احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من اولهم الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه وعرفت ما اصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا افادك الاولى الفرح بفضل الله ورحمته كما قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وخير مما يجمعون. وافادك ايضا الخوف العظيم فانك اذا عرفت ان الانسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه دون قلبه وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل. وقد يقولها وهو يظن انها تقربه الى الله زلفى ما ظن الكفار خصوصا ان الهمك الله ما قص عن قوم موسى عليه السلام مع صلاحهم وعلمهم انهم اتوه اجعل لنا الها كما لهم الهة. فحين اذ يعظم خوفك وحرصك على ما يخلصك من هذا وامثاله ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة مقدمات اربعا اخرى رتب عليهن نتيجة جليلة فاولها في قوله اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث في قوم يقرون بان الله هو الخالق الرازق ويدعون الله ويعبدونه الا انهم يدعونه ويدعون غيره. فيعبدونه ويعبدون غيره. وثانيها في قوله وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اي عرفت ان شركهم الاكبر هو الشرك في العبادة. اي عرفت ان تلكهم الاكبر هو الشرك في العبادة والشرك له في الشرع معنيان احدهما معنى عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره وهو جعل شيء من حق الله لغيره والاخر معنى خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. وهو جعل شيء من العبادة لغير الله والمعنى الثاني هو المعهود في خطاب الشرع اذا اطلق ذكر الشرك وثالثها في قوله وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من اولهم الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه اي عرفت الدين الذي بعث الله به انبياءه ولا يقبلوا من احد دينا سواه وهو الاسلام وحقيقته الاستسلام لله بالتوحيد فان الرسل متفقون على دعوة الناس الى ان يستسلموا لله بتوحيده سبحانه وتعالى ورابعها في قوله وعرفت ما اصبح غالب الناس عليه من الجهل اي من الجهل بالتوحيد والشرك اي من الجهل بالتوحيد والشرك فيجعلون التوحيد والشرك على معان غير المعاني التي دعا اليها النبي صلى الله عليه وسلم فيجعلون من التوحيد ما هو شرك ويجعلون من الشرك ما هو توحيد لغلبة الجهل والضلالة على الخلق. ثم ذكر المصنف النتيجة المرتقبة والثمرة المنتظرة من ادراك المعارف السابقة المنتظمة في المقدمات الاربع فقال افادك فائدتين الاولى الفرح بفضل الله ورحمته اي بما جعل لك من البصيرة اي بما جعل لك من البصيرة التي تميز بها التوحيد والشرك التي تميز بها التوحيد والشرك. قال الله تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون قال ابي ابن كعب رضي الله عنه فضل الله الاسلام. ورحمته القرآن. فضل الله الاسلام حكمته القرآن والثانية الخوف العظيم من الوقوع في الشرك لان العبد اذا عرف حقيقة الشرك عظم خوفه منه لان العبد اذا عرف حقيقة الشرك عظم خوفه منه. واعتبر هذا في حال الخليل عليه الصلاة والسلام الذي على مقاما رفيعا فيه حتى بلغ رتبة الخلة وكان من دعائه واجنبني وبني ان نعبد الاصنام فكان الخليل لمعرفته حقيقة الشيك يتخوفه على نفسه وعلى ذريته واذا كانت هذه حاله فغيره اولى بالخوف قال ابراهيم التيمي من يأمن البلاء من بعد ابراهيم من يأمن البلاء من بعد إبراهيم رواه ابن جرير وابن ابي حاتم اي لا احد يعقل يأمن على نفسه مضرة الشرك بعد ان دعا ابو الانبياء وخليل الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام ربه ان يجنبه وبنيه الشرك ومما يقوي الخوف من الشرك في قلب العبد ان الانسان قد يكفر بكلمة يخرجها من لسانه كلموا بها لا يتبين فيها فتهوي به في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب ثبت ذلك في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه فيحبط عمله ويغضب الله عليه ويدخله النار بتلك الكلمة. كما وقع من القوم الذين كانوا معه صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء الى اخر ما قالوا. فاكثرهم الله عز وجل بما قالوا وقد يقول تلك الكلمة كما ذكر المصنف وهو جاهل فلا يعذر بجهله لقيام الحجة عليه وتمكنه من معرفتها. لقيام الحجة عليه وتمكنه من معرفته اما مع عدم قيام الحجة وعدم تمكنه من معرفتها فهذا هو الذي نفى الله عجيبة عنه اما مع عدم قيام الحجة وعدم تمكنه من معرفتها فهذا هو الذي نفى الله التعذيب عنه فقال وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ذكره ابن القيم في طريق الهجرتين ثم ذكر المصنف رحمه الله ابدة ثانية من اوابد من يتكلم كلمة لا يلقي لها بالا فيقع في الشرك وتوجب له دخول النار. وهو انه يقولها وهو انه قد يقولها يظن انها تقربه الى الله زوجة هو انه قد يقولها يظن انها تقربه الى الله زلفى. كما كان المشركون يقولون في تلبيتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. فانهم كانوا يلبون بذلك في الحج. ويظنون ان هذه الكلمة وفيها الشرك تقربهم الى الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر المصنف واقعة من الوقائع التي تثمر الخوف في القلوب من الشرك وهو ما اتفق في قصة قوم موسى عليه الصلاة والسلام مع علمهم وصلاحهم وصحبتهم لنبي من الانبياء لما مروا على قوم يعكفون على اصنام يعبدونها فقالوا اجعل لنا الها كما لهم الى كما لهم الهة واتفق ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ذات انوار وسيأتي بيانه. واذا كان هذا واقعا لاناس من اهل العلم والصلاح مع نبي من الانبياء وهو موسى عليه الصلاة والسلام فاولى ان يعظم خوف العبد من ان يقع في الشرك لعدم رفقته لنبي وانما جاء بعد موته وهو يتهم نفسه بالصلاح. فيتخوف عليها الشرك ويعظم خوفه منه. فما دامت هذه حاله فانه على رجاء سلامة. واما من هونوا الخوف من الشرك ويظن انه في مأمن منه فانه قد نصب له الشيطان حبالة علق فيها وهي حبالة تهوين الشرك في قلوب الخلق فان ابواب الشرك كثيرة يحتاج سدها الى علم كامل قال ابن مسعود رضي الله عنه ان للشرك بضعا وسبعين بابا. ان للشرك بضعا وسبعين بابا. رواه البزار وغيره واسناده صحيح