من قول فامرت الكتاب ويميني الى قوله تعالى اه يقول عز وجل فاما من نمت كتابه يميل فسوف يحاسب حسابي يسيرا. لما ذكر ان العبد بل الانسان كل انسان كادح الى ربه. كادح اي عامل بجد ونشاط. الى ربه اي ان عمل هذا ينتهي الى الله عز وجل كما قال الله تعالى ولله قي في السماوات والارض اليه ارجع له كله لما ذكر هذا قال فاما من اوتي كتابه يمينه اشارة الى ان هؤلاء العاملين منهم من يؤتى كتابه بيمينه ومنهم من يؤتى كتابه من وراء ظهره. اما من اوتي كتابه بيمينه واوتي هنا فعل مغير لما لم يسمى فاعل. فما الذي يؤتيه؟ يحتمل من الملائكة او غير ذلك. لا ندري المهم ان انه يعطى كتابه بيمينه يستلمه باليمنى. فسوف يحاسب حسابا يسيرا. ان يحاسبه الله تعالى باحصاء عمله عليه لكنه حساب يسير. ليس فيه اي عسر كما جاء كما جاء في ذلك السنة ان الله عز وجل يخلو بعبده منه ويقرره بذنوبه فيقول عملت كذا عملت كذا عملت كذا ويقر بذلك ولا يمكن فيقول الله تعالى قد سترت سترتها عليك في الدنيا وانا اقولها لك اليوم. ولا شك ان هذا الحساب يسير يظهر فيه منة الله على العبد بذلك واستبشار. فسوف يحاسب حسابا يسيرا والمحاسب له هو الله عز وجل. كما قال تعالى انا الينا ايابهم ثمان علينا حسابهم. فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا ينقلب من الحساب الى اهله في الجنة مسبورا اي مسرورا القلب وقد اخبر النبي عليه الصلاة والسلام ان اول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر. ثم هم بعد درجات وهذا يدل على سرور القلب لان القلب اذا سر استمر الوشم واما واما من اوتي كتابه بشماله واما من اوتي كتابه مباراة نعم فسوف يحاسب الحساب يسيرا وينقلب الى اهل واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو تمورا ويصنع سعيدا هؤلاء هم الاشقياء والعياذ بالله يؤتى كتابه وليس عن يمينه وفي الاية الاخرى في سورة الحاقة واما من اوتي كتابه بالشمال فقيل ان من لا من لا يؤتى كتابه بيمينه ينقسم الى قسمين منهم من يؤتى كتابه بالشمال ومنهم من يأتي كتابه وراءه والاقرب والله اعلم انه يؤتى كتابه بالشمال ولكنه تعكس يده حتى تكون وراء ظهره اشارة الى انه نبذ كتاب الله وراء ظهره. فيكون الاخذ بالشمال ثم تلوى يده الى الخلف اشارة الى انه قد آآ ولى ظهره كتاب الله عز وجل ولم يبالي به ولم يرفع به رأسا ولم يرى مخالفتي بأسها فسوف يدعو ثبورا اي يدعو على ويله اي يدعو على نفسه بالثبور يقول واتوا الغراة يا وما اشبه ذلك من كلمات الندم والحسرة ولكن هذا لا ينفع في ذلك اليوم. لانه انتهى وقت العمل فوقت العمل هو الدنيا اما في الاخرة فلا عمل وانما هو الجزاء فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا اي يصل النار التي تسعر به والعياذ بالله ويكون مخلدا فيها ابدا لانه كافر انه كان في اهله مسرورا انه كان في الدنيا في اهله مسرورا. ولكن هذا السرور اعقبه الندم والحزن الدائم المستمر واربط بين قوله تعالى في من اوتي كتابه بيمينه ينقلب الى سورة وهذا والعياذ بالله كان في تجد الفرق بين السرورين فسرور الاول سرور جائر نسأل الله ان يجعلنا واياكم منهم والسرور الثاني سرور زائل ذهب كان في اهله سورا اما الاخر يصومه عنده انه ظن ان لا يحوه ظن ان لن يحور ان لا يرجع بعد الموت ولهذا كانوا ينكرون البعث ويقولون لا بأس ويقول من يحيي العظام ويرميه؟ اه انه ظن ان يحظوره قال تعالى بلى اي سيحور ان ربهم كان به بصير. يعني انه سيرجع الى الله عز وجل الذي هو بصير باعماله وسوف يحاسبه عليها على حكمته وعدمه. ما بقي من سورة الانشقاق. فقد انتهينا الى قوله تعالى فلا اقسم بالشفق والليل وما سقوا والقمر اذا اتسق. لتركبن طبقا عن طبق هذه الجملة مكونة من قسم ومقسم به ومقسم عليه ومقسم فالقسم في قوله لا اقسم بهذا قد يظن الظان ان معنى لا اقسم نفي وليس كذلك بل هو اثبات. ولا هنا في ابي هالتنبيه. ولو قذفت في غير القرآن لاستقام الكلام. ولها نظائف. مثل لا اقسم بهذا البلد. لا اقسم بيوم القيامة فلا اقسم برب المشارق فلا اقسم بما تبصرون. وكلها يقول العلماء ان لا فيها للتنبيه وان القسم مثبت. اما المقسم فهو الله عز وجل فهو مقسم ومقسم به. يعني انه نعم. فهو انه مخزم اما المقسم به في هذه الاية فهو الشفق وما عطف عليه. فان قال لماذا يقسم الله على خبره؟ وهو سبحانه الصادق بلا قسم وكذلك يقسم النبي صلى الله عليه واله وسلم على خبره وهو صادق بلا قسم. قلنا ان القسم يؤكد الكلام. والقرآن العربي نزل باللسان العربي واذا كان من عادته انهم يؤكدون الكلام بالقسم صار هذا الاسلوب جاريا على الانسان العربي الذي نزل به القرآن. وقوله بالشفق الشفق هو الحمرة. التي تكون بعد بعد غروب الشمس واذا غابت هذه الحمرة خرج وقت المغرب ودخل وقت العشاء هذا قول اكثر العلماء. وبعضهم قال اذا غاب الفياض. وهو يغيب بعد الحمرة بنحو نصف ساعة لكن الذي عليه الجمهور ويقال ان ابا حنيفة رحمه الله رجع اليه هو ان الشفق هو الحب واذا غاب هذا الشفق فانه يدخل وقت العشاء ويخرج وقت المغرب. والليل وما وصل هذا ايضا مقسم المعطوف على الشفق. يعني واقسم بالليل وما وسقوا وهذان قسمان الليل وما وسوا. فما هو الليل معروف. فما معنى ما وسق؟ اي ما جمع بان الليل يجمع الوحوش والهوام وما اشبه ذلك. تجتمع وتخرج تبرز من ذكورها وبيوتها. وكذلك ربما يشير الى اجتماع الناس بعضهم الى بعض والقمر اذا اتسق. قمر معروف. ومعنى اذا اكتسب يعني اذا اجتمع نوره وكم وكمل وذلك في ليالي الدار. فاقسم الله عز وجل بالليل وما وسق اي ما جمع وبالقمر لانه اية البيع ثم قال بعد ذلك لترقبن طبقا عن طبق. والخطاب هنا لجميع الناس اي لتركبن حالا عن حال. وهو يعني ان الاحوال تتغير فيشمل احوال الزمان واحوال المكان واحوال الابدان واحوال القلوب انتبه تضمن اربعة اشياء لتركبن طبقا او طبق ما قلنا فيها حالا بعد حال. فما هي؟ قلنا احوال الزمان. واحوال المكان. واحوال الابدان واحوال القلوب. احوال الزمان نعرف انها تتنقل. وتلك الايام نداولها بين الناس فيوم يكون فيه السرور. والانشراح. وانبساط النفس ويوم اخر يكون بالعكس. حتى ان الانسان ليشعر بهذا من غير ان يكون هناك سبب معلوم وفي هذا يقول الشاعر ويوم علينا ويوم لنا ويوم النساء ويوم النسر وهذا شيء يعرفه منا كل واحد بنفسه. تصبح اليوم مستأنس فرح مسرور. في اليوم بالعكس بدون سبب لكن هكذا لابد ان الانسان يركب طبقا عن طبق. كذلك بالامكنة ينزل الانسان هذا اليوم منزلا وفي اليوم التالي منزلا اخر وثالثا ورابعا الى ان تنتهي به المنازل في الاخرة. وما قبل الاخرة وهو تعال هنا. ما قبل الاخرة وهو القبور هي منازل موفقة. اقروا انتم عن الشمس متس عقرب اقرب وايضا الى هذا الى هذا اقرب ليست هي اخر المناسك توسعوا. القبور ليست هي اخر المنازل. بل هي مرحلة وسمع اعرابي رجلا يقرأ قول الله تعالى الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر فقال الاعرابي والله ما الزائر بمقيم يعني الاعرابي في فطرته عرف ان وراء هذه القبور شيئا يكون المصير اليه. لانه كما نعرف الزائر يزور يمشي وبه نعرف ان ما نسمعه في الجرائد فلان توفي ثم نقلوه الى مثواه الاخير. ان هذه الكلمة غلط غلطا كبيرا. ومدلولها كفر الله عز وجل كفر باليوم الاخر. لانك اذا جعلت القبر هو المثوى الاخير فهذا يعني انه ليس شيء ليس بعده شيء وهذا كفر. الذي يرى ان القبر هو المثوى الاخير وليس بعده مثوى كافر. المثوى الاخير اما جنة واما واما نار. طيب الاول ذكرنا الان حاليا الحالة الاولى الزمان والثانية مكان الثالث الابدان. الابدان يركب الانسان فيه فيها طبقا عن طبق. واستمع الى قول الله تعالى الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعفهم قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفه شيبة يخلق ما يشاءه العلم القدير. اول ما يخلق الانسان طفلا صغيرا. يمكن ان تجمع يديه ورجليه بيد واحدة منك وتحمله بهذه ظعيف. ثم لا يزال يقوى رويدا رويدا حتى يكون شابا جلبا قويا. ثم اذا استكمل القوة عاد فرجع الى الضعف. وقد شبه بعض العلماء حال البدن بحال القمر. يبدو هلالا ضعيف. ثم يكفر شيئا فشيئا حتى يمتلئ نورا ثم يعود ينقص شيئا فشيئا حتى يعود اليه. نسأل الله ان يحسن لنا ولكم الخاتمة نعم هذا طبق هذا حال الابدان