بما وراءها ولا يعمل لذلك وانما يبقى كالانعام يتمتعون ويأكلون كما تأكلون الانعام والنار مثوى لهم ولهذا اظنكم تعلمون معي ان الله يقرن الايمان به بالايمان باليوم الاخر دائما لان الايمان باليوم بالله ابتداء والايمان باليوم الاخر انتهاء فتؤمن بالله ثم تعمل لليوم الاخر. الذي هو المقر فهؤلاء والعياذ بالله كذبوا بيوم الدين. ومن كذب به لا يمكن ان يعمل له ابدا. لان العمل مبين على عقيدة اذا لم يكن عندك عقيدة فكيف تعمل ولهذا قال وما يكذب به الا كل معتد اثيم. يعني ما بيوم الدين وينكره الا كل معتد اثيم اي معتد في افعاله اثيم في اقواله. وقيل معتدل في افعاله اثيم في كسبه. اي ان مآله من الاثم. والمعنيان متقاربان. المهم انه لا يمكن ان بيوم الدين الا رجل معتدي اثيم اثم كاسب للاثام التي تؤدي به الى نار جهنم نعوذ بالله اذا تتلى عليه اياتنا قال اساطير الاولين اذا تتلى عليه يعني اذا تلاها عليه احد وهو يدل على ان هذا الرجل لا يفكر ان يتلوا ايات الله. ولكنها تتلى عليه فاذا تليت عليه قال اساطير الاولين اي هذه اساطير الاولين. واساطير جمع اسطورة وهي الكلام الذي ينكر للتسلي ولا حقيقة له ولا اصل له فيقول هذا القرآن اساطيب العمر. لماذا؟ لماذا لا ينتفع بالقرآن وهو ابلغ الكلام واشده تأثيرا على القلب. حتى قال الله تعالى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد انه لا يكذب بيوم الدين الا كل معتد اثيم. بين حال هذا الرجل اذا دعي الى الحق الى التصديق بخبر الله انه لا لا لا يقبل ذلك اذا تتلى عليه اياتنا قال اساطير الاولين اي اي ان هذه اساطير وسواليف ليس الا لإشغال المجالس والتلهي بها فقط. وذلك لانه والعياذ بالله لم يكن مؤمنا فلا يصل نور ايات الله عز وجل الى قلبه ويراها مثل اساطير الاولين التي يتكلم بها العجائز والشيوخ وليس لها اي حقيقة وليس وليس فيها اي جهة قال الله عز وجل كلا اي ليست اساطير الاولين ولكن هؤلاء ران على قلوبهم اي اجتمع عليها وحجب عن الحق ران على قلوبهم ما كأنوا يكسبون اي من الاعمال السيئات لان الاعمال السيئات تحول بين المرء وبين الهدى كما قال الله تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. فمن اهتدى بهدى الله واتبع ما ما امر الله به ترك ما نهى الله عنه وصدق بما اخبر الله به وفعل مثل ذلك فيما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فلا شك ان قلبه يستنير وانه يرى حقا ويرى الباطل باطلا ويعظم آآ ايات الله عز وجل ويرى انها فوق كل كلام وان هدي محمد صلى الله عليه وسلم فوق كل هذا. هذا من انار الله قلبه بالايمان. اما والعياذ بالله من تلطخ قلبه بارجاس المعاصي وانجاسها فانه لا يرى هذه الايات حقا بل لا يراها الا اساطيل كما في هذه الاية كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يحسنون وفي بل سكتة لطيفة عند بعض القراء وعند اخرين لا سكتة. فيجوز على هذا ان تقول كلا بل ران ويجوز ان تقول كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون لا تغيروا المعنى اي سواء سكت ام لم تسكت فالمعنى لا يتغير. كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون اي حقا انهم عن ربهم لمحجبون. وذلك في يوم القيامة فانهم يختمون على رؤية الله عز وجل كما حجبوا عن رؤية شريعتهم واياته فرأوا انها اساطير الاولين وفي هذه الاية وفي هذه الاية استدل اهل السنة والجماعة على ثبوت رؤية الله عز وجل. ووجه الدلالة ظاهر فانه ما عجب عن ما حجب هؤلاء في حال السخط الا وقد اه مكن للابرار من رؤيته تعالى في حال الرضا فاذا كان هؤلاء محجوبين فان الابرار غير محجوبين. ولو كان الحجب لكل منهم لم يكن لتخصيصه بالفجار اطلاقا ورؤية الله عز وجل ثابتة بالكتاب ومتواتر السنة واجماع الصحابة والائمة لا اشكال في هذا انه تعالى يرى حقا بالعين. كما قال تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة. وقال بالذين احسنوا حسنا وزيادة وقد فسر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الزيادة بانها النظر الى وجه الله تعالى. وكما في قوله تعالى لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد. والمزيد هنا هو بمعنى الزيادة في قوله للذين يحسنوا الحسنى وزيادة. وكما قال وتعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار. فان نفع الادراك يدل على ثبوت اصل الرؤيا. ولهذا كانت هذه الاية مما به السلف على رؤية الله واستدل به الخلف على عدم رؤية الله. ولا شك ان الاية دليل عليهم لان الله لم لم ينفي بها وان ما نفى الاتراك ونفي الادراك يدل على ثبوت اصل الرؤية. فالحاصل ان القرآن دل