والاستقامة كما تكون في معاملة الخالق عز وجل وهي العبادة تكون ايضا في معاملة المخلوق. فكن مع الناس بين طرفين بين طرفي الشدة والغلظة والعبوس وطرف التراخي والتهاون بذل النفس والانحطاط الرتبة كن حازما من وجه ولين من الوجه. ولهذا قال رحمهم الله في القاضي ينبغي ان يكون لينا من من غير ضعف قويا من غير عنف. فلا ونرينه يشطح به الى الضعف. ولا قوته الى العنف. يكون بين ذلك. لينا من غير ضعف قويا من غير عنف. حتى تستقيم الامور. فبعض الناس مثلا يعامل الناس دائما بالعبوس والشدة واشعار نفسه بانه فوق الناس والناس تحته هذا خطأ. ومن الناس من يكون من يحط قدر نفسه. ويتواضع الى حد التهاون وعدم المبالاة بحيث يبقى بين الناس ولا حرمة له وهذا ايضا خطأ. فالواجب ان يكون الانسان بين هذا وبين هذا كما هو هدي النبي صلى الله عليه واله وسلم فانه عليه الصلاة والسلام يشتد في موضع الشدة ويليه في موضع اللين فيجمع الانسان هنا بين الحزن والعزم واللين والعطف والرحمة. لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. يعني لا يمكن ان تشاؤوا شيئا الا وقد شاء الله من قبل. فانا مشيئتي الان ان احدثكم واتحدث اليكم اه مشيئة مني انا لكنها ما كانت الا بعد مشيئة الله عز وجل لو شاء الله لم اشاء ولو شاء الله ما ولو شاء الله ان لا يكون الشيء ما كان ولو شئتم. حتى لو شئت والله تعالى لمن يشاء فانه لن يكون بل يقيض الله تعالى اسبابا تحول بين وبين هذا حتى لا يقع. وهذه مسألة يجب ان الانسان ان ينتبه لها ان يعلم ان ان فعله بمشيئة مشيئة تامة بلا اكراه لكن هذه المشيئة مقترنة بايش؟ بمشيئة الله يعلم انه ما شاء الشيء الا بعد ان شاء الله وان الله لو شاء له لو شاء الا يكون لم ينشأه الانسان او شاءه الانسان ولكن يحول الله بينه وبينه باسباب وموانع. وما تشاؤون الا ان الله رب العالمين. وهنا قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين ولم يقل ربكم اشارة الى عموم ربوبية الله وان الربوبية الله تعالى عامة. ولكن يجب ان تعلموا ان العالمين هنا ليست كالعالمين في قوله ان هو الا ذكر للعليم قلت في العالمين الاولى انها هي المراد بها ايش؟ لا من ارسل اليهم الرسول من ارسل اليهم الرسول. اما هنا رب العالمين فالمراد به بالعالمين كل من سوى الله كل من سوى الله فهو عالم عالم لانه ما ثم الا رب ومرغوب. فاذا قيل رب العالمين تعين ان يكون المراد بالعالمين كل من سوى الله. كما قال الامام شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب رحمه الله. وكل من سوى الله فهو عالم وانا واحد من ذلك العالم الحاصل ان هذه الاية اية هذه السورة سورة عظيمة فيها تذكرة وموعظة ينبغي للمؤمن ان يقرأها بتدبر وان يتعظ بما فيها كما ان الواجب عليه بجميع سور القرآن واياته ان يكون كذلك حتى يكون ممن اتعظ بكتاب الله وانتفع به. نسأل الله تعالى ان يعظنا واياكم بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم. واياته الكونية انه على كل شيء قدير. