قال المصنف رحمه الله باب ما جاء في قول الله تعالى ولئن ادقناه رحمة منا من بعد ضراء امسته ليقولن هذا لي. الاية مقصود الترجمة بيان ان دعوى الانسان استحقاقه النعمة بيان ان دعوى الانسان استحقاقه النعمة بعد ضراء اصابته بعد ضراء اصابته ينافي التوحيد ينافي التوحيد وهو نوعان وهذه الدعوة نوعان احدهما ادعاء ذلك باللسان مع اعتقاد القلب انها من غير الله ادعاء ذلك باللسان مع اعتقاد القلب انها من غير الله واذى كفر اكبر والاخر ادعاء ذلك باللسان مع اعتقاد القلب انها من الله ادعاء ذلك باللسان مع اعتقاد القلب انها من الله وهذا كفر اصغر نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله قال مجاهد هذا بعملي وانا محقوق به. وقال ابن عباس يريد من عندي وقوله قال انما اوتيته على علم عندي. قال قتادة على علم مني بوجوه المكاسب. وقال اخرون على علم من الله اني له وهي. وهذا معنى قول مجاهد اوتيته على شرف. وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول صلى الله عليه وسلم يقول ان ثلاثة من بني اسرائيل ابرص واقرع واعمى فاراد الله ان يبتليهم فبعث اليهم ملكا فاتى الابرص فقال اي شيء احب اليك؟ قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قدرني الناس به قال فمسحه فذهب عنه قدره فاعطي لونا حسنا وجلدا حسنا. قال فاي المال احب اليك؟ قال الابل او شك اسحاق فاعطي ناقة عشراء فقال بارك الله لك فيها. قال فاتى الاقرع فقال اي شيء احب اليك قال شعر حسن ويذهب عني الذي قد قدرني الناس به. فمسحه فذهب عنه واعطي شعرا حسنا. قال فاي ما لي احب اليك؟ قال البقر او الابل فاعطي بقرة حاملا. قال بارك الله لك فيها. قال فاتى الاعمى فقال اي شيء احب اليك قال ان يرد الله الي بصري فأبصر به الناس. فمسحه فرد الله اليه بصره. قال فأي مالي احب اليك؟ قال الغنم فاعطي شاة واردا. فانتج هذان يولد هذا فكان لهذا واد من الابل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم. قال ثم انه اتى الابرص في صورته وهيئته. فقال رجل مسكين وابن سبيل قد قطعت بي الحبال في سفري هذا فلا بلاغ لي اليوم الا بالله ثم بك. اسألك بالذي اعطاك اللون الحسن جلدة حسنة والمال بعيرا اتبلغ به في سفري. فقال الحقوق كثيرة فقال له كأني اعرفك الم تكن ابره يقذرك الناس فقيرا فاعطاك الله المال فقال انما ورثت هذا المال كابرا عن كابر. قال ان كنت كاذبا فصيرك الله الى ما كنت قال واتى الاقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لي هذا ورد عليه مثل ما رد عليه هذا. فقال له ان كنت كاذبا فصيرك الله الى ما كنت. قال واتى الاعمى في صورته وهيئته. فقال رجل مسكين وابن سبيل قد قطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغني اليوم الا بالله ثم بك. اسألك بالذي رد عليك بصرك ان اتبلغ بها في سفري. فقال قد كنت اعمى فرد الله الي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت. فوالله لا اجهدك اليوم بشيء اخذته لله؟ فقال امسك مالك فانما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك اخرجاه. فقد ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ولئن ادقناه رحمة منا الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ليقولن هذا لي ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ليقولن هذا لي فانه لما ذاق رحمة الله بعد الضراء زعم انها له وذكر المصنف في تفسير هذه الاية اثرين الاول عن مجاهد رحمه الله انه قال هذا بعملي وانا به رواه ابن جرير في تفسيره بهذا اللفظ ووقع عند البخاري معلقا هذا بعلمي واستظهر ابو الفضل ابن حجر ان الصواب فيه بعملي وهو الصحيح والاخر حديث ابن عباس رضي الله عنهما انه قال في معنى الاية يريد من عندي رواه ابن جرير وابن ابي حاتم في تفسيرهما وهذان الاثران يدلان ان دعواه في استحقاق النعمة جاءت