على ثبوت رؤية الله عز عز وجل حقا بالعين وكذلك جاءت السنة بذلك صريحة. حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام انكم سترون ربكم كما ترون الشمس صحوا ليس دون اسحاب. انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر. لا تضامون في رؤيته وقد امن بذلك الصحابة رضي الله عنهم والتابعون لهم باحسان من سلف هذه الامة وائمتها وانكر من حجبت اه من حجبت عقولهم وقلوبهم عن الحق فقالوا ان الله لا يمكن ان يراد العين وان المراد بالرؤية في الايات هي الرؤية القلب اي اليقين. ولا شك ان هذا قول باطل مخالف للقرآن والسنة واجماع السلف ثمان اليقين ثابت لغيرهم ايضا حتى الفجار يوم القيامة سوف يرون ما وعدوا به حقا ويتيقنونه موضع الاطالة في اثبات رؤية الله عز وجل والمناقشة في ادلة الفريقين لان الامر ولله الحمد من الوضوح آآ اوضح من ان يطال الكلام فيه. كلا ان مع ربه ثم انهم لصاروا جحيم. ان هؤلاء الفجار لصاروا الجحيم ان يصلونها يصلون حرارتها وعذابها نسأل الله العافية. ثم يقال تقريعا لهم وتوبيخا هذا الذي كنتم به تكذبون. وفيجتمع عليهم العذاب البدني والالم البدني بصلي النار وكذلك العذاب القلبي بالتوبيخ والتنديد حيث يقال هذا الذي كنتم به تكذبون. ولهذا يقولون يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا اكون من المؤمنين قال الله تعالى بل بدالهم ما كانوا يوفون من قبل ولابدوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون. نعم ان والذي نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل فيه الخير والبركة تكلمنا ايضا على التفسير الذي ابتدأناه من سورة النبأ حتى انتهينا الى قوله تعالى كلا ان كتاب الابراج لفي عليين سورة المطففين ففي هذه الاية يخبر الله عز وجل خبرا مؤكدا بان لان الدنيا في اللغة العربية من ادوات التوكيد. فانك اذا قلت الرجل قائلا هذا خبر غير مؤكد. فاذا قلت ان الرجل قائم صار خبرا مؤكدا فيقول الله عز وجل ان كتاب الابران لفعله. وهذا مقابل ان كتاب الفجار لفي ستين فكتاب التجار في سجين في اسفل الارض وكتاب الابرار في عليين في اعلى الجنة اي انهم في هذا المكان العالي. قد كتب ذلك عند الله عز وجل قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. وما ادراك ما عن النور اي ما الذي يعلمك؟ ماعوب وهذا الاستفهام يراد به التفخيم والتعظيم. يعني اي شيء ادراك به فانه عظيم قال الله تعالى كتاب مرحوم. هذا بيان لقوله ان الابرار اي ان حساب الابرار كتاب مفهوم مكتوب لا يتغير ولا يتبدل. يشهده المقربون. ان يشهدوا ان يحذروه. او يشهد به المقربون والمقربون عند الله هم الذين تقربوا الى الله سبحانه وتعالى بطاعته. وكلما كان الانسان اكثر طاعة كان اقرب الى الله. وكلما كان الانسان اشد تواضعا لله كان اعز الله وكان ارفع عند الله قال الله تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم الذين اوتوا العلم درجات. فالمقربون هم الذين تقربوا الى الله تعالى بصالح الاعمال فقربهم الله من عنده ان الابرار لفي نعيم على الارائك ينظرون الابرار جمع بر والبر كثير الخير. كثير الطاعة. كثير الاحسان في عبادة الله والاحسان الى عباد الله فهؤلاء الابرار الذين من الله عليهم بفعل الخيرات وترك المنكرات في نعيم ان الابرار لفي نعيم. والنعيم هنا يشمل نعيم البدن ونعيم القلب. اما نعيم البدن فلا تسأل عنه. فان الله سبحانه وتعالى قال في في الجنة وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وانتم فيها خالدون. وقال تعالى فلا تعلموا نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. واما نعيم القلب القلب فلا تسأل عنه ايضا فانهم يقال لهم وقد شاهدوا الموت قد ربح. يقال لهم يا اهل الجنة خلود ولا موت. ويقال لهم او تقولوها بسلام. ويقال لهم ان لكم ان تنعموا فلا تبأسوا ابدا وان تصحوا فلا تمرضوا ابدا. وان تشبوا فلا تهرموا ابدا. وكل هذا مما يدخل السرور على القلب فيعصي الله بذلك نعيم القلب ونعيم البدن والملائكة يدخلون عليه من كل باب يقولون لهم سلام عليكم بما صبرتم جعلني الله واياكم منهم. وقوله تعالى على الارائك ينظرون. الارائك اهتموا اريكة وهي السرير المزخرفة المزين الذي وضع عليه مثل الظل وهو من افخر انواع الاسرة. فهم على الارائك على هذه الاسرة الناعمة الحسنة البهية ينظرون يعني ينظرون ما انعم الله به عليه. من النعيم الذي لا تدركه الانفس الان. فلا الم نفس ما اخفي له من قدرة اعين. وقال بعض العلماء ان هذا النظر يشمل حتى النظر الى وجه الله وجعلوا هذه الاية من الادلة على ثبوت رؤية الله عز وجل في الجنة