اما تحريمها قبل القبض فليس نعم اما قبل قبض فليس الرجوع فيها حراما لكنه من اخلاف الوعد من اخلاف الوعد والعلماء مختلفون في اخلاف الوعد هل هو حرام او مكروه فجمهور اهل العلم على انه مكروه واختار شيخ الاسلام انه حرام وان من وعد وجب عليه الوفاء واستدل لذلك بان النبي صلى الله عليه وسلم جعل عدم الوفاء للعهد جعله من سمات المنافقين تحذيرا منه وبان هذا مخالف لقوله تعالى واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا فانت اذا اعطيت شخصا كتابا مثلا قلت هذا الكتاب يا فلان لك لكنه لم يقبضه خرج من المجلس ثم بعدئذ رجع لي اخذ كتابه فقلت له رجاءته في هبتي نقول هذا ليس حراما من جهة الرجوع في الهبة لان الهبة لم تقبض بعد وهي لا تلزم الا بالقبض لكنه حرام من جهة اخلاف الوعد على القول الراجح لان قولك له هذا الكتاب لك ادنى ما فيه انه وعد في تمليك بتمليكه اياه فاذا رجعت فهذا اخلاف للوعد اذا الرجوع في الهبة على القول الراجح حرام سواء قبضت ام لم تقبض لكن ان كان قبل القبض فهي من باب اخلاف الوعد وان كان بعده فهو من باب الرجوع فيما ملكه الموهوب له لانه يملكها بالقبر هذا هو القول الراجح في هذه المسألة وقال بعض العلماء ان الرجوع في الهبة مباحث لان النبي صلى الله عليه وسلم شبه الراجع بالكلب والكلب عمله لا يتعلق به تكليف الكلب عمله لا يتعلق بالتكليف فرجوعه في غيئه لا يأثم به واذا كان لا يأثم به كان المشبه وهو الراجع في الهبة لا يأثم برجوعه لان التشبيه الحاق المشبه بالمشبه به ولكن هذا لا شك انه من تحريف النص وتعطيل معناه فهو طجوع بالنص الى غير ما يريده الرسول عليه الصلاة والسلام ففيه تحريف للفظ لايمان النص وتعطيه تحريف لمعناه وتعطيل له لاننا اذا قلنا بجواز الرجوع في الهبة وقلنا ان هذا الحديث يدل على الجواز عطلنا الحديث عن معناه والمراد به اذ معناه ايش التحذير من هذا العمل والان جعلنا معناه ايش؟ الاباحة لهذا العمل تعطلنا النص ثم هو ايضا تحريف للنص اذ ان النص لا يدل على ذلك بل النص يدل على التحذير من من هذا غير التحذير لو انك قلت لرجل من الناس يا كلب قال ليش قلت لانك رجعت في الهبة قال اذا لا اوصف باني كلب لان الرجوع في الخليفة جائز فنقول الذي وصفك بهذا من الرسول عليه الصلاة والسلام هل يرضى بهذا او يفهم ان الرسول صلى الله عليه وسلم وصفه بذلك من اجل ان يقول له ارجع في هبتك كما ان الكلب يرجع هذا شيء مستحيل ولم يشبه الادمي الذي فظله الله على كثير ممن خلق لم يشبه بالحيوان الا في مقام الذم الا في مقام الذم شبه الذين حملوا الترات بمن؟ بالحمار يحمل اسفارا مدحا او ذما؟ ذما وشبه الذي اتاه الله اياته فانسلخ منها بالكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث مدحا او ذما؟ ذما وسبح الذي يتكلم والامام يخطب يوم الجمعة بالحمار يحمل اسفارا مدحا او ذما؟ ها؟ ذما اذا لم يلحق او لم يشبه الادمي الذي فظله الله على كثير ممن خلق بالحيوان الا في مقام الذنب ولهذا نهى الرسول عليه الصلاة والسلام ان الانسان يبرك في سجوده كبروك البعير ونهى ان يبسط الساجد ذراعيه انبساط السبل الكلب والسبع وكله ورق. اذا لا يمكن ان نقول ان هذا الحديث يدل على جواز الرجوع في الهبة ثم يبطل هذا القول غاية الابطال قول النبي عليه الصلاة والسلام ليس لنا مثل السوء وهو صريح لان الرجوع في الهبة مثل سوء تبرأ منه الرسول عليه الصلاة والسلام ولو ذهب ذاهب الى ان الرجوع في الهبة قبال القبض من كبائر الذنوب لم يبعد لماذا لتبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك ليس لنا مثل الثوب ومن فوائد هذا الحديث انه لا فرق بين الكون الراجع غنيا او فقيرا فلو افتقر الواهب ثم اراد ان يرجع علمه بله قلنا لا يجوز ولا فرق بين ان يرجع على الموهوب له بصفة صريحة او بحيلة او بحيلة مثال