الثالثة الرابعة حال القلوب وما ادراك ما احوال القلوب احوال القلوب هي البلية هي المصيبة هي النعمة هي النقمة. القلوب كل قلوب بني ادم فاين اصبعين من اصابع الرحمة؟ يقلبه كيف يشاء. فان شاء ازاقه وان شاء اذاه كل قلب ولما حدث النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الحديث قال اللهم مقلب مقلب القلوب ثبت قلبك على دينه. القلوب لها احوال. احوال عجيبة. تارة القلب بالدنيا وتارة يتعلق بشيء من الدنيا تارة يتعلق بالمال ويكون المال اكبر تارة يتعلق بالنساء وتكون نساء اكبر هم تارة يتعلق بقصور والمنازل ويكون ذلك اكبر هم تارة يتعلق بالمركوبات والسيارات ويكون ذلك اكبر همه تارة يكون مع الله عز وجل مع الله يتعلق بالله سبحانه وتعالى ويرى ان الدنيا كلها وسيلة الى عبادة الله والى طاعة الله فيستخرج الدنيا لانها خلقت له. ولا تستخدمه الدنيا. شوفوا يا اخواني اصحاب الدنيا هل تظنون ان الدنيا اتخدمهم او هم يخدمونها. نعم هم الذين يخدمونه. هم الذين اتعبوا انفسهم في تحصيلها. لكن اصحاب الاخرة هم الذين استخدموا الدين. وخدمتهم الدنيا ولذلك لا يأخذونها. الا عن طريق رضا الله ولا يصفونها الا في رضا الله عز وجل. فاستخدموها اخذا وصرفا. لكن اصحاب الدنيا الذين تعبوا بها. سهروا الليالي يراجعون الدفاتر. يراجعون الشيكات. يراجعون المصفوفات. يراجعون مدفوعات يراجعون ما ما اخذوه وما صرفوا هؤلاء في الحقيقة استخدمتهم الدنيا ولم يستخدموها لكن الرجل مطمئن الذي جعل الله رزقه تفاعل. يستغني به عن الناس. ولا يشقى به عن الله هذا هو الذي خدمته. هذه هذه احوال القوة. احوال القلوب هي اعظم الاحوال الاربعة ولهذا يجب علينا جميعا واقوله لنفسي قبلكم ان نراجع قلوبنا كل ساعة كل لحظة اين صرفت ايها القلب؟ اين ذهبت؟ لماذا تنصرف عن الله؟ لماذا تلتفت يمينا وشمالا؟ ولكن نعوذ بالله من الشيطان الشيطان يجد من ابن ادم. وغلب على كثير من الناس. حتى انه ليصرف الانسان عن صلاته التي هي رأس ماله بعد الشهادتين فتجده اذا دخل في صلاته ذهب قلبه يمينا وشمالا حتى يخرج من صلاته ولم يعقل منها شيئا. والناس يصيحون يقولون صلاتنا لا اين وعد الله؟ فيقال يا اخي هل صلاتك صلاة؟ اذا كنت من حين تكبر يفتح لك باب الهواجيس التي لا نهاية لها. فهل انت مصلي؟ صليت في جسمك لكن لم تصلي في قلبك وقد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه ليس لك من صلاتك الا ما عقلت منها. نصف ربعها ثلثها عشرها خمسها حسب ما تأكل منه. اذا فالقلوب تركب طبقا عن طبق. ثم قال تعالى فما لهم لا يؤمنون. واذا قرع عليهم القرن القرآن لا يسكتون. ما لهم اي شيء يمنعهم من الايمان؟ وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر وانفقوا الله وانفقوا مما رزقهم الله اي شيء يمنعهم من الايمان واي شيء يضرهم اذا امن قال ابو مؤمن ال فرعون اتقتلون رجلا ان يقول ربي الله؟ وقد جاءكم بالبينات من ربكم. فان كاذب فعليه كذبه وان يك صادقا يصيبكم بعض الذي يعبد. فاي شيء على الانسان اذا امن هذا قال موبخا لهم فما لهم لا يؤمنون. واذا قرئ عليهم القرآن لا يسكتون. اي لا يخضعون لله عز وجل في السجود هنا بمعنى الخضوع لله. وان لم تسجد على الارض لكن يسجد قلبك لله. ذلا وخضوعا اذا سمعت اياته وجرب نفسك يا اخي اذا سد عليك القرآن هل قلبك يسجد ويلين ويذل ان كان الامر كذلك فانت من المؤمنين. اذا ثلت عليهم اياته زادتهم ايمانا. وان لم يكن قلبك كذلك ففيك شبه من المشركين. الذين اذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون. ومن علامات لله عز وجل عند قراءة القرآن ان الانسان اذا قرأ اية سجدة سجد سجد لله ذلا له وخضوعا له. وقد استدل بعض العلماء بهذه الاية على وجوب السجود اي سجود التلاوة وقال ان الانسان اذا مر باية سجدة ولم يسجد كان اثما. والصحيح انها ليست بواجبة وان كان هذا القول اعني القول بالوجوب هو مذهب ابي حنيفة واختيار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لكن هذا قول مرجوح وذلك انه ثبت في الصحيح عن امير المؤمنين عمر عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه خطب الناس يوما فقرأ سورة النحل فلما وصل اية السجدة نزل من المنبر فسجد ثم قرأها من الجمعة الثانية فمر بها ولم يسجد فقال رضي الله عنه ان الله لم يفرض علينا السجود الا ان وكان ذلك بمحضر من الصحابة ولم ينكر عليه احد. وسنته رضي الله عنه من السنن التي امرنا باتباعها وعلى هذا فالقول الراجح ان سجود التلاوة ليس بواجب لكنه سنة مؤكدة. فاذا مررت باية سجدة فاسجد في اي وقت كنت في الصباح في المساء في في الليل في النهار تكبر عند السجود واذا رفعت فلا ولا تسلم. هذا اذا سجدت خارج الصلاة. اما ان سجدت في الصلاة فلابد ان ان تكبر اذا سجدت وان تكبر اذا نهضت. لانها لما كانت في الصلاة كان لها حكم سجود الصلاة. قال الله تعالى بل الذين كفروا يكذبون والله اعلم بما يعودون. ونقتصر على هذا لان الوقت الباقي يكون الاسئلة وبقية السورة وان كنا قد وعدناكم ان نكملها تكون في الجلسة القادمة ان شاء الله في هذا اللقاء سنتكلم عن اخر سورة الانشقاق وهو قوله تبارك وتعالى بل الذين كفروا يكذبون والله اعلم بما يوعون فبشرهم بعذاب اليم الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم لهم اجر غير ممنون لما قرأ لما ذكر سبحانه وتعالى انهم اذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون بين سبحانه وتعالى ان سبب تركهم السجود هو تكذيبهم بما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام لان كل من كان ايمانه صادقا فلا بد ان يمتثل الامر. وان يجتنب النهي. لان الايمان الصادق يحمل صاحبه على ذلك. ولا تجد شخصا ينتهك المحارم او يترك واجبات الا بسبب ضعف ايمانه ولهذا كان الايمان عند اهل السنة والجماعة هو التصديق المستلزم للقبول والاذعان فمتى رأيت الرجل؟ يترك الواجبات او بعضا منها. او يفعل المحرمات فاعلم ان ايمانكم ضعيف اذ لو كان ايمانه قويا ما اضاع الواجبات ولا انتهك المحظورات ولهذا قال هنا فللذين كفروا يكذبون اي في تركهم السجود كان ذلك بسبب تكذيبهم لما جاءت به الرسل. والله اعلم بما يوعون اي انه سبحانه وتعالى اعلم بما يعونه اي بما يجمعونه في صدورهم وما يجمعونه من اموالهم وما يجتمعون عليه من منابذة الرسل ومخالفة الرسل بل محاربة بل محاربة الرسل وقتاله وانتم ان الكفار اعداء للرسل من حين بعث الله الرسل عليهم الصلاة