وما هو بقول شيطان رجيم اي ليس بقول احد من الشياطين وهم الكهنة الذين توحي اليهم الشياطين الوحي ويكسبون معه ويخبرون الناس فيظنونه صادقين ثم قال ان هو الا ذكر للعالمين وندعو الكلام على بقية الصورة الى جلسة اخرى. وكما نحن نمشي فيما سبق فاننا نمشي عليه الان. وباستمرار ان شاء الله تعالى ما لم يوجد منهج اخر اكمل منه فان الانسان ينشد الكمال بقدر ما يستطيع في الاسبوع الماضي تكلمنا على سورة التكوين اذا الشمس كورت حتى وصلنا الى قول الله تبارك وتعالى وما هو على الغيب بضنين وما هو بقول شيطان الرجيم فاين تذهبون فقوله تعالى ان هو الا ذكر للعالمين. ان هنا بمعنى ماء. وهذه قاعدة انه اذا جاءت الا بعد اذ فهي بمعنى ما. اي انها تكون نافية. لان ان تأتي نافية وتأتي شرطية وتأتي مخففة من الثقيلة. والذي يبين هذه المعاني هو السياق. فاذا جاءت ان وبعدها الا فهي نافية اي ما هو اي القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ونزل به جبريل على قلبه الا ذكر للعالمين. ذكر يشمل التبكير. والتذكر وتذكير للعالمين وتذكر لهم اي انهم يتذكرون به ويتعظون به. والمراد بالعالمين من بعث اليهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. كما قال الله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. وقال تعالى تبارك الذي نزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيرا. فالمراد بالعالمين هنا من ارسل اليه محمد صلى الله عليه واله وسلم. قال لمن شاء منكم ان يستقيم لمن شاء هذه الجملة بدل مما قبلها لكنها لاعادة العامل هي الا اي الا ذكر للعالمين لمن شاء منكم ان واما من لا يشاء الاستقامة فانه لا يتذكر بهذا القرآن ولا ينتفع به كما قال تعالى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. فالانسان الذي لا يريد الاستقامة لا يمكن ان ينتفع بهذا القرآن. ولكن اذا قال قائل هل مشيئة الانسان باختياره نقول نعم مشيئة الانسان باختياره. فالله عز وجل جعل للانسان اختيارا وارادة ان شاء فعل وان شاء لم يفعل لانه لو لم يكن ذلك لم تقم الحجة على الخلق الذين ارسلت اليهم رسل بارسال الرسل. افهمتم الموضوع؟ هل ما نفعله نحن باختيارنا وارادتنا الجواب نعم هو باختيارنا وارادتنا. ولولا ذلك ما كان لارسال الرسل حجة علينا. اذ ان اننا نستطيع ان نقول نحن لا لا نقدر على الاختيار. فالانسان لا شك فاعل باختياره وكل انسان يعرف انه اذا اراد ان يذهب الى مكة فهو باختياره واذا اراد ان يذهب الى المدينة فهو باختياره واذا اراد ان يذهب الى بيت المقدس فهو باختياره واذا اراد ان يذهب الى الرياض فهو باختياره او الى شيء اي شيء اراد فهو باختياره لا يرى ان احدا اجبره عليه ولا يشعر ان احدا اجبره على ذلك. كذلك ايضا من اراد ان يقوم بطاعة الله فهو باختياره من اراد ان يعصي الله فهو باختياره فالمشيئة للانسان هو حر فيها ولكن نعلم علم اليقين انه ما شاء شيئا الا وقد شاءه الله من قبل. ولهذا قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله ما نشأوا شيئا الا بعد ان يكون الله قد شاء. فاذا شئنا الشيء علمنا ان الله قد قد شاءه ولولا ان الله شاء ما شئناهم. كما قال تعالى ولو شاء الله ما اقتتل الذين من قبلهم من من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا. فنحن اذا عملنا الشيء نعمله بمشيئته واختياره ولكن نعلم ان هذه المشيئة والاختيار كانت بعد مشيئة الله عز وجل. ولو شاء الله ما فعلنا فان قال قائل اذا لنا حجة في المعصية لاننا ما شئناها الا بعد ان شاء الله فالجواب انه لا حجة لنا لاننا لم نعلم ان الله شاءها الا بعد ان فعلناها وفعلنا اياها باختيارنا. ولهذا لا يمكن ان نقول ان الله شاء كذا او شاء كذا الا بعد ان ان يقع. فاذا وقع فبأي شيء وقع؟ وقع بارادتنا ومشيئتنا. لهذا لا يتجه ان يكون للعاصي حجة على الله عز وجل وقد ابطل الله هذه الحجة في قوله سيكون الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسا. فلولا انه لا حجة لهم ما اذاقهم الله. ما ذاقوا بأس الله. لسلموا من بأس الله ولكنه لا حجة له فلهذا ذاقوا بأس الله. وكلنا نعلم ان الانسان لو ذكر له ان بلدا امنا مطمئنا يأتيه رزقه الغاد من كل مكان فيه من المتاجر والمكاسب ما لا يوجد في البلاد الاخرى وان بلدا اخر بلد خائف غير مستقر مضطرب في الاقتصاد مضطرب في الخوف والامن فالى ايهما يذهب؟ بالتأكيد سيذهب الى الى الاول ولا شك ولا ان احدا اجبره ان يذهب الى الاول يرى انه ذهب الى الاول بمحض ارادته. هكذا الان طريق الخير وطريقه الشر. قال الله لنا هذه طريق جهنم وهذه طريق الجنة. وبين لنا ما في الجنة من النعيم وما في نار من من العذاب. فايهما نسلك بالقياس الواضح الجلي انها سنسلك طريق ايش؟ طريق الجنة لا شك كما اننا في المثال الذي نسل الطريق البلد الامن الذي يأتيه رزقها رعد من كل مكان. لو اننا سلكنا طريق النار فانه سيكون العاتب والتوبيخ واللوم وينادى علينا بالسفه كما لو سلكنا في المثال الاول طريق البلد المتزعزع الذي ليس فيه استطاعة. فان كل احد يلومنا ويوبخنا اذا ففي قوله لمن شاء منكم ان يستقيم تقرير لان لان الانسان او تقرير لكون الانسان يفعل الشيء بايش؟ بمشيئة واختياره. ولكن بعد ان يفعل الشيء ويشاء الشيء نعلم ان الله قد اشاءه من قبل ولو شاء الله ما فعل. وكثيرا ما يعزم الانسان على شيء. يتجه بعده عزيمة على هذا الشيء وفي لحظة ما يجد نفسه منصرفا عنه. او يجد نفسه مصفوفا عنه. لان لم يشاء. كثيرا ما نريد ان ان نذهب مثلا الى مسجد ما لنستمع الى محاضرة. واذا ننصرف بسبب او بغير سبب. احيانا بسبب بحيث نتذكر اننا لا شغلا او يقال لنا ان المحاضرة الغيت فنرجع. احيانا نرجع بدون سبب. لا لا ندري الا وقد صرف الله تعالى مهمتنا عن ذلك فرجعنا. ولهذا قيل لاعرابي بما عرفت ربك؟ قال بنقض العزاء وصرف الهمم بنقض العزائم لان الانسان يعزم على الشيء عزما مؤكدا واذا به من من نقض عزيمته؟ لا يشعر. ما يشعر ان هناك مرجحا اوجب ان يعدل عن عن الازمة الاولى بل بمحض ارادة الله. صرف الهمم يهم الانسان بالشيء. ويتجه اليه تماما. واذا به يجد نفسه منصرفا عنه. سواء كان الصارف مانعا حساسيا او كان الصارم مجرد اختيار يختار الانسان ان ينصرف كل هذا من الله عز وجل. فالحاصل ان الله يقول لمن شاء منكم ان يستقيم وما معنى الاستقامة؟ الاستقامة هي الاعتدال. الاعتدال. ولا عدل اقوم من عدل الله عز وجل في في شريعته. في الشرائع السابقة كانت الشرائع تناسب حال الامم زمانا ومكانا وحالا بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام كان الشريعة تناسب الامة التي بعث النبي الله وسلم اليها من اول بعثته الى الى نهاية الدنيا. ولهذا كان من العبارات المعروفة ان الدين الاسلامي صالح لكل زمان ومكان وحال. في كل زمان ومكان وحال. لو تمسك الناس به اصلح الله الخلق. انظر مثلا الانسان يصلي اولا قائما. فان عجز فقاعد. فان عجزت فعلى اذا الشريعة تتطور بحسب حال الشخص لان الدين صالح لكل زمان ومكان يجب المحدث ان ان يتطهر بالماء. فان تعذر استعمال الماء لعجز او عدم عدل الى فان لم يوجد ولا تراب او كان عاجزا عن استعمال التراب فانه يصلي بلا شيء. لا بوضوء لا بطهارة ماء ولا بطهارة كل هذا لان الله عز وجل شريعته كلها مبنية على العدل. ليس بها جوف وليس بها ظلم ليس بها حرج ليس فيها مشقة ولهذا قال اي يستقيم ضد الاستقامة انحرافان انحراف الى جانب الافراط والغلو وانحراف الى جانب التفريط والتقصير. ولهذا كان الناس في دين الله عز وجل ثلاثة ثلاثة اشكال طرفان ووسط طرف غالي مبالغ متنطع متعنت وطرف اخر مفرط مقصر مهمل. الثالث وصف بين الافراط والتفريط مستقيم على دين الله. هذا هذا هو الذي يوحد. اما الاول والثاني والثاني الاول الغالي والثاني الجافي فكلاهما هالك. هالك بحسب ما عنده من الغلو. او من التقصير وقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الغلو والافراط والتعنت والتنطع حتى انه قال هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون لان التنطع فيه اشقاق عن النفس وفيه خروج عن دين الله عز كما انه ذم المفرطين المهملين وقال في وصف المنافقين واذا قاموا الى الصلاة قاموا الى الصلاة قاموا كسالى فدين الله وسط بين الغال فيه والجافي عنه. ولهذا قال هنا لمن شاء منكم ان يستقيم. لا يميل يمينا ولا شمالا يكون سيره سير استقامة على دين الله عز وجل