننا فعلنا ذلك متعة لكم يكون به عودكم وتتمتعون به ايضا بالتفقه بهذه النعم ثم لما ذكر الله عز وجل حال لما ذكر الانسان بحاله منذ خلقه النطفة حتى بقي في الدنيا وعاشق ذكر حاله الاخيرة في قوله فاذا جاءت الصاقة يعني الصيحة العظيمة التي تصف الاذان وهذا هو يوم القيامة. يوم يشوف المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وضعيه من اخيه شقيقه او لابيه او لامه وامه وابيه الام والاب المباشر والاجداد ايضا والجدات يفر من هؤلاء كلهم وصاحبة زوجته وبنيه وهم اقرب الناس اليه واحب الناس اليه يفر من هؤلاء كلهم قال اهل العلم يفر منهم لان لا يطالبوه بما فرط به في حقهم من ادب وغير لان كل واحد في ذلك اليوم لا لا يحب ابدا ان يكون له احد يطالبه بشيء لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه كل انسان مشتغل بنفسه لا ينظر الى غيره ولهذا لما قال النبي عليه الصلاة والسلام انكم تشعرون يوم القيامة حفاة عراة وغرلاة قالت عائشة واسوء اتاه يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم الى بعض قال النبي صلى الله عليه وسلم الامر اعظم من ان ينظر بعضهم الى بعض ثم قسم الله الناس في ذلك اليوم الى قسمين فقال وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة مسفرة من اسفار ووضوح لانها وجوه المؤمنين تسفر عن ما في قلوبهم من السرور والانشراح ضاحكة يعني متبسمة وهذا من كمال سروره مستبشرة اي قد بشرت بالخير لانها تتلقاهم الملائكة بالبشرى يقولون السلام عليكم ووجوه يومئذ يعني يوم القيامة عليها غبرة اي شيء كالغبار لانها دميمة قبيحة ترهقها قطرة اي ظلمة اولئك هم الكفرة الفجرة الذين جمعوا بين الكفر والفجور. نسأل الله العافية ونسأل الله تعالى ان يجعلنا واياكم ممن وجوه مستبشرة هذا الكلام الذي نتكلم به على هذه الآيات لا نريد به البسط ولكن نريد به التوضيح المقرب للمعنى لكثرة قراءتها في الصلوات وخلف الهواء الاستماع اليها خلف الائمة ونسأل الله ان يجعل فيه فتحا مبينا لنا ولكم انه جواد كريم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فاننا وقفنا في تفسير جزء عما على سورة التكوير ونحن نبدأ بها ان شاء الله في هذا اللقاء يوم الخميس الاول من شهر ذي القعدة عام ثلاثة عشر واربعمائة والف فنقول قال الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم اذا الشمس كورت واذا نجوم انكدرت واذا الجبال سيرت. واذا الاشعار عطلت والى الوحوش حشرت. قوله تعالى اذا الشمس كورت هذا يوم هذا يكون يوم القيامة. والتكوير جمع في بعضه الى بعض ولفه كما تكور العمامة على الرأس. والشمس كتلة عظيمة كبيرة واسعة. في يوم القيامة يكورها الله عز وجل فيلفها جميعا. ويعطي بعض على بعض فيذهب ويلقيها في النار عز وجل اغاظة للذين يعبدونها من دون الله. قال الله تبارك وتعالى انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم اي تحصبون في جهنم انتم لها واردون ويستثنى من ذلك من عبد من دون الله من اولياء الله فانه لا يلقى في النار. كما قال الله تعالى بعد هذه الاية ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون. اذا الشمس كورة واذا النجوم انكدرت. انكدرت يعني تساقط كما يفسره الاية الثانية واذ واذ النجوم انتثرت فالنجوم يوم القيامة تتناثر وتزول عن اماكنها واذا الجبال سيرت. فان هذه الجبال العظيمة الصلبة العالية الرفيعة تكون هباء يوم القيامة وتسير كما قال الله تعالى وسيرت الجبال فكانت سرابا واذا العشار عطلت العشار جمع عشراء وهي الناظرة الحامل التي لحملها عشرة اشهر وهي من انفس من انفس الاموال عند العرب تجد صاحبها يرقبها ويلاحظها ويعتني بها ويأوي اليها. ويحف بها في الدنيا لكن في الاخرة تعطل ولا يلتفت اليها. لان الانسان في شأن عظيم مزعجة. ينسيه كل شيء. كما قال الله تبارك وتعالى يوم يفر المرء من اخيه وامه وصاحبته وبنيه. لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. واذا الوحوش حشرت الوحوش جمع وحش والمراد بها جميع الدواب. لقول الله تعالى وما من دافس في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا اموا امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون. تحشر الدواب يوم القيامة. ويشاهدها الناس ويختص لبعضها من بعض. حتى انه يختص بالناقة للبهيمة الجرحى التي ليس لها قرن. من البهيمة القرناء. فاذا اقتص من من بعض هذه هذه الوحوش لبعض امرها الله تعالى فكانت ترابا وانما يفعل ذلك سبحانه وتعالى اظهار عدله بين خلقه واذا البحار سجرت البحار جنب بحر وجمعت لعظمتها وكثرتها فانها تمثل ثلاثة ارباع الارض تقريبا او اكثر. هذه البحار العظيمة اذا كان يوم القيامة فانها تسجر اي توقد نارا تشتعل نارا عظيمة. وحينئذ تلبس الارض ولا يبقى فيها ماء لان بحارها المياه العظيمة تسجر حتى تكون نارا واذا النفوس زوجت النفوس جمع نفس. والمراد بها الانسان كله فتزوج النفوس يعني يظم كل صنف الى صنف. لان الزوج يراد به الصنف كما قال الله تعالى وكنتم ازواجا ثلاثة اي اصنافا ثلاثة. وقال تعالى واخر من شكله ازواج اي اصناف وقال تعالى احشروا الذين ظلموا وازواجهم اي اصنافهم واشكالهم. فيوم القيامة لضم كل شكل الى الى مثله. اهل الخير الى اهل الخير واهل الشر الى اهل الشر. وهذه الامة يضم بعضها الى بعض وترى كل امة جافية لوحدها. كل امة تدعى الى كتابها اليوم ما كنتم تعملون اذا اذا واذا واذا واذا واذا النفوس زوجت يعني شكلت وظم بعظها الى بعظ كل صنف الى صنف كل امة الى امتها