الصفة الصريحة ان يذهب اليه ويقول اعطني ما وهبتك والحيلة ان يشتريه باقل من ثمنه هذه حيلة فاذا كان الموهوب يساوي مئة واشتراه بثمانين فقد رجع بايش كم عشرين من مئة الخمس رجع بالخمس مشاعا فلا يجوز بل ان بعض العلماء حرم شراء الانسان ما وهبه لغيره ولو بثمن المثل وعلل ذلك بانه حيلة لانه حيلة على الرجوع في الهبة واستدل بذلك بقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه حمل رجلا على فرس في سبيل الله اعطاه اياه ان يجاهد عليه فاضاعه الرجل قضاءه اهمله فاراد عمر ان يشتريه ظنا منه انه سيبيعه برخص فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تشتره ولو اعطاك بدرهم فان العائد في صدقته كالكلب يقيع ثم يعود في قيعه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شراء ذلك من باب ايش؟ من باب الرجوع لانه قال فان العائد في هبته في صدقته كالكلب وهذا القول ليس ببعيد لا سيما اذا اشتراه الرجل مباشرة فان الغالب ان الموهوب له سوف يخجل ولا يماكسه الثمن اليس كذلك؟ وش معنى يماكسوه يعني يكاسره او يحاطه يعني ينزل من الثمن لانه يقول هو الذي اعطاني اياه كيف اروح اما اكسب فتجده ينزل له حياء وخجلا طيب وما فوائد هذا هذا الحديث دناءة الكلب وخسته حيث كان يفعل هذا الفعل ولا ندري عن بقية الحيوانات هل تفعل مثل ذلك ام لا لكن ان فعلت فهذا دناءة ان يتقيأ ثم يرجع رفيقيه ولا تستغرب اذا قلنا في ذلك جناءة الكلب وخسته وخسته لانك قد تقول هذه بهائم وما لها ولا خسة ومالها ولكرم الاخلاق فنقول بل ان البهائم تمدح على مكارم الاخلاق فان ناقة النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة الحديبية لما بركة وخلعت ان تستمر في السير الى مكة صاح الناس وقالوا خلعت القصواء خلعت القصواء يعني حرنت ووقفت فقال النبي عليه الصلاة والسلام والله ما خلعت وما ذاك لها بخلق دافع عنها وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل ثم قال والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها شعائر الله الا اجبتهم عليها الحاصل ان الرسول عليه الصلاة والسلام دافع عن ناقته ان توصف بسوء آآ الخلق قال ما خلأت وما ذاك لها بخلق كبار الحيوانات يكون دنيا خسيسا ويدل ذلك على قبحه وبعض الحيوانات قد يترفع عن مثل هذه الخسة ويدل لهذا ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خمس من الدواب كلهن فاسق فوصفهن بالفسق ويدل لهذا ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم حرم كل ذي ناب من السباع ما يؤكل وكل ذي مخلب من الطير لماذا قال العلماء لان الاكل لذلك اذا تغذى بهذا اللحم تأثر به تأثر صار ياكل الناس لانه اكل لحم السباع فيخشى ان يكون سبعا واذا لم تتحقق السبعية فربما يكون من طبيعته محبة الاذى فلذلك نهي عنه وقد اخذ العلماء بهذا فقالوا يكره للانسان ان يسترظع لولده امرأة حمقاء قالوا لان ذلك يؤثر في طبيعة الولد يكون ولد احمق فاطلب له امرأة تكون حليمة حسنة الاخلاق لانه يتأثر بذلك على كل حال هذا الحديث يدلنا على خسة القلب ودنائته وبه نعرف خسة من اكرم الكلب وعظموا الكلب وصاروا يجعلونه ينام على السرير وهم ينامون على الارض ويختارون له من اللحم اذا قدم اليهم اطيب اللحم يعطونه اياه ويغسلونه للصابون المطيب والشامبو نعم وهم لو غسلوه بماء البحر فهو عين نجسة خبيثة لكن سبحان الله ربما يكون قوله تعالى الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات يتناول حتى هذا وهي ان النفوس الخبيثة تألف الخبيث ومن ثم نسمع عنهم لخبثهم ان الواحد منهم اذا جلس على الخلا وتعرفون ان كراسي الخلا عندهم مرتفعة يعني كراسي جلوس واستقرار قال يلا هاتوا الجرائد هات الصحف ثم جلس على هذا الخلاء كاشف العورة وهو يقرأ الصحف نعم ويستريح يستريح في هذا مع ان المكان خبيث