والسلام وانهم يجمعون لهم ويكيدون لهم. فتوعدهم الله تعالى في الاية والله اعلم بما يعود اي بما يجمعونه من اقوال وافعال وضخاء وعداوات واموال ضد الرسل عليهم الصلاة والسلام ثم قال فبشرهم بعذاب اليم. اخبرهم بالعذاب الاليم. الذي لا لا بد ان يكون والخطاب في قوله فبشرهم عام للرسول صلى الله عليه واله وسلم ولكل من يصح منه الخطاب كل من يصح خطابه فانه داخل في هذا وان نبشر كل كافر بعذاب اليم. فنحن نبشر كل كافر بعذاب اليم ينتظره كما قال تعالى فانتظر انهم منتظرون ثم قال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم اجر غير ممنون. الا هذه بمعنى لكن ولا تصح ان ان تكون استثناء متصلا لان الذين امنوا ليسوا من المكذبين في شيء. بل هم مؤمنون مصدقون وهذا هو الاستثناء المنقطع اي اذا كان المستثنى ليس من جنس المستثنى منه فهو استثناء منقطع وتقدر الا بلاكن اي لكن الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم اجر غير مؤمنون. الذين امنوا بقلوبهم واستلزم ايمانهم قيامهم بالعمل الصالح هؤلاء هم الذين ليس لهم عذاب ولا ينتظرون العذاب لهم اجر غير ممنوع. فان قيل ما هو العمل الصالح؟ فالجواب ان العمل الصالح ما جمع شيئا الاول الاخلاص لله تعالى. بان يكون الحامل على العمل هو الاخلاص لله عز وجل ابتغاء نظافه ابتغاء ثوابه ابتغاء النجاة من النار لا يريد الانسان بعمله شيئا من الدنيا ولهذا قال العلماء ان الاعمال التي لا تقع الا عبادة لا يصح اخذ الاجرة عليها كالاذان مثلا لا يصح ان تؤذن باجرة وامام والامامة لا يصح ان تؤم باجرة وقراءة القرآن لا يصح ان تقرأ باجرة بخلاف تعليم القرآن فيصح بالاجرة لانه متعدي ويكون تكون الاجرة على العمل لا على التلاوة. لكن يريد بقراءة القرآن تلاوة القرآن. لو جاء انسان قال انا اريد ان انزل القرآن باجرة فان ذلك لا يصح ولا يحل لان من شرط العمل الصالح ان يكون مخلصا لله عز وجل. ومن قرأ باجرة او تعبد باجرة فانه لم يخلص العمل لله فلا يكون عمله مقبولا اما الشيء الثاني فهو ان يكون متبعا فيه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اي ان يتبع الانسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمله فعلا لما فعل وتركا لما ترك. فما تركه النبي عليه الصلاة والسلام مع وجود سببه قل هذا. ما فعله من صلى الله عليه وسلم مع وجود سببه فالسنة فعله. يعني اذا وجد سبب الشيء في عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم ولم يفعله فان السنة فعله وتركه ولهذا نقول ان ما يفعله كثير من المسلمين اليوم او اكثر المسلمين اليوم من الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه واله وسلم في اليوم الثاني عشر من هذا الشهر بدعة ليس لها اصل من السنة. لان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لم يحتفل بعيد مولده ولا خلفائه الراشدون مع اننا نعلم علم اليقين انه لو كان مشروعا ما تركه والنبي عليه الصلاة والسلام بلا بيان للامة لان عليه البلاغ. فلما لم يقل للامة انه يشرع الاحتفال بهذه المناسبة ولما لم يفعله هو بنفسه ولم يفعله خلفاءه الراشدون علم انه بدعة وانه لا يزيد فاعله من الله الا بعدا نسأل الله العافية