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. الانفطار يقول الله عز وجل اذا السماء انفطرت واذا الكواكب انتثرت واذا البحار فجرت واذا القبور بعثرت علمت نفس ما قدمت واخرت هذه اربعة اشياء اذا حصلت علمت النفس ما قدمت في اول عمرها وما اخرت فقوله اذا السماء انفطرت يعني انشقت كما قال الله تبارك وتعالى اذا السماء انشقت واذنت لربها وحقت. واذا الكواكب انتثرت يعني النجوم صغيرها وكبيرها تمتثل وتتفرغ وتتساقط لان العالم انتهى واذا اللحاف فجرت اي فجر بعضها على بعض وملأت الارض واذا القبور بعثرت اي اخرج ما فيها. من الاموات حتى قاموا لله عز وجل في حصول هذه الامور الاربعة علمت نفس ما قدمت واخرت نفس هنا نكرة لكنها بمعنى العموم. اذا ان المعنى علمت كل نفس ما قدمت واخرت وذلك بما يعرض عليها من الكتاب فكل انسان عزمه الله طائره في عنقه ويخرج له يوم القيامة كتابه يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وفي ذلك اليوم يقول المجرمون ما لهذا الكتاب؟ لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها فيعلم الانسان ما قدم واخر بينما هو في الدنيا قد نسي فنحن الان نسينا ماذا عملنا من منذ ازمان بعيدة لكن يوم القيامة يعرض علينا عملنا تعلم كل نفس ما قدمت واخرت والغرض من هذا التحذير تحذير العبد من ان يعمل مخالفة مخالفة لله ورسوله لانه سوف يعلم لذلك ويحاسب عليه يا ايها الانسان ما غرك بربك كريم. يا ايها الانسان المراد بالانسان هنا قيل هو الكافر وقيل للانسان من حيث هو انسان. لان الانسان من حيث هو انسان ظلوم ظلوم جهول ظلوم كفار ان الانسان لظلوم كفار فيقول الله عز وجل يا ايها الانسان ويخاطب الانسان من حيث هو انسان بقطع النظر عن ديانته ما غرك بربك الكريم. يعني اي شيء غرك بالله حيث تكذب في البعث تعصيه في الامر تعصيه في في الامر والنهي بل ربما يوجد من يكره من ينكر الله عز وجل. فما الذي ظلمك قال بعض العلماء ان قوله تعالى ما غرك بربك الكريم. اشارة الى الجواب. وهو ان الذي غر الانسان كرم الله عز وجل وامهال وحلمه لكنه لا يجوز ان يغتر الانسان بذلك فان الله يملي للظالم حتى اذا اخذ انه لم يفلته اذا ما غرك بربك الكريم؟ الجواب كرمه وحلمه هذا هو الذي غر الانسان وصار يتمادى في المعصية يتمادى في التكثير يتمادى المخالفة الذي خلقك فسواك فعدلك. خلقك من العدم واوجدك من العدم وسواك جعلك مستوي الخلقة ليست يد اطول من يد ولا رجل اطول من رجل ولا اصبع اطول من الاصبع بحسب اليدين والرجلين فتجد الطويلة في يد وهو الطويل في اليد الاخرى والقصير هو القصير وهلم جر سوى الله عز وجل الانسان من كل ناحية من ناحية الخلقة فعدلك وفي قراءة سمعية فعدلك اي جعلك معتدل القامة مستوى الخلقة لست كالبهائم التي اه لم تكن معدلة بل تسير على يديها ورجليها اما الانسان فانه خصه الله في هذه الخصيصة في اي صورة ما شاء ركبك يعني الله ركبك في اي صورة شاء من الناس من هو جميل ومنهم من هو قبيح ومنهم منهم المتوسط ومنهم الابيض ومنهم الاحمر ومنهم الاسود ومنهم ما بين ذلك اي صورة يلقبك الله عز وجل على حسب مشيئتك ولكنه ولكنه عز وجل شاء للانسان ان تكون صورته احسن الصواب ثم قال كلا بل تكذبون بالدين كلا حرف رد. بل للاضراب. يعني مع هذا الخلق والامداد والاعداد تكذبون بالدين اي بالجزاء وتقولون ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن مبعوثين فتكذبون بالدين اي بالجزاء. وربما نقول وتكذبون ايضا بالدين نفسه. فلا تقرون بالدين الذي جاءت به الرسل والاية شاملة لهذا وهذا لان القاعدة في علم التفسير وعلم شرح الحديث انه اذا كان النص يحتمل ما لا يعيد لا ينافي احدهما الاخر فانه يحمل عليهما. وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون التأكيد لمؤكدين ان ولا وان عليكم لحافظين الانسان عليه حال يحفظه ويكتب كل ما عمل. قال الله تعالى ما ينفذ من قول الا لديهم رقيب عتيد فعلى كل انسان حفظه يكتبون كل من قال كل ما فعل وهؤلاء الحفظة كرام ليسوا لئاما بل عنده من الكرم ما ينافي ان يظلموا احدا في كتب عليه ما لم يعمل او يهدم ما عمل لانهم موصوفون بالكرامة يعلمون ما تفعلون يعلمون ما تفعلون اما بالمشاهدة ان كان فعلا واما بالسماع ان كان قولا بل ان عمل القلب يطلعهم الله عليه. فيكتبونه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام من هم بالحسنة فلم يعملها كتبت حسنة ومن هم بالسيئة نعم ولم يعملها كتبت حسنة كاملة لانه تركها لله عز وجل. والاول يثاب على مجرد الهم بالحسنة ان الابرار لفي نعيم هذا بيان للنهاية والجزاء ان الابرار جمع فرع وهم كثيروا فعل الخير المتباعدون عن الشر لفي نعيم اي نعيم في القلب ونعيم في البدن ولهذا لا نجد احدا اطيب قلبا ولا انعم بالا من من الابرار اهل البر حتى قال بعض السلف لو يعلم ملوكه وابناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف وهذا النعيم الحاصل يكون في الدنيا وفي الاخرة. اما في الاخرة فالجنة واما في الدنيا فنعيم القلب وطمأنينته ورضاه بقضاء الله وقدره فان هذا هو النعيم حقيقة ليس النعيم في الدنيا ان تترف عن بدنيا النعيم نعيم القلب. وان الفجار لفي جحيم. الفجار هم الكفار. ضد الابرار لفي جحيم اي في نار حامية والعياذ بالله يسلونها يوم الدين يعني يحترقون بها يوم الدين اي يوم الجزاء وذلك يوم القيامة وما هم عنها بغائبين اي لن يغيبوا عنها فيخرج منها. كما قال الله تبارك وتعالى وما هم منها بمخرجين لانهم مخلدون فيها ابدا والعياذ بالله وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين؟ هذا الاستفهام للتفخيم والتعظيم. يعني اي شيء اعلمك بالدين؟ بيوم اي شيء يعلمك؟ يعني معناه اعلم هذا اليوم واقدره قدره وما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك لنفس شيئا والامر يومئذ لله في يوم القيامة لا احد يملك لاحد شيئا. لا بجلب خير ولا بجلب وجه في ضرر. الا باذن الله عز وجل لقوله والامر يومئذ لله. في الدنيا هناك اناس يأمرون. من الامراء الوزراء رؤساء والاباء والامهات لكن في الاخرة ما فيه الامر لله عز وجل ولا تملك نفس شيئا الا باذن الله ولهذا كان الناس في ذلك اليوم يلحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون ثم يطلبون الشفاعة من ادم ثم ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي الى نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيشفع باذن الله فيريح الله العالم من الموقف والامر يومئذ لله فان قال قائل اليس الامر لله في ذلك اليوم وفي غيره؟ قلنا بلى الامر لله تعالى في يوم الدين وفيما قبله. لكن ظهور امره في ذلك اليوم اكثر بكثير من ظهور امره في الدنيا. لان في الدنيا يخالف الانسان اوامر الله عز وجل ويطيع امر امر سيده فلا يكون الامر لله بالنسبة لهذا. لكن في الاخرة ما في الا الا امر الله عز وجل. وهذا في قوله تعالى لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار والملك لله في الدنيا وفي الاخرة. لكن في ذلك اليوم يظهر ملكوت ملكوت الله عز وجل وامره ويتبين انه ليس هناك امر في ذلك اليوم الا الا الله عز وجل اطلبوا شوي عشان