احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الجواب المفصل فان اعداء الله لهم اعتراضات كثيرة على دين الرسل يصدون بها منها قولهم نحن لا نشرك بالله شيئا بل نشهد انه لا يخلق ولا يرزق ولا يحيي ولا يميت. ولا يدبر الامر ولا ينفع ولا الا الله وحده لا شريك له وان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فضلا عن عبد القادر او غيره ولكن انا مذنب والصالحون لهم جاه عند الله واطلب من الله بهم فجاوبوا ما تقدم وهو ان الذين قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بما ذكرت لي ايها المبطل ومقرون ان اوثانهم لا تدبر شيئا وانما ارادوا مما قصد الجاه والشفاعة واقرأ عليه ما ذكر الله في كتابه ووضحه. فان قال ان هؤلاء الايات نزلت في من يعبد الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام كيف تجعلون الصالحين مثل الاصنام؟ ام كيف تجعلون الانبياء اصناما؟ فجاوبه بما تقدم. فانه اذا اقر ان الكفار يشهدون بالربوبية كلها لله وانهم ما ارادوا ممن قصدوا الا الشفاعة ولكن اراد ان يفرق بين فعلهم وفعله بما فاذكر له ان الكفار منهم من يدعو الاصنام ومنهم من يدعو الاولياء الذين قال الله فيهم اولئك الذين يدعون ليبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان ويدعون عيسى ابن مريم وامه وقد قال الله تعالى ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبره الرسل وامه صديقة واذكر له قوله تعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ وقوله تعالى الا واذ قال الله يا عيسى ابن مريم فقل له عرفت ان الله كفر من قصد الاصنام وكفر ايضا من قصد الصالحين وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فان قال الكفار يريدون منه النفع والضر وانا اشهد ان الله هو النافع الضار المدبر لا اريد الا منه. والصالحون ليس لهم من الامر شيء. ولكن اقصدهم ارجو من الله شفاعتهم؟ فالجواب ان هذا قول الكفار سواء بسواء فاقرأ عليه قوله تعالى والذين من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقوله تعالى ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. واعلم ان هذه الشبهة الثلاث هي اكبر ما عندهم. فاذا عرفت ان الله وضحها في كتابه وفهمتها فهما جيدا. فما بعدها ايسر منها. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الطريق المجمل وضرب له مثالا يتضح به المقال شرع يبين الشبه المبطلين في توحيد العبادة على وجه التفصيل ابتدأ بشبه ثلاث اوردها واحدة واحدة والحق بكل شبهة ما ينقضها وهذه الشبه الثلاث هي اكبر ما عندهم فاذا سقطت فغيرها اولى بالوهاء والسقوط. فاول هذه الشبه انهم يقولون نحن لا نشرك بالله. بل نشهد انه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر الا الله. وان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه ضرا ولا لا نفعا فضلا عن من دونه ولكن مذنبون والصالحون لهم جاه فنحن نطلب من الله بهم وهذه شبهتهم الكبرى وجواب هذه الشبهة من ثلاثة وجوه. وجواب هذه الشبهة من ثلاثة وجوه. احدها ان هذه قالتا هي مقالة المشركين ان هذه المقالة هي مقالة المشركين الذين كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتله. الذين كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم. فان انهم كانوا مقرين بانه لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الا الله. واتخذوا من اتخذوا من الشركاء شفعاء الله فانتم تثبتون ما يثبتون من الشفعاء بدعوى ان لهم جاها. فما وقعتم فيه قد كان واقعا فيه من كفره النبي صلى الله عليه وسلم وقاتله. والوجه الثاني ان الجاه الذي يكون للصالحين هو جاه لهم. لا يلزم منه جواز دعائهم. ان الجاه الذي يكون للصالحين هو جاه لهم لا يلزم منه جواز دعائهم وسؤالهم فان الله سبحانه وتعالى لم يأذن لك ان تدعو هؤلاء الصالحين وتستغيث بهم بل جعل لهم جاها ومقاما عند الناس ونهاك عن دعاء غيره كائنا من كان فهؤلاء الصالحين من جملة من نهاك الله عن دعائه فقال فلا تدعوا مع الله احدا اي احد ولو كان صالحا. والوجه الثالث ان العبد المذنب مأمور شرعا اذا وقعت منه خطيئة ان يفزع الى الله بالتوبة والاستغفار ان العبد المذنب مأمور اذا وقعت منه الخطيئة ان يفزع الى الله بالتوبة والاستغفار. ولم يؤمر ان يفزع الى اولئك الصالحين ليطلب منهم ان يلتمسوا له المغفرة من الله سبحانه وتعالى ثم ذكر المصنف الشبهة الثانية وهي قولهم ان هذا فيمن يعبد الاصنام. ونحن لا نعبد الاصنام افنجعل الاولياء والصالحين مثل الاصنام وكيف تجعلون الانبياء والصالحين بمنزلة هؤلاء وجواب هذه الشبهة ان الذين انكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم مقالتهم من المشركين لم تكن عبادتهم مخصوصة بالاصنام لم تكن عبادتهم مخصوصة بالاصنام فمنهم من يعبد الانبياء كعيسى ومنهم من يعبد الصالحين فلات ومنهم من يعبد الملائكة. وانكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم جميعا. وكفرهم وقاتلهم فمن عبد الاصنام هو كمن عبد الانبياء والصالحين والاولياء ثم ذكر المصنف رحمه الله شبهته الثالثة وهي قولهم الكفار يريدون منهم. وانا اشهد ان الله هو النافع الضار المدبر لا اريد منه. والصالحون ليس لهم من الامر شيء. ولكن اقصدهم ارجو من الله شفاعتهم والجواب عن هذه الشبهة من وجهين والجواب عن هذه الشبهة من وجهين. احدهما ان هذه الدعوة هي دعوة المشركين الاولين ان هذه الدعوة هي دعوة المشركين الاولين فانهم كانوا يتخذون ما يتخذون ليشفع لهم عند الله فانهم يتخذون ما يتخذون ليشفع لهم عند الله وانتم مصرحون بانكم تتخذون هؤلاء ترجون شفاعتهم وانتم مصرحون بانكم تتخذون هؤلاء تطلبون شفاعتهم فحالكم كحاله فكما كان الاولون كفارا قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم فانتم حققون بالكفر والقتال. والاخر ان الشفاعة يختص ملكها بالله وحده ان الشفاعة يختص ملكها بالله وحده فليست لاحد سواه. قال الله تعالى قل لله الشفاعة جميعا. فالشفاعة كلها لله. فلا اتطلب الا منه ولا تنفع الا باذنه ورضاه والله سبحانه وتعالى نهاك ان تسأل نبيا او وليا او ملكا الشفاعة من دون الله. لانه لا ملك له فيها فلا يسأل فيها نعم