تعرف بوجوههم نظرة النعيم. اي تعرف ايها الناظر اليهم في وجوههم نظرة النعيم اي حسن النعيم وبهاؤه. اي التنعم. وانتم تشاهدون الان في الدنيا ان المنعمين المترفين وجوههم غير الكادحين العاملين. تجدها نظرة تجدها حسنة تجدها منعمة فاهل الجنة تعرف وجيههم نظرة النعيم اي التنعم والسرور لانهم اصلح ما يكون واعمى ما يكون ثم قال الله تعالى في قيام ما لهم من النعيم يسقون من رحيق محتوم الى اخره ويتكلم عليه ان شاء الله في الجلسة القادمة ونكمل سورة المخففين حيث وقفنا على الله تبارك وتعالى يسقون من رحيق مختوم ختام النصف. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ضمير في قوله يسقون يعني الابرار. يسقيهم الله عز وجل بايدي الخدم الذين وصفهم الله بقوله يطوف عليهم مخلدون باكواب واباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينسى الناس. يسقون من الرحيق اي من شراب خالص لا شوب فيه. ولا ظهر فيه على العقل. ولا الم فيه في الرأس بخلاف سراب الدنيا فانه يغتال العقل ويصدع الرأس اما هذا فانه وحيد خالص ليس فيه اي اذى. مختوم ختامه السنة. اي بقيته واخره مسك. اي طيب الريح بخلاف خمر الدنيا فانه خبيث الرائحة فهؤلاء القوم من الاوراق لما حبسوا انفسهم عم عن الملاذ التي حرمها الله عليهم في الدنيا اعطوها يوم القيامة. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون اي وفي هذا الثواب والجزاء فليتنافس المتنافسون هل فليتسابق المتسابقون سباقا يصل بهم الى حد النفس وهو كناية عن السرعة في المسابقة. يقال نافست هل سابقته سباقا بلغني النفس؟ والمنافسة في الخير هي الى طاعة الله عز وجل. والى ما يرضي الله سبحانه وتعالى. والبعد عن ما يصلح الله. ثم قال عز وجل ومزاجه من تسنيم عين يشرب بها المقربون. مزاجها بالشراب الذي يشقاه هؤلاء من تسنيم اي من عين رفيعة. معنى وحسا وذلك لان انهار الجنة تفجر من الفردوس. والفردوس هو اعلى الجنة. واوسط والجنة وفوقه عرش الرب عز وجل فما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هذا الاشراف يمزج بهذا الطيب الذي يأتي من التسليم اي من المكان المسمم الرفيع العالم وهو جنة عدن عينا يشرب بها المقربون. اي ان هذا هذه العين والمياه النابعة والانهار الجارية يشرب بها المقربون. وهنا سيقول القائل لماذا قال يشرب بها؟ هل هي اناء يحمل؟ حتى يقال شرب الاناء؟ الجواب لا. لان العين وانه لا يحمل اذا لماذا لم يقل يشرب منها؟ المقربون والجواب كان من احد وشيء فمن العلماء من قال ان الباء بمعنى منه فمعنى بها ان يشربوا منها. ومنهم من قال ان يشرب بمعنى يروى. ضمنت معنى يرضى فمعنى يشعر بها ان يروى بها. المقربون وهذا المعنى او هذا الوجه احسن من الوجه الذي قبله. لان هذا الوجه يتضمن شيئا اي يرجحانه وهما اولا ابقاء حرف جر على معناه الاصلي والثانية ان الفعل يشرب ضمن معنى اعلى من الشرب وهو الري فكم من انسان يشرب ولا يروى لكن اذا روي فقد شرب وعلى هذا فالوجه والثاني احسن وهو ان يظمن الفعل يشرب. يعني يروى. ان الذي اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون. ان الذين اجرموا اي قاموا بالجرم. وهو المعصية والمخالفة كانوا اي في الدنيا من الذين امنوا يضحكون استهزاء وسخرية لهم واذا مروا بهم يتغامزون اذا مروا الفاعل هل هم الذين اجرموا او الذين امنوا الاية فصل في هذا وهذا. يعني يصلح ان يكون اذا مر المؤمنون بالمجرمين او اذا مر بالمؤمنين. والقاعدة التي ينبغي ان تفهموها في التفسير. ان الاية اذا احتملت معنيين لا ينافي احدهما الاخر وجب حملها على المعنيين. لان ذلك اعم ا مفهوم هذا عندكم؟ اذا مروا بهم يتغامزون من المار؟ سؤال موجه لكم. يهتم اذا مر المسلمون في المؤمنين او اذا امر المؤمنون بالمشركين. فاذا جعلناها للامرين صار المعنى ان المسلمين اذا مروا بالمؤمنين وهم جلوس تغامزوا واذا مر المؤمنون بالمجرمين وهم جلوس تغامزوا ايضا. فتكون فتكون شاملة للحالين حال امور المجرمين للمؤمنين وحال امور المؤمنين بالمجرمين. يتغامزون يعني يغمز بعضهم بعضا. انظر الى هؤلاء سخرية واستهزاء واستصغارا واذا انقلبوا الى اهل انقلبوا فاكهين اذا انقلب المسلمون الى اهلهم انقلبوا فكهين يعني متفكهين بما نالوه من السخرية لهؤلاء المؤمنين. فهم يستهزئون ويسهرون ويتفكرون بهذا ظنا منهم انهم نجحوا. وانهم ولكن الامر بالعكس. ثم قال تعالى واذا رأوه قالوا ان هؤلاء لضالون. اذا رأوهم اي رأى المجرمون المؤمنين قالوا ان هؤلاء لضالون. ضالون عن صواب. متأخرون. متزمتون. متشددون الى غير ذلك من الالقاب. ولقد كان لهؤلاء السلف خلفوا في زمان اليوم وما قبله وما بعده. من الناس من يقول عن اهل الخير انهم رشيون. انهم هم متخلفون ويقولون عن الملتزم انه متشدد متزمت وفوق هذا كله من قالوا للرسل انهم سحرة او انهم سحرة او مجانون. نعم. انهم سحرة او مجانين قال الله تعالى كذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون فورثة الرسل من اهل العلم والدين سينالهم من اعداء الرسل ما نال الرسل. من من الاسلوب والسخرية وما اشبه ذلك. ومن هذا تلقيب اهل البدع اهل تعطيل لاهله للسلف اهل الاثبات بانهم حشوية مجسمة مشبهة وما اشبه ذلك من القاب السوء التي ينفرون بها الناس عن الطريق السوي. واذا او يقال ان هؤلاء لظالمون وما ارسلوا عليهم حافظين. اي ان هؤلاء المسلمين ما بعثوا حافظين لهؤلاء يطلبونهم ويحكمون عليهم بل الحكم لله عز وجل. ثم قال تعالى فاليوم الذين امنوا من الكفار يظحكون اليوم اليوم يعني يوم القيامة. الذين امنوا يضحكون من الكفار. فالذين مبتدأ ويضحكون خبره ومن الكفار المتعلق بيضحكون. المعنى فاليوم فالذين امنوا يضحكون اليوم من الخطأ. وهذا والله هو الضحك. الذي لا بكاء بعده. اما ضحك اما ضحك ضحك المجرمين للمؤمنين في الدنيا فسيعقبهم البكاء والحزن والويل والثبوت. على الارائك ينظرون. اي ان المؤمنين على الارائك في الجنة والارائك هي السرر الفخمة الحسنة النظيرة يضحك على الارائك ينظرون اي ينظرون ما اعد الله لهم من الثواب. وينظرون اولئك الذين يسخرون بهم في الدنيا. كما قال الله تعالى قال قائل منهم اني لي اني كان لي قرين قولوا ائنك لمن المصدقين. ائذا متنا وكنا ترابا وعظام ائنا لمدينون. قال هل انت مطلعون؟ يقول اصحاب الجنة يعرض عليهم ان يطلعوا الى قرينه الذي كان في الدنيا ينكر البعث ويكذب به فطل فرآه في سواء الجحيم. في قعره واصله. قال له تالله ان كت لتبدين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين. فانت ترى ان المؤمنين يرون الكفار وهم يعذبوه. في قعر النار والمؤمنون في الجنة. قال ارأيت ينظرون اذا ينظرون شيئا الشيء الاول ما اعد الله لهم من النعيم ومنه النظر الى وجه الله عز وجل والثاني ينظرون الى هؤلاء المكذبين الذين كانوا في الدنيا يسخرون بهم ويستهزئون بهم ينظرون اليهم وهم في عذاب الله ثم قال تعالى هل خوض الكفار ما كانوا يفعلون؟ سود جوزي. وهل هنا تقرير اي ان الله تعالى قد ثوب الكفار وجازاهم جزاء فعلهم الدنيا وهو سبحانه وتعالى حاكم عدل. فحكمه جائر بين العدل والفضل. بالنسبة لاجل للذين امنوا حكمه وجزاؤه الفضل. وبالنسبة للكافرين حكمه وجزاؤه عدل. فالحمد لله رب العالمين هذا تمت اه تم كلام الذي يسره الله عز وجل على سورة المطففين. نسأل الله تعالى ان ينفعنا واياكم به وان يجعلنا من المتعظين الواعظين