من جهتين وهذان الاثران يدلان على ان دعواه في استحقاق النعمة جاءت من جهتين احداهما من جهة الابتداء احداهما من جهة الابتداء بانه هو سببها بانه هو سببها كما قال مجاهد هذا بعملي اي بسبب عملي فقال ابن عباس يريد من عندي اي ابتداء فمن للابتداء والاخرى من جهة الانتهاء بان النعمة التي اسديت اليه هو حقيق بها مستحق لها بان النعمة التي اسديت اليه هو حقيق بها. مستحق لها كما قال مجاهد وانا محقوق به اي جدير بهذه النعمة وهذه الدعوة لاستحقاق النعمة ابتداء وانتهاء من اقبح الدعاوى الظالمة من اقبح الدعاوى الظالمة ويجري فيها النوعان المتقدمان فهي من الكفر قطعا لكنها تارة تكون اكبر وتارة تكون اصغر على ما تقدم بيانه والدليل الثاني قوله تعالى قال انما اوتيته على علم عندي ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اوتيته على علم عندي وذكر المصنف في تفسيرها ثلاثة اثار. اولها حديث قتادة انه قال على علم مني بوجوه المكاسب. رواه عبد ابن حميد وابن المنذر وابن ابي حاتم في تفاسيرهم وثانيها اثر السدي واسمه اسماعيل ابن عبدالرحمن انه قال على علم من الله اني له اهل على علم من الله اني له اهل رواه عبد ابن حميد وابن ابي حاتم في تفسيريهما والسدي هو المراد بقوله وقال اخرون وثالثها حديث مجاهد انه قال اوتيته على شرف رواه ابن جرير في تفسيره وهذه الاقوال الثلاثة تشتمل على دعوى الاستحقاق للنعمة ابتداء وانتهاء فقوله في حديث قتادة على علم مني بوجوه المكاسب على علم مني بوجوه المكاسب وقوله وقوله في اثر مجاهد اوتيته على شرف يدلان على انه يزعم استحقاقها باعتبار المبتدأ فهو عليم بوجوه المكاسب قادر على جلب تلك النعمة الى نفسه وهو كذلك ممن يتأثر نعم شرفا عن ابائه وهو ايضا ممن يتأثر النعمة شرفا عن ابائهم وقوله في اثر مجاهد في اثر السدي على علم من الله اني له اهل اي مستحق لها باعتبار المنتهى. اي مستحق لها باعتبار منتهى. فهو يرى نفسه جديرا اصول النعمة المسداة اليه بعد الضراء التي اصابته والقول فيها انها من جنس الدعوة المتقدمة في الظلم ويجري فيها النوعان السابق في اضافة النعمة الى غير الله سبحانه وتعالى. والدليل الثالث حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان ثلاثة من بني اسرائيل من بني اسرائيل الحديث متفق عليه ويسمى حديث الابرص والاقرع والاعمى ويسمى حديث الابرص والاقرع والاعمى. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فانما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك وموجب الرضا عن الاعمى ثلاثة اشياء وموجب الرضا عن الاعمى ثلاثة اشياء اولها اعترافه بنعمة الله اعترافه بنعمة الله لقوله قد كنت اعمى. لقوله قد كنت اعمى وثانيها نسبة تلك النعمة الى الله نسبة تلك النعمة الى الله في قوله فرد الله الي بصري. فرد الله الي بصري وثالثها في ادائه حق الله في نعمته. ثالثها في ادائه حق الله في نعمته لقوله فخذ من فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا اجهدك اليوم في شيء اخذته لله وموجب السخط على الاقرع والابرص ثلاثة اشياء. وموجب السخط على الاقرع والابرص ثلاثة اشياء اولها عدم اعترافهما عدم اعترافهما بالنعمة اذ لم يقرا بما كان عليه من الحال. اذ لم يقرا بما كان عليه من الحال وما صار اليه وثانيها في نسبتهما النعمة الى غير الله عز وجل في نسبتهما النعمة الى غير الله عز وجل. اذ قال كل واحد منهما ورثته عن ابائي كابرا عن كابر اذ قال كل واحد منهما ورثته عن ابائي كابرا عن كابر وثالثها منعهما حق الله في ابن السبيل منعهما حق الله في ابن السبيل اذ منعاهما يتبلغ به في سفره نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى تفسير الاية الثانية ما معنى لا يقولن هذا لي ما معنى قوله؟ انما اوتيته على علم عندي. الرابعة ما في هذه القصة العجيبة من العبر العظيم